الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

 

خصائص المتفوقين:

أولا : الخصائص العقلية : 

يرى )روتش Roache-Monica-Louise2003-218 )أن الفائقين يتميزون بالقدرة على التفكير التباعدى والاستدلالى والاستقرائى ، سرعة الفهم والتركيز ، دقة الملاحظة.

وقد وجد تيرمان فى دراسته الطولية على مدى خمسة وثلاثين عاما أن معدل النمو اللغوى لدى المتفوقين يكون أفضل عند مقارنتهم بالعاديين .

كما أن قدرتهم على القراءة السليمة أعلى ، ويتميزون بالمحادثة الذكية والقدرة على التذكر ، ودقة التفكير المنظم ، وإرتفاع مستوى التحصيل ، والتفوق فى العلوم والآداب والفنون والمنطق الرياضى . (عيد أبو المعاطى  2002 ، ص128 )

ويرى (خليفة سعيد 1995) أن الفائقين يتمتعون بقدره عقلية عالية تظهر فى حقل أداء مرتفع على اختبارات ذكاء الفرد كاختبار ستانفورد بنية أو اختبار وكسلر للذكاء ، فقد يصل معدل ذكائهم إلى 130 فما فوق بالإضافة إلى تمتعهم بعدد من الصفات العقلية الأخرى مثل :

·     القدرة الفائقة على التعليل والتعميم ومعالجة المعنويات وفهم المعانى والتفكير المنطقى وتمييز العلاقات تأدية أعمالا عقلية شديدة الصعوبة وهذه قدرة تسمى (بالقوة) .

·             السرعة واليسر فى التعلم من غيره .

·             إبداء حب شديد للاستطلاع العقلى .

·             البصيرة النافذة فى حل المشكلات .

·             مجالات ميوله أوسع من غيره .

·             الاعتماد على الابتكار فى أعماله العقلية .

·             إظهار يقظة وقدرة على الملاحظة الجادة واستجابته سريعة .

·     القدرة القرائية كبيرة سواء من حيث السرعة أم الفهم وأيضاً فى استعمال اللغة (كتابة ومحادثة وقراءة) وكذلك قدرته فى التعليل الحسابى وفى العلوم والأدب والفنون .

·             القدرة على الحفظ أو استظهار الحقائق .

·     القدرة على الأداء الجيد فى الاختبارات ومعظمهم قادرون على قراءة الكتب المتقدمة لسنوات عديدة بالنسبة لصفهم الدراسى .

      ولقد أكدت( كلارك (clark , 1992 على تمتع الفائقين بعدد من السمات العقلية مثل:

·     القدرة الفائقة على الاستدلال والتصميم وتناول المعنويات وتفهم المعانى والتفكير تفكيراً منطقياً والتعرف على العلاقات .

·             القيام بأداء الأعمال العقلية الصعبة جداً .

·             القيام بالعمل المنتج دون الاعتماد على أحد .

·             إظهار الابتكار والإبداع فى الأعمال العقلية .

·             يضيق ذرعا بالعمليات الرتيبة والتدريب الآلى النمطى .

·             الميول المتعددة والتفوق فى المواد الدراسية المجردة .

·             التطلع إلى المستقبل ويهتم بالخلق والقضاء والقدر والموت .

 (نبيه إبراهيم 2002 ، 163)

ثانياً : الخصائص الانفعالية :

أكد  البعض على أن المتفوقين مستقرون انفعالياً وأقل عرضة للإصابة بالأمراض النفسية كما أن لديهم القدرة على خفض الصراع مع انخفاض معدل القلق لديهم وتميزهم بدرجة عالية من الانبساطية . ( Matias-Patricia-2005-234)

كما أوضح كلاً من (عبد الرحمن سليمان ، صفاء غازى  2000، 56 )  أن الفائقين يتميزون بالمثابرة وقوة العزيمة ، والتفاؤل والمرح وعلى مستوى فائق من النضج الانفعالى والاجتماعى .

    وأشار البعض إلى تميز الفائقين بمجموعة من السمات الانفعالية منها :

·          التمتع بمستوى من التوافق والصحة النفسية بدرجة تفوق أقرانه .

·          التوافق بسهولة مع التغيرات المختلفة .

·          التحلى بدرجة عالية من الاتزان الإنفعالى .

·          لا يضطرب أمام المشكلات التى تواجهه .

·          إرادته قوية ، ولا يحبط بسهولة ، ولديه المقدرة على الصبر والتسامح .

(هشام على  2001 ، 43 )

ثالثاً : الخصائص الجسمية

يرى )بارجمان وكينز.109  (Barchman & Kinze, 1990 أن المتفوق يتميزون بقدرات حركية أكثر ملائمة ومهارات حركية متقدمة ، كما أنهم أكثر طولاً وأقوى بنية ، وأوفر صحة مقارنة بالآخرين .

ويشير( خليفة سعيد 1995) فى دراسته إلى بعض الخصائص التى يتصف بها الفائقون ومنها أنه :

·          أثقل نوعاً فى الوزن وأطول فى الجسم ووزنه أكبر بالنسبة لطوله .

·          أقوى وأصح وحسن التغذية .

·          خال نسبياً من الاضطرابات العصبية .

·          أكثر تقدماً من حيث تكلس العظام .

·          يصل لمرحلة النضج مبكراً بالنسبة لسنهم .

وقد أوضحت دراسة (عادل محمد  2005 ، 12 ) أن المتفوق أقل عرضة للإعاقة الجسمية وأكثر تفوقاً فى التأثر البصرى والحركى ، كما أنه يتمتع بذاكرة قوية مع استقلال فى التفكير ودقة فى الملاحظة وعمق فى الفهم .

رابعاً : الخصائص الاجتماعية :

أشارت دراسة (نبيه إبراهيم  2000 ، 164 )  إلى إحساس المتفوقين بالمسئولية مع ميلهم للعمل مع الآخرين فى نشاطات جماعية خلاقة حتى مع الطلبة غير القادرين على التعلم .

   كما أكدت (عبير زيدان  2003 ، 45 ) إلى تمتع المتفوق ببعض الخصائص الاجتماعية ومنها :

· القدرة على قيادة الجماعة .

· الرغبة فى التعامل مع من هم أكبر سناً .

· الاندماج فى جماعة ويمتثلون لمعاييرها .

· إبداء الفائق اهتمام بألعاب وأنشطة من يفوق عمرهم بستين أو ثلاث .

· تفضيل الألعاب التى تخضع لقواعد وقوانين الألعاب المعقدة التى تتطلب تفكيرا.

· يفضلون أن يكون رفقاؤهم فى اللعب أكبر منهم سناً لأنهم يتساوون معهم فى العمر العقلى .

· يتصور صغار الفائقين رفقاء لهم فى الخيال .

· الأطفال الفائقون أقدر من غيرهم فى الحصول على معلومات وحقائق أكثر من البيئة المحيطة .

· ينحدرون من أسر تتمتع بمستوى اجتماعى واقتصادى أعلى من المتوسط .

فئات الطلاب الفائقين وخصائصهم :

إن التعرف على الطلاب الفائقين فى المدارس يعتمد إلى حد كبير على معرفة لخصائص التى تميزهم . وقد يجد المعلمون صعوبة فى التعرف عليهم ، حيث تختلف الخصائص التى تميزهم باختلاف مجال تفوقهم.

فنجد الطالب المتفوق عقلياً يتمتع بمجموعة من السمات تختلف عن الطالب المتفوق فنياً أو أكاديمياً . لذا تختلف الاحتياجات التربوية لكل طالب باختلاف مجال تفوقه ويمكن تقسيم المتفوقين إلى الفئات التالية :

أولاً : الطلاب الفائقون عقلياً : يتميز هؤلاء الطلاب بالنمو العقلى السريع ؛ فيفوق عمرهم العقلى عمرهم الزمنى ، فيصبح الطالب متقدماً على أقرانه من حيث القدرة على التعلم ، وإدراك العلاقات وفهم المواقف ، وإدراك الأمور ، والتفوق الدراسى .

ويقاس التفوق العقلى عادة باختبارات الذكاء والقدرات ، ويعتبر الطالب الذى يحصل على نسبة ذكاء 130 فأكثر فى اختبار الذكاء الفردى من الموهبين عقلياً .

ثانياً : الطلاب الفائقون أكاديمياً :يتميز هؤلاء الطلاب بنبوغ وتميز فى أحد المجالات الأكاديمية مثل الرياضيات أو العلوم أو اللغات ، ويتميزون بقدرة عالية على الاستيعاب والحفظ وسرعة لتعلم ، ويظهرون اهتماماً واضحاً بإحدى المواد الأكاديمية أو أكثر . ويتمتعون عادة بذكاء فوق المتوسط ، ولديهم دافعية عالية على الإنجاز .

ولكن تفكيرهم لا يتسم بالإبداع أو التجديد ، وتسيطر عليهم الرغبة فى الحفظ والاستظهار . والفرق بين الموهوب عقلياً والموهوب أكاديمياً هو نتائج اختبار الذكاء .

(ناديا السرور 2003 ، 187)

فإذا حصل الطالب على معامل ذكاء فوق المتوسط بين (110 – 120) رغم حصوله على نسبة مئوية تفــوق 85% من مجموع درجاته فى الاختبارات التحصيلية يمكن القول بانه موهوب أكاديمياً ، وقد تكون الموهبة الأكاديمية فى مجال واحد فقط مثل العلوم – الرياضيات – اللغات .

والموهبة أو التفوق الأكاديمى استعداد فطرى للتفوق فى هذه المجالات ، قد يرجع إلى عوامل وراثية ، أو لتوافر الظروف البيئية المحفزة على نمو هذه الموهبة .

ويحتاج هؤلاء الطلاب إلى التعلم بمعدل أسرع فى المواد التى يتفوقون فيها فقط . ويعتبر أسلوب الإسراع فى تعلم مادة معينة من الأساليب المناسبة فى تعليم المتفوقين أكاديمياً . حيث يسمح هذا الأسلوب للطالب أن يتقدم فى دراسة مادة معينة وفق قدراته على التعلم .

ثالثاً : الطلاب المبدعون : يتميز هؤلاء الطلاب باستعداد خاص للإبداع والاختراع والإتيان بحلول جديدة وأفكار أصيلة لما يعرض عليهم من مشكلات . وتتفاوت درجة الإبداع باختلاف المرحلة العمرية للطالب .

بالإضافة إلى قدرتهم على إنتاج أفكار جديدة وكثيرة فإنهم يتسمون بالتفكير الناقد ولديهم رغبة فى التغيير والتجديد.

وقد تظهر موهبتهم فى القدرة على استحضار ألفاظ كثيرة تتوافر فيها خصائص معينة مثل الكلمات التى تنتهى بحروف معينة .وهذه القدرة تجعل الطالب مبدعاً فى مجال الشعر والزجل ، وقد تظهر هذه الموهبة فى شكل قدرة على حل المشكلات ، مما يمكن الفرد من ان يكون مخترعاً أو مبتكراً .

رابعاً : الطلاب ذو المواهب والقدرات الخاصة ( فنية – فنون تشكيلية – أدبية ):

المواهب الخاصة هى استعدادات فطرية للتفوق فى احد المجالات الفنية ( الرسم – النحت – التلوين – تشكيل المعادن أو الفنون الموسيقية ) كالأداء الموسيقى – التأليف الموسيقى أو (الأدبية ) الشعر – الزجل – كتابة القصة .

ولا يكفى الاستعداد الفطرى وحده لجعل الشخص متفوقاً فى هذه المجالات ، بل لابد من توافر الظروف البيئية المناسبة والتعليم والتدريب والممارسة التى تنمى هذه المواهب والقدرات .

خامساً : الطلاب المتفوقون فى الأنشطة الرياضية ..

 يتميز هؤلاء الطلاب بالرشاقة والقوة العضلية والقدرة على الاحتمال البدنى وخفة الحركة والتآزر العضلى والإحساس بالحركة ، وقد تنبهت كثير من الدول إلى أهمية الكشف عن المواهب البدنية عند الأطفال فى سن مبكرة ، وعملت على توفير الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية اللازمة لهم ، وتوفير التعليم والتدريب المناسبين ، وفرص التفاعل مع الرياضيين المحترفين ؛ لاكتساب المعلومات والمهارات والخبرات التى تنمى مواهبهم وتصقلها . (يسرية محمود  2000 ، 30 – 32) .

أهمية تحديد صفات وخصائص الموهوبين :

إنه من الضرورى تحديد المتفوقين لأنهم يحتاجون إلى خدمات تعليمية خاصة ، مختلفة ومتنوعة تساعد على تنمية مواهبهم الأكاديمية والفنية والاجتماعية وغيرها ، وقد تصل هذه الخدمات فى بعض الأحيان إلى تعديل فى المناهج وطرق التدريس حتى تتلاءم مع احتياجاتهم الخاصة .وتبدأ المهمة أولاً بالبحث عنهم واكتشافاتهم وتحديد استعداداتهم ومواهبهم لوضع تعليم يتناسب مع هذه القدرات والمواهب

Vosslamber-Andrea 2002-23))

ومن العرض السابق نجد أن هناك مجموعة من السمات والخصائص التى تميز المتفوقين ، كما أنه يمكن اكتشافهم من خلال مجموعة من مقاييس الذكاء والاستعدادات والاختبارات التحصيلية .

ويمكن أن نستفيد من تجارب الدول المتقدمة فى تطوير اكتشاف المتفوقين فى مصر من خلال ما يلــى:

·    عدم الاعتماد على استراتيجية واحدة لاكتشافهم ، مع تنويع الأدوات المستخدمة من اختبارات تحصيلية، واختبارات الاستعداد ، واختبارات القدرات الإبداعية ، إلى جانب إنجازات الطالب ، قوائم التقدير .

·    ربط عملية الاكتشاف ببرامج الرعاية المستخدمة ، حيث تتم دراسة كل طالب ، ومعرفة الدرجات التى حصل عليها فى الاختبارات المختلفة ، وما تشير إليه هذه الاختبارات ن نتائج تفيد فى اختبار البرنامج المناسب الذى يتفق مع قدراته ومواهبه .

·          وضع الطلاب جميعاً تحت التجربة لمدة عام دراسى كامل فى مدارس داخلية لتقليل أثر الظروف البيئية المحيطة والكشف عن الموهبة الحقيقة بعد توحيد هذه الظروف .(عيد أبو المعاطى 2000 ، 115) .

·    وبصفة عامة يمكن الإشارة إلى الصعوبات التى تواجه عملية اكتشاف المتفوقين والموهبين فى مصر هى :

·          عدم وجود استراتيجية اكتشاف محددة الخطوات ، أو أسس معينة تقوم عليها عمليات الاكتشاف .

·          عدم وجود اختبارات مقننة ثابتة ، وصادقة لقياس القدرات المختلفة لطلابنا .

·    معظم أدوات القياس تصلح لاكتشاف الموهبة الأكاديمية فقط ولا تصلح لقياس الموهبة العقلية أو الابتكارية .

·    عدم قدرة المعلم على استخدام أدوات القياس المختلفة ، واحتياج المعلمين إلى تدريب خاص لزيادة قدراتهم على استخدام هذه الأدوات والاستفادة من نتائجها . ( بيل والاس 2004 ، 23)

طرق اكتشاف المتفوقين :

يتم اكتشاف الموهوبين من خلال ما يتمتعون به من سمات تميزهم عن غيرهم من العاديين ، ويتم ذلك من خلال ما يلى :

ملاحظات الأهل :تعد  الأسرة المؤسسة الاجتماعية الأولى التى تكتشف الطفل المتفوق فى المراحل المبكرة على الرغم من ان ملاحظات الأهل لمواهب وإبداعات أولادهم تتسم فى معظم الأحيان بالمحاباة والتحيز ، إلا أنها تعد ذات قيمة فى احتمال الكشف عن الموهوبين فى وقت مبكر من حياتهم .ويعود ذلك إلى أن الأهل هم أقرب الناس إلى سلوك أبنائهم وتصرفاتهم وخصائصهم وبخاصة فى مرحلة الطفولة .

على أن تكون ملاحظات الأهل وسيلة تنبيه وتوجيه فى الكشف عن المتفوقين . وإن كانت غير كافية لوحدها . ولابد من تدعيمها بالوسائل الأخرى المعتمدة فى هذا المجال.

كما يمكن الاعتماد على أحكام الرفاق والأقران ، وذلك من خلال ملاحظاتهم لبعض السمات التى توجد لديهم . (محمد جمل ، زيد الهويدى 2003 ، 263)

ملاحظات المعلمين :تعتبر ملاحظات المعلمين المباشرة للمناشط والفاعليات الصفية واللاصفية التى يقوم بها الطلبة من الوسائل الفاعلة والواعية والمناسبة فى الكشف عن المتفوقين والتعرف عليهم .

ويتم ذلك من خلال عملية التعليم السريع والقفز على الخطوات المنطقية فى التعليم وحب الاستطلاع والمبادرة ، وقوة الملاحظة ، والمثابرة ، والصبر والحرص على إنجاز المهام الموكلة إليه . ومن خلال الاهتمام بالمشاكل التى تشغل عادة بال الكبار مثل القيم الدينية والسياسية والفلسفية والمنطق، والتمتع باليقظة وقوة البصيرة الحاذقة ، وحب الزعامة ، والقدرة على قيادة زملائه ، ومن خلال حب المعرفة ، والقدرة على الاكتشاف ، والاستغراق فى التفكير ، والعمل لفترة طويلة دون ملل أو كلل ، ومن خلال امتلاك الطالب لمهارة معينة فى الرسم أو الموسيقى ، يمارسها فى أداء متميز بشكل غير عادى . وامتلاك مهارة فى كتابة الشعر والقصة ..

إذا اكتشف المعلم لدى طالب ما جانباً أو أكثر من هذه الجوانب المذكورة ، وإذا ثابر على الملاحظة ، وأكدت هذه الملاحظة الجديدة ما اكتشفه ، فإن فى ذلك ما يقدم الأساس والدليل على أن هذا الطالب الذى تمت ملاحظته متفوق .

والمعلم الجيد هو الذى يرعى موهبة الطالب ويعمل على صقلها وتنميتها . وإذا ما تحقق رعاية موهبة الطالب فى الأسرة والمدرسة فإن الموهبة تنمو وتزدهر .

وإذا لم يتحقق المناخ التربوى السليم للموهبة فى الأسرة والمدرسة فإن الموهبة تذبل وتموت . لأن الموهبة ليست شيئاً فسيولوجياً ثابتاً . مما يظهر أهمية المناخ التربوى السليم الى تتطلبه المواهب لنموها وازدهارها.(عبد المطلب القريطى 2005 ، 179)

التحصيل العلمى :تعد عملية التحصيل العلمى للطالب وسيلة لاكتشاف المتفوق  والتعرف عليه . ويتم ذلك من خلال تحديد هذه المقاييس لمستوى التحصيل الدراسى وموقعه بين أقرانه فيما يختص بتحصيله . ويعتبر الطالب متفوقاً إذا كان مستوى تحصيله العلمى يضعه ضمن العشرة الأوائل بين أقرانه . والمقاييس المقننة التى يتم إعدادها من قبل اختصاصيين تكون أكثر صدقاً وثباتاً فى قياس موهبة الطالب .

(طارق عامر 2004 ، 35)

المقاييس المقننة :تعد المقاييس المقننة من أهم السائل فى الكشف عن المتفوقين ، وهذه المقاييس منها ما يرتبط بقياس القدرات العقلية والذكاء والقدرة اللفظية والقدرة غير اللفظية والقدرة الرياضية .. الخ والتى من أهمها اختبار وكسلر لذكاء الأطفال المعدل للفئة العمرية من (6 – 16) سنة ، ومقياس القدرات العقلية ومقياس تورنس للتفكير الابتكارى . (عبد الرحمن سليمان ، صفاء أحمد 2003 ، 115)

معلم الطلبة المتفوقين :

يتم إعداد معلمى المتفوقين أكاديمياً وثقافياً وتربوياً من خلال تدريسهم مواد ذات علاقة بالطلبة المتفوقين من ذوى القدرات والمواهب بمعاهد وكليات إعداد المعلمين قبل الخدمة Pr-Service  .

أما بالنسبة لتدريب المعلمين أثناء الخدمة In-Service فيتم تدريبهم من خلال دورات تدريبية وورش العمل ، ومن خلال الدوريات والندوات والأيام الدراسية ، للتعرف واستخلاص بيانات عن الطلبة المتفوقين من حيث خصائصهم وأساليب التعامل معهم وطرائق تدريسهم والمناهج المعتادة والمعجلة التى تقدم لهم والامتداد الأعمق لتلك المناهج .

وكذلك أساليب الإشراف والتوجيه النفسى والتربوى والمهنى . وهذا يتطلب حصر الأهداف المرغوبة من تعليم الطلبة المتفوقين وربطها بالسلوكيات الصفية للمعلم التى برزت أهميتها فى تحقيق تلك الأهداف والنتاجات ، وذلك بالاستناد إلى نتائج عدد كبير من البحوث والدراسات ذات العلاقة بالموضوع .

وبذلك يكون معلم الطلبة المتفوقين ، هو الركن الأساسى فى تربيتهم ، ويتوقف عليه إلى حد كبير تحقيق تربية المتفوقين لأهدافها المنشودة .

فالمنهاج مهما تم تجويده فهو يموت بين يدى معلم ضعيف لا يقدر على تدريسه ، او لا يستطيع توفير المناخ التربوى المناسب داخل الفصل أثناء ممارسة عملية التعليم / التعلم .

والمنهاج الضعيف يستطيع معلم أحسن إعداده وتدريبه أن يبث فيه الحياة ، بما يجعل عملية تربية المتفوقين تحقق أهدافها ، وهذا يتطلب أن يتسم معلم المتفوقين بعدة سمات من أهمها ما يلى :

أولاً : السمات الشخصية :

·          أن يكون جيد المظهر ورشيق فى حركاته .

·          أن يكون متفهماً لطبيعة الطلبة المتفوقين واحتياجاتهم .

·          أن يكون واثقاً من نفسه .

·          يتسم بالكياسة واللباقة والفطنة .

·          أن يكون مرناً ومتفتحاً نحو الأفكار الجديدة .

·          أن يكون راغباً فى التعليم والتعلم وراغباً فى الامتياز ومواكباً لعصره .

·          أن يكون متحمساً ونشيطاً ومحباً لعمله ومسئول عن سلوكه .

·          يتمتع بالطلاقة فى الحديث وفصاحة اللسان .                   

(فتحى جروان 1999 ، 335)

ثانياً : السمات الجسمية

·          يتمتع بصحة جيدة .

·          يتميز بأعصاب وحواس قوية سليمة .

·          يتمتع بصوت جهورى واضح .

ثالثاً : السمات العقلية :

·          يتمتع بقدر من الذكاء يحقق له حسن أداء مهنته.

·          يتمتع بسرعة الفهم واتساع الأفق .

·          يتمتع بقدرات واستعدادات ومواهب أكثر من معلم الطلبة العاديين .

رابعاً : السمات النفسية :

·          أن يتمتع بالاتزان ويتسم سلوكه بالهدوء .

·          يتميز بالصبر والجدية فى أعماله .

·          يتميز بالطموح والتفاؤل .

·          يتميز بالمرونة والإحساس بالمسئولية تجاه طلبته .

خامساً : السمات الاجتماعية :

متعاون ، محب لغيره ، ديمقراطى النزعة ، مهذب الحلق ، طيب المعاشرة ، حسن التكيف . (محمد أبو زهرة 2002 ، 459)

سادساً : السمات المهنية :

·          أن يكون معداً أعداداً أكاديمياً وثقافياً وتربوياً بصورة جيدة .

·   أن يكون ملماً إلماما تاماً بالمادة الدراسية التى يقوم بتدريسها بصورة تكشف عن جميع أوجه الغموض فيها، محباً لمهنته معتزاً بها ومتحمساً فى أدائها وبتطويرها .

·       أن يكون قيادياً ومرشداً ويتجنب أسلوب القسر والتعسف فى تعامله مع الطلبة .

·       أن يكون ديمقراطياً قولاً ومسلكاً .

·       أن يدعو الآخرين للمشاركة من خلال الاستكشاف ، ولا يعطى الحلول الجاهزة.

·       أن يكون التعليم جزئ من اهتماماته ، وأن يبدو من تصرفاته كما لو أنه ولد معلماً .

·       أن يكون محباً لمهنته ، معتزاً بها ، ملتزماً بدستورها وآدابها ، ويتسم سلوكه بالحب والحق والعدل مع طلبته .

كما يجب أن يتسم سلوكه فى التدريس بالخصائص التالية :

·       القدرة على بناء برامج تفريدية مرنة .

·       القدرة على تقديم التغذية الراجعة باستمرار .

·       القدرة على استخدام أساليب واستراتيجيات متنوعة فى التدريس .

·       استثارة المستويات العقلية العليا فى التفكير .

·       العمل باستمرار عن طريق احترام ذاتية الطلبة .

·       احترام الإبداع والأصالة وأفكار الآخرين مهما تكن غير مألوفة .

(مطلق بن طلق الحازمى (2000 ، 191)

أساليب رعاية الفائقين :

تتنوع الخبرات التربوية التى تقدمها برامج رعاية الطلبة الموهوبين والمتفوقين تبعاً لتباين فلسفتها وأهدافها وإمكاناتها البشرية والمادية وطبيعة المجتمع المستهدف بخدماتها ، ويمكن تصنيف هذه الخبرات التربوية فى ثلاثة أنواع رئيسية وهى :

·          التجميع

·          الإسراع (التعجيل)

·          الإثراء

   أولاً : تجميع الموهوبين والمتفوقين :

وتبنى فلسفة التجميع على أساس أن وجود الطالب الموهوب والمتفوق فى بيئة تعليمية مع نظرائه أو أنداده الذين يماثلونه فى الاستعدادات العقلية العليا ، ويشاركونه الاهتمامات والميول ، يولد لديه مزيداً من الاستثارة والدافعية والتافس .

ومثلـما يشــــير كيرك وزملائـــه (Kirk et al.,1997 :156)  فإن الــهدف مـــن تجميع الموهوبين والمتفوقين وتعليمهم معاً هو تهيئة الفرص لكى يتفاعلوا ويستثاروا عن طريق نظرائهم عقلياً .

والتقليل من مدى التباين فى المقدرات والمستويات الأدائية من خلال مجموعات متكافئة من حيث المستوى التحصيلى .

بحيث يسهل تزويدهم بالمواد والخبرات التعليمية المناسبة عن طريق معلمين لديهم الخبرة والمهارة اللازمتين للعمل مع هؤلاء الطلاب ، وفى مجال المحتوى الذى يتم تقديمه لهم . (عبد المطلب القريطى 2005، 292 )

وللتجميع أشكالٌ متعددة منها : 

أولا : إنشاء فصول خاصة :

يلقى نظام الصفوف الخاصة تأييداً كبيراً من معظم المربين ، على أساس ان هذه الصفوف تتعدد ميزاتها ، فيرى Diverse أن وضع المتفوقين فى صفوف خاصة يساعد على تقديم منهج غنى بالخبرات ، يتناسب مع قدرات هؤلاء الطلاب ، مما يدفعهم إلى التقدم السريع .

ويذكر (بيرنسيد) Pernside أن نتائج خبرة سنوات عديدة فى مدرسة للمتفوقين ، أظهرت ان تخصيص صف للمتفوقين يؤدى إلى تنمية الشخصية المتكاملة ، وتكسب الأطفال هدوءاً ، وقوة والقدرة على تحمل المسئولية .

(فتحى الزيات 2002 ، 179 )

   ومن أمثلة هذه الصفوف ، النظام المعمول به فى بعض مدارس الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث يختار الطلاب لهذه الصفوف على أساس نتائج اختبارات الذكاء Intelligence Tests والاختبارات التحصيلية . ويلتحق الحاصلون على نسبة ذكاء (125 فأكثر) بهذه الصفوف . كما يدخل ضمن عوامل الاختيار النهائى للالتحاق بها : النضج الانفعالى ، والتكيف الاجتماعى ، والحالة الصحية ، وأحكام وتقديرات المعلمين.

مزايا أسلوب التجميع :

ويساعد هذا النظام على تقديم منهج غنى بالخبرات ويمكنهم من القيام بالمشروعات ذات المستوى العلمى العالى ويغرس فيهم روح المنافسة الشديدة التى تبعث على الإتقان واستمرار التفوق ويقلل من احتمال الشعور بالكبرياء والغرور ، إلا أن هذا الأسلوب يخلق نوعاً من الطبقية داخل المدرسة تمثل فيه فصول الفائقين الطبقة العليا ، ولوجود هذه الفصول بمدارس عادية لم يتم إعداد ما يناسب الفائقين من ورش ومعامل ومكتبات ومعلمين.

وتضيف (كلارك)  أن هذا الأسلوب يحتاج لمدرسين مدربين تدريباً خاصاً للتدريس للطلاب الفائقين وترى الباحثة أن هذا الأسلوب قد ارتضته وزارة التربية والتعليم المصرية لطلابها الفائقين منذ عام 1988 ،ولكن يحتاج واقع تطبيقه لمزيد من الاهتمام والعناية حتى يتناسب هذا الأسلوب مع ظروف مجتمعنا هذا ما أكده .

( على السيد سليمان 1999 ، 200)

ثانيا : المدارس الخاصة بالموهوبين :

وهى إحدى الطرق المتبعة فى التدريس للطلاب الفائقين ، والتى تتمثل فى جمع الأطفال الموهوبين فى مدرسة واحدة لأولئك الذين يتفقون من حيث المستوى العقلى ويحصلون على أعلى الدرجات فى التحصيل الدراسى ، ويتسمون بحسن التكيف والاستقرار النفسى . (طارق عامر  2004 ، 75 )

ويمتاز هذا الأسلوب بما يلى :

text-justify: kashida; text-align: j

  • Currently 18/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 8530 مشاهدة
نشرت فى 1 يونيو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,643,436