تعد العلاقة بين اللغة العربية والمواد الأخرى ذات أهمية بالغة، إذ أن الربط بينهما يؤدي إلى نوع من الانسجام بين نوع المفردات وكميتها، ونوع التراكيب المقدمة في كتب اللغة العربية وكتب المواد الأخرى، كما أنّ اللغة هي الوسيلة في تحصيل هذه العلوم والسيطرة عليها، وما لم تنم القدرات اللغوية للتلميذ نموّاً مطرداً فإنّ قدرته على تحصيل المواد المقدمة له سنة بعد الأخرى سوف تضعف ( فتحي يونس وآخران، 1996، 66).
وإذا كان الربط بين مناهج اللغة العربية والمواد الأخرى مهم ومطلوب بهذا الشكل، فإنّه بين اللغة العربية والدين الإسلامي بثقافته العربية الإسلامية المتنوعة أكثر أهمية وطلباً، إذ أنّ العلاقة بينهما وثيقة، ويكفي أنّ الله تعالى أشار إليها في كتابه العزيز حيث أكّد أنّ مصدر هذا الدين – القرآن الكريم – نزل من عند الله تعالى باللسان العربي، قال تعالى: "إنا أنزلناه قرانا عربيا لعلكم تعقلون" سورة يوسف آية 2، وقال: "نزل به الروح الأمين، على قلبك لتكون من المنذرين، بلسان عربي مبين" ( سورة الشعراء، الآيات: 193-195).
ولمّا كان الربط بين اللغة العربية والثقافة العربية الإسلامية وثيقاً إلى هذا الحد، فإنّه ينبغي أن يراعى هذا عند وضع أهداف مناهج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وعند اختيار محتويات هذه المناهج، وأنشطتها، وأساليب تدريسها، وذلك لإشباع دوافع الطلاب ورغباتهم، خصوصاً وأنّ عدداً كبيراً منهم تحركهم لتعلم اللغة العربية دوافع دينية في المقام الأوّل، وتؤكّد دراسة " الناقة 1985م " أنّ الدوافع الدينية هي أقوى محركات الدارسين لتعلم العربية، ومن ثمّ نرى ضرورة دمج جوانب الثقافة العربية الإسلامية في محتويات كتب اللغة العربية للناطقين بغيرها؛ ليستفيد الدارس بها من ناحية، ومن ناحية أخرى يدرك العلاقة الوثيقة بين اللغة العربية وعلوم الشريعة الإسلامية، ويؤكّد هذا ( خاطر، ورسلان 2000، 349 ) حيث يريان أنّه ينبغي عند بناء برنامج لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها الوقوف على نوعية الدارسين ومواصفاتهم، فإذا كان البرنامج موجهاً للمسلمين ومهتماً بتقديم مفاهيم إسلامية، فاختيار الأمثلة والنصوص ومواصفات الصور والرسوم المستخدمة في البرنامج سيتأثر بهذا الاعتبار.
ساحة النقاش