الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

التعليم الإلكتروني E-learning مكون من كلمتين "التعليم " ،و "الإلكتروني" . وتقابل الكلمة الثانية "الإلكتروني" حرف "e"في المصطلح الإنجليزي، وقد اصطلح على أن دخول هذا الحرف على أي مصطلح يعني تحول ذلك المصطلح من المفهوم التقليدي إلى معنى تكون التقنية الإلكترونية أحد مفرداته مثل mail  و email . لذا يعرف التعليم الإلكتروني على أنه طريقة فاعلة في التعليم تجمع بين النقل الرقمي وبين توفر الدعم والخدمات للمحتوى التعليمي(منال سطوحي وآخرون، 2008 :263).

وهناك عدة تعريفات أخرى للتعليم الإلكتروني، منها : فرص التعلم التي يتم إتاحتها وتيسيرها بأجهزة إلكترونية تتضمن وسائط متعددة ( كتابية ،ورمزية،وبصرية ، وبيانية،صامته ومتحركة وناطقة ) . كما أنه يتيح للمتعلم ليس-فقط-أن يختار المحتوى الذي يتعلمه، بل أن يختار زمان ومكان التعلم ، وأن يسير في تعلمه بحسب خطوه الذاتي (وليم عبيد،2008 :15) .

ومما سبق يتضح أن تعريف التعليم الإلكتروني تعدد حسب المجال الذي حدد به من قبل المعرفين له، فمنهم من قصره على طريقة للتدريس ، ومنهم من اعتبره بيئة للتعلم ،ومنهم من وصفه بأنه نظام تعليمي ، ومنهم من اعتبره نوعاً من أنواع التعليم ، ولكن يتفق الجميع على أنه تعليم يستخدم التقنيات الإلكترونية؛ لذا رأي الباحث أن يعرفه بأنه : وعاء الكتروني يتمثل في موقع تعليمي يصمم -خصيصا- لتدريس بعض المفاهيم بمقرر السيرة النبوية لطالبات كلية الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر، عبر شبكة الإنترنت العالمية ، ويحتوي الموقع على نصوص، ورسوم، وملفات صوت، وملفات حركة (Animation)، ومجموعة من الإمكانات التفاعلية ،كما يحتوي على غرفة الدراسة (من خلال شات) تفتح في أوقات محددة مع المجموعات المتعلمة ، إضافة إلى صفحات المنتديات الخاصة بموضوعات المقرر، وتضم صفحات الويب روابطَ فائقة (Hyperlinks) يُمكن عند النقر على إحداها الانتقال إلى جزء آخر من الصفحة ،أو إلى صفحة أخرى ، أو إلى مواقع تعليمية محددة.

وتكمن أهمية التعليم الإلكتروني في كونه يساعد على(أحمد السيد،2005 :216-217):

·     تقديم فرص للطلاب للتعلم بشكل أفضل.

·     ترك أثر إيجابي في مختلف مواقف التعلم.

·     تقديم فرص للتعلم متمركزة حول التلميذ، وهو ما يتوافق مع الفلسفات التربوية الحديثة ونظريات التعلم الجادة.

·     يقدم أداة لتنمية جوانب ما وراء المعرفة للتعلم، وتنمية مهارات حل المشكلات، وتقديم بيئة تعلم بنائية جادة.

·     تقديم فرص متنوعة لتحقيق الأهداف المتنوعة من التعليم والتعلم.

·  إتاحة فرصة كبيرة للتعرف إلى مصادر متنوعة من المعلومات بأشكال مختلفة تساعد على إذابة الفروق الفردية بين المتعلمين أو تقليلها.

خصائص التعليم الإلكتروني :

يتميز التعليم الإلكتروني بعدد من الخصائص، ومنها أنه(أحمد السيد،2005: 215):

·   نوع من التعليم يحتاج إلى التعامل مع مستحدثات تكنولوجية متعددة، وإلى التدريب عليها بشكل جيد قبل المرور بالخبرات التعليمية من خلالها.

·   نوع من التعليم والتعلم يحتاج إلى إعداد مسبق متسم بالدقة لتحديد عناصر التفاعل التعليمي ومصادر التعلم وسبل الحصول عليها.

·     نوع من التعليم والتعلم يحتاج إلى مهارات خاصة في المعلم وفي المتعلم لابد من تنميتها لديهم.

·     نوع من التعلم يحتاج إلى إمكانات تقنية خاصة لابد من توافرها في بيئة التعلم.

وقد حدد بعض التربويين أنواع التعليم الإلكتروني فيما يلي(عبد الله الموسى ،وعبد العزيز المبارك ،2005: 113):

1.   التعليم الإلكتروني المباشر المتزامن : ويعتمد على أسلوب وتقنيات التعليم على الإنترنت لتوصيل وتبادل الدروس وموضوعات الأبحاث بين المتعلم والمعلم مباشرة في الوقت ذاته، مثل: المحادثة الفورية،والفصول الافتراضية .

1.   التعليم الإلكتروني غير المباشر (غير المتزامن ) :وفيه يحصل المتعلم على المادة المتعلمة عن طريق بعض أساليب التعليم الإلكتروني مثل البريد الإلكتروني ، ومن إيجابياتها أن المتعلم يتعلم حسب الوقت المناسب له وحسب الجهد الذي يرغب في إعطائه ، كما يستطيع إعادة الرجوع إليها إلكترونيا كلما احتاج .

نماذج التعليم الإلكتروني: يمكن تصنيف التعليم عن بعد إلى أربعة نماذج، هي(هند الخليفة ،2006):

·        التدريب المعتمد على الحاسب أو الإنترنت Web/Computer-based training .

·   أنظمة دعم الأداء الإلكترونية على الحاسب أو الإنترنت Web/Electronic Performance Support Systems .

·        الفصول التخيليّة غير المتزامنة Web/Virtual Asynchronous Classroom .

·        الفصول التخيليّة المتزامنة Web/Virtual Synchronous Classroom .

 ولكل نموذج معايير اختيار محددة حسب المجال التعليمي و  الهدف منه. و لكن في الواقع نجد أنه يمكن استخدام خليط من هذه النماذج الأربع في نفس الوقت و ذلك لبناء أنظمة تعليمية شاملة و متكاملة.

وينطوي التعليم الإلكتروني على تقديم محتوى تعليمي رقمي (إلكتروني) متعدد الوسائط ، ومن أهم هذه الوسائط شبكة الإنترنت ، حيث تسمح بممارسة أنشطة تعليمية عالية المستوى ، ويمكن إجمال هذه الأنشطة فيما يلي(جودت سعادة ،وآخرون ،2003 :131-132؛ أحمد العلي ، 2005 : 108-109):

أ : البريد الإلكتروني Electronic Mail: يعد البريد الإلكتروني من أهم الوسائل المستخدمة في مجال التعليم الإلكتروني، حيث يسهل الاتصال بين المعلم والمتعلم فيما يتعلق بتبادل الأفكار والتواصل خارج حجرة الدراسة  ، كما يوفر إمكانية تبادل الواجبات المنزلية ومناقشتها والتعليق عليها ، ومن خلاله يستطيع المتعلم أن يرسل إلى المعلم رسائل يستفسر فيها عن موضوعات غامضة عليه ،أو موضوعات أخرى لها علاقة بالمنهج ، وكذلك يستطيع المعلم أن يوضح نصا أو يشرح موضوعا معينا ثم يقوم بإرساله لكل الطلبة المشتركين لديه.

ب : القوائم البريدية (Mailing List) في التعليم الإلكتروني : القوائم البريدية تعُرف -اختصاراً- باسم القائمة  List أو (مجموعة المناقشة الإلكترونية ) ، وهي تتكون من عناوين بريدية تحتوي -في العادة- على عنوان بريدي واحد، يقوم بتحويل جميع الرسائل المرسلة إليه إلى كل العناوين في القائمة ، التي يمكن الاشتراك فيها بطلب الانضمام من المسئول عنها.

جـ : المواقع الإلكترونية :يمكن الاطلاع عليها من خلال زيارة المواقع الخاصة بأدلة المواقع التربوية والعلمية العربية والأجنبية ، التي تضم أكثر المواقع المتخصصة ، وتسهل عملية الوصول إلى عدد كبير من هذه المواقع ، كما يمكن إنشاء مواقع منهجية في الشبكة لتدريس مقررات بعينها ،ومواقع أخرى لمؤسسات تربوية كالجامعات والمدارس، ومواقع البحث التي تساعد على إمكانية البحث في موضوعات بعينها ؛ مما يوفر للمتعلم قاعدة بيانات واسعة ومتنوعة .

د : المنتديات الإلكترونية : توفر المشاركة في الحوارات التربوية المتخصصة ، من أماكن مختلفة في العالم .

هـ : برامج المحادثة العلمية Internet Relay Chat : ييسر نظام المحادثة على الإنترنت تبادل الآراء ، والخبرات بين المستخدمين في أنحاء العالم كتابة وصوتا ، فبإمكان الطالب في جامعة معينة التواصل بطلاب جامعات أخرى في الوقت نفسه لمناقشة بعض القضايا العلمية أو التربوية ، حيث يستطيع الطرفان مشاهدة الصور عن طريق استخدام كاميرات الفيديو ، كما يمكن للمستخدم ( معلم أو متعلم ) الاشتراك في قناة ضمن عدة مئات من القنوات المفتوحة التي يمكن تحويلها إلى قناة خاصة تستخدم لعدد معين من الأشخاص. وتقدم هذه الخدمة عدداً من المميزات تجعلها في المرتبة الثانية من حيث الاستخدام على شبكة الإنترنت، وتكمن بعض هذه الميزات فيما يلي:

·     بث المحاضرات مباشرة من مقر الجامعة أو المعلم إلى أي مكان في العالم بدون تكلفة عالية.

·     استخدام هذه الخدمة في التعليم الجامعي الذي يواجه أزمة في قبول الطلاب الجدد .

·     يمكن استخدام هذه الخدمة لاستضافة عالم من أي مكان بالعالم لإلقاء محاضرة مباشرة وبتكلفة منخفضة .

·     عقد الاجتماعات العلمية وعرض الصور ولقطات الفيديو ، ومناقشة الموضوع الْـمُـعَلَّمْ ، وتبادل وجهات النظر .

إعداد المنهج الإلكتروني : إن الهدف الرئيس للتعليم الإلكتروني في القرن الحادي والعشرين هو تقديم إطار عملي لاستيعاب كيفية تطبيق التعليم الإلكتروني في التعليم العالي ؛ ولتحقيق هذا الهدف ظهر المنهج الإلكتروني الذي لابد أن يصمم بطريقة تربوية تحقق الأهداف التعليمية والتربوية .

مفهوم منهج الإنترنت: تقوم فكرة منهج الإنترنت على إيجاد موقع إلكتروني يشمل مناهج التعليم ، ويتم تحميل هذا الموقع على شبكة الإنترنت ؛ بحيث يتاح لجميع الطلاب الدخول إلى ذلك الموقع بدون مقابل ، ولا بد أن يكون هذا المنهج مصمماً وفق الشروط العلمية التي من أهمها : أن يكون المنهج مبنيا على أساس فلسفي ونفسي وتكنولوجي ( جودت سعادة ،وآخرون ، 2003 : 205).

المنهج التكنولوجي: يمكن تعريفه على أنه : مجموعة المواقف التعليمية /التعلمية التي يستعان في تصميمها،وتنفيذها ،وتقويم أثرها ، بتكنولوجيا التربية .

ولكي يكون المنهج الإلكتروني فاعلا لابد أن تتوافر فيه الخصائص التالية( جودت سعادة ،وآخرون ، 2003 :179):

·   توفير بيئة تعليمية تتميز بالمتعة والتشويق أثناء التعلم والبحث عن المعلومات، بحيث تحتوى على عناصر الوسائط المتعددة من: أصوات، وصور متحركة، ورسوم، وأشكال، وأنماط مختلفة من العروض .

·   توفير طرق وأساليب تدريسية ومواقف تعليمية تجعل التدريس مقصودا ناشطا يهدف إلى ترجمة الهدف التعليمي إلى مواقف، وإلى خبرة يتفاعل معها المتعلم، ويكتسب من نتاجها السلوك المنشود .

·     الاعتماد على الاتجاه السلوكي في صياغة أهدافه .

·      يغلب عليه طابع البرمجية .

·      يعتمد على المشاركة الإيجابية من قبل المتعلم .

·     تكون فيه عملية التقويم غير تقليدية.

·     توفير موقع خاص بالمنهج المدرس على شبكة الإنترنت بموصفات جيدة ليسهل تصفحه.

·  مساعدة المتعلمين على التصفح الهادف ، وتوفير روابط ذات صلة بالمنهج المدرس على صفحات موقع المنهج الإلكتروني .

·     نشر مشاريع ومشاركات المتعلمين على شبكة الإنترنت من خلال موقع المنهج .

·     توفير بيئة تعليمية تتصف بالحرية.

·     توفير فرص تعليمية غنية وذات معنى .

·     توفير المعلومات على شكل صيغ رقمية.

المصدر: الدكتور وجيه المرسي أبولبن
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 286 مشاهدة
نشرت فى 1 يونيو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,614,733