ثبت أن الطلاب الذين يستخدمون معالج النصوص WORD  PROCESSING  وبرامج تعلم الكتابة بواسطة الحاسوب،  أكثر قدرة على إنتاج النصوص ومراجعتها وتحريرها ، فضلا عن حسن استغلالهم لوقتهم وتنظيمه . وأصبح هؤلاء الطلاب ينظرون إلى عملية الكتابة نظرة أكثر إيجابية . ولوحظ أن الطلاب الذين كانوا يكتفون بكتابة مسودة واحدة ، لوحظ أن الحاسوب يولد لدى أولئك الطلاب عادات جديدة،تجعلهم أكثر حماسا ورغبة لمراجعة النصوص . ومن المهارات التي يكتسبونها : الاستعداد للكتابة ، والقيام بعمليات الحذف DELETING  والإضافة ADDING  وإعادة الإحلال ، والترتيب REPLACING  والحرص على تطوير النص ،  و تحسـينه ، حتى يصبح أكثر وضوحا وتشويقا .

          أضف إلى ما سبق : أن الطلاب الذين كانوا يقضون وقتا قصيرا في عملية التحرير ، والذين كانت الأخطاء تكثر في كتاباتهم ، أصبح هؤلاء الطلاب أكثر اهتماما بعملية التحرير ، لما أدركوا أن عملية تحرير النصوص أمر يسير باستخدام الحاسوب . ( وتبين أن هذا الأسلوب الخلاق في التعبير مشوق للطلاب ، يحسن من أدائهم في التعبير والإنشاء ، والفن الجمالي ، وإخراج المطبوعات ومجلات الحائط والنشرات الدورية ، ويجعلهم أكثر إتقانا للتعبير بلغة سليمة ، وأكثر إتقانا للإملاء ، وأكثر دقة في الأسلوب والتنظيم ) ( 40)

           إن مراحل الكتابة السابق ذكرها ، لا تتم بطريقة خطية ، وإنما تتم بطريقة دائرية . وهذا يعني أن عمليات التخطيط ، وكتابة المسودة ، وإعادة كتابة المسودة ، والتحرير تحدث عدة مرات ،  كما أن الحدود بين مراحل الكتابة متداخلة .

           تعين حزم معالج النصوص ، وبخاصة المتطورة منها ، في كل مرحلة من مراحل الكتابة . وإذا كان معالج النصوص المستعمل في المدارس محدود الفاعلية في كثير من الحالات ، فهناك اليوم كثير من حزم معالج النصوص المتطورة في الأسواق ، وتمكن هذه الحزم الطالب من المرونة FLEXIBLY  في جميع مراحل الكتابة . ( تستخدم تقنيات تحرير النصوص في جميع مستويات التعليم ، ابتداء من الصف الأول الابتدائي ، للتدرب على الكتابة ، وفي وظائف الإنشاء والتعبير بالمـرحلتين الإعدادية والثانوية ، حيث يتدرب الطلاب على مراجعة النصوص المسجلة على قرص ، لتحسين وظائفهم الكتابية ، وأساليب تعبيرهم في الإنشاء ، إلى أن يرضى الطالب عن عمله ، فيطبعه ، ويقرؤه الآخرون ، كما يمكن كتابة التقارير والأبحاث في التعليم الجامعي في كافة المواد العلمية والاجتماعية ) (41)

            عندما يأخذ الطالب في كتابة أحد النصوص ، يستعين ببرامج المخطط OUTLINER و برامج معالج الأفكار     IDEA  PROCESSORوهذه البرامج تتضمن معالج النصوص نفسه ، وهي تمد الطالب بأسلوب سريع لكتابة العناوين الرئيسية والعناوين الفرعية  ، ومجموعة أخرى من التفاصيل والملاحظات عن موضوع النص . ( تشترك معظم برامج معالج النصوص في مجموعة من الوظائف المشتركة ، فهي جميعا تسمح لمستخدمها بما يلي : وضع بنية النص  FORMAT  ، وإدخال النص ENTER وحفظه SAVE وطـبعه PRINT ونسخه COPY وحذف الكلمات والجمل والفقرات وإعـادة ترتيب REARRANGE  وتحريك أجزاء من النص REMOVE  وإضافة المواد في أي مرحلة من مراحل الكتابة،وتخزين STORE النصوص وتحريرها EDIT)(42)

         عند استخدام معالج النصوص ، لتعليم التعبير الكتابي ، هناك عدة برمجيات SOFTWARE مختلفة ، يمكن الاختيار من بينها ، وهي :

      1.        الاستعانة ببرامج معالج النصوص وحده ، لتدريب الطلاب على أنشطة مرحلة ما قبل الكتابة والتهجي والمراجعة .

   2.   الاستعانة ببرامج معالج النصوص ، مع ربطه ودمجه مع برامج أخرى ، مثل محللات ANALYZERS التهجي والترقيم ومحلل الأسلوب .

   3.   استخدام برامج توليد الأفكار ، قبل استعمال معالج النصوص ، الذي يستعان به في مرحلة كتابة المسودات DRAFTING والمراجعة REVISION .

   4.   استعمال حزم PACKAGE  التعبير الكتابي الجاهزة ، التي تأخذ بيد الطالب من مرحلة ما قبل الكتابة ، إلى مرحلة كتابة المسودة ، ومن ثم إلى مرحلة الناتج النهائي . و تحتوي هذه الحزم على محللات ، وأساليب تساعد على التحرير والمراجعة .

تطبيقات

              فيما يلي نناقش ، في شيء من التفصيل الجانب التطبيقي لمعالج النصوص ، وغيره من المعينات في تعليم التعبير الكتابي .

            استعمال معالج النصوص وحده

           يقوم برنامج معالج النصوص وحده ، بمد الطالب والمدرس على حد سواء بمواد جيدة وكافية ، لمعظم الأنشطة الخاصة بالتعبير الكتابي . ( تأتي برامج معالج النصوص في صور وأحجام متباينة ، ودرجات مختلفة من التعقيد ... ) (43)

           وفيما يلي أسلوب مقترح لاستعمال معالج النصوص وحده (44)

·        وجه الطلاب إلى كتابة مسودة الموضوع في البيت ، ثم اطلب منهم القيام بإدخالها في الحاسوب ومراجعتها .

·   يمكن أن تطلب منهم الكتابة مباشرة على الشاشة ، وعليك أن تقدم لهم التوجيهات التي يتبعونها . وفي هذه الحالة خصص  للطلاب مثلا مدة خمس دقائق ، ليكتبوا على الشاشة كل ما يتدفق من  أذهانهم  ، مما له علاقة بالموضوع .

·   في أثناء قيام الطلاب بالعمل ، تجول بينهم ، ولاحظ كيف يقومون  بالعمل ، وإذا واجه أحد الطلاب مشكلة ، فاقترح عليه أسلوبا لحل المشكلة ، ونبه طلابك في هذه المرحلة ، على ألا يشغلوا أنفسهم بعملية التصحيح والمراجعة والتحرير ، وقل لهم إن معالج النصوص سيساعدهم على ذلك لاحقا .

·   بعد أن ينتهي الطلاب من كتابة المسودة ، وجههم للقيام بالعمل ثنائيا ، حيث يقوم كل طالب بقراءة ما كتبه زميله ، والتعليق عليه ، واقتراح ما يراه مناسبا لتحسين العمل . ومن الأفضل أن تشترك معهم في هذا النشاط ، بإبداء ملاحظاتك .

·        وجه الطلاب إلى القيام بمراجعة مسوداتهم في ضوء الاقتراحات ،التي تلقوها منك ، ومن زملائهم .

·        وجه الطلاب بعد ذلك ، ليعملوا في شكل فرق ، لمراجعة ما كتبوه .

·        وجه الطالب بعد ذلك إلى طبع PRINT ما كتبوه .

من مزايا استخدام الحاسوب في تعليم التعبير الكتابي :

يمكن إجمال أهم مزايا تعليم التعبير بالحاسوب فيما يلي :

1.  أن الطالب يتحمل مسؤولية إصلاح ما يكتبه ، فهو يقوم بعمليات المراجعة والتحرير ، معتمدا على نفسه ، وليس مطلوبا من المدرس هنا ، أن يقوم بعملية التصحيح ، فمعالج النصوص يساعد الطلاب على القيام بذلك . وبهذا الأسلوب يقع على عاتق الطالب اتخاذ القرارات بنفسه .

2.  إذا كان الطلاب يواجهون صعوبة في فهم معاني بعض الكلمات ، فاطلب منهم البحث عنها في قائمة معالج النصوص ، ومن ثم تصحيح الأخطاء التي وقعوا فيها .

3.  يمكن الإفادة من الحاسوب ، في علاج مشكلات الطلاقة في الكتابة FLUENCY وذلك بأن يوجه المدرس الطلاب إلى إغلاق المرقاب ( المرشد ) MONITOR حتى لا يرى الطالب ما على الشاشة ، وبهذا ينطلق في الكتابة ، ولا يتوقف ، كلما كتب عدة كلمات ، للقيام بعملية التصحيح ، وبهذا تتدفق الأفكار .

4.  إذا كان الطلاب يواجهون صعوبة في مرحلة كتابة المسودة ، فاطلب منهم أن يعودوا إلى مرحلة ما قبل الكتابة ، لإضافة أفكار جديدة ، أو حذف أفكار من النص ، أو تعديل في المخطط الكتابي … إلخ .

5.  إذا كـان الطلاب يواجـهون صـعوبة في استعمال أدوات الـربط ، والألفاظ الإشـارية  TRANSITIONS فاعرض على الشاشة بعض الفقرات، بعد حذف أدوات الربط . ووجه الطلاب إلى وضع تلك الأدوات .  وفي المرحلة الأولى تقدم أدوات الربط للطلاب ، وفي المرحلة المتقدمة ، على الطلاب أن يأتوا بتلك الأدوات معتمدين على أنفسهم .

6.  إذا كان الطلاب يخطئون في ظواهر لغـوية معينة ، فاعرض عليهم النصوص التي كتبوها في الشاشة ، واطلب منهم القيام بإصلاح تلك الأخطاء ثنائيا ، أو في شكل فرق ( 3 / 4 ) ثم راجع ما قاموا  به من عمل .

7.  إذا كان الطلاب يواجهون صعوبة في كتابة جمل الموضوع ، فاجمع عددا من جمل الموضوع التي كتبها بعض الطلاب ، وأضف إليها جملا منك ، واجعلها في شكل قائمة ، ثم حولها إلى ملف كل طالب ، واطلب منهم تنمية كل جملة منها ، بمزيد من التفاصيل ، و قم بمراجعة الأفكار التي كتبوها .

ما بعد معالج النصوص

             تساعد برامج معالج النصوص – كما رأينا – في تعليم التعبير . غير أن استعمالها في صحبة برامج مصممة خاصة لتعليم مهارات التعبير أمر أكثر نفعا وفائدة . وفيما يلي نتحدث عن بعض هذه البرامج ، التي يستحسن استعمالها في صحبة معالج النصوص .

المعاجم الإلكترونية ELECTRONIC  DICTIONARIES

        وهذه قد تكون جزءا من برنامج معالج النصوص ، وقد تكون برنامجا قائما بذاته ، وهي في الحاليتين أداة مساعدة للطلاب ، وبخاصة في مرحلة المراجعة والتحرير . تحتوي هذه المعاجم على قـوائم من الألفاظ ، يقوم الحاسوب بمقارنتها بالنص ( الوثيقة ) DOCUMENT ، الذي كتبه الطالب ،  ويشير إلى الكلمات التي أخطأ الطالب في هجائها . ( المعاجم الإليكترونية سواء أكانت جزءا من معالج النصوص ، أو مستقلة بذاتها من البرمجية أداة مفيدة للطلاب ، في أثناء عمليات المراجعة والتحرير ، كما أنها تعزز ما نقوم بتدريسه . وتحتوي هذه البرامج على قوائم من المفردات يقوم الحاسوب بمقارنتها بما جاء في الوثيقة التي يقوم بفحصها ... ) (45)

                وهـذا النـوع من البرامـج قد يكون تبـادليا  INTERACTIVE  أو غير تـبادلي NON INTERACTIVE  ، وهناك نوع ثالث من البرامج يجمع بين الأسلوبين السابقين . بالنسبة للبرامج التبادلية ، يقوم الحاسوب بتحديد الكلمات التي أخطأ الطالب في تهجيها ، أو الكلمات غير المعروفة للحاسوب ، ويتمثل دور الطالب هنا ، في أن يختار الكلمة المناسبة  من بين مجموعة الخيارات OPTIONS  التي يعرضها الحاسوب . أما البرامج غير التبادلية ، فالطالب لا يقوم باتخاذ القرارات ، وإنما يتولى الحاسوب أمر تحديد جميع الأخطاء وتعليمها ، ثم تصحيحها .

              يمكن استعمال النوعين السابقين من البرامج بفعالية . فالبرنامج التبادلي مثلا : متعدد الاستعمالات VERSATILE ويمنح الطالب حرية أكثر . على حين أن العمل في البرامج غير التبادلية يتم بسرعة أكبر . وبالنسبة للبرامج المزدوجة ، فهي تسمح لمستخدمها باختيار التصحيح الملائم لهجاء الكلمة .

            يمكن القول بأن برامج المعجم الجيدة ، هي التي تسمح للمستخدم بتوسعة EXPAND معجمه ، عن طريق إضافة قوائم ، تشتمل على الكلمات التي يخطئ الطالب كثيرا في هجائها ، ومعرفة معانيها .

برامج المحلل ( المدقق) ANALYZERS

             تساعد برامج المحلل والمدقق في مجال الترقيم والأسلوب STYLE وبهذا تساعد الطلاب على تحسين كتاباتهم . وهي تقوم – كبرامج المعجم الإلكتروني – بمقابلة قوائم الترقيم فيها ، والتعابير المعجمية ، بما ورد في النص الذي كتبه الطالب . وتقوم برامج الترقيم بوضع العلامات الصحيحة . وهي تقوم بالبحث عن الأخطاء في الترقيم في وثيقة الطلاب ، ثم تصححها .

             أما بالنسبة لمحلل الكلمات فهو يحدد الأخطاء ، ثم يعرض على الطالب مجموعة من المفردات والتعابير ، يقوم الطالب باختيار الملائم منها في ضوء السياق الذي يرد فيه . وتسمح هذه البرامج لمستخدمها بإضافة مفردات وتعابير جديدة . وهذا يعني أنه يستطيع أن يكيف البرنامج حسب حاجاته ، ويقوم الحاسوب أيضا بتعليم التعابير العامية ، أو غير الملائمة .

           تعطي بعض برامج المحلل ملخصات إحصائية ، تبين عدد الكلمات ومتوسط طول الجملة ، وعدد الجمل والمفردات والأدوات النحوية في النص . وتساعد هذه الإحصاءات الطالب على تحقيق التوازن في مادة النص . كما أنها من ناحية أخرى ، تساعده على معرفة الأشكال اللغوية الضعيفة التي عليه إصلاحها .

             إذا أحسن الطلاب استعمال المحللات ANALYZERS فإن هذه البرامج تعزز تدريس المفردات والتهجي ، وأسلوب بناء الجملة . وتوجه تلك البرامج الطلاب إلى استعمال اللغة الصحيحة المتعلقة بالهجاء وبنية الجملة وطولها ، والدلالات الذاتية DENOTATION والدلالات الإيحائية CONNOTATION  .

أسلوب استعمال المحللات

               وفيما يلي توضيح لأسلوب استعمال المحللات ( 46)  :

             بعد أن يكتب طلابك مسودة الفقرة ، قل لهم :

·   شغِّل برنامج التهجي ، ولاحظ الكلمات التي أخطأت في هجائها ، وأدخلها في قائمة التهجي من أجل التحليل ، ومعرفة قواعد الهجاء .

·       شغِّل برنامج الأسلوب STYLE ولاحظ الأخطاء الأسلوبية التي ارتكبتها ، ثم حول التراكيب الخاطئة إلى تراكيب صحيحة .

·   شغِّل محلل التعابير ، وغيِّر التعابير غير الاقتصادية ، أو حولها إلى كلمات مفردة مترادفة ، أو اطلب من الطلاب البحث في الوثيقة عن التعابير الغامضة ، أو غير الدقيقة ، واطلب منهم استعمال كلمات ، وتعابير واضحة ومحددة بدلا منها .

·   قم بفحص متوسط طول الجملة فيما كتبه الطلاب ، وإذا كانت الجمل في النص تتخذ طولا مماثلا ، فوجههم إلى التنويع في طولها .

·       قم بفحص علامات الترقيم ، بحثا عن الأخطاء ، التي ارتكبها الطلاب .

·       راجع استعمال الطلاب لأدوات الربط  ومدهم بأدوات أخرى ، لاستعمالها فيما يكتبون .

      من مزايا المحلل أنه :

·       ينبه ALERT الطلاب إلى جوانب الضعف فيما يكتبون ، ويبين لهم وسائل العلاج REMEDIATION . وعندما تعرف طلابك بالمحلل ، لا تكتفي بشـرح طريقة استعماله فقط ، ولكن اذكر لهم بأن المحلل لا يقوم بكل شيء ، وأن قدراته محدودة . وعلى الطالب أن يدرك أن محلل الترقيم والأسلوب يقع أحيانا قي أخطاء ، فقد يشير أحيانا إلى أخطاء كاذبة وغير حقيقية .

·   يجب أن يفهم الطلاب أن المحلل يقوم بدور مهم جدا ، وهو عظيم الفائدة ، ولكنه أحيانا يعرض على الطالب بدائل غير صحيحة . ومن الأفضل أن تنبه طلابك إلى أن ما يقدمه المحلل هو مجرد اقتراحات ، وأن تلك الاقتراحات تكون خاطئة في بعض السياقات . وهذا يعني ضرورة  استخدام تلك البرامج بوعي وحكمة .

برامج مرحلة ما قبل الكتابة :PREWRITING   PROGRAMS

              تمد برامج مرحلة ما قبل الكتابة الطلاب بسلسلة من الأسئلة ، ذات النهايات المفتوحة OPEN – ENDED   QUISTUIONS تساعدهم على اكتشاف ما يعرفونه عن الموضوع ، وما يريدون قوله عن ذلك الموضوع ، وكيف يدعمونه بمزيد من أفكارهم وآرائهم . وتجعل هذه البرامج الطلاب يركزون FOCUS على عملية الكتابة WRITING  PROCESS ذاتها في وقت مبكر ، والتفكير في متلقي النص . ومعظم برامج ما قبل الكتابة ذات طابع تبادلي. وبهذا تمنح الطلاب شعورا بأنهم يتحاورون مع الحاسوب . ومن ناحية أخرى ، فإن معظم تلك البرامج إرشادية   TUTORIALS حيث توجه أسئلة للطلاب ، وتطلب إليهم أن يحددوا  CLARIFYالأفكار الخاصة بالموضوع ، بالنظر إليه من عدة زوايا .

            تنقسم برامج ما قبل الكتابة إلى قسمين كبيرين : النوع الأول يساعد الطلاب على اكتشاف الأشياء بنفسه ،والنوع الثاني لا يستخدم الأساليب المنطقية في الاكتشاف . ويجب مراعاة هذا الفارق المهم عند اختيار البرامج الخاصة بتعلم التعبير الكتابي ، ومن الأفضل الاستعانة بالنوعين من البرامج . فالطلاب يتعلمون بطرق مختلفة ، ولا توجد استراتيجية واحدة تلائم كل طالب ، وتناسب جميع مواقف الكتابة . ومن هنا علينا أن نزود الطلاب بأساليب مختلفة لحل مشكلات مرحلة ما قبل الكتابة .

            يحتوي أحد البرامج التي تتبع الإرشاد المنطقي ، على 28 موضوعا ذكرها أرسطو . ويقوم الطالب في هذا البرنامج باكتشاف جوانب الموضوع عن طريق سلسلة من الأسئلة ، يوجهها إليه الحاسوب، وبهذا يتحقق التفاعل بين الطالب والحاسوب ، حيث يجيب الطلاب عن أسئلة تقودهم عبر الموضوع ، وتمكنهم في نهاية الأمر من العثور على أفكار محورية ، وتفاصيل داعمة .

             يقوم معالج الأفكار IDEA  PROCESSOR  الذي يعتمد على مدخل التخطيط OUTLINE  APPROACH بتوجيه الطلاب في أثناء عملية التفكير . وليفعلوا ذلك عليهم أن يميزوا بين مستويات التفاصيل ، وهم يعدلون أفكارهم بصورة منتظمة وفي مراحل مختلفة .

          توجد برامج أخرى تتبع الأسلوب نفسه ، ولكنها لا تجعل من أسلوب حل المشكلات مدخلا لها . ومهما يكن من أمر ، فيجب أن تساعد تلك البرامج الطلاب ، على ما يلي :

 1.             عملية تدفق الأفكار BRAINSTORMING .

 2.             الكتابة الحرة FREE WRITING .

 3.     الإجابة عن الأسئلة الستة الرئيسية : من هو ؟ WHO  ما هو ؟ WHAT أين  ؟ WHERE متى ؟ WHEN لماذا ؟ WHY كيف ؟ HOW .

            هناك برامج تمد الطالب بعدة خيارات في الكتابة الحرة ، مثل برنامج : معاون الكاتب WRITERS  HELPER . وبناء على موضوع الطالب ، و أسلوبه في التعلم الفردي ، يحدد له الخيار OPTION  الملائم ، ويتم اختيار النشاط المناسب . وإذا لم يحقق له هذا الخيار النتائج المطلوبة ، يمكنه أن يلجأ إلى خيار آخر ، وبهذا يتمكن الطالب من اكتشاف جوانب الموضوع المختلفة .

         إن التنوع VARIETY هو مفتاح النجاح في استخدام برامج ما قبل الكتابة . ومن الأفضل أن يختار المدرس ، برنامجا يحتوي على مجموعة من الخيارات ، ثم يضيف إليه برامج أخرى ذات استراتيجية واحدة .

حزم برامج التعبير COMPOSITION  PACKAGE  PROGRAMS

          تأخذ بعض هذه البرامج بيد الطالب من مرحلة ما قبل الكتابة ، إلى مرحلة المراجعة دون تغيير القرص . وتتكون هذه البرامج من : معالج النصوص ، وأنشطة ما قبل الكتابة ، وكتابة المسـودة ، والتحرير والمراجعة . وهذا يعني أن الحزم PACKAGES تحتوي على مجموعة من البرامج المتكاملة ، يختار الطلاب من بينها ما يناسبهم ، تبعا لحاجاتهم .

         إن الحزم المذكورة تحتوي على ما يلي :

·       أنشطة ما قبل الكتابة .

·       أنشطة التنظيم .

·       معالج النصوص .

·       الموجه إلى كتابة المسودة .

·       المراجعة و التحرير .

         ومن أهم مزايا برامج حزم التعبير الكتابي ، أنها تزود الطلاب بسلسلة من معينات الكتابة بالحاسوب ، وبهذا يسهل تكامل هذه البرامج مع منهج التعبير الكتابي .

القواعد ومعينات التعبير الكتابي

GRAMMAR   AND   COMPOSITION  AIDS

              سنتناول في مكان آخر من هذا المبحث موضوع القواعد وآليات الكتابة والاستعمال بالتفصيل . أما هنا فسنشير بكلمات قليلة إلى مردود هذه الوسائل في تعليم التعبير الكتابي .

           يواجه مدرسو اللغة مشكلة عامة وهي : كيف يجعلون الطلاب يطبقون APPLY ما تعلموه من القواعد وعلامات الترقيم والاستعمال USAGE فيما يكتبون ؟ حيث اتضح أن الطلاب يتعلمون القواعد النظرية في يسر ، ولكنهم غالبا ما يعجزون عن نقل TRANSFER تلك القواعد النظرية إلى ما يكتبون . ومما لا شك فيه أن محللات المعجم والترقيم والأسلوب ، تقدم للطلاب كثيرا من المساعدة ، ولكنها لا تستطيع حل جميع المشكلات وحدها ، لأنها لا تشمل جميع قواعد اللغة وآليات الكتابة . ( المعاجم وبرامج علامات الترقيم ومحللات الأسلوب ، تزود الطلاب بمساعدة جيدة ، ولكنها لا تحل المشكلة وحدها ، لأنها لا تغطي جميع قواعد اللغة والآليات ، التي تضمها برامج تعليم اللغة بواسطة الحاسوب ) (47)

             وبناء على تلك الملاحظة ، يجب أن تتكامل برامج تعليم اللغة بالحاسوب ، مع منهج تعليم التعبير ، وإذا واجه طلابك المشكلة نفسها ، فاطلب منهم أن يعملوا من خلال درس معين من دروس برنامج تعليم اللغة بالحاسوب ، وإذا واجه طالب صعوبة في تطبيق قاعدة نحوية معينة ، فوجهه إلى الدرس الذي يعالج هذه القاعدة ، قبل أن يأخذ في تحرير موضوعه . وإذا واجه طالب آخر مشكلة متعلقة باستعمال علامات الترقيم ، فوجهه إلى محلل الترقيم . وبهذا يتضح أن استخدام الحاسوب يمكن المدرسين من تلبية حاجات الطلاب العامة والخاصة.

ثانيا : تعليم الكتابة الإبداعية

              تضم الكتابة الإبداعية CREATIVE  WRITING الشعر والقصة والرواية والمسرحية . وتمد برامج الحاسوب الطلاب بإطار عمل ، لكتابة قصصهم وأشعارهم . وقد ثبت أن هذا الأسلوب يشوق الطلاب ، ويقودهم إلى اكتشاف الفنون الابتكارية ، ويمنحهم – من ناحية أخرى – الفرصة لتنمية قدراتهم الخيالية ، وبالطبع فإن هذه الأنشطة تزرع الثقة في نفوس الطلاب ، وبخاصة الطلاب الذين ليس لديهم حماس للكتابة الإبداعية . ( وتلك تطبيقات واضحة في تعليم الكتابة الإبداعية ، تقترح أن الطفل يجب أن يتقدم من مرحلة وضع الأفكار على الورق ،إلى مرحلة فهم عملية الكتابة . إن خلق الأفكار وتخطيط القصة ، ومراجعة النص لها من الأهمية مثل أهمية إنتاج النص ) (48)

             تعطي برامج الحاسوب الطلاب والمدرسين معا ، فرصا أكثر في مجال الكتابة الإبداعية . وتركز تلك البرامج على تعريف الطلاب بالعقدة PLOT وكيفية تطورها ، وتسلسل الأحداث EVENTS  ، وبعض تلك البرامج تساعد الطلاب على فهم أسلوب كاتب بعينه ، وبعضها يشرح للطلاب أساليب كتابة الرواية . ويتمكن الطلاب بواسطة تلك البرامج من كتابة قصصهم ، ومن استعمال وسائل الإيضاح الملائمة لها .

         ومن برامج تعلم الكتابة الإبداعية في اللغة الإنجليزية ، برنامج ( شجرة القصة ) STORY TREE وهو برنامج تفريعي تبادلي يبين للطلاب  كيف تنمو القصة،ويعرض عليهم عدة خيارات ، بعد عرض كل جزء ، ويسأل الحاسوب : ما الذي سيحدث بعد هذا ؟ ويقدم للطالب تفريع يعتمد على المدخل INPUT الذي اختاره ، وقد يعرض عليه تفريع اعتباطي لخيارات متعددة .

          هناك برنامج آخر في تعلم الكتابة الإبداعية ، يسمى : كتابة قصص المغامرات : THE WRITING  ADVENTURE  وهو يمرن الطلاب على كتابة القصص عبر سلسلة من المثيرات يستجيبون لها ، وهي مصحوبة برسومات وأشكال وصور . وفي ضوء تلك المثيرات ، يكتب الطلاب قصصهم،ويرسمون شخصياتها،ويصوغون أحداثها . ويوجه البرنامج الطالب إلى بناء العقدة .

         وهناك برامج أخرى في هذا المجال ، تعرض فيها على الطلاب بدايات ، أو نهايات لقصص ، ويقوم الطالب بتكملة القصة مستعينا بمعالج النصوص . وفي البداية يتأثر الطلاب فيما يكتبون بعقدة القصة الأصلية وزمانها ومكانها وشخصياتها والحالة المزاجية MOOD لكاتبها . ثم تأتي مرحلة بعد ذلك ، يغير فيها الطالب عناصر القصة الأصلية ، ويبتكر عناصر جديدة ، وهو يكتب قصته .

          هناك برنامج آخر يسمى ( الكاتب )AUTHOR وهو يعنى بأنشطة مرحلة ما قبل الكتابة . حيث يساعد الطالب على وضع مخطط لأفكاره ، عن طريق طرح سلسلة من الأسئلة تدور حول عناصر القصة : العقدة والصراع والشخصيات .. الخ . وبناء على ذلك يضع الطالب مخطوطة SCRIPT القصة . ويكتب الحوارات ، ويعد رسومات لشخصيات القصة .

ثالثا : تعليم القراءة

       لم يكن تقبل المدرسين لفكرة تعلم القراءة بالحاسوب ، طريقا مفروشا بالورد أبدا ، فما زال فريق من خبراء التعليم بالحاسوب ، غير واثقين من قدرتهم على جعل إمكانات الحاسوب ، تتكامل مع برامج تعليم القراءة ، كما يحدث مثلا بالنسبة لتعليم الرياضيات بالحاسوب . ويخشى فريق آخر أن يحوّل الحاسوب فصول تعليم القراءة  إلى مختبرات يوجه فيها (الروبوت) الطلاب توجيها كاملا . وقد يترتب على ذلك قطع صلة الطالب بالصفحة المطبوعة ، حيث يعتمد فقط على ما يعرض على شاشة الحاسوب ، ولا يستبعد الخبراء في هذه الحالة القضاء على العلاقة بين الطالب والكتاب .       ( ونتيجة لهذا فإن الحـاسوب لا يعمل بفاعلية في الأنشطة التي تتطلب القراءة الموسعة السريعة ، من الشاشة للنصوص الطويلة . فالكتب تقوم بذلك بصورة أفضل . والحاسوب يؤدي نشاط القراءة المكثفة بصورة أحسن ، وأثبتت أنشطة الحاسوب التي تتضمن إعادة البناء ، أو إعادة الترتيب ، أنها ذات نفع وفائدة ) (49)

         ويرى فريق من المدرسين عدم صلاحية الحاسوب ، لتعليم القراءة متأثرين ببرامج تعليم القراءة ، التي أعدت في البداية ، وكانت ثقيلة جافة ، تعتمد على الإحصاءات ، ولا تعتمد على أسس تربوية صحيحة .  وبالرغم من الإصلاحات التي أجريت على برامج تعليم اللغة بالحاسوب،مما جعلها أكثر تشويقا وفاعلية للطلاب والمدرسين على حد سواء ، بالرغم من ذلك ،فما زال بعض الخبراء ، عازفين عن الاستعانة بالحاسوب لتعليم القراءة .  ( بعض رجـال التربية ، ما زالوا يـرفضون فكرة تبـني الحاسوب في منهج تعليم القراءة ... )(50)

          تلك هي الاتجاهات السلبية نحو تعلم القراءة بالحاسوب ،أما الاتجاهات الإيجابية ، فتتمثل في موقف قطاع واسع من المدرسين ، يؤيدون استعمال الحاسوب ، لأنه ثبت لهم عمليا مدى فاعلية هذا الجهاز ، في تعلم مهارات القراءة المختلفة . ( تعليم الطلاب ، ليصبحوا قراء مستقلين أحد مسؤولياتنا الرئيسة بوصفنا مدرسي اللغة الإنجليزية .ومعظم الطلاب سيطورون مهارات الاستيعاب ، إذا أعطوا تعليما مباشرا ، ومنحوا الفرص ، لتمرين مهاراتهم من خلال مواد قرائية متنوعة ، وتلقوا مساعدة فردية ) . (51)

      إن إحدى مسؤوليات مدرس اللغة الأساسية ، تمكين طلابه من ممارسة القراءة ، معتمدين على أنفسهم . وليتحقق ذلك ينبغي الاستعانة بالحاسوب ، الذي يستطيع تشخيص مشكلات القراءة ، وعرض مواد وتدريبات متنوعة ، تلائم مستوى كل طالب .

       تساعد البرامج القرائية الطلاب عن طريق المثيرات Prompt  التي يعقبها التصحيح الفوري ، عن طريق التغذية الراجعة،على تنمية رصيدهم من الألفاظ ، وتحسين سرعتهم ، والوصول بهم إلى مستويات عالية من الفهم .

طرائق وأساليب تعليم القراءة

         عند الحديث عن طرائق وأساليب تعليم القراءة،يجب أن يدور حديثنا في إطارين ، هما :

المدخل Approach  : ويشمل طرائق تعليم القراءة .

المهارات Skills  : وتشمل الأساليب Techniques  التي يستخدمها القارئ ، لتحصيل المعنى من الصفحة المطبوعة . وتقدم مهارات القراءة على شكل هرمي ، يبدأ من اليسير إلى المعقد . ويعد تعليم مهارات القراءة المتقدمة  أمرا محوريا ، إذا أردنا لطلابنا تحقيق مستويات عليا في القراءة .

          ومن أهم مهارات القراءة ، ما يلي :

·       التعرف إلى الحروف .

·       الربط بين الأصوات والحروف .

·       التعرف إلى الكلمة .

·       الفهم ( الاستيعاب ) .

         إن المهارات السابقة تتكامل فيما بينها ، فقد يبدأ التلميذ مثلا بتطوير مهارات التعرف إلى الكلمة ، قبل أن يتقن مهارات التعرف إلى الحروف والأصوات .  ومن ناحية أخرى ، علينا العناية بمهارات الاستعداد للقراءة Reading  Readiness   . فقد ثبت أن المادة التي تأتي في برامج الاستعداد للقراءة ، تحقق فوائد كثيرة للتلميذ . فهي تمده بخبرة غنية وخلفية لغوية ، وجـانب عاطفي ، وذكاء اجتماعي ، ونمو حركي ، كما تقوي دافعيته ورغبته في القراءة .

المهارات القرائية READING SKILLS

    سنتحدث في هذا الجزء عن أهم المهارات القرائية ، وهي :

×               مهارات الاستيعاب .

×               مهارة التعرف إلى الكلمة .  

×               مهارة التعرف إلى الحرف /الصوت .

×               الحاسوب والاستعداد إلى القراءة .

وفيما يلي عرض لهذه المهارات :

          مهارات الاستيعاب COMPREHENSION

       من أصعب الأمور في عملية القراءة الفهم ، وقد قال ثور ندايك  THORONDIKE ( إن فهم الفقرة أشبه بحل مسألة في الرياضيات ) . وذلك لأن العقل عند قراءة الفقرة ، يقوم بكثير من الأنشطة المعقدة . ومن ذلك :

×               الاختيار والتركيز والربط والتنظيم والتحليل والتقويم ، بالإضافة إلى :

×               معرفة دلالات الرموز الكتابية .

×               فهم معاني الكلمات بحسب سياقاتها .

×               تمييز الأفكار الرئيسية من الثانوية .

ويجب أن تعالج مادة القراءة المهارات التالية :

1.                الفهم الحرفي ( السطحي )                       LITERAL

2.               القراءة التفسيرية (التأويلية)    INTERPRETATION

3.               التحليل                                            ANALYSIS

4.               التقويم                                     EVALUATION

5.               التقدير                                 APPRECIATION

      ولكي يقوم التلميذ بتلك الأنشطة المعقدة ، يجب أن تكون لديه رغبة ودافعية ، وحاجة ملحة للقراءة . وليمرن المدرس طلابه على فهم ما يقرؤون بفاعلية ، يقوم بمعالجة مشكلات عديدة منها :

×               اختبار مهارات الطلاب القرائية .

×               تحديد المهارات التي تعلم .

×               اختيار المواد القرائية التي تلائم الطلاب ، وتثير دافعيتهم ، و تتحداهم في الوقت ذاته .

      إن مهارة الفهم هي أهم مهارة يكتسبها التلاميذ ، وهم يتعلمون القراءة . وإذا لم يستوعب التلاميذ ما يقرؤون ، فإن عملية القراءة كلها ، تصبح مضيعة للوقت . وبناء على ذلك ، ينبغي أن نمكن الأطفال المبتدئين من العناصر الضرورية لبناء المعنى ، حتى يدركوا من البداية أن الهدف الأول للقراءة ، هو تحصيل المعنى . ومن جانب آخر ، على المدرس أن يجعل من مهارة الفهم غايته من تعليم القراءة في كل المستويات والمراحل ، و أن يعنى بمستويات الاستيعاب المختلفة . وإذا لم يحقق التلميذ درجة الاستيعاب المطلوبة ، على المدرس تحديد أسباب المشكلة ، ومن ثم العمل على حلها . ويستحسن أن يقوم المدرس بتعليم تلاميذه استراتيجيات الاستيع