مبادئ العصف الذهنى :
هناك العديد من المبادئ التى تنتمى للعصف الذهنى :
إطلاق حرية التفكير : Freewheeling
وهو ما يعنى الترحيب بجميع الأفكار مهما يكن نوعها أو مستواها ما دامت متصلة بالمشكلة موضع الاهتمام . ويرى (أحمد عبادة 2001) أن إطلاق العنان للفكر يجعل الفرد فيما وراء الحلول وينظر إلى المشكلة من زوايا متعددة وبطرق جديدة ، مما يؤدى إلى حل مشكلات قديمة متعلقة بالمشكلة أو الموقف .
إن عدم تقديم أنشطة تحفز تفكير الطلاب وتطلق أخيلتهم يمثل إهدارا لقدرات هؤلاء الطلاب الابتكارية واللغوية ، وتعديا على الطلاقة الفكرية واللغوية لهم ، ولعل من أسوا الأمور ) أن يتدخل المعلم ليبنى علاقات منطقية ، أو ليحث الطلاب على التركيز على فكرة واحدة طوال الوقت .
عدم النقد : No criticsm
مؤداها أنه أثناء جلسة العصف الذهنى للمشكلة يجب ألا يقوم أحد أعضاء الجلسة بنقد أو لوم أو تقويم لأفكار الآخرين ، فعدم الحكم السريع على الأفكار يساعد الفرد على إنتاج عدد مضاعف من الأفكار الجيدة فى نفس الفترة الزمنية .
والفرد الذى يشعر أن أفكاره موضع نقد أو تقويم من قبل الآخرين يصعب عليه الاستمرار فى تدفق الأفكار . ويكون عدم النقد عاملا مشجعا لإصدار أى أفكار أخرى جديدة .
وبذلك يكون المبدأ البسيط لأسلوب العصف الذهنى للمشكلة أداة قوية لإنتاج أفكار جيدة عندما يتم تعلمه وتطبيقه بشكل صحيح . (محمد جهاد 2003 ، 267)
الكمية تولد النوعية : Quantity breeds quality
معنى ذلك أنه كلما زاد عدد الأفكار المتولدة زاد احتمال إنتاج أفكار مفيدة وأصيلة فكثرة الكم يؤدى إلى تحسين النوع .
بمعنى أنه بكثرة الأفكار ستكون هناك فرصة أكبر لاختيار الفكرة الصائبة . وكلما زادت كمية الأفكار فإن الأفراد المشتركين فى جلسة العصف الذهنى للمشكلة يبذلون قصارى جهدهم لإنتاج وتطوير أفكارهم وصولا لأفضل الحلول وأجودها .
التوفيق بين الأفكار وتطويرها : Combination and Improvement of Ideas
عند استخدام أسلوب العصف الذهنى للمشكلة ينبغى ألا يقتصر دور الطالب على توليد أفكار خاصة به ، بل يجب أن يتعدى ذلك إلى التفكير فى كيفية تطوير أفكار الآخرين .
ويجب أن تهتم المجموعة أيضا بالتوفيق بين الأفكار أو تجميع أكثر من فكرة فى شكل فكرة جديدة
البناء على أفكار الآخرين وتطويرها : Combination and Improvement of Ideas
ينبغى ألا يتوقف المشاركون فى جلسة العصف الذهنى عند تقديم أفكارهم , وإنما يجب عليهم أن يقدموا اقتراحات لتطوير أفكار الآخرين ، بل وأفكارهم هم ، أو يوضحوا كيف يمكن الدمج بين فكرتين أو أكثر معا لتكوين فكرة مغايرة أكثر قبولا أو عملية من أفكار سابقة . (نزار العانى 2000 ، 143)
أشكال العصف الذهنى :
العصف الذهنى الفردى : Individual Brainstorming
ويتجه نحو إنتاج مدى واسع من الأفكار أكثر مما تقدمه مجموعة العصف الذهنى . ولكنه لا يهتم بتنمية فاعلية هذه الأفكار ، وقد يرجع ذلك إلى أن الأفراد عندما يعتمدون على أنفسهم فإن نموهم يكون سريعا تجاه المشكلات التى لا يستطيعون حلها .
ويصبحون أحرارا فى إنتاج الأفكار فى الوقت الملائم دون خوف من النقد الذى قد يوجه إليهم ، ودون أية سيطرة من قبل الآخرين .
العصف الذهنى الجماعى : Group Brainstorming
وهو ينمى أفكارا أكثر عمقا وفاعلية ، فإذا ما واجه الفرد صعوبات فى تنمية فكرة معينة ، فإن خبرة وابتكارية فرد آخر يمكنها التغلب على هذه الصعوبات .
ومجموعات العصف الذهنى تميل إلى إنتاج أفكار قليلة ؛ ( نظرا إلى لوقت الذى قضى فى تنمية الأفكار من حيث العمق ) ويمكنها أن تؤدى إلى قمع الابتكار عن طريق الأفراد ذوى الصوت المرتفع وغير المبتكرين .(عماد المحلاوى2000 ، 55)
مميزات العصف الذهنى :
· زيادة فرصة الطلاب للحصول على أكبر عدد ممكن من الأفكار القيمة المفيدة .
· جعل الطلاب يفكرون فيما وراء الحلول التقليدية .
· زيادة التعاون بين الطلاب لإنتاج وتحسين الأفكار .
· إزالة الخشية والخجل بين الطلاب بعضهم بعضا وبين الطلاب والمدرس .
· تجنب الطلاب للحكم السريع على أفكار الآخرين .
دور المدرس فى أسلوب العصف الذهنى للمشكلة :
يكون المدرس فى هذا الأسلوب بمثابة القائد والموجه ، حيث يقوم بشرح قواعد العصف الذهنى لطلابه بطريقة تتناسب مع المستوى العقلى لهم بحيث يتأكد المدرس من قدرتهم على فهمها مع مراعاة ألا يشعر الطلاب بأن هناك قواعد لهذا الأسلوب .
ولكن ينبغى على المدرس شرحها بشكل غير رسمى ؛ لأن هذا الأسلوب من أهم خصائصه ألا يفرض إجباريا على الطلاب ، وأن يقوم بتهيئة جو المرح واللعب أثناء التدريس بالعصف الذهنى ؛ لأن ذلك يكون بمثابة أداة جديدة لسيولة الأفكار . وعلى المدرس أن يبث الثقة فى طلابه .
وهنا يجب أن يتسم المدرس بالإدارة الناجحة والقيادة الحكيمة داخل الفصل ، والقدرة على المحاكاة والابتكار إضافة إلى قيامه بدور المعاون والمساعد للطلاب .
(طارق عامر 2004 ، 40)
حيث يقوم بكتابه الأفكار التى يقدمها الطلاب فى قوائم وفئات على السبورة حتى يتم الرجوع إليها أثناء مناقشة الأفكار وتقويمها مع مراعاة عدم استبعاد الأفكار غير الصحيحة علميا وبذلك يكون المناخ المدرسى غير رسمى .
دور التلميذ فى أسلوب العصف الذهنى للمشكلة :
للتلميذ دور فعال وإيجابي وأساسى فى أسلوب العصف الذهنى للمشكلة ؛ حيث يقوم الطلاب بتكوين أكبر عدد من الفروض المتصلة بالمشكلة ( موضوع الدرس ) بعد عرض المدرس للدرس أو جزء منه فى شكل مشكلة أو موقف مثير ويكون ذلك دون نقد أو تقويم أو تعديل من جانب الطلاب أو من جانب المدرس
وقد يشارك الطلاب المدرس فى كتابة تلك الفروض أو الأفكار فى فئات على السبورة استعداد لمناقشة تلك الفروض أو الأفكار حيث يقوم المدرس – بمشاركة الطلاب – باستبعاد الفروض أو الأفكار غير الصحيحة علميا مع تبرير ذلك لطلابه . (عبد الرحمن سليمان 2003 ، 181)
العوامل المساعدة فى نجاح جلسة العصف الذهنى للمشكلة :
حدد (أحمد عبادة 1992 ، 85) عدة عوامل تساهم فى نجاح جلسة العصف الذهنى للمشكلة .
· أن يسود الجلسة المرح وخفة الظل والمتعة من جميع المشاركين فيها .
· قبول جميع الأفكار دون نقدا أو تقييم أو لوم من جانب المدرس أو من جانب الطلاب بعضهم بعضا.
· التمسك بالقواعد الأساسية التى يبنى عليها العصف الذهنى للمشكلة .
· إيمان المدرس بجدوى هذا الأسلوب فى التوصل إلى حلول مبتكرة للمشكلة قيد الدراسة .
· الموضوعية والبعد عن الآراء والدفاعات الشخصية لبعض الأفكار المتعلقة بالمشكلة موضوع الجلسة
· تدوين وترقيم الأفكار بحيث يراها جميع المشاركين .
· استبعاد وجود مراقبين للجلسة خاصة من ذوى المناصب الرئاسية من المدرسين أو المؤسسة التى تطبق فيها
· إثارة أفكار الطلاب ( المشاركين فى الجلسة ) لتدفق المزيد منها إلى أن ينضب معين تلك الأفكار .
إجراءات العصف الذهنى :
تسير إجراءات العصف الذهنى على النحو التالى :
أ - تحديد أدوار المشاركين :
القائد : Leader : وتتلخص مهمته فى التعرف على الأفراد الذين يرغبون فى المشاركة ، وإمدادهم بمعلومات تتعلق بالأسلوب ، وتقديم الاقتراحات أو طرح الأسئلة عندما يتوقف أفراد المجموعة عن إنتاج مزيد من الأفكار .
ينبغى أن يكون لدى القائد شعور بالمسئولية تجاه العملية ، ولديه أيضا حساسية تجاه رعاية المجموعة لإنتاج أكبر عدد ممكن من الأفكار .
المسجل : Recorder : ويقوم بتتبع الأفكار وتسجيلها على ورقة ، وينبغى إسناد هذا الدور إلى فرد يستطيع الإمساك بالأفكار، وكتابتها بسرعة ووضوح .
المشاركون : Participants : وهم الأفراد المعنيون بإنتاج الأفكار ، وهم عادة ما يقومون بأداء معظم أدوارهم بفاعلية ، وذلك إذا توافرت لديهم الألفة بالمشكلة .
ويعتقد بعض الباحثين أن (5) أفراد يمثل العدد النموذجى لمجموعة العصف الذهنى ، فإذا كانت المجموعة كبيرة جدا ، فقد يشعر الأفراد بالكف Inhibition ، ,لا يقدمون أفكارا مبتكرة .
بينما يرى آخر أن العدد (4) هو الأفضل . وفى حين يشير (الشاك) إلى أن العدد مـن (3 - 4) أفـــراد حتى (10-12) فردا يعتبر عددا مريحا .
بينما يؤكد (يورك) على أن العدد من (5 - 10) أفراد يمثل عددا مناسبا ، أما )أبو حطب وصادق( فيحددان عدد مجموعة العصف الذهنى من (6 - 12) فردا .
الإعداد : Preparation :وهذا الإعداد يتضمن تحديد المشاركين ، وإعداد المشكلة للعرض ، وإختيار الظروف الملائمة لتوليد الأفكار.
جلسة التنشيط : Warm-up Session : وفى أثناء هذه الجلسة تتمثل أهداف القائد فى تنمية روح التعاون بين المشاركين ، وتقديم فرص للتدريب على التفكير الابتكارى ، وتقديم الخبرات للبناء على الأفكار وتطويرها .
توليد الأفكار : فى أثناء الوقت المخصص لجلسة توليد الأفكار ؛ فإن القائد سوف يتناول بالشرح الأدوار والقواعد الخاصة بالأسلوب ، وذلك فى وقت ينبغى أن يكون أفراد المجموعة فى حالة من الهدوء التام .
ويقوم القائد بدعوة المشاركين لعصف الأفكار التى تتعلق بالمشكلة ، فإذا وجد انخفاضا فى معدل توليد الأفكار ، فإن بإمكانه أن يفعل ما يلى :
· جعل الانخفاض يستمر ، فإذا توقف أفراد المجموعة نتيجة لذلك ، فإنهم سوف يعملون على إنتاج الأفكار مرة أخرى .
· استخدام الأسئلة مفتوحة النهائية Open - Ended Questions لإثارة أفكار أخرى .
· مشاركتهم إنتاج الأفكار .
· تشجيع البناء على أفكار الآخرين .
وبينما يقوم المشاركون بتقديم الأفكار ، فإن المسجل يقوم بتدوين اقتراحاتهم على الورق ، وإذا ما أنجزت هذه المرحلة بدقة ، وأجلت عملية التقويم ، مع شعور بالراحة فى أثناء الأداء ، فإن المجموعة التى تتكون من (6 -8 ) أفراد سوف تنتج عادة ما بقرب من (5-6) أفكار فى كل دقيقة .
التصنيف / التقويم : Categorization / Evaluation :وبعد الانتهاء من عملية إنتاج الأفكار ؛ فإن القائد بدعوة المشاركين إلى تصنيفها ، وفى أثناء عملية التصنيف تتاح الفرصة لاقتراح أفكار أخرى ، وهذه العملية تمثل تحولا جيدا تجاه عملية التقويم ، تلك التى يأخذ فيها المشاركون فى التعرف على أفضل الأفكار .
المتابعة : Follow up :وهى عملية اختيارية ، حيث يعين أحد الأفراد لاستقبال الأفكار الآخرى التى قد يقدمها الأفراد فى الأيام التالية للجلسة . (أحمد عبادة 2001 ، 84)
ساحة النقاش