يتألف ميدان صعوبات التعلم من حالات مختلفة وواسعة من المشكلات التي يظهرها الأطفال ذوي صعوبات التعلم وقد تم تصنيف صعوبات التعلم إلى فئتين :
1) صعوبات التعلم النمائية :
- صعوبات نمائية أولية: وتشتمل صعوبة الانتباه , صعوبة الإدراك , صعوبة الذاكرة , والتي تعتبر وظائف أساسية متداخلة مع بعضها البعض , فإذا أصيبت فإنها تؤثر على النوع الثاني من الصعوبات النمائية .
- صعوبات ثانوية: وتشتمل صعوبة التفكير وصعوبة اللغة الشفوية , وصعوبة حل المشكلة .
2) صعوبات التعلم الأكاديمية : وهي مشكلات تظهر لدى أطفال المدارس , وتبدو واضحة إذا حدث اضطراب لدى الطفل في العمليات النفسية السابقة (الصعوبات النمائية) بدرجة كبيرة وواضحة, ويعجز عن تعويضها من خلال وظائف أخرى , حيث يكون لدى الطفل:
صعوبات في القراءة (Dyslexic), صعوبات في التهجئة (Dysorthography), صعوبات في الكتابة (Dysgraphia), صعوبات في إجراء العمليات الحسابية (Dyscalculia) .
فصعوبات التعلم الأكاديمية هي أكثر مميزات ذوي صعوبات التعلم قبولاً بين العاملين في الحقل Mercer (1992م ) و أكثر ما تظهر هذه الصعوبات في المهارات الأساسية للقراءة والاستيعاب القرائي وإجراء الحسابات الرياضية, وتظل المشكلة المتعلقة بالقراءة أكثر هذه الصعوبات انتشاراً بنسبة تبلغ 80 % من ذوي صعوبات التعلم .
علاقة صعوبات (التعلم النمائية) بصعوبات (التعلم الأكاديمية):
أكدت أغلب الدراسات المسحية بنسب عالية جداً أن الصعوبات النمائية لها دور بارز في الصعوبات الأكاديمية , كما أشارت الدراسات التي أجريت على الأخصائيين النفسيين بأن الارتباط عالي يصل إلى 90 % مثل دراسة كيرك وآخرون 1980م , كما تؤكد الدراسات المسحية خلال السنوات الماضية , أن هناك ارتباط موجب بين صعوبات التعلم النمائية والأكاديمية , ومن هذه الدراسات دراسة كل من and Jenkin Arter ( 1979 ) حيث وجد أن (95%) من المعلمين يؤمنون بأن : صعوبات التعلم النمائية يجب أخذها بعين الاعتبار مع الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم الأكاديمية,وهذا يؤكد خبراتهم كمدرسين لطلبة صعوبات العلم .
الفرق بين صعوبات التعلم ,وبطء التعلم ,والتأخر الدراسي:
أشار Kirk) ) إلى أن مصطلح صعوبات التعلم اُستخدم لوصف مجموعة من الأطفال يعانون من اضطرابات في تطور اللغة والكلام والقراءة وما يتصل بها من مهارات التواصل اللازمة للتفاعل الاجتماعي , غير أنني لا أضع في هذه المجموعة الأطفال الذين يعانون من إعاقات حسية كالعمى والصمم , وكذلك الأطفال الذين يعانون من تخلف عقلي عام لأن هناك أساليب أخرى للتّعامل مع هذه الفئة .
تعرّف دائرة التربية الأمريكية صعوبات التعلم " Learning Disabilities " بأنهم مصطلح يطلق على الأطفال الذين يعانون من اضطراب في واحدة أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية المتضمنة فيهم , في استخدام اللغة المنطوقة أو المكتوبة , وهذا الاضطراب قد يتضح في ضعف القدرة على الاستماع أو القراءة أو الكتابة أو التهجئة أو الحساب , وهذا الاضطراب يشمل حالات الإعاقة الإدراكية والخلل الدماغي, وعسر الكلام , وهذا المصطلح لا يشمل الأطفال الذين يواجهون مشكلات تعليمية ترجع إلى الإعاقات البصرية أو السمعية أو الحركية أو الاضطراب الانفعالي أو الحرمان البيئي أو الاقتصادي .
أما مصطلح بطء التعلم " Learning Slow " فيطلق على الطفل الذي يكون غير قادر على مجاراة الآخرين تعليمياً أو تحصيلياً في موضوع دراسي , وقد يعود لأسباب ظاهرة أو كامنة بحاجة إلى عملية تشخيص . عبد الهادي وآخرون (200م ,ص 20)
فالتلاميذ الذين يتراوح ذكاؤهم بين (70-90) يطلق عليهم اسم بطيئي التعلم ويتأخرون صفا أو صفين دراسيين عن المستوى أو الصف المتوقع لمن هم في عمرهم الزمني ,كذلك فإن خصائصهم الجسمية والعقلية والانفعالية تختلف عن خصائص الأطفال ذوي صعوبات التعلم .
فبطئ التعلم هو كل طفل يجد صعوبة في مواءمة نفسه للمناهج الأكاديمية بالمدرسة ؛ بسبب قصور في ذكائه أو في قدرته على التعلم " ويرى الباحثان أن مثل هؤلاء الأطفال يحتاجون إلى تعديل في المناهج الدراسية التي تستعمل مع الأطفال من نفس سنهم في المدارس العادية .
أما مصطلح التأخر الدراسي فيطلق على التلميذ الذي لديه انخفاض واضح في مستوى التحصيل الدراسي في جميع المواد وخصوصاً في المواد التي تحتاج إلى حضور ذهني, مع عدم وجود دافعية للتعلم , ويكون معدل الذكاء لديه عادي وغالباً من 90درجة فما فوق , ويعاني من إحباط دائم من تكراره تجارب فاشلة .
البرامج العلاجية في علاج العسر القرائي (الديسلكسيا) لدى تلاميذ الصفوف الأولية :
تعد الطرق العلاجية التي يستخدمها المختصين في علاج العسر القرائي لدى التلاميذ كثيرة ومتعددة , وهذه الطرق العلاجية يمكن تعديلها بحسب الصعوبة التي يعاني منها التلميذ أثناء القراءة , فالأشكال المختلفة للطريقة الصوتية يمكن أن تستخدم مع التلاميذ الذين لا يقدرون على تفسير رموز الكلمات وقراءتها بالطريقة العادية في التعليم .
فهناك العديد من الأساليب والاستراتيجيات الفعالة التي تساعد التلاميذ على تجاوز مشكلة القراءة , ورغم اختلاف الأساليب التي تم اقتراحها من قبل الباحثين , فقد كان التركيز على أسلوبين هما: أسلوب يشدد على قراءة الرمز , وأسلوب يركز على الإدراك للمعنى . إلا أن الأساليب التي تركز على الرمز تعتبر أكثر كفاية في تعليم التلاميذ كيفية فك الرموز وتعلمها لتدريبهم على تنظيم الصوتيات في مرحلة مبكرة .
ساحة النقاش