نقدم فيما يلي ، وبإيجاز شديد ، نبذة عن المناهج الشائعة في تدريس اللغة العربية :
1- المنهج السائد في العالم العربي ، والمتأثر بتاريخ ثقافي وتربوي طويل ، وبخصوصيات وطنية تختلف من بلد إلى بلد . ويمزج هذا المنهج بين أساليب عريقة وأخرى جديدة متأثرة بالطرق الغربية ، حيث تنتشر المناهج المتأثرة بالفرنسية في شمال إفريقيا ، والمناهج المتأثرة بالإنجليزية والأمريكية في دول الشرق الأوسط وبلدان الخليج . وتخضع البرامج في هذه البلدان إلى سياسات حكوميّة وطنية ، تبالغ في تمجيد الخصوصيات الإقليمية وأحيانًا تهمّش الدراسات الإسلامية ، كما يغلب عليها عدم الاهتمام بواقع الناس في حياتهم اليومية ، وعدم طرح بعض القضايا لأسباب سياسيّة .
2- المنهج السائد في المدارس الدينية بين الأقليات المسلمة ، حيث تستعمل العربية في تدريس جميع المواد الدينية . وعادة ما يكتسب التلاميذ مهارات القراءة والفهم والتحدث بدرجات متفاوتة من الإتقان . ويختلف نجاح هذه المدارس من بلد إلى بلد ، ومن مدرسة إلى مدرسة . وغالبًا ما تضطر هذه المدارس إلى استعمال مناهج صادرة عن جهات عربية ، فيجد التلميذ الماليزي أو السنغافوري أو الكيني أو الهندي نفسه يقرأ عن نخيل الطائف ، وبترول السعودية ، وشواطئ لبنان ، أو خطاب ملك الأردن ، دون أن تكون لما يقرأ صلة ببيئته . ومن الواضح أن تلك الكتب المنهجيّة لا تخدم دائمًا أهداف الأقليّات من تعلم العربية .
3- المنهج المستحدث في تدريس العربية لغير النّاطقين بها ، وهو منهج ما زال في طور التكوين والتجربة ، ويعتمد على نظريات اللسانيات الحديثة في تدريس اللغات الأجنبية . وهو يناسب الأهداف التي تسعى من أجلها المدارس الإسلامية في أوروبا والولايات المتحدة وجنوب إفريقيا وأستراليا وجنوب شرق آسيا وغيرها . إلاَّ أنّ الجهود في هذا المجال لا تزال فرديّة ، وينقصها الكثير من التنسيق والتعاون في الطاقات البشرية والماديّة للحصول على أفضل النتائج الممكنة .
4- مناهج المستشرقين التي لا تزال منتشرة في كثير من الجامعات الأوروبية والأمريكية ، ويغلب عليها طابع تدريس العربية من خلال مناهج تدريس اللغات الميتة والكلاسيكيّة (خاصة الإغريقية القديمة واللاتينية . ويغلب على هذه الطريقة الاهتمام بالقواعد النظريّة ولغة الكتابة . وبطبيعة الحال ، كان هذا المنهج صالحاً للترجمة الكتابيّة وتحقيق المخطوطات من قِبَل هؤلاء المتخصصين .