الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

الجودة :

بدأ الاهتمام بالجودة منذ زمن بعيد وبالتحديد منذ البرنامج التدريبي الذي وضعه أفلاطون لتدريب حرس جمهوريته والذي تطرق إليه في كتابه "الجمهورية " ( الأحمد وأخرون ، 1999 : 3 )

ولكننا عندما نتحدث عن نشأة إدارة الجودة الشاملة لابد أن نفرق بين إدارة الجودة الشاملة كمصطلح وبين الممارسات والأنشطة ذات الصلة ، وفي هذا الصدد تشير الأدبيات إلى أن مصطلح إدارة الجودة الشاملة ظهر في منتصف الثمانينات الميلادية ، بينما ظهرت العناصر المكونة لهذا الاتجاه قبل ظهوره كمصطلح بوقت طويل ، أما عن هذا الاتجاه في العصر الحديث فقد بدأها ( Deming ) في الولايات المتحدة الأمريكية من خلال مجموعة من الأفكار تدور حول فكرة التكامل في المؤسسة كلها، وذلك من أجل الوصول لمنتج جديد  ،وتعد اليابان الدولة الأولى التي طبقت نظريات ومبادئ ( Deming ) وتوالت الأفكار حولها وأخذت تطبق على مختلف القطاعات ( الخطيب والخطيب ، 2004 : 45 )    

الجودة في الإسلام :

حث الرسول صلى الله عليه وسلم على الجودة من خلال إتقان العمل (  إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه )  ( البيهقي ) وهذا ترغيب لإتقان العمل فدين الإسلام دين الإتقان وبذلك تكون الجودة مطلب شرعي بالإضافة لكونها مطلب معاصر ينادي عليه الإداريون يليهم التربويون  .

تعريف الجودة :

إن مصطلح الجودة بالأساس مصطلح اقتصادي ظهر بناء على التنافس الصناعي والتكنولوجي بين الدول الصناعية بهدف مراقبة جودة الإنتاج وكسب ثقة المستفيد . وتعرف الجودة ضمن مفهوم إدارة الجودة الشاملة ( TQM ) بأنها " مقابلة توقعات الزبون وتجاوزها إلى أحسن منها ( Barton,Joan ,1991 )

وقد ورد في الأدبيات العديد من التعريفات عن الجودة ومنها ما يلي :

عرف ( Juran ) الجودة بعدة تعريفات منها:

" العملية التي يقاس من خلالها أداء الجودة الحقيقي ، ومقارنته بالمعايير والعمل على تلافي مواطن الخلل والاختلاف عن المعايير"

" أن الجودة تعني التخلص من العيوب ، بمعنى أن معدل الأخطاء يجب أن يكون قليلاً جداً سواء في تصميم المنتج أو الخدمة ، أو في تقليل إعادة العمل الخاطئ ، ونسبة معدلات التفتيش ". 

ملائمة المنتج أو الخدمة للاحتياج ".

" المطابقة لاحتياجات متلقي الخدمة ".

ويعرفها باختصار " الملاءمة للاستعمال ". وينتج عن ذلك مفهومان :

1- أن الجودة تعني تقليل معدل الأخطاء إلى أقل حد ممكن في كل مراحل العمل " التصميم ، الإنتاج ، البيع " للوصول إلى منتج لا يحوي أي عيب .

2- أن الجودة تعني توفير الصفات والخصائص التي تلبي احتياجات متلقي الخدمة وتوقعاته في المنتج أو الخدمة ( نياز،2005 :15 ) .

وتعريف الجودة في التربية بأنها " استراتيجية إدارية ترتكز على مجموعة من القيم  وتستمد طاقة حركتها من المعلومات التي تتمكن في إطارها من توظيف مواهب العاملين واستثمار قدراتهم الفكرية في مختلف مستويات التنظيم على نحو إبداعي لتحقيق التحسن المستمر للمنظمة " (Rhodes , 1992 :16  ) (درباس ، 1994م: 15 )

وفي التعليم عرف البروفسور (Graham Gibbs ,1992  ) الجودة بأنها ( كل ما يؤدي إلى تطوير القدرات الفكرية والخيالية عند الطلاب .. وتحسين مستوى الفهم والاستيعاب لديهم .. ومهاراتهم في حل القضايا والمسائل .. وقدراتهم على توصيل المعلومة بشكل فعال والنظر في الأمور من خلال ما تعلموه في الماضي وما يدرسونه حالياً .. لتحقيق هذا لابد من تبني منهج دراسي يساعد على إثارة غرائز الإبداع والاستفسار والتحليل عند الطلاب وحثهم على الاستقلالية في اختيارهم وطرحهم للآراء والأفكار وأهمية النقد الذاتي في عملية التعلم )  أما عن مفهوم الكم في عملية التعليم والتعلم ، أستخدمه هنا للدلالة على مقدار أو حجم المعلومة والوقت الذي يستغرق في التعليم والأسلوب السطحي لاكتساب المعلومة .. وقد علق ( براون وريس ) بينما الطالب العربي يقضي معظم وقته في الدراسة سواء داخل المدرسة أو خارجها ويعاني من كثرة المواد التعليمية وأن أسلوبه في التعليم يمتاز بالسطحية أي ما يتعلمه هو عبارة عن حقائق متفرقة تحفظ غيباً ثم تعاد أو تكرر في الاختبارات (براون وريس , 1997 :12 )

وعرفها أحمد :الجودة هي عملية بنائية تهدف إلى تحسين المنتج النهائي ولا يمكن اعتبارها عملية خيالية أو معقدة حيث تستند على الإحساس العام للحكم على الأشياء . كما تركزالجودة على الجهود الإيجابية التي يبذلها شخص ما (أحمد ، 2003م: 17 )

مما سبق يتضح عدم وجود تعريف عالمي متفق عليه للجودة فكل تعريف يمثل فلسفة صاحبه . إلا أن الجميع يتفقون على أنه إجراء يهدف لتقديم الأفضل .

 

الأسباب الرئيسة لإدخال نظام (  الجودة ) في النظم التعليمية :

 

·       إقبال معظم المجتمعات على التوسع في التعليم مع بداية السبعينات  مما أدى بالتضحية بالجودة في التعليم .

·       زيادة التسابق الاقتصادي جعل دول العالم تتطلع إلى النظام التعليمي ، لمواجهة التنافس والعولمة .

·       الثورة التكنولوجية والقائمة على التدفق العلمي والمعرفي يمثل تحدياً للعقل البشري

·       العولمة والتي تتطلب التفاهم والتسامح بين الشعوب مما يلزم بالجودة في التعليم . ( أحمد ، 2003 م  : 34 )

المصدر: د/ منيرة بنت سيف
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 154 مشاهدة
نشرت فى 8 يونيو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,660,099