ماهية أسلوب تمثيل الأدوار : 

عرف لعب الدور ( Role playing ) بأنه أحد أشكال التعبير الدرامى ، ويساعد على الإدراك القيمى ، وهو محاولة لخلق علاقات اجتماعية بين أفراد المجموعة ، حيث يواجه التلاميذ موقفاً أو مشكلة ما يحاولون عرضها عن طريق تمثيلها أمام التلاميذ ، عرض وجهات النظر المرتبطة بها ، وتنتهى بالمناقشة بين المعلم والتلاميذ بهدف الوصول إلى حل لها " . 

كما عرفه لويس كوهين ( Louis Cohen ) بأنه : المشاركة فى مواقف تحاكى المواقف الاجتماعية بهدف إلقاء الضوء على الأدوار أو القواعد التى تحكم مواقف الحياة الحقيقية المرتبطة بالنواحى الواقعية . 

وعرف قاموس التربية تمثيل الدور بأنه : تعليم جماعى ؛ وهو أسلوب للتدريس يقوم فيه التلاميذ بتمثيل الأدوار الرئيسة للموقف وذلك لتفسير وحل موقف المشكلة . 

وهو عرض تمثيلى لمشكلة ما بواسطة عدة أفراد فى مجموعة ما بينما بقية التلاميذ يلاحظون تنفيذ الأدوار ، ويشير إلى التمثيل التلقائى للمواقف التى تحتوى على العلاقات الإنسانية ، ويهدف إلى معايشة الأحداث والقضايا .

أم رزق عبد النبى فقد عرفه : بأنه طريقة تدريسية تتضمن إعادة تنظيم الخبرة وتشكيلها ، ويقوم التلاميذ بتمثيل الأدوار الرئيسة فى الموقف ، وذلك بهدف تفسير وتوضيح المادة العلمية ، وحل الموقف أو المشكلة تحت إشراف وتوجيه المعلم . 

ويرى " جون وجانييه " أن تمثيل الأدوار يستخدم فى وضع الحلول والبدائل للقضايا بهدف الوعى والإلمام بجوانبها المختلفة . 

ومن خلال العرض السابق لتعريف تمثيل الأدوار يمكن للدراسة الحالية أن تعرفه بأنه : " أحد الأساليب الدرامية التى استخدمه الباحث فى تنمية مهارات التعبير الشفوى الخاصة بالأسلوب من خلال مواقف وموضوعات الاتصال الحيوية المناسبة لتلاميذ الصف الرابع من المرحلة الابتدائية . 

وتمثيل الدور مدخل حيوى لتدريس التعبير الشفوى ويتم بتحويل الفصل إلى مسرح يمارس فيه كل تلميذ دوراً ، ويتصرف بناء على أبعاد هذا الدور ، سواء اتخذ التمثيل مواقف اجتماعية يتحرك من خلالها التلميذ ، أو مواقف تاريخية لشخصيات لها أبعادها الحضارية ، أو السياسية ، أو العسكرية ، أو الدينية ، أو الثقافية . فمن خلال هذه التمثيلية يمارس التلميذ اللغة جو يقترب به من مواقف الحياة العادية التى يعيشها ، ويمارس اللغة من خلالها فتؤدى وظائفها فى الفهم والإفهام ومن خلال هذه المواقف أيضاً يمارس التلميذ أنماطاً لغوية وكلمات وأساليب مما يسمعه أو يتحدث به هو أو غيره داخل المجتمع ، ومن خلال استخدام الألعاب الدرامية داخل المواقف التمثيلية تزداد ثروة التلميذ اللغوية فى شكل كلمات جديدة يستخدمها أو معان جديدة تكتسبها الألفاظ بجوار المعانى التى سبق له أن عرفها ، كما أن أفكار التلاميذ تنمو وخبراتهم تزداد وأحاسيسهم تصقل ، كل هذه الجوانب تيسر للتلميذ أن يمارس اللغة بنجاح فى مواقفها الطبيعية العملية داخل المجتمع . 

وتحتاج هذه الطريقة إلى الحركة والنشاط فى الهواء الطلق ، وهى لا تتقيد بحجرة الدارسة ، فالدروس يمكن أن تعطى بطريقة تمثيلية فى حديقة المدرسة ، أو ملعبها ، أو مكتبتها ، وفيها يكون التعليم شائقاً ويكون التلاميذ سعداء حينما يقومون بتمثيل أدوارهم فى دروسهم ؛ وحينما يكونون سعداء يبذلون كل جهدهم فى تعلمهم ، وبها يكون التعليم عملياً ، ويكون التلاميذ عمليين ، ويشعرون بالسرور والغبطة حينما يكلفون بتمثيل دوراً فتراهم يعملون بشوق ورغبة ، ويبذلون ما فى طاقتهم ، وما فى وسعهم ؛ لنجاح هذا الدور ، ويجب على المعلم أن يوقظ فى التلاميذ الرغبة فى التعلم ، ويبث فى نفوسهم حب التعلم ، وفى ظل هذه الطريقة يتعلم التلاميذ أكثر مما يتعلمون بالطريقة العادية ، والتدريس المعتاد ؛ فبالطريقة التمثيلية لا يتعلم التلاميذ من خلالها كما يتعلمون فى الطرق العادية . 

ومن الأسباب التى تجعل المعلم يقرر استخدام تمثيل الدور السببان التاليان : 

أ‌- عندما يكون لدينا برنامجاً فى التعبير الشفوى يشكل فيه تمثيل الدور معظم المادة المراد نقاشها وتحليلها ؛ وفى هذه الحالة قد تختار قصصاً تدور حول المشكلات الموجودة فى البرنامج . 

ب‌- أن نساعد مجموعة من التلاميذ على التعامل مع مشكلة من مشكلات العلاقات الإنسانية التى توجد لديهم ، حيث إن أسلوب تمثيل الدور يمكن أن يفتح المجال أمامهم للاستقصاء حولها وحلها وإن من شأن أسلوب تمثيل الدور أن ينمى مهارات الاستقصاء لدى التلاميذ وبصقل قدراتهم على اتخاذ القرارات ، فهو مصمم ليغير السلوك الاجتماعى لدى التلاميذ  

وبعد تحديد ماهية استراتيجية تمثيل الأدوار ؛ تجدر الإشارة إلى تحديد استخداماته فى المواقف التعليمية ، وهذه ما تعرضه الدراسة فيما يلى . 

جـ- استخدام أسلوب تمثيل الأدوار فى تدريس التعبير الشفوى فى المرحلة الابتدائية .

The Uses of Role Plaving in Educational Situation أسلوب تمثيل الدور يعنى التعلم عن طريق المواقف التمثيلية ، مما يتيح للتلاميذ فرصة اكتشاف طبيعة العلاقات الداخلية للمشكلات الاجتماعية ، والاقتصادية ،و السياسية ، وتمثيل الأدوار كاستراتيجية لها جذورها فى الأبعاد الشخصية ، والاجتماعية ، حيث إنها تحاول مساعدة التلميذ فى التعرف على الأحاسيس الشخصية فى داخل عالمه الاجتماعى ، والأسلوب التمثيلى من شأنه أن يتيح للتلاميذ فرصة التأمل فى العلاقات السببية بين الأحداث كما يجعل التلميذ يدرك أن تصرفاته وقراراته ذات تأثير فى حياة الآخرين بطريقة أو بأخرى وأسلوب تمثيل الأدوار نوع من دارما التمثيل وفيه يقوم أحد التلاميذ بالاشتراك مع زميل آخر بتمثيل أحد الأدوار الخاصة بموقف ما من المواقف الحيوية التى تناسب هؤلاء التلاميذ ، وهذا الأسلوب من أفضل الأساليب الدرامية التى يعتمد عليها فى تدريب التلاميذ على مهارات التعبير الشفوى لأسباب تتلخص فى الآتى :  

1- إن التلاميذ فى المدرسة الابتدائية يولعون ولعا شديداً بالتمثيل ويجدون فيه ترويحاً ومتعة لنفسهم . 

2- إن أسلوب تمثيل الأدوار يسهم فى انتزاع الخوف والخجل من نفوس التلاميذ ويعمل على بث الثقة لديهم ، وطبعهم على الاتزان والجرأة . 

3- إن التمثيل وسيلة صالحة ومجدية فى تدريب ألسنة التلاميذ على التعبير الجيد ، وإجادة الكلام ، وتنمية ثرواتهم اللغوية . 

4- إن هذا الأسلوب يبعث فى التلاميذ روح المرح والنشاط ، ويحبب إليهم الحياة المدرسية ، ويرغبهم فيها . 

5- إن هذا الأسلوب يهئ للتلاميذ فرصاً ممتعة وجواً بديعاً ؛ لتقدير زملائهم ، وإشباعهم لميولهم . 

6- وفوق ذلك فإن التمثيل فى حد ذاته يجعل الموقف أعمق وأقوى فى النفس مما يسهل معه تثقيف التلاميذ ، والتأكيد على المعلومات والخبرات فى أذهانهم . 

7- تمثيل الدور يقوم على مبدأ اجتماعى عام أساسه التعاون فى تأدية العمل المشترك . 

8- للتمثيل آثاره الواضحة فى إصلاح عيوب النطق لدى كثير من التلاميذ ، وعلاج الحالات الشاذ كالانطواء ، والميل إلى العزلة . 

9- يمكن أن يسهم أسلوب تمثيل الأدوار فى تهذيب نفوس التلاميذ وتربية الإحساس بالذوق والجمال . 

10- التمثيل من أهم الوسائل التى تستخدم لتحقيق ما يسمى بالهدوء النفسى أو الرضا ولتحيق المتعة ، وتقليل الاضطرابات . 

11- التعبير عن الذات ، وإجادة النطق ، والإلقاء ، والتحكم فى الصوت وتعبيرات الوجه ... الخ . 

12- إثارة الانتباه ، والحماسة ، وتتبع الموضوع بشغف واهتمام . 

13- تحديد الإطار الزمانى والمكانى والثقافى .... للموضوع أو الموقف المعروض . 

بعد التعرف على استخدامات لعب الأدوار فى المواقف التعليمية ، فإن السؤال الذى يفرض نفسه الآن هو : ما خطوات استراتيجية تمثيل الأدوار فى تنمية مهارات التعبير الشفوى لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية ؟ وهذا ما تعرض الدراسة فى الآتى : 

4- خطوات أسلوب تمثيل الأدوار ودور المعلم فى تنمية مهارات التعبير الشفوى فى المرحلة الابتدائية :

توجد أساليب متعددة لتمثيل الأدوار فى المواقف التعليمية تحدث عنها كثير من التربويين مثل : فإن مينتس ، ونادية أبو سكينة وتضمنت مجموعة من الخطوات . 

فقد حدد فإن مينتس ( Van Ments ) خطوات استراتيجية تمثيل الأدوار فى مجموعة من الخطوات كما هو مبين فى الشكل التالى :