تقسم القراءة على أساس الغرض العام للقارئ إلى قراءة للدرس، وقراءة للاستمتاع. وقراءة الدرس ترتبط بمطالب المهنة، وبحياة الناس ومناشطهم اليومية، وقراءة الاستمتاع مرتبطة بقضاء وقت الفراغ. وقد أضاف (مدكور) إلى جانب قراءة الدرس، وقراءة الاستمتاع، قراءة لحل المشكلات وهو ما يتصل برغبة القارئ في معرفة شيء معين، والوصول فيه إلى قرار بناء على مجموعة من الحقائق.
تصنيف القراءة على أساس الأغراض الخاصة للقارئ:
إن الأغراض الخاصة التي تدفع القارئ إلى القراءة كثيرة ومتنوعة؛ فعلى حين نجد الأطفال يقرءون بحثا عن معلومات تتصل بمشكلة يواجهونها، أو لإتباع إرشادات وتوجيهات تساعدهم على القيام بعمل من الأعمال، نجد الكبار يقرءون ليزداد فهمهم لموقف من المواقف، أو يستتبعوا سلسلة من الأحداث.
ويلاحظ هنا أنه توجد فروق خاصة بكل قارئ، فمثلاً "نجد أن العمليات العقلية التي تحدث أثناء القراءة، للإجابة عن سؤال يتطلب من القارئ إصدار حكم من الأحكام، تكون أدق من القراءة التي يقوم بها القارئ للإجابة عن سؤال يتضمن معرفة حقيقة من الحقائق.
تصنيف القراءة على أساس المادة المقروءة:
وهذا التقسيم أساسه العلاقات التي بين الأفكار في القطعة، والقراءة في هذه الحالة تتحكم فيها حقائق المادة المقروءة وطبيعتها، وأقدر الناس على غرس عادات هذه الأنواع من القراءة هم المعلمون المتخصصون في هذه المواد؛ فإذا أخذنا الأدب مثلا، نجد أن المادة المقروءة من قصص، ومقالات، وشعر، وخطب تتطلب أنواعا عدة من التفسير.
وفى أحيان كثيرة تفسر المادة المعروضة في علم من العلوم، في ضوء العلاقات التي تعنى بها وتبرزها العلوم الأخرى؛ فالحقائق التي يعرضها التاريخ مثلاً، ينبغى أن تفسر-أحيانا- في ضوء حقائق الجغرافيا، والحقائق التي تعرضها الجغرفيا، ينبغى أن تفسر في ضوء معانيها الاقتصادية والتاريخية.
تصنيف القراءة على أساس النشاط القرائي:
ومن أنواعها القراءة التي تهدف إلى تنمية جملة من المهارات، والقراءة بقصد المتعة الذهنية، والقراءة الوظيفية.
- أما القراءة التي تهدف إلى تنمية مهارات معينة: فهى التي يقصد بها تنمية مهارة الطفل في العمليات الآلية للقراءة، كتمييز عدد كبير من الكلمات بمجرد النظر إليها، ومهارة تمييز الكلمات غير المألوفة، وتقوية السرعة في القراءة الصامتة، وحسن الأداء في القراءة الجهرية، وتذكر المادة المقروءة.
- والقراءة بقصد المتعة الذهنية: تشمل الرغبة فى القراءة على أنها نشاط تلقائي يقوم به القارئ في أوقات فراغه، وتنمية قدرة التلميذ على اختيار المادة التي يجد في قراءتها متعة ولذة، وتنمية القدرة على القراءة الجهرية التي يفيد منها السامع ويميل إليها.
- أما القراءة الوظيفية: فتهدف إلى تنمية قدرات معينة عند التلميذ، أهمها القدرة على معرفة موضع مادة معينة من مواد القراءة، كاستعمال المعجم، أو دائرة المعارف، أو فهارس المكتبة، وكذلك القدرة على فهم المقروء.
مهارات تعلم القراءة :
تعلم القراءة عملية نمو متدرجة, تعتمد كل خطوة فيها على الكفاية في المهارات الأساسية, لذلك ينبغي أن تكون المهارات مستمرة ومتتابعة من أجل التحقق من إجادة القراءة الصحيحة, ولا بد من التدريب المنظم لهذه المهارات. وتقسم هذه المهارات إلى قسمين:
1-تمييز الكلمات ويسمى بمهارة التعرف ومن أهم مهارات التعرف :
- الإدراك البصري للحرف.
- التمييز بين الحروف بصريا.
- معرفة اسم الحرف.
- الإدراك السمعي للحرف.
- التمييز بين الحروف سمعيا.
- الربط بين الحرف وشكله.
- تمييز الكلمات.
2-مهارة الاستيعاب وتسمى بمهارة الفهم ومن أهم مهارات الفهم:
- إعطاء الرمز معناه.
- فهم الوحدات الأكبر من مجرد الرمز, كالجملة والفقرة والعبارة والقطعة.
- القراءة في وحدات فكرية.
- فهم المعاني المتعددة للكلمة.
- القدرة على اختيار الأفكار الرئيسية وفهمها.
وقد حددها البعض فيما يلي:
(1) تحديد واستخراج الأفكار.
(2) التمييز بين الأفكار الرئيسة والثانوية.
(3) تصنيف الأفكار والمعلومات.
(4) فهم العلاقات القائمة بين الأفكار.
(5) توظيف علامات الترقيم لفهم العلاقات بين الجمل.
(6) إدراك علاقات الألفاظ بمعانيها.
(7) فهم المعنى من المحتوى والتراكيب.
(8) فهم التفاصيل في النص المقروء.
(9) تتبع التسلسل في النص المقروء.
(10) تصور النتائج المتوقعة.
(11) تلخيص الأفكار الرئيسة للمقروء.
(12) إدراك هدف الكاتب واتجاهاته.
(13) الربط بين النص المقروء وبين المعارف السابقة.
(14) ربط المادة المقروءة بفروع اللغة الأخرى.
(15) الطلاقة في القراءة الجهرية.
(16) السرعة في القراءة الصامتة.
(17) تنظيم المعلومات المكتسبة من المقروء.
(18) تلخيص المقروء أو بعض فقراته.
(19) اختيار عناوين مناسبة لما يقرأ.
(20) التفريق بين الحقيقة والخيال.
(21) نقد النص المقروء.
(22) جودة النطق.
(23) صحة النطق.
(24) تمثل المعنى.
(25) تنمية مهارات التعرف على الكلمة.
العوامل التي تؤثر في تعليم مهارات القراءة:
ثمة مجموعة من العوامل التي تؤثر في تعليم القراءة، وإكسابهم مهاراتها، أهم هذه العوامل فيما يلي:
1- الذكاء: العلاقة بين الذكاء وتعليم القراءة قوية، وقد اتضح من خلال نتائج البحوث أن التأخر القرائي أكثر انتشاراً بين التلاميذ ذوى الذكاء المنخفض من التلاميذ ذوى الذكاء المرتفع.
2- الثروة اللغوية: فالطفل يجب أن يقرأ كلمات قريبة من خبراته، وعندما يحقق هذه الطلاقة في القراءة، فإنه يستطيع استخدام هذه القدرة لتفسير وفهم السابق، ولكي يصل إلى هذه الحالة تتألف القراءة من كلمات مستمدة من أحاديثه، ومعجمه اللغوي.
3- القدرة البصرية: فقد تؤدى عيوب الإبصار بالتلميذ إلى رؤية بعض الكلمات على غير صورتها الحقيقة، وقد يكون البصر سوياً، ولم يبلغ مستوى النضج المناسب لعملية القراءة، أي لم يبلغ القدرة على التآزر والتنسيق بين العينين في الرؤية.
وقد أثبتت الدراسات أن الأطفال يستعدون بصرياً للقراءة في الغالب قبل سن الثامنة، حيث تصبح العين كاملة. من الناحية التركيبة، فعند سن السادسة تكون (العين مستعدة لرؤية الأشياء الصغيرة بوضوح وسهولة مثل الكلمات، ولكن انعكاس صورة الأشياء القريبة لا يكون مركز بشكل جيد على شبكية العين.
ومن المفروض أن يتعلم الطفل في القراءة الصحيحة أن يوافق بين عينية وأن يحركها على السطر المطبوع أمامه، وأن يقوم برجعات مناسبة للإعادة وأن يرى بوضوح ودقة القريب والبعيد ، وأن يكون قادراً على تغيير بؤرة العدسة العينية على أساس المسافة التي تفصل بينه وبين المقروء، وأن تكون له ذاكرة بصرية لكل ما يراه، ويكون قادراً على التركيب البصري.
4- المؤثرات البيئية: للبيئة الخصبة أثرها على تنمية الثروة اللغوية للطفل، وذلك لأنه يستطيع التحدث مع والديه؛ لأنهما يشجعانه على حب الاستطلاع، وكل طفل يقرأ موضوعاً إنما يحمل معه خبراته الخاصة التي اكتسبها في البيت، فمعنى ما يقرأ يعتمد إلى حد كبير على خبرة الطفل.
5- العوامل الانفعالية: تعد الاتجاهات نحو القراءة أمر بالغ الأهمية، لأن الميول والاتجاهات الموجبة نحو القراءة تمتد لفترة طويلة ، حتى يصل التلميذ إلى مستوى نضج معين يساعده على التقدم في القراءة ، كما إن المشكلات الشخصية لها علاقة وثيقة بالتأخر القرائي، حيث من المعروف أن عيوب النطق التي تعوق التقدم في عملية القراءة لها صلة وثيقة بالمشكلات الشخصية.
6- عوامل النضج العضوي: فقد أثبتت نتائج الأبحاث، وجود علاقة بين النمو في القراءة، وجوانب النمو الأخرى مثل، العمر العقلي، والعمر الزمني، والعمر القرائي، فقد وجد أن القراءة لها علاقة بضعف النمو العام للطفل، فهناك حالات فردية لأطفال كان تأخرهم في القراءة جزءاً من تأخر نموهم العام. كذلك أوضحت الدراسات أن التهاب الغدة النخامية يؤدى إلى إنقاص مسافة رؤية العين، وبالتالي إلى زيادة في عدد مرات التعثر ، كما يؤدي زيادة إفراز الغدة النخامية لدى الطفل إلى عدم التركيز، وبطء في التعرف على الكلمة.
7- المخ وعلاقته بالقراءة: يرتبط أيضاً تعلم القراءة والنجاح فيها بالمخ وسلامته العضوية، ففي المخ يوجد مركز خاص لاستقبال ما يقع على شبكية العين أثناء عملية النظر، وجزء آخر للاحتفاظ بتلك العمليات التي أصبحت جزءاً من خبرة الفرد، حتى إذا عادت إلى الحدوث والوجود أمام الفرد، سهل علية التعرف عليها، وأي خلل في هذه العمليات يؤدى إلى خلل في القراءة وتعلمها.
ساحة النقاش