هناك عدة استراتيجيات تدريسية يمكن استخدامها ببرنامج المداخلة لتعزيز التعجيل نحو الانجاز ومنها ما يلي:
1- المنظمات التخطيطية ( Graphic Organizers ): وتعتبر ذات فاعلية كبيرة في مساعدة التلاميذ على التركيز في معنى النص، من خلال تقديم عرض تخطيطي بصري للمعلومات المتضمنة بالنص القرائي، وقد تم عرض ثلاثة أمثلة للمنظمات التخطيطية هي ( خريطة قصة Story Map، خريطة المعنى Semantic Map ، شكل فن لخريطة المقارنة Venn Diagram ).
2- التدريس التبادلي ( Reciprocal Teaching ):
يمكن استخدامه باستراتيجياته الأربعة:
· التلخيص Summarize.
· التوضيح Clarify.
· التساؤل Question.
· التنبؤ Predict.
3- التوسطات Scaffolding :
مجموعة من العمليات التي يقوم بها المعلم بغرض المساعدة لتعجيل مهمة الفهم لدى التلاميذ الضعاف ، وتتناقص شيئا فشيئا لدفع التلاميذ إلي الاستقلالية في الفهم .
مشروع ( Success for All ) كنموذج للمداخلة:
في مقالهما عن مشروع النجاح للكل يورد كل من ( Balkcom & Himmelfarb , 1993 ) أنه احد النماذج الفعالة لتحقيق فكرة المداخلة ، ويمكن عرض المشروع تحت المحاور التالية:
التعريف بالمشروع :
النجاح للكل برنامج مدرسي للتوجيه التحصيلي ، ويكون مخصصا للأطفال اللذين يعانون من صعوبات تعلم بدءا من الروضة حتى الصف الخامس الابتدائي ، وقد صمم هذا البرنامج ليحول دون أو يتدخل في مشكلات التعلم في السنوات المبكرة، وذلك عن طريق تعليم منظم وفعال ومصادر دعم أسرية خلال الفصول العادية.
مبادئ المشروع :
· كل طفل يستطيع أن يتعلم.
· النجاح في المراحل الأولى يكون متطلبا ضروريا للنجاح المستقبلي بالمدرسة.
· صعوبات التعليم يمكن أن تتجنب من خلال المداخلة فيما قبل المدرسة والصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية، وتحسين المناهج والطرق، والاهتمامات الفردية ، ومساعدة أولياء الأمور .
· البرامج المدرسية الفعالة تكون شاملة ومكثفة .
أهداف المشروع :
· التأكد من أن كل تلميذ سوف ينجز مستوى المرحلة في القراءة بنهاية الصف الثالث الابتدائي.
· التقليل من عدد التلاميذ الذين يلتحقون بفصول التربية الخاصة.
· تقليل عدد التلاميذ الذين يرسبون ويعيدون الصف.
· زيادة الرعاية.
· سد احتياجات العائلات من الطعام ، والسكن ، والرعاية الصحية، لإقدارها على المساعدة في تربية أطفالها.
طريقة عمل المشروع :
تخصيص (90) دقيقة يوميا يتم فيها تجميع الأطفال طبقا للعمر ومستويات القراءة. ويقرا الأطفال في صورة مجموعات داخل الصف مع زيادة مقدار الوقت للتدريس المباشر ويستعان بالمرشدين ( tutors ) كمعلمي قراءة وذلك من الروضة حتى نهاية الصف الأول، ويتم التركيز على تنمية مهارات اللغة ، التمييز السمعي، والتأكيد على ربط الأصوات المسموعة ، وتستخدم الكتب صغيرة الحجم ، ويعمل الطلاب في صورة أزواج لحل التدريبات القرائية.
ومن الصف الثاني إلي الصف الخامس يستخدم التلاميذ الكتب المدرسية أو الكتب العامة ويبدأ القارئون في أزواج في طرح تساؤلات حول تحديد الشخصيات ، والمواقف ، وحلول المشكلات في الروايات والقصص الملخصة، ويبدأ المعلمون والمرشدون في التدريس المباشر لمهارات الفهم القرائي، أو باستخدام طريقة القراءة والتعبير التعاوني التكاملي (CIRC )، وفيها يشترك المعلمون والمرشدون في رصد أشكال التفاعل بين الأطفال ، وإعداد تقارير دورية حول المشكلات والحاجات الخاصة بالتلاميذ ، ويتم تقييم التلاميذ كل ثمانية أسابيع لتحديد تقدمهم القرائي حيث يستفاد من معلومات التقييم في توزيع الأطفال على المرشدين ، واقتراح استراتيجيات تدريس بديلة لمقابلة الحالات الفردية التي قد تظهرها نتائج التقييم، وأيضا لإجراء تعديلات لإحداث التوازن في مجموعات القراءة بواسطة مدخلات الدعم العائلي عن طريق فريق المساعدات العائلية ( Famly Support Team )وهذا الفريق مهمته العمل مع الوالدين لضمان نجاح أطفالهم ، والتركيز على دعم مشاركتهم، وتطوير الخطط لمقابلة الاحتياجات الفردية للتلاميذ الذين تواجههم صعوبات، هذا الفريق قد يضم بعض المسئولين في المجتمع أو مساعديهم ، وبعض العمال والموظفين ، وغيرهم من المتطوعين وفق الحاجة إليهم .
وفي المراحل المتقدمة من المشروع تسير الدروس على هذا النحو:
· التنقيح Revising : ويقرا التلاميذ سويا الكتب ( SUCCESS ) ثم يعقدون مؤتمرا جماعيا ويدور النقاش بينهم مستقلين، وهذه العمليات تقوي الصلة بين تعلم القراءة والقراءة المستقلة .
· العرض Reviewing : يلخص التلاميذ ما قرءوه في اليوم السابق مستخدمين المنظمات التخطيطية كوسائل للعرض، وغالبا ما يتبادلون الأدوار وفق طريقة التدريس التبادلي مستخدمين استراتيجياتها الأربعة.
· إعادة السرد Rehearsing : يشترك المعلم مع التلاميذ في القراءة ، ويعملوا متعاونين أو مستقلين، ويتبادلون طرح الأسئلة ، والتنبؤ ، او يعيدوا بناء منظماتهم التخطيطية .
· القراءة / التدريس التبادلي Reading Reciprocal Teaching : يقرأ التلاميذ النص قراءة صامتة للتحقق من تنبؤاتهم حول معنى النص، أو ليجيبوا عن أسئلتهم الذاتية ، ثم يتبادلون الأدوار مع المعلم مستخدمين طريقة التدريس التبادلي .
· الاستجابة / الانعكاس Responding \ Reflecting : وهنا يقوم التلاميذ بواحدة أو أكثر مما يلي :
- كتابة إجاباتهم عن أسئلة النص .
- إكمال منظماتهم التخطيطية.
- الاشتراك في المناقشة .
* القراءة المقاسة للفرد ( ( Tailored Readingوالضعف القرائي :
فى مقالة عن ( القراءة المقاسة للفرد ) يستعرض ( Jeffery , 1999 ) الملامح الرئيسة لهذا المدخل القرائي التي أمكن إيجازها في النقاط التالية :
· يعد هذا المدخل بديلا فعالا من بدائل مداخل تفريد تعليم القراءة للمبتدئين فيما يتعلق بعلاج الضعف القرائي، والتي لم تلق ( من وجهة نظر الكاتب ) حظها من النجاح ، وذلك لما تتطلبه من إعدادات خاصة أهمها مختصين على درجة من الكفاءة ، وما يتطلبه ذلك من أموال طائلة ، ويعرف الطريقة بأنها " نظام شخصي غير مألوف لتعليم القراءة ، يتكون مبدئيا من معلم / تلميذ واحد ، ويكون مؤسسا على الحاجات القرائية الخاصة بكل تلميذ أكثر من تأسيسه على منهج محدد مسبقا، وأن هذا النوع من الاستراتيجيات يمكن للمعلم من اجتياز منطقة الخطر( الخط الأحمر ) في مساعدة الطفل على أن يخطو أولى خطواته في التعامل مع الكلمة المطبوعة ، ومنذ الجلسة الأولى بين المعلم والتلميذ يحصل المعلم على رؤية واضحة عن القدرات القرائية للطفل ، ويبدأ في الحال بتوجيهه نحو تطبيق ما يمتلك من استعدادات خلال أنشطة ذات معنى ومناسبة لجوانب القوة والضعف فيه، والخطوة الأكثر أهمية هنا أن يشعر الطفل بأن قدراته الحالية لا بأس بها ، والتي تعد بداية تقدم بعدها المفاهيم الجديدة وتعزز بطرق مختلفة تحقق نجاحا مستمرا ، وتقوى تقدير الذات والدافعية تجاه تعلم لاحق عميق .
· أن هذا المدخل ذي كفاءة عالية حيث يجعل المعلم على الفور قادرا على أن يبدأ بتقديم تعليم مؤسس على معرفة التلميذ الحالية للمفاهيم الأساسية المرتبطة بفهم الكلمة المكتوبة ، هذه الفورية تمكن أكثر التلاميذ احتياجا من الحصول على المساعدة بمجرد معرفة وإدراك أوجه قصورهم بواسطة المعلم ، بدلا من الانتظار شهور قبل أن يتم وضعهم فى فصول خاصة بهم .
· هذا المدخل له قيمة أيضا بالنسبة لآباء الأطفال الصغار، الذين يرغبون في إعطاء أطفالهم دفعة كبيرة فا القراءة ، وعليه فأن مدخل القراءة المقاسة على الطفل لا يدعم التعليم الصفي فقط وإنما أيضا يتيح الفرصة لجهتين بالاشتراك الفعال في تعليم القراءة ، وهما المتطوعين والآباء، وذلك تأسيسا على حقيقة أن معظم الأطفال المبتدئين في القراءة ينجحون في أولى خطواتها ( علاقة الرمز / صوت ) عندما تكون المادة التعليمية ذات معنى ومرتبطة بما لديهم وتدعمه، ومرتبطة أيضا بأشياء أخرى في بيئتهم التعليمية ، كما أنهم بوصفهم مبتدئين فأنهم يتعلمون أكثر كلما تم تخفيض المعلومات المقدمة لهم وارتباط هذه المعلومات بحياتهم الخاصة .
ويمكن تلخيص المفاهيم الأساسية لمدخل القراءة المقاسة للفرد فيما يلي :
1- تدريس الكلمات البصرية وفق ترتيب استخدامها المتكرر، لتمكين الطفل من قراءة مستويات أعلى داخل كل صف، وتتمثل الأدوات التعليمية في ألعاب التشارك، والحوارات القصيرة المؤسسة طبقا لقوائم كلمات يمكن قراءتها بواسطة الأطفال الذين أتقنوها.
2- أن الكلمات المألوفة سمعيا ولكنها ليست داخل قدرة الطفل، يجب أن يتم دعمها بالتعزيز البصري، وعندها يجب تمكين الطفل من معرفة أهم المعاني الخاصة بتلك الكلمات.
3- تدريس الأصوات طبقا لبناء متسلسل ذي معنى كالذي يستخدم في تنمية مهارة السرعة في القراءة والذي يتطلب من الطفل أن يتقن كل مستوى قبل أن ينتقل إلي المستوى الذي يليه.
4- بينما تكون معاني الكلمات البصرية هامة جدا ومرتبطة بالأنشطة القرائية اليومية للطفل، فأن الكلمات السمعية ربما تكون اقل أهمية في هذا الأمر.
5- ليست مسؤولية المعلم فقط التغلب على ما يواجه الطفل من صعوبات في بداية تعلمه للقراءة، بل يجب أن تتكامل جهود الآباء والمعلمين والمتطوعين لإقدار الطفل على اجتياز هذه الخطوة الأساسية.
ساحة النقاش