تتعدد الأسس التي تقوم عليها الاتجاهات المعاصرة في إعداد برامج القراءة ومن أهمها:
أولا: تبنى نموذج أو أكثر من نماذج تفسير القراءة Reading Models :
هناك عدة نماذج قدمها العملاء في تفسير القراءة ، وقد أنعكس كل واحد منها على برامج تعليم القراءة ابتداء من أهدافها وانتهاء بتقويمها ، ويقصد بالنماذج التصورات التي وضعها العلماء ، كتفسير لعملية القراءة ، وكيفية وصول القارئ لمعنى النص ، وأهم هذه النماذج ما يلي :-
1- نموذج روث (Ruth) تصورات المعلمين حول القراءة:
فيرى أصحاب هذا النموذج ، أن القراءة وفهم المقروء ، تتوقف على تصورات وفهم المعلم للمادة المقروءة ؛ فإذا رأى المعلم أن القراءة لا تتعدى فك الرموز المقروءة ، فأن الأطفال سوف يسعون في قراءتهم ، لتحقيق هذا الهدف فقط وإهمال ما سواه ، ولو رأى المدرس أن القراءة فهم عميق ، فأن الطالب سوف يسعى لتحقيق هذا الهدف ؛ حيث أن تصورات المعلمين هى التي تحدد القراءة وإجراءاتها وأهدافها لدى المتعلمين.
وهذا يجعل برامج القراءة قائمة أساساً بجميع مكوناتها لنقل هذه التصورات من المعلمين للطلاب .
2- نموذج النص / المعنى Bottom - up Models :
يقوم هذا النموذج على تفسير عملية القراءة ، وفق خطوات متتابعة، تبدأ من النص وتنتهي عند المعنى ، وذلك وفق الخطوات التالية :
الإدراك البصري للحروف – معرفة الحروف – معرفة الأصوات المرتبطة بالحروف – معرفة الكلمات – معرفة الجمل – إدراك العلاقات بين الكلمات والجمل – إدراك المعنى التام. ويتميز هذا النموذج بتوضيحه للكثير من المهارات اللازمة للقراءة ، ويعاب عليه أنه أهمل شخصية القارئ ، وخاصة الكبار والماهرين ، الذين يمكن أن يدركوا معنى المقروء ، دون الالتفات لهذه الأمور ، وهذا يجعل برامج القراءة قائمة على ترجمة هذه الخطوات فى جميع مكوناتها ، خاصة المحتوى وطريقة التدريس .
3- نموذج المعنى / النص Top Down Models :
ويرى هذا النموذج أن المعنى يبدأ من القارئ وليس النص ، خلال قيام القارئ بوضع تصورات عن المعاني والأفكار التي يقدمها النص المقروء ، ثم يتثبت القارئ من صحة هذه التصورات ، من خلال قراءته وتفاعله مع النص ، ويستعين القارئ فى وضع هذه التصورات بخبراته السابقة (David Wray 1990, p.99).
ومن هنا فالوصول إلى المعنى يتم وفق الخطوات التالية:
الخبرات السابقة – وضع التصورات حول مضمون النص – قراءة الرموز والكلمات والجمل – الوصول لمعنى النص – التثبت من صحة التصورات ومدى اتفاقها مع مضمون النص . مما يجعل برامج القراءة معتمدة في تقديمها على المتعلمين والانتقال مما لديهم من خبرات إلي الخبرات الجديدة ، المقدمة فى البرنامج ، وهذا يجعل المتعلم نشطاً ومشاركاً في التعلم .
4- النموذج التفاعلي Interactive Model :
ويرى أن القراءة وفهم المقروء تعتمد على تفاعل القارئ مع النص وانغماسه فيه ، من خلال حوارات داخلية للقارئ مع نفسه ، وهى تعكس تصوراته وإحساساته نحو المادة المطبوعة التي يقرأها، وهذه التفاعل عملية عقلية فردية ، وقد يكون التفاعل مع النص ومع الآخرين ممن يحيطون بالقارئ من زملاء الفصل وعناصر البيئة المحيطة، ويتوقف التفاعل على عوال كثيرة لدى القارئ، مثل قيمة وتقاليده وعاداته وخبراته السابقة وحالته المزاجية وتفضيلاته. وهذا التصور ينعكس على جميع مكونات البرنامج من أهدافه إلي التقويم .
وفى الحقيقة يمكن القول : أن الأخذ بنموذج واحد من هذه النماذج وترك الباقي أمر يجانبه الكثير من الصواب ، فنجاح أي نموذج منها يتوقف على أمور كثيرة منها: (عمر التلاميذ – طبيعة النص إمكانيات المعلم – عدد الطلاب)
ويمكن اقتراح نموذج جديد من النماذج السابقة يمكن أن نطلق عليه النموذج المختلط؛ الذي يجمع بين نموذج النص / المعنى، ونموذج المعنى النص ، وتصورات المعلمين ، ونموذج التفاعل؛ بحيث يكون لدينا نموذج متنوع يناسب الجميع.
ساحة النقاش