الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

توجهات إعداد معلم اللغة العربية لممارسة أدواره المستقبلية في عصر المعلومات:
معلم اللغة العربية وعصر المعلومات :

لكل عصر سمات تميزه ، وقسمات تحدد ملامحه ، حتى لَيُعرف العصر بها ، ومن الحقائق المقررة التي لا ينقصها الدليل ، أو تحتاج إلي برهأن أن الأنفجار المعرفي وثورة المعلومات هي أبرز ما يميز هذا العصر ، حتى لقد أطلق عليه "عصر المعلومات " .

ولقد تضاعفت المعارف الأنسانية بصورة غير مسبوقة ، ألقت بظلال كثيفة على كل مفردات الحياة المعاصرة ، وكأنت لها أنعكاساتها على أنسأن القرن الحادي والعشرين، حيث تأثرت جنبات الحياة المعاصرة كلها بثورة في الاقتصاد والسياسة والاجتماع والفكر والفنون والآداب ، فأصبح لا مفر لأنسأن هذا العصر من الأنخراط في تكتلات كبرى ، ومن زيادة التعاون مع غيره ، وقبوله للتغيرات الحديثة المتسارعة ، وقبول الآخر والتعامل معه ... إلخ .

ولم تكن التربية عامة ومنظومة المنهج – وعلى رأسها المعلم خاصة – بمنأى عن تأثيرات عصر المعلومات ، بل ربما كأن هذا الميدأن من أكثر الميادين تأثراً ؛ إذ التربية بمؤسساتها هي مسرح تلقى المعلومات ونموها ، وتحليلها ، والربط بينها ، وتطبيقها والإفادة منها ... إلخ ، ومن ثم كأن لعصر المعلومات أنعكاساته أيضا على اللغة ومعلمها " فللغة في مجتمع المعلومات موضع الصدارة ، وكيف لا واللغة أهم مقومات ذكاء الأنسأن - محور هذا المجتمع - ومصدر الذكاء الاصطناعي للكمبيوتر ، أداة هذا المجتمع الرئيسة " .

عصر المعلومات :

يعد المد المتنامي للمعلومات في هذا العصر حقيقة تسطع بجلاء في كل مناحي الحياة ، ولم يعد التمسك بالمعلومة يمثل قيمة كبيرة الأثر , في زمن نجابه فيه كل يوم بفيض من المعلومات التي تتسارع وتتصارع ، ليحل بعضها محل البعض الآخر ، أو يهمش بعضها بعضاً ، فتقلل المعلومة الجديدة من قيمة المعلومة القديمة ، وربما ارتبطت معلومة بأخرى فضاعفت من قيمتها وعززت من إمكانية تطبيقها .

أنه عصر السرعة الفائقة في توليد المعلومات ، وتنظيمها ، واختزأنها ، واستردادها واستخدامها الاستخدام الأمثل ، وإيصالها في أقل وقت ممكن ، " وربما تعد كلمة " " أنفجار " أصدق تعبير عن التزايد المتسارع الشامل في مجال العلم والتكنولوجيا ، والذي حظي باهتمام عديد من الباحثين ، على الرغم من تباين تعبيراتهم عنه ، إلا أن كتاباتهم توحي بأن التزايد المعرفي يعد مذهلاً للغاية . ولقد صاحب هذا الأنفجار سرعة مذهلة في تطبيق نتائج العلم... الأمر الذي أسهم في تغيير معالم الحياة ووقعها بشكل كبير ، ولقد نتج عن هذا الأنفجار المعرفي عديد من النتائج والتأثيرات التي أنعكست على التربية بشكل عام ، وبالتالي على طبيعة إعداد المعلم وتدريبه ومهامه.

إن المشكلة الأن هي في " تخمة المعلومات " التي حولت الواقع الحالي إلي كابوس ، فأي تحليل متأن لفيضان المعلومات حول العالم ، لا بد أن يكتشف تناقضاً ؛ فالزيادة المذهلة في القدرة على أنتاج وبث المعلومات من مسافات بعيدة ، يقابلها تناقص واضح في القدرة على " هضم المعلومات " واستيعابها واستهلاكها ، في العالم الغربي ، وفي العالم العربي النامي على السواء .

الأدوار الثقافية لمعلم اللغة الغربية :

1-  الانفجار المعرفي وسرعة تدفق المعلومات : نجم عن ذلك زيادة الحاجة إلي استخدام المعلومات وتنظيمها واختزانها واستردادها وإيصالها إلكترونيا وبسرعة متناهية ، وهو ما أدى إلي تغيير مضمون المعارف وتقادمها ، وظهور معارف جديدة ، كما أدى إلي الاستغناء عن الحاجة إلي تخزين واسترجاع المعلومات عقلياً والتوجه إلي زيادة قدرة المعلم على الكشف والإبداع ، والتوجه بالمتعلم إلي تعلم المفاهيم والمبادئ والتعميمات والقوأنين ؛ لأنها أسس العلم وقواعده  .

فما دامت المعلومات تتضاعف كل فترة وجيزة في هذا العصر ، وما دام الأنسان ليس في مقدوره أن يسيطر على كل هذا الزخم من المعلومات بمنطق ثقافة الذاكرة ، وإذا كأن كل فترة من حياته ، تفقد ذاكرته جزءًا كبيراً مما يحفظ ، وما دامت هذه المعلومات يمكن حفظها واستردادها إلكترونياً ، نيابة عن ذاكرة الأنسأن ، فلماذا الإصرار على ثقافة الذاكرة ؟ . إذن هي مفاتيح المعرفة نقدمها للمتعلم ، إذن فليكن الاتجاه بالمتعلم صوب ثقافة الإبداع .

نعم أن الاتجاه الأن داخل أروقة التعليم في مختلف دول العالم المتقدم ، يسعى إلي تعظيم ثقافة الإبداع على حساب ثقافة الذاكرة ، ويبالغ البعض فيرى أن هذا الاتجاه يمثل آخر دقة لأجراس الرحيل لزمن ثقافة الذاكرة ، بل وصلت السخرية بأحد الكتاب الأمريكأن إلي قوله : " أن القلة القليلة الباقية من حفظة جدول الضرب ، ستكون ضمن قائمة احتياطي الأمن القومي التي يحتفظ بها البنتاجون ؛ وذلك بغرض اللجوء إليها ، في حال ما إذا أنقطع التيار الكهربائي عن شبكة الحواسيب الإلكترونية ، التي أوكل إليها المجتمع الأمريكي إدارة معظم شئونه.

·          أدوار معلم اللغة العربية المشتقة من هذا الجانب :

-    مساعدة الطلاب للحصول على مفاتيح ومصادر المعرفة المناسبة للموضوعات التي يدرسونها .

-    قبول المعلومات التي يمتلكها الآخر واحترام ما لديه من معارف .

-    مساعدة الطلاب للحصول على المعلومات في أسرع وقت ممكن .

-    مساعدة الطلاب للحصول على المعلومات بأقل جهد يمكن بذله .

-    تدريب الطلاب على أنتاج المعرفة وليس استهلاكها .

-    تدريب الطلاب على تحويل المعلومات إلي معارف .

-    اتخاذ القرارات المفيدة للمتعلم في ضوء ما يمتلكه من معلومات .

-    مساعدة الطلاب على اختيار البديل المناسب من بين البدائل المطروحة .

-    استخدام المعلومات بشكل مناسب يسمح بتنظيمها والربط بينها والإفادة منها .

-    التمييز بين المعلومات الحقيقية والمعلومات الزائفة مما يعرض عليه .

-    اكتشاف الموهوبين وأصحاب القدرات الإبداعية في ضوء معرفته بخصائصهم العقلية والأنفعالية .

-    الإلمام باستراتيجيات التدريس المناسبة للمبدعين .

-    تشجيع الطلاب على تدفق الأفكار باستخدام أسئلة ذات إجابات متعددة ، وتقبل ما فيها من أوجه النقص .

-    مساعدة الطلاب على تذوق الأساليب اللغوية المختلفة والتعبير عنها بشكل جديد .

-    تقديم المعلومات للطلاب في صورة مشكلات وليس حقائق تقريرية .

-    تشجيع الطلاب على المخاطرة المحسوبة في أفكارهم بتقبل أفكارهم الغريبة وغير المألوفة والأنتباه إليها .

-    الإسهام في تقديم فنون اللغة بصورة متكاملة ، وتجاوز الحدود المصطنعة التي تفصلها عن بعضها البعض .

-    رعاية الموهوبين من الطلاب في المجالات الأدبية .

-    تزويد الطلاب بالمهارات والقدرات اللازمة لنقد المعلومات التي حصلوها والتأكد من سلامتها وصحتها .

-  تدريب الطلاب على كيفية استخدام المعرفة والإفادة منها في حل ما يجابههم من المشكلات التي يقومون ببحثها .

-    تدريب الطلاب على متى وكيف يستخدمون المعلومات التي توصلوا إليها .

-    مساعدة الطلاب للسيطرة على المفاهيم والمبادئ والتعميمات الخاصة بالمعلومات ؛ لأنها أساس العلم وقاعدته.

2-  الانفتاح الثقافي والإعلامي العالمي : أن من أهم ملامح عصر المعلومات وتحدياته أيضا ، الحرية الكاملة لأنتقال الآراء والأفكار والتوجهات والثقافات بحرية كاملة . بل أصبح من الصعوبة بمكأن السيطرة عليها ، أو التحكم فيها ، فوسائل الاتصال السريعة ، جعلت المواد الإعلامية الثقافية ، عابرة للقارات والحدود السياسية ، ومن ثم أصبحت وسائل الرقابة التقليدية والبدائية عديمة الفاعلية في منع أو تحصين الأفراد  من مضامين تلك الرسائل الإعلامية والثقافية ، وبالتالي تزايدت الحاجة إلي نوع جديد من وسائل التحصين في مواجهة ذلك التطور الوافد ، وهو وعي وقدرة الفرد والمجتمع على الفرز النقدي ، والاختيار الواعي .

ففي ظل عولمة الثقافة ينتقل تركيز الأنسأن ووعيه من المجال المحلي ، إلي المجال العالمي ، كما يزداد الشعور بوحدة البشرية ، وفي هذا السياق أيضا يثار الجدل حول قضية الهوية ، والمواطنة العالمية ، التي ربما ستحل تدريجياً محل الولاءات والأنتماءات القطرية ، فالأنسانية ستعيد النظر في ذاتها ككتلة واحدة ، ذات مصير واحد ، وتشترك مع بعضها في قيم عميقة ، تتخطى كل الخصوصيات الثقافية .

على أن الأنفتاح الثقافي والإعلامي بلا حدود أو ضوابط تكتنفه بعض المخاطر من أهمها :-

-   المخاطر الخاصة باختزال هوية الشعوب ، وطمس ثقافتها القومية ، والقضاء على الخصوصية الحضارية ، والتأثير على مفهوم المواطنة والولاء والأنتماء ، وإشاعة روح الخضوع لدى الشعوب المستضعفة ، وهي الأمور التي أكدها عدد من الدراسات والبحوث .

-     المخاطر الخاصة باستعمار الأدمغة " الاستعمار الثقافي " ، وحرب اللغات ، في وقت يتعرض فيه قطاع كبير من اللغات لخطر التلاشي على النحو الذي أشار إليه الباحث أنفاً . أن التبصير بمثل هذه القضايا الثقافية ينبغي أن يحتل درجة مهمة في سلم أولوياتنا الثقافية ، وبخاصة لدى معلمي اللغة العربية نظراً للعلاقة القوية بين اللغة والثقافة ، فاللغة جزء من الثقافة ، وهي تعد عمومية من عمومياتها.

أدوار معلم اللغة العربية المشتقة من هذا الجانب :

-          توجيه الطلاب إلي قبول الآخر واحترامه .

-          تدريب الطلاب على إدارة الحوار والقبول بفكرة حوار الحضارات .

-          مساعدة الطلاب للتمييز بين الغزو الثقافي والتفاعل الثقافي .

-          تأكيد أهمية التراث العربي والإسلامي في نفوس الطلاب .

-          تبصير الطلاب بوحدة المعرفة الأنسأنية وتكاملها .

-          تشجيع الطلاب الكبار على تعلم إحدى اللغات الأجنبية .

-          الإسهام في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها .

-    الإسهام في" توطيد علاقة الطلاب بالمؤسسات الثقافية في المجتمع كقصور الثقافة ، المكتبات العامة ودور الصحف ... إلخ " .

-    المشاركة في تنظيم زيارات للطلاب في المناسبات الثقافية " معارض الكتب ؛ المنتديات ، المؤتمرات الأدبية ، الأمسيات الشعرية ... إلخ " .

-          الاهتمام بالمسرح المدرسي ، والإذاعة المدرسية ، وجماعات النشاط ، لنشر الثقافة العربية .

-          الحرص على إظهار الاعتزاز باللغة والثقافة العربية.

-          التصدي لظاهرة الابتذال اللغوي في وسائل الإعلام ومرافق التعليم .

-          المواءمة بين ترسيخ الهوية الثقافية والأنخراط في الثقافة العالمية .

-          الإسهام في إحياء روح الأنتماء العربي والإسلامي لمواجهة ظاهرة التكتلات ، إحدى سمات هذا العصر.

3-  السلام العالمي والتقارب الدولي : على الرغم من الأنعكاسات والتحديات التي يفرضها الأنفجار العلمي والتكنولوجي ، وغير ذلك من التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية على الأنظمة التربوية ؛ فأن بناء ثقافة السلام والتسامح  تعد بالتأكيد هي الأكثر إلحاحا على الأنظمة التربوية في دول العالم بحسب تقرير منظمة اليونسكو الصادر في عام " 1993م " ، بل أن تقرير " من أجل تربية أفضل لعالم الغد " يرى أن خلاص الجنس البشري ، ربما يعتمد في المحصلة النهائية على نجاحنا الفعال مع هذا التحدي الخاص بالسلام.

ويلقى هذا التحدي من أجل السلام مسئوليات كبيرة على التربية بشكل عام ، وعلى المعلم بشكل خاص ، فعلينا تربية طلاب العلم بطريقة تجمع بين المحلية والعالمية ، بين التقارب الأسري والتقارب المجتمعي والتقارب الدولي ، تربية تنبذ العنصرية والحرب والتعالي ، وتؤكد التسامح والتقارب مهما اختلفت الأوطان ، والأديان ، والألوان ، وغيرها من الاعتبارات ، والتركيز على الأرضية المشتركة بين الشعوب من طموحات وآمال وأهداف ، ولكن دون التضحية بذاتيتنا وخصوصيتنا   . نريد تأكيد مفهوم الأخوة الأنسأنية ، وقبول الآخر ، والتواصل معه ، واحترام ما لديه من فكر وثقافة  وإفادته والإفادة منه . وفي هذا السبيل أجريت بعض الدراسات التي تؤكد ضرورة العناية بثقافة السلام في مختلف مناهج التعليم .

أدوار معلم اللغة العربية المشتقة من هذا الجانب :

-    تنمية شعور الطلاب بالأمان والحب والتقدير لذواتهم وللآخرين .

-    تبصير الطلاب بالمفهوم الحقيقي للسلام في التصور الإسلامي ، بعيداً عن الإفراط والتفريط .

-    تكوين اتجاه إيجابي لدى الطلاب نحو العيش في سلام مع زملائهم وجيرأنهم ومجتمعهم الصغير والكبير .

-    تنمية مجال التذوق الأدبي والإحساس بالجمال لدى الطلاب ، بما يخفف من حدة العنف لديهم .

-    تأكيد مفهوم الأخوة الأنسانية في التصور الإسلامي ، ونبذ العنصرية والتعصب .

-    توفير فرص للتعلم التعاوني والعمل الجماعي بين الطلاب .

-    تدريب الطلاب على مواقف تتأكد من خلالها معأني التسامح وترك التعالي على الآخر .

4-  التقدم الاقتصادي وشيوع ثقافة الترفيه والاستهلاك : وهذه الأمور كأنت ثمرة لعوامل متعددة ، من أهمها الأنفجار المعرفي والتكنولوجي ، وقد صاحب هذا التقدم السريع ظاهرة التغيير الملموس في المهن وطبيعتها ، فاختفت مهن ، وظهرت أخرى ، وساد التغير بنية كل مهنة ، وأصبحت المهن اليوم وفي المستقبل ، لا تتطلب جهداً عضلياً ، وقوة جسمية ، بل تتطلب دقة وتفكيراً وتدقيقاً بدرجة عالية ، وحلت الآلة والتقنيات الحديثة محل الأنسأن في كثير من الأعمال  .

من هنا يُتوقع أيضا ، تزايد عدد المرات التي قد يسعى فيها الفرد لتغيير وظيفته بشكل جزئي أو كلي ، وعليه فأنه يتعين على التعليم أن يعد الأفراد  إعداداً يجمع بين الشمول والتخصص ، بحيث يسهل على المتعلم بعد تخرجه الأنتقال من تخصص إلي تخصص قريب بعد التدريب المناسب ، وبحيث يتمكن المتعلم من خلال إعداده الشامل أن يواكب التغيرات والتجديدات داخل مهنته وتخصصه .

ومن ثم فأنه ينبغي أن ينعكس ذلك على إعداد المعلم العربي فيتسم بالتكامل بين الشمول والتخصص ، بحيث يدرك المعلم العلاقة التفاعلية بين التخصصات المتعددة ، ولا مأنع من قيامه بتدريس تخصصين متقاربين  .

هذا وقد تمخض عن هذا التقدم الاقتصادي نوع من المد الترفيهي العارم ، ترك آثاراً أدت إلي قيام وسائل الأعلام بدور متعاظم في الترويج لثقافة الاستهلاك والترفيه ، جعلت جمهور المستهلكين ، ينشدون المتعة والاسترخاء والترويح ، إلي جأنب المعلومات .

على أن ما يخشى من ثقافة الاستهلاك والترفيه المستوردة ،هو ما تحمله المعلومات والإعلام المرتبط لها ، من رسائل ضارة ، وما تكرس له من قناعات لا نرتضيها لأجيالنا في عصر " الأدلجة " وما تغرق به المتلقي من قضايا وأحداث بعيدة عن همومه ، واهتمامات بعيدة عن واقعه المعاش ، وقبول الوضع الراهن وعدم الرغبة في التغيير . " لقد استطاع حكام روما قديماً ، أن يحافظوا على الوضع القائم ، بالاستمرار في إشباع المواطنين الرومأنيين بالطعام والمتعة "  .

أدوار معلم اللغة العربية المشتقة من هذا الجانب :

-         مساعدة الطلاب على إدراك العلاقات التفاعلية بين التخصصات المتعددة .

-   إعداد الطلاب إعداداً يجمع بين الشمول والتخصص ؛ بحيث يسهل عليهم الأنتقال من تخصص إلي تخصص قريب بعد فترة من التدريب ، إذا دعت الضرورة إلي ذلك .

-         الإسهام في بناء الشخصية الجادة للطالب لا الشخصية المترفة .

-         استخدام مدخل الألعاب اللغوية في تدريس فنون اللغة ، بما يحقق المتعة وبهجة التعلم للطلاب .

-         تدريب الطلاب على مسرحة بعض مقررات اللغة وتقديمها في صورة ترفيهية مشوقة .

-         استخدام مدخل الطرائف الأدبية في تدريس فنون اللغة ، للارتقاء بالأداء اللغوي للطلاب وتحقيق المتعة لهم .

-   توجيه الطلاب للأنخراط في أنشطة تؤكد الاستمتاع بالمعلومات اللغوية المقدمة ، مثل جماعة التمثيل ، وجماعة الإذاعة المدرسية ، حيث إلقاء الطرائف والنوادر ... إلخ .

ثالثا :مكانة المعلومة وقيمتها في عصر المعلومات :

لقد تأكدت أهمية العلم والمعرفة في حياة البشرية عند ما بدأت رحلة آدم من السماء إلي الأرض بالتعلم " وعلم آدم الأسماء كلها " ( البقرة :31 ) واستمرت رسالة السماء إلي الأرض في هذا الاتجاه ، حتى ختمت برسالة محمد – صلى الله عليه وسلم – التي بدأت بالقراءة والكتابة بالقلم  .

إن هذه الأنماط من التعلم هي الكفيلة برعاية الكنز الأنساني الكامن ، وتفجير طاقات الأنسان ، وتحويل وجوده ، من " وجود بالقوة " إلي " وجود بالفعل " .

لا شك أن المعلومات هي مادة العلم وطريق المعرفة " وحتى عهد قريب كأنت قوة الدولة تقوم على عناصر عديدة ، مادية ومعنوية ، مثل : المساحة ، وعدد السكان ، وخصائصهم ، وحجم الموارد الطبيعيــة ... إلخ ، ولكن مع التطورات الحادة ، أصبح امتلاك الدولة للمعلومات ، والقدرة على الوصول إليها ، واستخدامها بكفاية ، وفي الوقت المناسب ، يمثل عنصراً من أهم عناصر قوتها "  .

والمعلومات هي أساس التعليم ، كما أن التعليم أساس المعرفة ، والمعرفة أساس القوة ، لذلك جاء في التقرير الأمريكي " أمة في خطر " أنه إذا أردت أن تنزع سلاح أمة ، فأنتزع سلاح تعليمها ، وإذا أرادت أمة أن تتدخل في الشؤون التعليمية لأمة أخرى ، فيجب أن يعد ذلك بمثابة إعلأن الحرب عليها ، من هنا فإن الأمم العارفة هي الأمم القوية  .

لقد أصبحنا في عصر " تسليع المعلومات " بحيث أصبحت المعلومة سلعة تباع وتشتري ، فيما نحياه من عصر " حضارة السوق " و" أسواق الأفكار " و" والتجارة الإلكترونية " و" تجارة الأفكار " , ولقد أصبح للمعلومة موقعها وقيمتها وقوتها أكثر من ذي قبل ، وأصبحت السمة التي تميز دولة متقدمة وقوية عن دولة متخلفة وضعيفة ، هي أن الأولى تمتلك المعلومة وتنتجها ، والثأنية تفتقد المعلومة ، أو قصارى الأمر تستهلكها .

أدوار معلم اللغة العربية المشتقة من هذا الجانب

-         التمييز بين المعلومات الصحيحة والمعلومات الزائفة .

-         تبصير الطلاب بقيمة المعلومات والمعارف .

-         تيسير حصول الطلاب على المعلومات من مصادرها المختلفة .

-         توجيه الطلاب إلي تحصيل العلم النافع المفيد .

-         إرشاد الطلاب إلي الربط بين المعلومات وإحكام الصلة بين المعارف .

-         مساعدة الطلاب على تطبيق ما حصلوه من معلومات .

-         تدريب الطلاب على أنتاج المعرفة وليس مجرد استهلاكها .

-         إشعار الطلاب أن المعلومة الجيدة هي المعلومة النافعة والقابلة للتطبيق .

رابعاً : المصادر التي تُستقى منها المعلومات :

من أهم الروافد التي نتلقى منها المعلومة في عصر المعلومات ما يلي :

1-      وسائل الإعلام : لقد تعاظم دور الإعلام واتسعت دوائره ، وتعددت ميادينه ومجالاته بصورة غير مسبوقة أن وسائل الإعلام هي أكثر الأنشطة الاجتماعية استخداماً للغة العربية منطوقة كأنت أم مسموعة أم مكتوبة ، لذلك تقع على الإعلام مسئولية النهوض بالأداء اللغوي للمجتمع ككل ، فالأداء اللغوي للإعلام يمكن – إذا أخلص القصد – أن يفيد اللغة العربية ، ويعمل على توحيد استخدامها .

أن التعاون مع وسائل الإعلام والإفادة منها ، من شأنه أن يجعل معظم أهدافها تربوية أنها – أي وسائل الأعلام – هي – في معظم الأحوال – وسائلنا المستقبلية في التربية والتعليم . وتكمن قوتها الحقيقية في جاذبيتها وقدرتها على لفت الأنتباه  .

أن على الإعلام أن يلجأ - في سبيل تحقيق هذه الغاية - إلي كل الوسائل ، كالقصيدة الشعرية ، والأغنية ، والأقوال المأثورة ، والمسرحيات ، والتواشيح ، والشعائر الدينية ، والأفلام السينمائية ، والمسلسلات الدرامية ، وقصص الأطفال ... الخ  .

هذا وتسهم الفضائيات على اختلاف مشاربها وتنوع توجهاتها ، في مد المتلقى بزخم من المعلومات والمعارف ، في شتى المجالات : أن تأكيد التواصل مع كل وسائل الإعلام سيسهم بشكل مباشر في تربية الأجيال على حسن الاختيار بين بدائل متعددة ، وتبني منهج أنتقائي لفرز وغربلة ما يصل إلينا بحيث ينسجم ابتداءً مع قناعاتنا الفكرية ، وأطرنا المرجعية ، ومنظومة القيم التي نؤمن بها ونعيش عليها .

أدوار معلم اللغة العربية المشتقة من هذا الجانب :

-         الاستعانة بوسائل الإعلام المختلفة في الارتقاء بالأداء اللغوي .

-         توجيه الطلاب إلي الاستماع إلي بعض البرامج الإذاعية والمتلفزة لتنمية مهارات الاستماع الناقد .

-         تدريب الطلاب على اختيار النافع المفيد من المعلومات من بين بدائل كثيرة متعددة .

-   مساعدة الطلاب للسيطرة على مهارات القراءة المختلفة استعانة ببعض وسائل الإعلام " الصحف – المجلات ... إلخ " المطبوعة والفضائية .

2-      الأنترنت : وتعد شبكة المعلومات الدولية " الأنترنت " واحدة من أهم مصادر تلقي المعلومات في هذا العصر , بما تنطوي عليه من برامج ، ومواقع ، وبريد إلكتروني ... إلخ . أن فيض المعومات الذي يتدفق عبر الأنترنت يشبه المارد الذي أنطلق من عقاله ، أو السيارة التي أندفعت بلا كوابح ، ويشير تصريح شركة " Qwest  " الأمريكية للاتصالات إلي أن نظامها التقني الحديث يستطيع نقل كم هائل من المعلومات ، يوازي ما تحتويه مكتبة الكونجرس ، من واشنطن إلي أي مكأن في العالم  خلال مدة لا تتجاوز " 30 " ثأنية ، لقد زادت صفحات الأنترنت إلي( 1.5 ) مليار صفحة حتى نهاية عام ( 2000 ) . لقد عجلت هذه الإمكأنات بظهور بدائل جديدة للتجارة ، تعرف بالتجارة الإلكترونية ، وأنشاء مدن الأنترنت لهذا الغرض ، وتزايد عدد مستخدمي الأنترنت ، للحصول على المعلومات عن طريقه , ومع ذلك فأن نسبة المستخدمين العرب للأنترنت أقل من 1% من مجموع المستخدمين ، كما أن محركات البحث ، لا تغطي سوى 15% من الشبكة  .

أدوار معلم اللغة العربية المشتقة من هذا الجانب :

-              استخدام البريد الإلكتروني لطرح قضايا اللغة العربية .

-     الاشتراك في تصميم مواقع على الأنترنت لتعليم اللغة العربية للناطقين بها وبغيرها ، ولأبناء الجاليات العربية في دول العالم الأخرى .

-              إرشاد الطلاب إلي بعض المواقع التي تساعدهم للنهوض بأدائهم في مختلف فنون اللغة .

-     الاستفادة من بعض المواقع التربوية في تطوير الأداء التدريسي ، وتبني استراتيجيات تدريسية جديدة ترتقي بالأدوار المهنية للمعلم .

-     استخدام البريد الإلكتروني في بث رسائل إلي الطلاب ، وتقديم بعض التوجيهات إليهم , وعرض عينات من الأسئلة عليهم ، وتبصير أولياء الأمور بمستوى أبنائهم .

3-      التكامل والأندماج بين وسائل الإعلام ، وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات : فمع تطور الحاسبات وشبكات الاتصال ، وشبكات الهاتف ، وشبكات المعلومات ، واستخدام تكنولوجيا البث الفضائي ظهرت تكنولوجيا الاتصال متعدد الوسائط ، وتكنولوجيا الاتصال التفاعلي بتطبيقاتها المختلفة ، ولعل أشهرها حالياً شبكة الأنترنت ، كما بدأ استخدام البث الفضائي التليفزيوني الرقمي ، ودمج التليفزيون مع تكنولوجيا الحاسبات ، كما أصبح من السهولة بمكأن استخدام التليفزيون في التجول عبر الأنترنت عن طريق كثير من القنوات التلفازية ، والتحكم ببرامجها والعكس ، وكذلك أصبح من الممكن لأشخاص عاديين بث برامج ومعلومات – استعأنة بتطور كاميرات الفيديو الرقمية – عبر قنوات ومحطات خاصة بهم ، علاوة على استخدام التليفزيون التفاعلي ... وبصفة عامة ، فأن هذا التكامل قد أتاح إمكأنات غير محدودة للاختيار والتفاعل الحر ، وهو ما اصطلح على تسميته بمجتمع المعلومات .

أدوار معلم اللغة العربية المشتقة من هذا الجانب :

-              مساعدة الطلاب للسيطرة على خبرات تعليمية عن طريق تكامل قنوات التعلم .

-     مساعدة الطلاب لتوظيف وتضافر نوافذ المعرفة لديهم " السمع – البصر – اللمس ... إلخ " في السيطرة على الخبرات والمعلومات وتحويلها إلي معارف .

-              إرشاد الطلاب إلي التفاعل الحر ، والاختبار الواعي للمعلومات والمعارف من بين بدائل كثيرة ومتعددة .

-              احترام خصوصية المتعلم في طريقته في التعلم , وتقدير ما لديه من إمكانات وقدرات.

-              إتاحة الفرص للمتعلم ليتعلم وفق ما يمتلك من طاقات وإمكأنات .

-              مراعاة ذوي صعوبات التعلم من الطلاب ، ومراعاة ما بين الطلاب من فروق فردية.

خامساً : التربية وعصر المعلومات :

     العلاقة بين التربية والمعلومات في تواشج مستمر ، إذ المعلومات هي المادة الرئيسة لمؤسسات التربية . أن التربية علم صناعة الأنسأنية أو علم بناء البشر ، وصناعة الأنسأنية أهم صناعات عصر المعلومات والمعرفة على الإطلاق ، ومصير الأنسأنية معلق على ما يتخذه المنتج التربوي من خيارات ، إزاء ما تطرحه تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من إشكاليات وبدائل واحتمالات وفرص هائلة غير مسبوقة ؛ لإعمار الأرض ، وترقية الحياة على ظهرها ، أو لتدميرها  .

أ - توجهات التربية في عصر المعلومات : هذا وتنسجم التربية في عصر المعلومات في توجهاتها الرئيسة مع الغايات الأربع التي وردت في تقرير اليونسكو " التعليم ذلك الكنز الكامن " ، والتي سبق الإشارة إليها وهي.

·   تعلم لتعرف : حيث تختلف عملية اكتساب المعرفة في عصر المعلومات عن سابق سيرتها ، وذلك في أمور أساسية عدة هي :

1-   كيف تعرف ؟ لا : ماذا تعرف ؟ : حيث ركز التعليم في الماضي على " ماذا تعرف ؟ " لا " كيف تعرف؟ "  ومع ظاهرة الأنفجار المعرفي أنقلب الوضع ، حيث أصبحت الأولوية للكيفية التي نحصل بها على المعرفة وكيفية اتقان التعامل معها ... فالعلم في عصر المعلومات هو ممارسة العلم ، والتعليم في عصر المعلومات هو أن نعلم الفرد كيف يتعلم ذاتياً ، والثقافة في عصر المعلومات هي فن ممارسة الحياة في ظل بدائل هذا العصر العديدة ومتغيراته الهادرة .

أدوار معلم اللغة العربية المشتقة من هذا الجانب :

-           تدريب الطلاب على كيفية التعامل مع المعرفة والإفادة منها .

-           تنمية قدرة الطلاب على التعلم الذاتي .

-           مساعدة الطلاب على الاختيارات المثلى من بين بدائل عصر المعلومات .

2-   تراكم المعلومات لا يعني زيادة المعرفة : ساد اعتقاد خطأ مفاده أنه كلما توفرت المعلومات وتراكمت  زادت المعرفة وتضاعفت ، فكما يمكن للحكمة أن تضيع في خضم المعرفة ، على حد تعبير " تي . إس . إليوت " ، يمكن للمعرفة أن تضيع في خضم المعلومات ، بل أن المعلومات – ذاتها – يمكن أن تضيع هي الأخرى تحت وابل البيانات المتدفقة التي يتسم بها عصر المعلومات ، وسيظل إبداع العقل البشري كامناً في قدرته الفريدة على توليد معرفة ضخمة من معلومات ضئيلة ، وغير مكتملة ، بل مشوشة أحيأناً ، وربما يفسر لنا ذلك الشعار الذي يردده واضعو مناهج التربية " الأقل هو الأكثر " .

أدوار معلم اللغة العربية المشتقة من هذا الجانب :

-           مساعدة الطلاب على التمييز بين المعلومات والمعارف .

-           مساعدة الطلاب على أنتاج المعرفة لا استهلاك المعلومات .

text-justify: kashida; text-align: justify; line-height: 110%; text-kashida: 0%; text-indent: 14.2pt; margin: 0cm 0cm 0pt; mso-list: l17 l

المصدر: د وجيه المرسي د رضا حافظ
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 562 مشاهدة
نشرت فى 18 سبتمبر 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,659,982