الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

authentication required

 تعد فنون أدب الأطفال المتنوعة مادة جيدة لتعليم مهارات القراءة، فالأناشيد والقصص، والرويات الشعبية الأسطورية، والقصص الخيالية، وسير الإبطال، والقصص التاريخية، والاجتماعية، والقصص العلمية، وغير ذلك من أشكال متنوعة، تشجع الأطفال على القراءة، إذ أن سلاسل القراءة الأساسية تجعل التلميذ حبيسا لما تفرضه علية موضوعات تلك السلاسل أما الأدب فهو يتيح أفقا رحبا أمام المتعلمين، من خلال ما يزودهم به من مادة ثرية بمكوناتها اللغوية، وجذابة بما تشتمل علية من أحداث وشخصيات وعادات وتقاليد أو إيقاع وقافية أو قيم واتجاهات فضلا عن تزويدهم بخبرات متنوعة وغزيرة.

وقد خلص تونل وجاكوبسjacobs1989 )1989   (Tunnell & إلي أن الأدب يساعد التلاميذ في اكتساب مهارات القراءة الأساسية مبكرا، كما ينمى لديهم اتجاهات ايجابية نحو القراءة، فضلا عن أن تزويد التلاميذ بكتب الأدب المتنوعة والمناسبة يؤدي إلي تزايد الطلاقة في القراءة لديهم.

وقد خلصت تشومسكي ،وتيل مارتينز إلي أن قراءة الأدب والاستماع له يسهمان في نمو الثروة اللغوية لدى التلاميذ ، وفهم المقروء واستيعابه ، فضلا عن الطلاقة في القراءة .

   وتؤكد شينفيلد على أن قراءة الأدب تسهم بشكل كبير في تنمية مهارات عديدة مرتبطة بالقراءة ، كالقراءة في وحدات ذات معنى، أو ما يسمى بالقراءة المعبرة، فضلا عن الحساس بالإيقاع الموسيقي الذي يكون ناتجا من نواتج قراءة الأناشيد ذات الإيقاع الجيد والموسيقى الجميلة .

  وتتيح القراءة الجماعية Choral Reading  للمقطوعات الشعرية فرصة جيدة لتنمية الحس بالوزن والقافية ، والقدرة على ضبط الإيقاع، والتوافق والاتساق بين أداء التلاميذ داخل المجموعة ، والتنويع في الطبقات الصوتية، والقراءة في عبارات كاملة، والتنسيق بين التلاميذ أثناء القراءة وقبلها. وقد يتم تقسيم التلاميذ إلي مجموعات فرعية، بحيث تقرأ كل مجموعة مقطعا من النشيد ، وتستكمل الأخرى، وهكذا يمكن أن تتم القراءة بالتناوب فيما بين تلك المجموعات الفرعية ، كما يمكن انتقاء عدد من التلاميذ يقومون بترديد بعض الأبيات التي تردد على نحو متكرر فيما بين مقاطع النشيد.

 وفضلا عن أن قراءة المعلم القصص لتلاميذه تقدم لهم النموذج الذي قد يحتذونه في قراءتهم اللاحقة، فإنها في الوقت ذاته تجعلهم أكثر رغبة في القراءة بأنفسهم، وذلك لان الجزء المثير في القصة الذي يقراه لهم المعلم قد يحفزهم لقراءة القصة كلها بأنفسهم . يضاف إلي ذلك أن قراءة القصص للتلاميذ تهيئ لهم فرصة للتفاعل مع النماذج المبتكرة في كل من النثر والشعر، وإذا ما اتسمت قراءة المعلم بخصائص الأداء الطبيعي والإيقاع الجيد، والنغمة المناسبة والمعبرة، وإذا ما أتاح الفرصة عقب تلك القراءة للمناقشة، واهتم بالكلمات المفتاحية آو الأساسية في القصة، وركز على العبارات الأساسية وقوم ردود أفعال التلاميذ واستجاباتهم للمقروء، وذلك بعد انتقائه للقصص المناسبة، والمثيرة ن فانه يستطيع أن يجعل تلاميذه أكثر رغبة في القراءة، وأكثر إقبالا عليها .

و يمكن للمعلم تدريب الأطفال على قراءة النص مضبوطا ، مع مراعاة دقة نطق الأصوات، والكلمات نطقا صحيحا وإخراج الحروف من مخارجها الصحيحة ، كما يزود النص الأطفال بكلمات جديدة تزيد من ثروتهم اللغوية عن طريق شرح معاني تلك الكلمات، وعكسها ، ومفردها ، وجمعها ، ووضعها في جمل توضح معناها.

 كما يستطيع المعلم تدريب الأطفال على السرعة في القراءة بمطالبتهم بقراءة الأبيات في وقت محدد وقصير، وإلقاء أسئلة تقيس ما فهموه من القراءة في ذلك الوقت المحدد.

وما سبق يمكن القول بأنه يمكن استخدام أدب الأطفال في تنمية مهارات القراءة على النحو التالي :

·          مساعدة الأطفال على النطق الصحيح للحروف والكلمات والجمل وإخراج الحروف من مخارجها الصحيحة.

·    زيادة ثروة التلاميذ اللغوية بمفردات لغوية جديدة ن ومعرفة مرادفاتها وأضدادها عن طريق النشيد أو القصة أو المسرحية أو الطريقة؛ مما يثري حصيلتهم اللغوية وينميها.

·    زيادة السرعة في القراءة عن طريق تدريب التلاميذ على قراءة القصة أو النشيد أو المسرحية، أو الطرفة، أو المثل وغيرها، أو أجزاء منها في وقت محدد وسؤالهم عما فهموه في تلك الفترة.

وهكذا يستمر الجدل حول مداخل تعليم القراءة في المرحلة الابتدائية، وإن كان ثمة تغيير في المسميات، لكنه لا يمس جوهر الجدال حول التساؤل القائم أي من المداخل السابقة أكثر فاعلية في تعليم القراءة للمبتدئين.

المصدر: الدكتور وجيه المرسي أبولبن
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 143 مشاهدة
نشرت فى 30 مايو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,659,803