الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

يهدف تعليم القراءة في مراحله المختلفة إلى تحقيق العديد من الأغراض، منها:

(1) توسيع خبرات التلاميذ عن طريق القراءة الواسعة في المجالات المتعددة.

(2) تنشيط خيال التلميذ وتنميته ونموه.

(3) وسيلة من وسائل التنفيس عن القارئ.

(4) وسيلة من وسائل التفاهم العالمي.

(5) فهم الكلمة، والجملة والنصوص البسيطة.

(6) تنمية الرغبة والشوق إلى القراءة والاطلاع.

(7) سلامة النطق في القراءة الجهرية، ومعرفة الحروف وأصواتها، ونطقها، وصحة القراءة

(8) قراءة النص قراءة جهرية صحيحة.

(9) قراءة النص قراءة صامتة سريعة.

(10) توظيف علامات الترقيم لفهم العلاقات بين الجمل.

(11) المساعدة على رقى مستوى التعبير الشفهي والتحريري.

(12) تكوين روح النقد عند القارئ والتقدير لقيمة ما يقرأ.

(13) إدراك هدف الكاتب واتجاهاته.

(14) اختيار عناوين مناسبة لما يقرأ.

(15) إدراك علاقات الألفاظ بمعانيها.

(16) استخدام الفهارس لالتقاط الأفكار والموضوعات المهمة.

 

الطرق التقليدية في تدريس القراءة:

توجد ثلاثة طرق تقليدية تتبع في تعليم القراءة للمبتدئين :

أولاً: الطريقة الجزئية التركيبية :

 سميت هذه الطريقة بـ(الجزئية ) لأن المتعلم يبدأ بتعلم الجزء سواءً أكان صوتاً أو حرفاً أو مقطعاً. ثم (التركيبية) لأن المتعلم يبدأ بتركيب الجزء إلى جانب الجزء لتكوين الكلمة , وتركيب الكلمة إلى جانب الكلمة لتكوين الجملة ؛ ثم تركيب البناء اللغوي المتكامل . ويندرج تحت هذه الطريقة (الطرق الفرعية ) التالية :

أ - الطريقة الأبجدية (الهجائية):

وفي هذه الطريقة يبدأ يتعلم المبتدئ في تعرف اسم الحرف ( ألف , باء , تاء , ..........إلى الياء ), ثم يتدرب على طريقة نطقها مفتوحة ومضمومة ومكسورة ومشددة, قراءة وكتابة, فإذا استوعب المتعلم حروف الهجاء بأسمائها وصورها يبدأ  في ضم حرفين منفصلين لتتألف منهما كلمة , فالألف تُضم إلى الباء  لتكوين كلمة " أب ٌ .

ب- الطريقة الصوتية :

تتفق هذه الطريقة مع الطريقة الهجائية في أنها تنطلق من الجزء إلى الكل , ولكنها تختلف عنها من حيث أن الحروف تقدم بأصواتها وليس بأسمائها, وفي هذه الطريقة يتعلم الطفل نطق صوت الحرف مقرونا بالحركات القصيرة, الضمة, والفتحة, والكسرة ( بَ , بِ , بُ ).

ج – الطريقة المقطعية :

 وفي هذه الطريقة " يتدرب الطفل على تعرف ونطق أكثر من حرف, وتكون هذه الحروف مرتبطة ببعضها البعض, وتمثل مقطعاً لغوياً مثل : قام . قا / م.            

ومن مميزات الطريقة (الجزئية التركيبية) ما يلي:

-       طريقةٌ منطقيةٌ متدرجةٌ, لأنها تبدأ بالجزء سواء أكان الجزء حرفاً أو صوتاً.

-       تزود الأطفال بمفاتيح القراءة (حروفها) فيسهل عليهم قراءة أي كلمة جديدة.

-   تسهّـل عملية تعليم الكتابة, جنباً إلى جنب مع القراءة , فكلُ حرفٍ يتعلّم الأطفال  صوته يُفرغ في رمزه المكتوب , فيتدربون على كتابته .

-   تقوّي الأطفال في الخط والإملاء, إذ يُتاح للطفل الوقت الكافي ليتدرب على كتابة الحروف وربطها فيما بينها لتكوين المقاطع في الكلمة الواحدة.

أما عيوب الطريقة الجزئية التركيبية فمنها:

-   أن الانتقال من الجزء إلى الكل كان قديما شيئاً مسلماً به عند علماء النفس, أما علماء النفس المحدثون فيرونه منافياً للطريق الطبيعي في الإدراك, لأن الشخص عادة يدرك الكل قبل الجزء, كما أكدت ذلك نظرية  (Gestalt) .

-   أن الجزء في الكلمة ليس أيسر من الكل وهو الكلمة نفسها, لأن الطفل يدرك كلمة (جمل) مثلاً معنى, ولا يفهم دلالة ما لكل من الجيم و الميم أو اللام.

-   أن كلتا الطريقتين: الأبجدية و الصوتية بطيئة يستغرق التعليم بها زمناً طويلاً, وهي مملة للأطفال؛ لأنهم  يحمّلون فيها على تعلم ما لا يفهمون, وهي بهذه الصورة تكون من الناحية التربوية أقرب إلى المعاناة لا إلى التعلم المصحوب بالمشقة.

-       أن كلتا الطريقتين تؤدي إلى عدم الانطلاق في القراءة ؛ لأن الطفل يعتاد فيهما أن يقرأ حرفاً حرفاً أو مقطعاً مقطعاً ويستلزم ذلك فترة ليست بالقصيرة.

ثانياً : الطريقة الكلية التحليلية:

 وهي مقابلة للطريقة التركيبية؛ لأنها تبدأ بالكل لا بالجزء , ثم تحلله إلى أجزائه, ومن هذا التحليل استمدت اسمها, فمن خلال هذه الطريقة تقدم للطفل كلمات, أو جمل, تتكرر على الطفل حتى يتقنها بصورها وأشكالها, ثم تتدرج به نحو تحليل الكلمات إلى حروفها ثم تركيبها. وتسمى بالكلية أو "الجملية"؛ لأنها تبدأ بكل متمثل في جملة, أو كل متمثل في كلمة.

وتندرج تحت هذه الطريقة عدة طرق فرعية وهي:

أ- طريقة الكلمة:

وتسمى أيضا بطريقة ( انظر وقل ),حيث يبدأ التلميذ بتعلم القراءة عن طريق الكلمة لا بالحرف, ولا بالصوت, ولا بالمقطع , ومع أنها تبدأ بتعلم الوحدات اللغوية كسابقتها إلا أنها أوسع منها, وتشتمل على معانٍ يفهمها الطفل, ويستعين المعلم عند تعليم الأطفال القراءة من خلال هذه الطريقة بالصور والبطاقات المصاحبة للكلمة, ويتبع في تدريسها الخطوات التالية :

-   ينطق المعلم الكلمات بصوت واضح مشيراً إليها, ويقوم التلاميذ بمحاكاته ناظرين إلى الكلمة بإمعان وتركيز وفي الوقت نفسه, يؤكد المعلم العلاقة بين الصورة والكلمة.

-       يقوم المعلم بتكرار الكلمة عدة مرات لتثبت صورتها في أذهان التلاميذ.

-   يتدرج المعلم في الاستغناء عن الصورة المرافقة لهذه الكلمات, حتى يصبح الطفل قادر على التعرف على الكلمة, دون الاستعانة بالصورة.

-       يقوم المعلم بتحليل الكلمة إلى حروفها, حتى يستطيع الطفل تمييز حروفها.

وتتميز (طريقة الكلمة) بعدة مميزات منها:

-   استخدام هذه الطريقة يشوق التلاميذ إلى الدروس, فقراءة الكلمات دون التطرق إلى حروفها أمر سهل, وبذلك يشعر التلميذ بسهولة القراءة.

-       يستطيع المعلم من خلال هذه الطريقة الربط بين دروس القراءة ودروس الإملاء.

-       تتفق مع قوانين التعلم التي ترى أن الإنسان يدرك الكل قبل الجزء.

-       تهتم هذه الطريقة بالمعنى , وهذا سبب من أسباب نجاحها.

ومن أوجه النقد التي وجهت لهذه الطريقة ما يلي:

-       أنها لا تستند دائماً على أساس من الإعداد فيما قبل مرحلة القراءة.

-       يدخل فيها عنصر التخمين بشكل أكبر.

-       تجعل الطفل يخلط بين أشكال الكلمات المتقاربة, لأنها تعتمد على شكل الكلمة.

-       قد يعجز الأطفال عن قراءة الكلمات الجديدة وغير المألوفة.

ب-طريقة الجملة :

تقوم هذه الطريقة على قيام المعلم بكتابة العديد من الجمل البسيطة تامة المعنى قليلة الألفاظ, فيقوم المعلم بقراءة الجملة عدة مرات حتى يألفها الطفل, ثم يحاكيها الأطفال مرة أخرى, ويكرر هذا العمل عدة مرات, حتى تنطبع صورتها في أذهانهم, وقد تربط الجملة بأشياء محسوسة لدى الأطفال تساعدهم على تذكرها واستقرارها في أذهانهم, وفي المرحلة التي تليها يلجأ المعلم إلى تحليل الجمل إلى كلمات بهدف الوصول إلى الحروف التي يريد تعليمها للأطفال.

ومن المميزات التي عددها أنصار هذه الطريقة ما يلي:

-   أنها الطريقة الطبيعية في تعليم اللغة, لأنها تعلّم في وحدات فكرية كالتي يستخدمها الطفل في حياته. وهذا الشيء يتفق عليه النفسيون.

-       أنها تقوم على ما قرره علم النفس من إدراك الكل قبل الجزء.

-       تعد من عوامل التشويق القرائي والسرعة في القراءة والبعد عن التقطيع الذي ينجم عن الطريقة الأبجدية .

   ومن المآخذ التي أخذت على هذه الطريقة ما يلي:

-   أن المعلم قد يسترسل في إعطاء الجمل و يؤخر عملية تحليل الكلمات إلى حروف, وبذلك تتأخر وسيلة إعانة الأطفال على التعرف على الكلمات الجديدة .

-       استيعاب الجملة دفعة واحدة في الصف الأول الابتدائي صعب على بعض الأطفال.

-       تحتاج هذه الطريقة إلى العديد من الوسائل التعليمية, قد لا تتوفر لدى المعلم.

جـ ـ طريقة القصة :

تعد القصة عنصر من عناصر التشويق والجذب لدى الأطفال, لذلك يمكن الاستعانة بقصة تكون مقروئيتها مناسبة لتلاميذ الصفوف الأولية, وتكون مفرداتها مناسبة للأطفال, يتعرف الطفل بعد ذلك على الجمل والكلمات المجودة في القصة, وبعد استيعابها وفهمها, يبدأ الطفل مرحلة التحليل سواءً تحليل الجمل إلى كلمات أو الكلمات إلى حروف وأصوات, مع التركيز على النطق الصحيح وإخراج الحروف من مخارجها الصحيحة.

ثالثا ـ الطريقة التوليفية

من خلال الإشارة إلى الطريقتين السابقتين تبين أن لكل طريقة من الطرق السابقة مزاياها, وعيوبها, وأنه ليس هناك طريقة يمكن الاعتماد عليها بمزايا دون مأخذ عليها من قبل المتخصصين, وبالتالي فأن الاتجاه الحديث يسعى إلى الجمع بين كلتا الطريقتين بحيث يؤخذ من كل طريقة مزاياها, وتجنب المأخذ التي أخذت عليها . ولذلك استنتج المختصون الطريقة التوليفية والتي تأخذ من كل طريقة مزاياها وتلافي ما وجهه إليها من نقد قدر المكان .

ويمكن تلخيص المراحل الأساسية للطريقة التوليفية فيما يلي :

-       مرحلة التهيئة.

-       مرحلة التعرف بالكلمات والجمل .

-       مرحلة التحليل والتجريد وتعرف أشكال الحروف وأصواتها.

-       مرحلة التركيب.

حيث يقوم المعلم من خلال هذه الطريقة بعرض مجموعة من الكلمات أو الجمل على الأطفال من واقع خبراتهم, ومما هو مألوف لديهم صوتاً ومعنى , أي أنها تبدأ بكل ذي معنى مثل (الطريقة الكلية). بعد ذلك تكرر الكلمات و الجمل مقترنة بأصواتها وأشكالها العامة, حتى ترسخ صورها في أذهان المتعلمين, وفي ذلك إفادة من (الطريقة الصوتية) عندما يقترن الشكل بالصوت. ثم تحلل الجمل إلى كلمات, والكلمات إلى مقاطع, والمقاطع إلى حروف بحيث يتم التعرف على الحروف اسماً وصوتاً, وفي ذلك إفادة من الطريقتين الحرفية والصوتية.

وبعد مرحلة التحليل السابقة, تبدأ مرحلة التركيب فيستخدم المتعلم الحروف التي تعرف عليها شكلاً ونطقاً واسماً في تركيب كلمات جديدة.

وأثناء التجريد يركز على الحرف أو صوت معين ورد أكثر من مرة, وعلى أساس سهولة الرسم وسهولة النطق , فنبدأ بالأسهل رسماً وصوتاً.

وقد أجريت عدة دراسات علمية تقويمية ميدانية للمفاضلة بين الطريقتين الصوتية و التوليفية, ومنها : دراسة تقويمية أجراها  الحسون 1992م , وقد أكدت نتيجة الدراسة تفوق الطريقة التوليفية على الطريقة الصوتية في مهارات القراءة (في القراءة الجهرية, والقراءة الصامتة , والسرعة , والفهم ).

المصدر: الدكتور وجيه المرسي أبولبن
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 11310 مشاهدة
نشرت فى 30 مايو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,659,861