هل الـولاء ليس من أصـل الدين؟
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية([1]): «وأصل الدين أن يكون الحبُّ لله والبغضُ لله، والموالاة لله، والمعاداة لله، والعبادة لله، والاستعانة بالله، والخوفُ مِن اللهِ، والرجاء لله، والإعطاء لله، والمنع لله، وهذا إنما يكون بمتابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أمره أمر الله، ونهيه نهي الله، ومعاداته معاداة الله، وطاعته طاعة الله، ومعصيته معصية الله».
ويقول في ”منهاج السنة“، أيضًا([2]): «فنفس محبته أصل لعبادته، والشرك في محبته أصل الإشراك في عبادته».
ويقول في نفس الجزء([3]): «فاللهُ فطرَ عباده على الحنيفية ملة إبراهيم وأصلها محبة الله وحده، فما من فطرة لم تفسد إلا وهي تجد فيها محبة الله تعالى، لكن قد تفسد الفطرة إما لكبر وغرض فاسد كما في فرعون، وإما بأن يشرك معه غيره في المحبة كما قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ )([4]). وأما أهل التوحيد الذين يعبدون اللهَ مخلصين له الدين فإن في قلوبهم محبةَ اللهِ لا يماثله فيها غيره، ولهذا كان الربُّ محمودًا حمدًا مطلقًا على كل ما فعله، وحمدًا خاصًا على إحسانه إلى الحامد فهذا حمد الشكر، والأول حمده على كل ما فعله، فالحمد ضد الذم، والحمد: خبرٌ بمحاسن المحمود مقرونًا بمحبته، والذم: خبرٌ بمساوئ المذموم مقرونًا ببغضه.
إلى أن يقول: فلا تكون عبادة إلا بحب المعبود ولا يكون حمد إلاَّ بحبِّ المحمود وهو سبحانه المعبود المحمود. وأول نصف الفاتحة الذي للربِّ حمده وآخره عبادته، أوله الحمد لله ربِّ العالمين، وآخره إياك نعبدُ وإيَّاك نستعين.
إلى أن يقول: وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أفضل ما قلتُ أنا والنبيُّونَ مِنْ قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قدير»، فجمع بين التوحيد والتحميد، كما قال تعالى: (فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين)([5])».
<!--EndFragment-->
ساحة النقاش