إن مفهوم تكنولوجيا التعليم لا يشير إلى أجهزة العروض الضوئية وغيرها من الأجهزة الإلكترونية والتى يمكن أن تستخدم فى الأغراض التعليمية، ولكن المقصود بتكنولوجيا التعليم طريقة للتفكير تتناول التعليم والتعلم تناولا منهجيا منظوما ومنتظما بهدف تطوير المواقف التعليمية والعمل على زيادة فاعليتها وتطويرها.
ومن المعروف أن تكنولوجيا التعليم والوسائل التعليمية مصطلحان غير مترادفان ؛ حيث يتسع ميدان تكنولوجيا التعليم عن مفهوم الوسائل التعليمية إذ نجده يتعدى مفهوم الوسائل التعليمية من حيث كونها أدوات ترميز الرسالة وحواملها ونواقلها. إلا أن هذين المفهومين يقعان فى إطار منظومى حيث تأتى الوسائل التعليمية بمثابة منظومة فرعية تنتمى إلى تكنولوجيا التعليم.
ومن الملاحظ كثرة المسميات التى تأخذ طريقها إلى تكنولوجيا التربية , مما يثير حولها الكثير من الجدل من حيث مدى تعبيرها عن تكنولوجيا التربية وهل تصلح للدلالة عليها أم لا , إلا أن لكل منها معنى خاصا يهتم بها , لذا لا ينبغى أن يستخدم المسمى إلا فى حدود ما يمثله للعملية التعليمية ودوره فى جعل فاعليتها أكثر إيجابية.
وفيما يلى توضيح هذه المسميات وما تهتم به فى الموقف التعليمى:
1- وسائل الإيضاح: تشير هذه التسمية إلى الدور الذى تؤديه الوسائل فى بيان ما يعنيه الشرح الشفهى للمادة العلمية , بتقريب معانى الألفاظ المجردة التى يتناولها المتعلم فى الموقف التعليمى إلى أذهان المتعلمين , وعادة ما تستخدم للدلالة على الصور والرسومات التى يستخدمها المعلم لإظهار معانى الأفكار.
2- الوسائل السمعية البصرية:وتشير الوسائل السمعية البصرية إلى استخدام حاستى السمع والبصر لدى المتعلم فى أثناء الوقف التعليمى , على أن يتم ذلك بالأخذ بهما معا مع عدم الأخذ فى الاعتبار الحواس الأخرى, وعادة ما يدلل على هذه الوسائل بالأجهزة التعليمية الناطقة المرئية مثل التليفزيون التعليمى والسينما 16مم إلى استخدام حاستى السمع والبصر لدى المتعلم فى أثناء الوقف التعليمى , على أن يتم ذلك بالأخذ بهما معا مع عدم الأخذ فى الاعتبار الحواس الأخرى , وعادة ما يدلل على هذه الوسائل بالأجهزة التعليمية الناطقة المرئية مثل التليفزيون التعليمى والسينما 16مم.
3- الوسائل التعليمية:ترجع هذه التسمية إلى أن البعض يرع أن الدور الذى تقوم به العملية التعليمية هو مساعد أو معين للملم فى تحقيق الأهداف السلوكية , ومن ثم يمكن للمعلم أن دورها ثانوى يمكن تجاهله , كما أنها بذلك ترتبط بالمعلم وليس بالمتعلم وطريقة اكتسابه للمعلومات.
4- الوسائط التعليمية:هذه التسمية جاءت نتيجة لوجودها كوسيط بين المعلم والمتعلم لإكسابه المعلومات واتمام عملية الاتصال بينهما , ومن ثم فهى أحد العناصر الرئيسية لتحقيق الأهداف السلوكية , وهى تمثل جزءا لا يتجزأ من الموقف التعليمى.
5- الوسائل الوسيطية:تعبر عما يستخدمه المعلم أو المتعلم نفسه للمساعدة فى تغيير سلوكه , ومن ثم تكون مساعدة له فى التعلم ووسيطة كعنصر ربط بين المعلم والمتعلم لإتمام تغيير السلوك.
6- المعينات التربوية:تتبع هذه التسمية من الدور الذى تقوم به فى مساعدة كل من العلم والمتعلم فى العملية التربوية بأبعادها المتعددة ؛ لذا فهى تخرج عن نطاق الموقف التدريسى بالفصل المدرسى فتشمل البيئة المحيطة بموقف التعلم والاستفادة التربوية منها فى اكتساب المتعلم السلوكيات المرغوب فيها.
7- تكنولوجيا التعليم:تعد تكنولوجيا التعليم أكثر شمولية من التسميات السابق ذكرها , فهى نظلم تعليمى متكامل, تعتمد فيه عملية التدريس على التكنولوجيا. وفى ضوء ذلك تحدد أدوار المعلم ومسئولياته فيصبح مصمما لمتضمنات المواد التعليمية ومنتجا لها وحددا لاستراتيجيات التدريس المستخدمة فى الموقف التعليمى مستعينا معها على هيئة خبرات , ومقوما لجوانب الموقف التعليمى ومصادره المختلفة.
8- وسائل الاتصال:ترجع أهميته هذه التسمية إلى أن الوسيلة هى العنصر الثالث فى عملية الاتصال والمساعدة على إتمام نقل الرسالة من المرسل إلى المستقبل بواسطة قناة تعليمية تربط بينهما, وتساعد الوسيلة فى الوصول بالرسالة إلى المستقبل.
9- وسائل تكنولوجيا التعليم:تشير هذه التسمية إلى كل ما يستخدم فى الموقف التعليمى من مساعدات تكنولوجية وبيئية ليستفيد منها كل من المعلم والمتعلم ذاتيا أو بتوجيه من الآخر بغرض تحقيق الأهداف السلوكية.
10- تكنولوجيا التربية: وهو مصطلح أعم وأشمل من المسميات السابق ذكرها باعتباره يهتم بجميع جوانب النظام التعليمى من أطر نظرية وتطبيقاتها العملية المختلفة والعاملين فى مجالاتها المتعددة ؛ لذا فتكنولوجيا التربية تشمل الأفراد العاملين فى العملية التربوية بجميع مستوياتهم من هيئة تدريس وطلاب وإدارة وإداريين ومصممين وفنيين وحرفيين , وتتضمن هذه المادة العلمية من كونها أطرا نظرية يتم تحليلها واختيار المناسب منها فى الأهداف التعليمية المحددة وإعادة صياغتها بما يناسب المتعلمين فى ضوء خصائصهم , ووضع التصميم المناسب للمادة التعلمية فى أشكال متعددة وإنتاجها , وتحديد مكونات نظام التدريس ومصادر التعلم المتنوعة والاستراتيجيات الواجب إتباعها لتقديم المادة العلمية وإكسابها للمتعلمين فى صورة خبرات باستخدام الأدوات والأجهزة التعليمية , وتحليل البيئة المحيطة بمواقع التعلم وتحديد جوانب الاستفادة منها , وتهيئة البيئة المدرسية لجعل المواقف التعليمية أكثر فاعلية مستعينة فى ذلك بإدارة تدريبية وأخرى تربوية ديمقراطية ومتعاونة قادرة على التفاعل مع العاملين والتجاوب معهم والإشراف عليهم , مستخدمة لأساليب التقويم المتنوعة لتحديد مدى فاعلية كل من الجوانب السابقة المختلفة وتحديد المشكلات التى تواجهها للبحث عن الحلول المناسبة وتدعيم الجوانب السلبية للرقى بها وتعزيز الجوانب الايجابية فيها.
تعريف تكنولوجيا التعليم:
لـم يعد اعتماد أي نظام تعليمي على تكنولوجيا التعليم نوعا من الترف، بل أصبح ضرورة من الضرورات لضمان نجاح تلك النظم وجزءاً لا يتجزأ في بنية منظومتها،ومع أن بداية الاعتماد على الوسائل التعليمية في عمليتي التعليم والتعلم لها جذور تاريخية قديمة فإنها ما لبثت أن تطورت تطوراً متلاحقاً كبيراً في الأونة الاخيرة مع ظهور النظم التعليمية الحديثة 0
وقد مرت تكنولوجيا التعليم بمرحلة طويلة تطورت خلالها من مرحلة إلى أخرى حتى وصلت إلى أرقى مراحلها التي نشهدها اليوم في ظل ارتباطها بنظرية الاتصال الحديثة Communication Theory واعتمادها على مدخل النظم Systems Approach.
ومن المعروف أن كلمة تكنولوجيا كلمة يونانية أغريقية الأصل وهى تتكون من مقطعين الأول منها وهو تكنو ويشير إلى الحرفة أو الصنعة، أما المقطع الثانى فهو لوجى ويعرف بأنه علم وتشير الكلكة بمقطعيها إلى علم الحرفة والصنعة ويقصد بالصنعة هنا هو تطبيق النظريات ونتائج البحوث.
ومما سبق يمكن تعريف تكنولوجيا التعليم بأنها: نظام تعليمى متكامل يتضمن عمليات الاختيار والإنتاج والاستخدام لجوانب النظام المختلفة.
ويمكن تعريفها أيضا بأنها:" صياغة تطبيقية للمفاهيم فى ضوء العلاقات بين المعلم والمتعلم وكل من يهتم بالعملية التعليمية ويشارك فى العملية التعليمية والمواد وتتمثل فى لغة الاتصال التعليمى اللفظية وغير اللفظية والأدوات التعليمية التى تسهم فى نقل المادة التعليمية للمتعلم نقلا ميسرا يقلل من أخطاء التدريس التقليدى".
دور تكنولوجيا التعليم فى مواجهة المشكلات التربوية:
تلعب تكنولوجيا التعليم دورا هاما فى مجال التعليم ومواجهة المشكلات التى تعوق تحقيق أهدافه بمجالاتها المختلفة – من هنا كانت إسهاماتها المتعددة فى مواجهة التغيرات الاجتماعية والعلمية السريعة ومساعدة العملية التربوى على مواكبتها والتفاعل معها.
ساحة النقاش