تعد اللغة قيمة جوهرية كبرى في حياة كل أمة ؛ فهي الأداة التي تحمل الأفكار، وتنقل المفاهيم فتقيم بذلك روابط الاتصال بين أبناء الأمة الواحدة , وبها يتم التقارب والتشابه والانسجام فيما بينهم, وهي أساس الحضارة البشرية والوسيلة الأساسية التي تتواصل من خلالها الأجيال .
وتحتل اللغة العربية أهميةً خاصة في حياة كل فرد من أفراد المجتمع , فهي مستودع ثقافته , وأداة التعبير التي يعبر من خلالها عن مشاعره , كما أنها المرآة التي تعكس حياة أصحابها الاجتماعية والثقافية من عقائد وتقاليد وقيم وأخلاق وفنون وتربية , وهي الرابط الذي يربط بين أبناء المجتمع ؛ حيث إنها تمثل كيانهم الموحد , وهويتهم المستقلة( أحمد نايل ,2006:11).
وتعد اللغة العربية من أهم مقومات مجتمعنا العربي ، وهى من أهم وسائل الاتصال بين أفراد الأمة وبيئتهم ، كما أنها الأساس الذي نعتمد عليه في عملية تربية أطفالنا داخل المؤسسات التعليمية ، وعليها يعتمد كل نشاط تعليمى داخل المدرسة وخارجها .
واللغة العربية أداة التواصل والتخاطب بين الناطقين بها ، ووسيلة تربط الفرد بالجماعة ، وتربط كلا منهما بالحياة ، وتلقى من قبل أبنائها والقائمين على أمرها اهتماماً كبيراً ، وقد تمثل هذا الاهتمام فى الحرص الشديد للمحافظة عليها ، ومقاومة كل لحن يطرأ عليها ، وبذل الجهد فى ضوء أسس لها تضبطها وتحميها ( سامى عبد الله وآخرون 1998 : 144) .
ويتم التواصل اللغوي بأربعة أشكال ، تمثل فنون اللغة ، وهى الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة ، والعلاقة بين فني الاستقبال (الاستمتاع والقراءة ) علاقة وثيقة تتمثل في أن كل منهما يتطلب فهم الرسالة المستقبلة ، منطوقة كانت أم مكتوبة ، ويعتمد على المعالجة اللغوية الفكرية لمضمونها ، وتتحقق هذه المعالجة في إلحاق المعاني لكلمات الرسالة ورموزها ، وإعادة بناء معناها فى ضوء خبرة المتلقي وقدرته اللغوية .
إن اكتساب فنون اللغة عملية تتمثل مراحلها فى الخبرات الحسية التي يتعرض لها الطفل ، والتى يستقبلها من خلال سمعه وبصره ( مصطفى فهيم1994 :80) .
وكل ما يحدث للاستماع والقراءة ، يرتبط بوظائف الحاسة التي يتطلبها كل فن منهما ، فإذا افترضنا أن الرمز المستقبل وصل إلى المخ عن طريق الأذن (استماعاً) أو عن طريق العين (قراءة) ، فإن معالجة الرمز بعد ذلك تعد واحدة فى المخ من حيث العمليات العقلية .
وهناك شبه إجماع على أن النجاح فى القراءة يتوقف على النضج الجسمي والعقلي والانفعالي والاجتماعي للطفل ، كما يتوقف على تكييف تعلم القراءة تكييفا يلائم حاجاتهم ، وتستغرق مرحلة الاستعداد للقراءة عادة فترة ما قبل المدرسة والسنة الأولى وذلك لتوفير الخبرات والمرانة الكافية (مصطفى رسلان 2005 :165) .
والغرض من التعليم في هذه المرحلة ، توفير الخبرات والمران الكافي التي تنمي عند الأطفال الاستعداد للقراءة حيث إن تعليم الطفل القراءة قبل أن يكون مستعدا لها جسميا وعقليا وانفعاليا ولغويا يؤدي إلى أثر سلبي على ما تعلمه ، أو قد لا يكون له عائد على الإطلاق .
ويلاحظ أن الطفل الذي يوجه إلى الإعداد للتهيئة للقراءة سيكون ذلك أفضل عائد على نفسيته ، وعلى عملية التعلم ذاتها ، كذلك نجد أن رفض الأطفال للقراءة وكراهيتهم لها يرجع إلى إكراههم عليها قبل أن يستعدوا لها ، أى قبل أن يبلغوا النضج المناسب الذى يؤهلهم لذلك.
ولا يعد من مصلحة الطفل إدخاله مباشرة على الرموز اللفظية والتعامل معها ؛ بل لابد من وجود برنامج مبدئي تمهيدي يعطى للطفل فترة من التهيؤ واستعداد للدخول للكلمة المقروءة ، تتنوع فيه الخبرة التي تعرض على الأطفال من ألعاب وصور وكتب وأفلام ( فتحى يونس2001 :43 ) .
ويعد مفهوم القراءة من المفاهيم التى حظيت بقدر كبير من الاهتمام والدراسة ، وقد قدم الباحثون لهذا المفهوم عدداً كبيراً من التعريفات والتطورات المختلفة التي وقعت منذ الدراسة العملية، وحتى اليوم قد تطور مفهوم القراءة من مفهوم بسيط يسير، على أن القراءة عملية ديناميكية بسيطة، إلى مفهوم معقد، على أنها نشاط عقلي يستلزم تدخل شخصية الإنسان بكل جوانبها .
ساحة النقاش