الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

يعد التقويم أحد الأنظمة الفرعية فى المنهج الدراسى ، وهى : الأهداف ، والمحتوى الدراسى ، وطرق التدريس والوسائل والأنشطة التعليمية ، والتقويم ، فهو عنصر من عناصر المنهج الدراسى يؤثر فيها تأثيرا كبيرا ويتأثر بها ، وذلك لأنه جزء أساسى فى العملية التربوية، فالتقويم يتأثر بالأهداف ويؤثر فيها ، لأنه يؤدى إلى تغيير أو تعديل بعض الأهداف عندما يثبت عدم جدواها او عدم مناسبتها للمتعلمين .وهو يتأثر بالمحتوى ، لأن المحتوى إذا كان يهتم بالمعلومات فإن التقويم ينصب على قياس فهم واستيعاب وتحصيل المتعلمين لهذه المعلومات ، أما إذا كان المحتوى يهتم بالتلميذ فإن التقويم فى هذه الحالة ينصب على معرفة الخبرات التى يمر ها التلاميذ ، ومعرفة النتائج التى أدت إليها ، وقد تؤدى عملية التقويم إلى تعديل المحتوى أو حذف بعض أجزائه أو إضافة أجزاء أخرى . والتقويم أثر واضح فى أنشطة التعليم والتعلم ، فإذا ثبت أنها لا تساعد على تحقيق الأهداف المنشودة فإنها تعدل بالشكل الذى يحقق هذه الأهداف .

ومن ذلك يتبين أن عملية التقويم تتأثر بمفهوم المنهج كما أنها تؤثر فيه بل أنها تؤثر فى العملية التربوية بكافة جوانبها ، وأن التقويم وثيق الصلة بالأهداف والمحتوى والتخطيط والتنفيذ والنتائج ، فنتائج العملية التربوية يجب أن تقدر فى ضوء الأهداف المنشودة ، وبناء على هذا التقدير يعاد النظر فى طرق التدريس  وأساليب التنفيذ والأنشطة المختلفة وتصبح الأهداف ذات معنى ومتجددة ومتطورة بشكل مستمر بفضل ما يكشف عنه التقويم من صعوبات تعترض سبيل تحقيق الأهداف المرجوة ، وتحسين العملية التعليمية ، ويمكن لنتائج التقويم أن تساعد المتعلمين على تعلم أفضل ، فهى تكشف لهم عما نريد أن نعلمهم ، وهى تمدهم بمعلومات محددة عن تقدمهم ، وهى تساعدهم على التعرف على أجزاء المقرر التى يواجهون صعوبات فيها ، وهى أيضا تبين لهم كما تبين للمعلم مدى استعدادهم للأنشطة التعليمية القادمة ولذلك فمن المهم أن نختار ونبنى وسائل التقويم بعناية ودقة كبيرتين .

وترجع أهمية التقويم إلى كونه الوسيلة التى نحكم بها على فاعلية العملية التعليمية ، وهو أيضا الاستراتيجية العامة للتغيير التربوى ، فعندما تكون القيادات بصدد اتخاذ قرارات التغيير فهى تحتاج إلى معلومات مستوى الأداء والإمكانيات المتاحة بالمدارس ومدى توافر القوى البشرية المؤهلة وغير ذلك من المعلومات التى تسهم فى اتخاذ قرار أفضل لتحسن وتطوير العملية التعليمية ، فضلا عن أن  التقويم يستخدم كتعزيز لأداء الأفراد ، لأنه يوفر لهم الدافع لمزيد من الجهد .

فالتلميذ فى حاجة إلى معرفة مدى ما حقه م أهداف تعليمية ، كما أن المعلمين يتطبعون عن طريق ما يقومون به من عمليات التقويم التأثير تأثيرا بالغا على حياة تلاميذهم ، ومن ثم لا يجب ألا يستخف المعلم بعملية التقويم ، وألا يعتبرها شيئا إضافيا يستخدمها بشكل عارض ، فالبيانات التى يحصل عليها المعلمون بواسطة التقويم يمكن أن تساعدهم على فهم تلاميذهم وإعداد الخبرات التعليمية لهم ، والتخطيط لتحقيق الأهداف التربوية المنشودة ، فضلا عن أن هذه البيانات توفر للمعلمين الأسس التى يمكن الاعتماد عليها فى اتخاذ قرارات وأحكام تتعلق بالمتعلمين وبالعملية التعليمية كلها ، فالقرارات التربوية تكون أكثر دقة لو أنها صدرت على أسس دقيقة من المعلومات ، وتزداد فاعليتها فى ترجيع تعلم التلاميذ.

ومن ذلك يتضح ان عملية التقويم عملية أساسية للمعلم ، وعليه أن يعرف أبعادها ، ويلم بطرفها لكى يستطيع اتخاذ القرارات التى تتعلق بنمو المتعلمين بصورة تمكنه من العمل على تقدمهم باستمرار .

تعريف التقويم:

هو وسيلة لمعرفة مدى ما تحقق من الأهداف المنشودة في العملية التربوية ومساعدا في تحديد مواطن الضعف والقوة وذلك بتشخيص المعوقات التي تحول دون الوصول إلى الأهداف وتقديم المقترحات لتصحيح مسار العملية التربوية وتحقيق أهدافها المرغوبة من هنا كان التقويم وسيلة للتشخيص لمعرفة مستويات المتعلمين وبالتالي تطويع المادة العلمية وأساليب تدريسها لتتناسب مع كل متعلم كذلك هو وسيلة للعلاج بتقديم التوصيات التي تصحح العملية التربوية للوصول إلى الأهداف المنشودة كما أنه وسيلة للوقاية باتخاذ احتياطات تجنب المعوقات التي ظهرت أثناء العملية التربوية.

تطور المفهوم الحديث  للتقويم التربوى تطورا كبيرا فى السنوات الأخيرة ، وذلك نظرا لظهور فلسفة جديدة فى التربية تدعو إلى المسئولية المربى عن تطبيق المفاهيم والمهارات والعادات ، وعن استثارة نمو التلميذ فى شتى المجالات كالاتجاهات والميول والقدرة على التفكير والتوفيق الشخصى والاجتماعى . ونظرا للتطورات العملية السريعة والمتلاحقة ، وكثرة الدراسات والبحوث فى المجال التربوى ، فقد تعددت تعريفات المتخصصين للتقويم ، ومن أبرز التعريفات وأكثرها شيوعا : ـ

ـ التقويم : وهو العملية التى يقوم بها الفرد أو الجماعة لمعرفة مدى النجاح أو الفشل فى تحقيق الأهداف العامة التى يتضمنها المنهج .

ـ التقويم: هو عملية الحكم على مدى فاعلية أو قيمة الخبرة التعليمية كما تم قياسها بالنسبة لأهداف التدريس

ـ التقويم : هو العملية التى يحكم بها على مدى نجاح العملية التربوية فى تحقيق الأهداف المنشودة .

ـ التقويم : هو عملية جمع وتصنيف وتحليل وتفسير بيانات أو معلومات كمية أو كيفية عن ظاهرة أو موقف أو سلوك بقصد استخدامها فى إصدار حكم أو قرار .

ـ التقويم : هو الوسيلة التى يمكن بواسطتها تحديد مدى نجاح المنهج فى تحقيق ما وضع من أجله .

ومن التعريفات السابقة يتضح أن التقويم جزء لا يتجزأ من العملية التعليمية ، وأنه عملية معقدة تشتمل على كثير من الأنشطة ولها عدة خطوات مثل تحديد الهدف من التقويم ، وتحديد مواقف جمع المعلومات والبيانات التى تتصل بالهدف وتحديد كم المعلومات والبيانات المطلوبة وإعداد الأدوات التى تستخدم واستخراج المعلومات والبيانات بواسطة أدوات التقويم ، وتحليل البيانات وتسجيلها بصورة يمكن التعامل معها باستخدام الأساليب الإحصائية المناسبة ، ثم تفسير البيانات ، وإصدار الحكم أو القرار ومتابعة تنفيذه ، فالتقويم عملية تشخيصية علاجية وقائية ، وتأتى عملية التشخيص فى تحديد أوجه القوة وأوجه الضعف فى أى برنامج تعليمى ، ومحاولة الوصول إلى الأسباب الكامنة وراء جانبى القوة والضعف ، وتتضح عملية العلاج فى اقتراح الحلول المناسبة للتغلب على جوانب القصور والاستفادة من جوانب القوة ، أما عملة الوقاية فتتمثل فى العمل على تدارك الخطأ ، وكل هذا الهدف منه تحسين عملية التعليم والتعلم وتطويرها بما يحقق الأهداف المنشودة ، ولذلك فالتقويم ليس غاية ، ولكنه وسيلة يمكننا بها معرفة ما حققناه من أهداف ، وترشدنا إلى مواطن الضعف حتى نعمل على إصلاحها أو تجنبها.

لقد انصب التقويم فى الماضى على جانب واحد وهو مدى استيعاب التلاميذ للمعلومات ، مستعينا فى ذلك على مجوعة من الاختبارات المتنوعة التى تقيس تحصيل التلاميذ فى هذه المعلومات ، فالتقويم فى الماضى إذن لم تكن تتوفر فيه صفة الشمول ، بل كان يهتم بتحديد قدرة التلميذ على استيعاب المواد الدراسية المختلفة ، أما التقويم بمفهومه الحديث فقد اهتم بجميع جوانب النمو لدى المتعلم وهى الجوانب العقلية والثقافية والجسمية والدينية والاجتماعية والانفعالية والفنية ، وهذا ما تبنته ونادت به التربية الحديثة التى اشتق منها مفهومه الحديث الذى فيه دور المدرسة فى تهيئة الخبرات المربية للتلاميذ وذلك لمساعدتهم على النمو نموا شاملا ، وتعديل سلوكهم . وقد اهتمت الممارسات التربوية الحديثة بالتقويم اهتماما بالغا تبعا لمنطلقات عديدة ، منها أن العملية التعليمية ترتكز على أهداف واضحة ومحددة توجه كل الجهود وتسخر كل الامكانات ، وتنتقى أنسب الاستراتيجيات لتحقيقها ، وطبيعى أن نحاول الوقوف على مدى ما حققته تلك الجهود فى سبيل تحقيق تلك الأهداف .

ويعد نمو التلميذ نموا شاملا متعدد الجوانب هو عملية غاية التربية فهو يشمل اكتساب المعلومات والمهارات والاتجاهات والميول والقيم وطرق التفكير المرغوبة ، فضلا عن أنه يتضمن الجوانب النفسية والاجتماعية والجسمية والقدرات العامة والخاصة ، وتفسير النمو هو تقدير لمدى فاعلية التعلم ، وبما أن التعلم ـ باعتباره تغيرا  مرغوبا فى سلوك المتعلم ـ هو هدف التربية ، فإن تقويم هذا الجانب من أهم الأمور التى يجب أن تعلم بها عملية تقويم المنهج، فمن خلال تقدير نمو التلاميذ نحو تحقيق الأهداف المرجوة يمكن التعرف على كثير من نواحى القوة ونواحى الضعف فى المنهج ، ويمكن أيضا التعرف على كثير من المشكلات التى يعانى منها التلاميذ فى دراستهم ، وبالتالى يمكن اقتراح الحلول المناسبة ، كما أن تقدير نمو التلاميذ يساعدنا على تحديد مستويات التلاميذ ووضعهم فى مجموعات متوافقة فى القدرات والاستعدادات مما ييسر عملية التعليم والتعلم .

الفرق بين القياس والتقويم:

يختلف مفهوم التقويم عن مفهوم آخر مرتبط به هو القياس. فالتقويم أساسا إعطاء حكم، بينما القياس هو تقدير الأشياء والمستويات تقديرا كميا عن طريق استخدام وحدات رقمية مقننة، فالتقويم أشمل وأعم من القياس لأنه يشمل القياس مضافا إليه حكم معين مع اتخاذ الإجراءات التي تكفل الوصول إلى الأهداف المنشودة.

التقويم والقياس من المفاهيم التى يحدث بينها خلط كثير ، حيث ينظر البعض لكلمة قياس كمرادف لكلمة تقويم ، إلا أنه توجد اختلافات واضحة بين الكلمتين تتضح فيما يأتى :

1ـ التقويم : عملية شاملة والقياس عملية جزئية : فتقويم التلاميذ على سبيل المثال : يشمل جميع جوانب النمو وكذلك شخصيته ، وتقويم المنهج يشمل البرامج والمقررات الدراسية ، وطرق التدريس ، والوسائل ، ولأنشطة . أما القياس فيهتم بشىء واحد فقط او نقطة واحدة .

2ـ التقويم يهتم بالحكم على العلم والنوعية ، أما القياس فينصب على الكم : فالتقويم يتضمن إصدار الأحكام القيمية واتخاذ القرارات العملية ، فى حين يقف القياس عند مجرد التقدير الكمى أو الوضعى للحالة .

3ـ التقويم يهدف إلى تشخيص والعلاج ، والقياس يعطى معلومات محددة عن الشىء ،ولذلك فالتقويم يساهم فى التحسين والتطوير ، فى حين تكتفى القياس بإمدادنا ببعض المعلومات المحددة عن الموضوع أو الشىء المراد قياسه .

4ـ التقويم يعتمد على عدد من الأس التى لا يمكن الاستغناء عنها مثل الشمول والاستمرارية والتنوع .. الخ ، فى حين يعتمد القياس على مجموعة من الوسائل يشترط فيها الدقة التامة

5ـ التقويم يعتمد على مقارنة افرد بنفسه وبغيره ، فى حين يعطينا القياس نتائج وصفية للشىء دون ربطه بالأشياء الأخرى ، أى  أن التقويم يمتد إلى العلاقات المتعددة بين الموضوعات أو الأفراد أفضل من القياس .

ومن ذلك يتضح أن التقويم عملية منظمة لتحديد مدى تحقيق الأهداف التربوية ، وهذا يعنى أمرين : الأول أن التقويم عملية منظمة وهذا يعنى أنها عملية غير مضبوطة لملاحظة المتعلمين ، والثانى أن التقويم يسلم بالأهداف التربوية التى تم تحديدها قبل القيام بعملية التقويم ، وبدون تحديد مسبق للأهداف فمن غير الممكن القيام بعملية التقويم ، كما يمكن القول أن التقويم هو عملية إصدار الأحكام والوصول إلى قرارات بالنسبة إلى قيمة خبرة من الخبرات، وتتكون هذه العملية من عنصرين أساسيين هما : تحديد الأهداف أو وضع معايير للخبرة التى تقوم ، ومقياس للكمية أو وصف للحالة أو مدى التقدم ، ومن ثم فتقويم الخبرة يتضمن إصدار حكم تمت دراسته بعناية لكفاية أو فاعلية الخبرة كما تم تدريسها فى ضوء الأهداف المنشودة ، وقد يكون الغرض من إصدار الحكم تطوير الشىء أو تحسينه ، ولذلك ـ كما سبق القول ـ عادة ما يكون التقويم مشتملا على التشخيص والعلاج والوقاية .

وظائف التقويم :  

تنوع وظائف التقويم فى العملية التعليمية لتشمل ما يلى:

1ـ المساعدة فى تحديد مدى التقدم الذى حققه المتعلمون فى بلوغ الأهداف المنشودة حتى يمكن الوقوف على جوانب القوة وجوانب الضعف فى استجاباتهم ، لتثبيت الاستجابات الصحيحة والسلوك المرغوب فيه ، وحف الأخطاء واستبعادها ، وعديل ما يمكن تعديله .

2ـ تقديم معلومات أساسية عن الظروف التى تحيط بالعملية التعليمية وعن المعوقات التى تحول دون تنفيذ الأهداف التعليمية بفاعلية وكفاءة .

3ـ مساعدة المعلم فى تعرف تلاميذه حتى يقوم بتوجيههم وإرشادهم ، مما يمكنه من أداء دوره بفاعلية وكفاءة .

 4ـ الكشف عن حاجات التلاميذ وميولهم وقدرتهم واستعداداتهم التى يجب أت تراعى فى أنشطتهم وفى جوانب المنهج المختلفة مما يساعد على تنميتها وفى وضع أسس صحيحة لتوجيه التلاميذ توجيها تربويا 5 ـ تحديد مسار حدوث التعلم من خلال الطريقة المتبعة فى تقويم ما يتم تعلمه ، نظرا لارتباط مجال التقويم بأنواع التعلم التى يهتم بها المنهج ومستوياته ، فالتلاميذ يركزون فى عملية التعلم على ما يمتحنون فيه ، مما يستوجب مراعاة التوافق بين مجالات التقويم ومجالات الأهداف ومستوياتها .

6ـ الحكم على قيمة الأهداف التعليمية والتأكيد على مراعاتها لخصائص وطبيعة المتعلم ، ولفلسفة وحاجات المجتمع ، وطبيعة المادة الدراسية .

7 ـ مساعدة صانعى القرارات من اتخاذ ما يزودهم به التقويم من معلومات تتعلق بمستوى الأداء الحالى والظروف والامكانات المتاحة للمدرسة ، ومدى توافر الطاقات البشرية المدربة ، وغير ذلك من المعلومات التى يحتاجون إليها .

 8 ـ التعرف على مدى فاعلية التجارب التربوية قبل تطبيقها على نطاق واسع ، مما يساعد فى الحفاظ على المال والوقت والجهد .

9 ـ مساعدة أولياء الأمور فى الوقوف على مدى تقدم بنائهم ، وعن الصعوبات التى تعترض تقدمهم الدراسى .

أسس التقويم الجيد :

هناك عدد من الأسس التى يجب أن تتوافر فى عمليات التقويم ومن أهمها:

1ـ أن يكون لتقويم محققا لأهداف المنشودة ومتناسقا معها : ـ فإذا كان التعليم بهدف إلى تدريب التلاميذ على التفكير السليم وحل المشكلات ، فيجب أن يكون اتجاه التقويم نحو التثبيت من أن البرنامج التعليمى بما فيه من نشاط وعلمين يعمل فعلا على تنمية التفكير السليم وحل المشكلات ، وإلى التوصل إلى الدرجة التى بلغها التلاميذ فى هذا النوع من التفكير ، ولا يكون اتجاه التقويم نحو قياس قدرة التلميذ على الحفظ ـ مثلا ـ كما يجب أن تسير عملية التقويم جنبا إلى جنب مع مفهوم المنهج وفلسفته وأهدافه ، ولا يجب الخروج عن هذا الخط أو البعد عنه ؟ فلو أن المنهج يهدف إلى مساعدة التلميذ على النمو الشامل فمن الضرورى فى هذه الحالة أن تنصب عملية التقويم على معرفة مدى تقدم التلميذ فى كل جانب من جوانب النمو ، أما إذا اهتمت عملية التقويم بجانب واحد فقط كالجانب التحصيلى ـ مثلا ـ وأهملت الجوانب الأخرى ، كان الخط الذى سار فيه التقويم مغايرا للخط الذى يسير فيه المنهج ، ومعنى ذلك أن لا يوجد توافق بين عملية التقويم ومفهوم المنهج وفلسفته وأهدافه ، ولأن عملية التقويم تنبع أساسا من فلسفة المنهج وأهدافه فيجب ألا تبعد عن الأهداف الموضحة للمنهج حتى تكون المعلومات والبيانات التى تمخضت عنها أدوات التقويم صادقة ومفيدة

2ـ أن يكون التقويم شاملا ؛ بحيث لا ينحصر الاهتمام فى القياس على المعارف والحقائق والمفاهيم ، بل تتعدد الجوانب لتشمل جميع جوانب الشخصية والتغيرات التى تطرأ عليها ومدى توازنها ويمتد ذلك إلى ميول التلميذ وعاداته واتجاهاته ولكى يكون التقويم شاملا فيجب أن يتضمن كل أنواع ومستويات الأهداف التعليمية المنشودة ، ومنها ما اكتسبه التلاميذ من معلومات ومهارات ، وطرق للتفكير العلمى ، واتجاهات وميول ، ومعنى ذلك أنه يجب ألا ينحصر الاهتمام فى القياس على المعارف والحقائق والمفاهيم ، بل يتسع ليشمل الاتجاهات والميول والتفكير الناقد فضلا عن اشتمال على التوافق الشخصى والانفعالى وأن تستعمل كافة الأساليب لتوازن ، وإذا كانت عملية التعليم تهتم بالمتعلم اهتماما كاملا فمن الضرورى أن ينصب اهتمام البرنامج التقويمى على كل جوانب التلميذ وأنشطته ، وبالتالى فينبغى أن يقوم مدى نمو المتعلمين فى شتى الجوانب : العقلية ، والثقافية ، والدينية ، والاجتماعية ، والافعالية ، والجسمية .

3ـ أن يكون التقويم مستمرا : من الضرورى أن يسير التقويم  والتدريس جنبا إلى جنب وبطريقة متمرة ومنظمة حتى يمكن تصحيح الأخطاء أولا بأول ؛ لأن الغرض من عملية التقويم ه مساعدة كل من المعلم والمتعلم على معرفة مدى بلوغهم لأهدافه أو مدى تقدمهم نحوها ، ومحاولة استخلاص الأساليب التى تؤدى إلى التقدم فى التعلم أو الإخفاق فيه .

وبما أن التقويم الشامل هو الذى يهدف إلى الوقوف على مدى التقدم فى جميع جوانب النمو ، وحيث إن عملية التقويم تهدف إلى التشخيص والعلاج ، فإن من الضرورى أن تبدأ عملية التقويم مع بداية العام الدراسى ولذلك لتحديد جوانب الضعف وجوانب القوة فيما يراد تقويمه ، وحتى يمكن ملاحظة وتبع عمليات النمو طوال العام الدراسى ، مما يتيح الفرصة للعمل على علاج نواحى الضعف والتغلب على الصعوبات التى تعترض تقدم العملية التعليمية .

إن استمرار عملية التقويم مع التدريس يتيح الفرصة لتغطية جميع الجوانب المراد تقويمها، كما يعطى الفرصة للتشحيص الدقيق المتجدد لتحديد نواحى الضعف ونواحى القوة ، ويسمح بالكشف عن المعوقات والمصاعب بحيث يمكن علاج نقاط الضعف وتدعيم نقاط القوة ، وبذلك يصبح التقويم جزءا متكاملا مع التدريس يسير جنبا إلى جنب  أولا بأول ، فلا يأتى التقويم فى نهاية العام الدراسى ، بل يتم بطريقة مستمرة ومنظمة تتيح الفرصة لعلاج الأخطاء قبل تفاقمها ، وحتى لا يمل التلميذ من التحصيل ويقتصر نشاطه خلال العام الدراسى على التلقى والاستقبال.

4ـ أن يكون التقويم متكاملا : للتقويم وسائل متعددة ، تكشف لنا كل وسيلة منها الرؤيا من اتجاه معين ، ومن الضرورى وجود ترابط وتكامل وتنسيق بين هذه الوسائل المختلفة ، وحتى تتضافر كلها وتعطينا صورة متكاملة عن الموضوع أو الفرد المراد وضعه موضع التقويم ، ولابد أن تتكامل المعلومات فى استعمالها عند القيام بحكم معين ، وعندما نضع خطة عمل بناء على هذا الحكم ، فالمعلومات الخاصة بالنواحى الصحية والتوافق العاطفى والاجتماعى والاتجاهات وغيرها يجب أن ترتبط ـ مثلاـ بنتائج اختبارات التحصيل أو اختبار تحصيل بعينه، وكل ما لدينا من بيانات عن الفرد لابد أن نعامله باعتباره وحده يوضح ويكمل بعضها بعضا .

5ـ أن تكون أدوات التقويم متنوعة : وتنوع أدوات التقويم يقصد به استخدام وسائل عديدة ومختلفة لجمع معلومات دقيقة ومتنوعة ، وتلقى كل وسيلة منها الضوء على أحد جوانب شخصية التلميذ ، وتساعد فى الكشف عن سلوكه ، وبالتالى نتمكن من تعديل هذا السلوك تبعا لحاجة الفرد وحاجة المجتمع ، ولابد من تكامل هذه الوسائل بحيث تعطينا فى النهاية صورة صادقة عن الجانب المراد تقويمه .

إن تنوع أدوات التقويم يؤدى إلى زيادة معلوماتنا عن المجال الذى نريد تقويمه ، فعند تقويم التلاميذ يجب ألا نكتفى باختبارات المقال ، فهناك اختبارات تحصيلية متنوعة يمكن استخدامها ، بل يجب ألا نقصر على استخدام الاختبارات التحصيلية ، وإنما نستخدم أدوات أخرى نقيس بها درجة ذكائهم ، ونتعرف على ملامح شخصياتهم وسماتهم المزاجية ، فضلا عن وجود أسلوب الملاحظة المباشرة للسلوك ورصده بطريقة منظمة ، وهكذا كلما تنوعت الأدوات المستخدمة فى التقويم زاد فهنا للتلميذ وزادت قدرتنا على مساعدته ، وتوصلنا إلى صورة واضحة وكاملة عن حالة التدريس ، ومدى تحقق الأهداف المنشودة .

6ـ أن يبنى التقويم على أساس علمى :كـ اكتسب الأسلوب العلمى أهمية فى التقويم مثلما اكتسبه فى مجالات أخرى مثل : الأسلوب العلمى فى التفكير والتخطيط والتنفيذ ، وقد بنى الأسلوب العلمى فى التقويم على مجموعة من الخصائص كالصدق والثبات والموضوعية والتنوع والتميز ، ويقصد بالصدق أن الأداة تقيس ما صممت لقياسه ، فاختبار التحصيل فى اللغة العربية يكون صادقا إذا كان يقيس لمعلومات فى مادة اللغة العربية دون غيرها من المواد الدراسية الاخرى . ويقصد بالثبات ان يقيس الاختبار الشىء المراد قياسه فى جميع الظروف بنفس الدرجة من الدقة ، ويقصد بالموضوعية عدم تأثر نتائج الاختبار بالعوامل الشخصية أوالذاتية للمصحح ، كحالته المزاجية ، وتقديره النسبى لمدى صحة الإجابات . أما التنوع فهو استخدام مجموعة من أدوات التقويم التى تكمل بعضها بعضا ، بحيث تلقى كل وسيلة الضوء على جانب من جوانب شخصية التلميذ .

ويقصد بالتميز القدرة على إظهار الفروق بين التلاميذ ، مما يساعد على الكشف عن ميولهم واستعداداتهم وقدراتهم ، وبالتالى يمكن توجيههم وإرشادهم .

7ـ أن يكون التقويم اقتصاديا ؛ فلابد أن يكون التقويم اقتصاديا فى الوقت والجهد والتكلفة ، فالتقويم الاقتصادى فى الوقت يتطلب مراعاة وقت المعلم والتلاميذ  وكذلك الوقت المسموح به فى المنهج ، وبيان ذلك هو ألا يضيع المعلم جزءا من وقته فى إعداد الاختبارات وتنفيذها وتصحيحها لأن ذلك يكون على حساب أدواره الأخرى المتعددة ، كما أننا إذا أجهدنا التلميذ بالاختبارات فإنه قد يصاب بالملل ينفر من الدراسة ، وقد يترتب على ذلك آثار مدمرة على العملية التعليمية ، كما يجب أن تكون وسائل التقويم مناسبة التكاليف حتى تتفادى زيادة العبء على ميزانية المدرسة .

إن إعداد مجموعة من الاختبارات الموضوعية فى المواد المختلفة ، توضع تحت تصرف المعلمين كل فى تخصصه يمكن أن تساعدهم فى هذا المجال ، وهناك الآن مركز متخصص أعد بنوكا للأسئلة فى مختلف التخصصات والمواد الدراسية للصفوف الدراسية المختلفة ، وهو المركز القومى للامتحانات والتقويم التربوى بالقاهرة ، وبشىء من التنسيق بين هذا المركز والقائمين على التعليم يمكن الاستعانة بهذه البنوك فى توفير الاختبارات المطلوبة لكل صف دراسى ، وطبقا للمستويات المعرفية المطلوبة ، مما يساهم بشكل جذرى فى حل تلك المشكلة وتوفير وقت وجهد المعلم .

8ـ الديمقراطية فى التقويم : ويتحقق ذلك بان يؤخذ آراء كل من له صلة بعملية التدريس ، بحيث تشترك فى عملية التقويم مجموعة كبيرة تتعاون فيما بينها من اجل الهدف المطلوب، فالمعلم وإدارة المدرسة ، والاخصائى الاجتماعى ، وأولياء الأمور ، والموجهون ، والمتخصصون فى التربية وعلم النفس ، كل هؤلاء لهم أدوارهم فى عملية التقويم . ومن هنا يتضحان عملية التقويم تأخذ طابعا ديمقراطيا جماعيا وتعاونيا .

خطوات التقويم :

إن التقويم جزء لا يتجزأ من العملية التعليمية ، فهو ليس عملية نقوم بها بعد الانتهاء من تدريس مقرر ما ، وليس محددا بقياس كمية الحقائق التى حفظها المتعلمون ، كما أنه ليس قاصرا على الاختبارات التحريرية ، بل إن التقويم عملية مستمرة وشاملة تستخدم فيها وسائل متنوعة ، وهى عملية ترتبط أشد الارتباط بالأهداف المحددة . وتمر عملية التقويم بعدد من الخطوات  المتتابعة التى يكمل بعضها بعضا وهى : ـ

1ـ تحديد أهداف التقويم : وتحديد الهدف من التقويم هو الخطوة الأولى التى تؤدى إلى إصدار أحكام علمية مناسبة على العمل التربوى الذى نسعى إلى تقويمه . وتتم عملية التقويم فى أهداف المقرر الدراسى وفلسفته ، وتحديد زمن تحقيق هذه الأهداف ، ثم تصاغ هذه الأهداف صياغة واضحة ودقيقة شاملة ومتوازنة ومترجمة سلوكيا ، حتى تساعدنا على تحديد ما يقوم به التلاميذ وما ينجزونه .

2ـ الاستعداد للتقويم : وتتضمن هذه الخطوة مجموعة من العمليات من أهمها إعداد وسائل التقويم التى سيتم استخدامها ، وإعداد من سيقومون بالتقويم وتهيئتهم وخصوصا عندما يتطلب ذلك مهارات خاصة ، مثل بطاقات الملاحظة والمقابلات الشخصية .

3ـ البدء فى التقويم : وفى هذه الخطوة نستخدم وسائل التقويم لجمع المعلومات والبيانات والأدلة على أنماط السلوك المحددة مسبقا حتى تبويب هذه المعلومات والبيانات بعناية ودقة تمهيدا لتصنيفها وتحليلها وتفسيرها .

4 ـ استخلاص النتائج : فبعد أن تجمعت لدينا البيانات والمعلومات عن الجوانب المراد تقويمها ، فإن الأمر يتطلب رصد هذه البيانات والمعلومات رصدا علميا منظما يساعد على تحليلها وتفسيرها لاستخلاص النتائج فى ضوء الأهداف المنشودة ، ولتحديد جوانب الضعف وجوانب القوة ، وللتوصل إلى طرق العلاج والتحسين ، وتقديم المقترحات المناسبة لعلاج أوجه القصور ، وتدعيم أوجه القوة.

إن تحديد الأهداف العامة هى الخطوة الأولى والأساسية فى عملية التقويم ، حيث يتم تفصيل هذه الأهداف إلى نواتج ومخرجات للتعلم ، ثم يتم اختيار أو إعداد وسائل التقويم التى تؤدى إلى التوصل لمعلومات تدل على تحقيق كل هدف من الأهداف الخاصة ،ونمو المتعلمين يقوم تبعا للأهداف المحددة لعملية التدريس ، فالأهداف العامة غايات توجه عملية التدريس،أما المخرجات الخاصة للتعلم فتعتبر عن أنواع السلوك الذى نعتبره دليلا على تحقيق الأهداف ، ثم تأتى أساليب التقويم التى تمدنا بعينات من سلوك المتعلم .

وتبين هذه الخطوات العلاقة المباشرة بين أساليب التقويم ونتائج التعلم التى تقوم بتقويمها، وتثبت لنا هذه العلاقة أن مخرجات النتائج الخاصة والمحددة فى عبارات سلوكية ، عديدة ومتنوعة ، ولا يمكن لوسيلة واحدة أن تكون مناسبة للتعرف على مدى تحقيق كل أهداف التدريس ، وأن هناك ـ بجانب الاختبارات الموضوعية ـ وسائل أخرى مثل مقاييس التقدير،والملاحظة ، وقوائم المراجعة.

فوائد التقويم :

·      تحديد مستويات التلاميذ فى القدرات والاستعدادات .

·      تعرف الكثير من جوانب القوة وجوانب الضعف فى المقرر الدراسى.

·      إبراز المشكلات التى يعانى منها التلاميذ ، وكل ذلك يساعدنا فى وضع الحلول المناسبة.

·   اتخاذ نتائج هذا التقويم كأسس للاستمرار فى العمل أو السعى لتغييره أو تعديله وبالتالى يمكن تقدير مدى فاعلية العملية التعليمية ، واتخاذ القرارات المناسبة حول مناسبة وكفاية العملية التربوية .

وتبعا لما سبق فإن مفهوم التقويم يختلف اختلافا بينا عن مفهوم القياس وهو إعطاء قيمة رقمية أو عددية لصفة من الصفات طبقا لقواعد محددة مثل قياس تحصيل المتعلم أو قياس ذكائه ، وتنتهى عملية القياس بإعطاء الدرجة ، أما التقوي فيبدأ من هذه الدرجة لإصدار حكم على الشىء أو على الشخص فى ضوء نتائج القياس ، وفى ضوء الأهداف المحددة ، وفى ضوء المعلومات الأخرى التى يتم الحصول عليها من مصادر مختلفة ، وهذه المعلومات قد تكون وصفية غير كمية ، وغالبا ما يكون مستمرا ، فالتقويم يكون للتطوير أو للتعديل للعلاج وبعد ذلك تقوم بعملية تقويم أخرى لنحدد مدى نجاحنا فى تحقيق الأهداف المنشودة ، وهذا يعنى أن التقويم عملية أكثر شمولا من القياس ،لأنه يتضمن أوصافا كمية وأوصافا كيفية لسلوك المتعلمين ، فضلا عن أحكام قيمية عن مدى ملاءمة هذا السلوك ، أما القياس فيقتصر على الوصف الكمى لسلوك المتعلمين ولا يتضمن أوصافا كيفية ، كما يتضمن أحكاما تتعلق بقيمة السلوك المقاس .

وتستفيد عملية التقويم من القياس ولكنها ليست قاصرة عليه ، فالقياس لا يجيب إلا على سؤال واحد هو ( كم ؟ ) فى حين يذهب التقويم إلى أبعد من ذلك ، إذ يسعى إلى الإجابة على هذا السؤال : ما قيمة هذه الكمية أو الدرجة إذا ما قورنت بالأهداف التربوية ؟ وقد تعنى نفس الكمية أو الدرجة شيئين  مختلفين إذا ما قورنت بأهداف مختلفة  مثال على ذلك : " لو أن أحد تلاميذ الصف الخامس الابتدائى حصل على 30 درجة فى اختبار بمادة اللغة العربية ، فإن هذه النتيجة لا تعنى شيئا وإن قيست بدرجة عالية من الدقة والموضوعية ما لم ترتبط بتفسير معين لها ، لأن قيمة هذه المعايير فيما يلى : ـ

1ـ النهاية العظمى للاختبار ، فإذا كانت تلك النهاية من 100 فإن النتيجة المذكورة تعنى شيئا غير الشىء الذى تعنيه لو كانت تلك النهاية من 60 درجة .

2ـ موقع هذه النتيجة بالنسبة لنتائج تلاميذ الصف ، فعندئذ كانت تمثل أعلى نتيجة فى الصف فإنها تكون ذات دلالة تختلف عن تلك الدلالة التى تكون لها فيما لو كانت تمثل أقل نتيجة فى الصف أو كانت حول المتوسط العام لنتائج التلاميذ .

3ـ موقع هذه النتيجة بالنسبة لنتائج التلميذ نفسه ، فإذا تمثل أعلى درجة حصل عليها تلميذ متفوق فإن دلالتها فى هذه الحالة تختلف عن الدلالة التى تكون لها قيما لو كانت تمثل أقل درجة حصل عليها نفس التلميذ ، وهكذا فإن تفسير هذه النتيجة والاستفادة من معطيات هذا التفسير فى مساعدة التلميذ على التحسن فى مادة اللغة العربية هو الغاية التى توصلنا إليها عملية التقويم ، أما مجرد الحصول على النتيجة فلا يعنى شيئا مهما كانت درجة الدقة التى قيست بها .

الفرق بين التقويم والتقييم : ـ

يختلط الأمر على البعض أحيانا ويعتقد أنه لا يوجد فرق بين التقويم والتقييم  بل وقد يعتقد البعض الآخر أن التقييم أعم وأشمل من التقويم لذلك أردنا تناول هذه الجزئية وتوضيحها ، حيث سبق أن علمت أن التقويم عملية إجرائية تشخيصية ، علاجية وقائية ، تنبئوية ، يلزمها جمع المعلومات ، وتحليلها ثم إصدار الحكم فى ضوء معايير محددة ( محكات محددة ) .

ولنطبق هذا التعريف على المثال التالى : عندما يقيس الطبيب حرارة المريض ، ويجد مقدارها 40 درجة يعتبر هذا قياس ، فإذا اعتبرها درجة مرتفعة عن المعدل الطبيعى عندئذ نقول أنه قام بتقييم الموقف ( أعطاه قيمة معينة ) ، وعندما وضع علاجا لخفض درجة الحرارة عندئذ نقول أنه قام بتقويم الموقف ( إصلاحه أو عاجه )، أى أن التقويم أشمل وأعم من التقييم . وبمعنى آخر فإنه لكى تتم عملية التقويم فلابد أن تتم عملية القياس ، ثم تليها عملية التقويم الذى يؤدى بدوره إلى التطوير ، ويتم ذلك فى عمليات متتابعة مترابطة .

أساليب التقويم :

 يستخدم لذلك أدوات قياس منها :

1ـ الملاحظة  : منها ( العابرة ـ المقننة والمخطط لها ) .

2ـ الاستبانة .

3 ـ الاختبارات ( الموضوعية ـ المقالة ).

أنواع التقويم :

1ـ التقويم التشخيصى : ويتم فى بداية الموقف لتحديد مستويات الطلاب .

2ـ التقويم التكوينى ، ويتم أثناء العملية التعليمية لمعرفة مدى تقدمها .

3ـ التقويم التجميعى ، ويتم فى نهاية الموقف التعليمى النهائى .

مستويات التقويم :

1ـ على مستوى المدرسة ( لمعرفة مدى فاعلية الأدوات ، والوسائل التى يستعملها المعلم داخل الفصل ، ومدى نجاح البرنامج التعليمى ) .

2 ـ على مستوى الإدارة التعليمية ، ويفيد فى دراسة مدى ما حققته مرحلة تعليمية معينة فى المواد الدراسية .

3ـ على مستوى المحافظة ، ويفيد فى دراسة مدى كفاءة النظام التعليمى من خلال التعرف على بعض المؤشرات التى تفيد فى إصلاح أساس نظام التعليم .

4ـ على مستوى الجمهورية ( الوزارة ) ، وهو تقويم مركزى كما يحدث فى امتحانات الثانوية العامة ، والثانوية الأزهرية ، والدبلومات ، ويفيد ذلك فى التعرف على المؤشرات العامة لتطوير التعليم .

أسس التقويم الجيد :

1-     الشمولية ؛ بمعنى أن يشمل جمع أجزاء المنهج ،وألا يقتصر على وحدة دون الأخرى أومستوى معرفى دون غيره من المستويات .

2-     الاستمرارية ؛حيث يبدأ ويستمر مع المنهج ،وأن لا يقتصر على مرحلة واحدة كما هو معهود فى نهاية العام أو الفصل الدراسى .

3-     الموضوعية ؛فهو يقيس ماوضع من أجله.

4-     الارتباط بالأهداف؛حيث يقيس مدى تحقق الأهداف المحددة للمنهج بجميع جوانبها المعرفية والمهارية والوجدانية .

 

خطوات التقويم :

هناك عدة خطوات تتبع عند إجراء عملية التقويم وهى خطوات متتابعة ومتكاملة ومتناسقة فيما بينها وهى : ـ

1ـ تحديد الأهداف التعليمية : وهى الخطوة الأولى لعملية التقويم ، حيث يتطلب أن تكون الأهداف محددة وواضحة ، لكى تصدر الأحكام العملية المناسبة .

text-justify: kashida; text-align: justify; line-height: 90%; text-kashida

المصدر: الدكتور وجيه المرسي أبولبن
  • Currently 27/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
11 تصويتات / 10907 مشاهدة
نشرت فى 30 مايو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

لدي سؤال هل بإمكانك الاجابه لو سمحت يادكتور

السلام عليكم

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,660,038