الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

مقدمة:

تعد اللغة واحدة من آيات الله فى خلقه مصداقاً لقوله تعالى: " وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ " ( الروم :آية 22 ). وهى من أهم النظم الحضارية التى ترقى بالإنسان لدرجة الإنسانية ؛ ومن ثم تستحق جل اهتمامنا، باعتبارها أهم مقومات بناء الإنسان الذى يعد اللبنة الأولى فى بناء الأمة، والقدرة على استخدامها أساس للنجاح الإنسانى .

كما تعد اللغة العربية من مقومات الانتماء، والولاء والوحدة والوطنية بل هى بنيتها الأساسية ، ومقوم أساسى من مقومات التقدم العلمى ؛ بالإضافة إلى الأخذ بأسباب التكنولوجيا كما أنها أداة لصياغة محتوى المناهج ووسيلة التعليم والتعلم.

ولذا فإن الهدف الأساسى لتعليمها يتمثل فى إكساب المتعلم القدرة التى تمكنه من الاتصال اللغوى الواضح السليم؛ سواء أكان هذا الاتصال شفوياً أو كتابياً، وعلى هذا يمكن أن يتحقق هذا الهدف من خلال فنونها الأربعة:الاستماع – التحدث – القراءة – الكتابة؛باعتبارها أركان الاتصال اللغوى،واللغة العربية كل متكامل يتأثر كل فن من فنونها بالفنون الأخرى .

وتأسيساً على ما سبق يعد التعبير– بنوعيه– أحد الأطراف المهمة فى عملية الاتصال الإنسانى، فما دام هناك مستمع لابد وأن يوجد متحدث يعبر عن أفكاره ومشاعره، وما دام هناك قارئ ؛ فلابد أن يكون هناك كاتب، ومن ثم يمثل التعبير جانب الإرسال فى عملية الاتصال اللغوى.

ويعد التعبير من أهم أنماط النشاط اللغوى وأكثرها انتشاراً،ومن دونه لا تقوم بين جماعات المجتمع صلات فعالة مثمرة،وهو جزء حيوى فى حياة الناس اليومية،وهو أيضاً أداة من أدوات التعليم والتعلم . ولقد أولى الباحثون والمؤسسات التعليمية وهيئات البـحث التربوي اهتماما خاصا بالتعبير لاسيما في طرائق تدريسه ؛ حيث أفرزت الجهود المبذولة في طرق تدريس التعبير ؛ تراثا تربويا زاخرا ، بفضل جهود الباحثين والمؤسسات التربوية، فلقد شهدت طرائق تدريسه تطورا ملحوظا ، وتناولت مجالات عدة ، واستحق هذا المجال- باعتباره أحد فنون اللغة أن تعقد له الندوات المتخصصة والمؤتمرات العلمية ، وتعد له الدورات التدريبية لتدريب المعلمين على الاتجاهات الحديثة في طرق تدريسه.

وقد خلفت الجهود المبذولة فى طرق تدريس التعبير ؛ تراثا تربويا زاخرا ، بفضل جهود الباحثين والمؤسسات التربوية، حيث شهدت طرائق تدريسه تطورا ملحوظا ، وتطرقت مجالات عديدة، واستحق هذا المجال- باعتباره أحد فنون اللغة بشكل عام واللغة العربية بشكل خاص- أن تعقد له الندوات المتخصصة والمؤتمرات العلمية، وتعد له الدورات التدريبية المتخصصة فى تدريب المعلمين على الاتجاهات الحديثة فى طرق تدريسه.

ومن أهم المؤتمرات التى نظمت من أجل تطوير التعليم بوجه عام وتعليم اللغة العربية ، وأولت تدريس التعبير اهتماما خاصا؛ المؤتمر القومى لتطوير التعليم (1987م) والذى نادى بضرورة وضع إستراتيجية متكاملة للنهوض بالتعليم فى مصر. بالإضافة إلى المؤتمر القومي لتطوير التعليم الابتدائى (وزارة التربية والتعليم 1993م)،والذي أوصى بضرورة تنمية مهارات معلم  اللغة العربية التدريسية بما يعود بالخير على العملية التعليمية.

ومنها أيضا المؤتمر الخامس لوزراء التربية والمسئولين عن التخطيط الاقتصادي والتنموي في الدول العربية الذي نظمته اليونسكو بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافي والعلوم والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافية الذي عقد في القاهرة(1994م), والذى أكد على ضرورة تحسين إعداد المعلمين وتدريبهم,وتقديم مزيد من الدعم المادي والمعنوي لهم من الإدارة والمجتمعات المحلية باعتبار أن هؤلاء المعلمين هم الدعائم الأساسية للتعليم في الوقت الحاضر والمستقبل .

كما أكد المؤتمر القومي لرعاية الموهوبين( أبريل 2000م)علي ضرورة الاهتمام بإجراء البحوث والدراسات لكيفية اكتشاف المبدعين والموهوبين ، وتنمية قدرات التفكير العليا والإبداع لدي التلاميذ.كما نصت المعايير القومية للتعليم (2004م) علي ضرورة تنمية مهارات المتعلم الإبداعية واللغوية ومنها مهارات التعبير.كما عقدت العديد من المؤتمرات العلمية لمناقشة قضايا تعليم اللغة العربية من جميع جوانبها.

ومن هذه المؤتمرات المؤتمر العلمى الأول للجمعية المصرية للقراءة والمعرفة بعنوان دور القراءة فى تعليم المواد الدراسية المختلفة(2001م)، والمؤتمر العلمى الرابع للجمعية المصرية للقراءة والمعرفة (2004م)والذى اهتم بتعليم القراءة والكتابة فى المرحلة الابتدائية من الواقع إلى المأمول؛حيث تناولت العديد من البحوث التى عرضت في هذا المؤتمر الاتجاهات الحديثة فى تدريس التعبير وغيره من فنون اللغة.

كما عقدت الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس العديد من المؤتمرات التى كان من بين اهتماماتها تدريس التعبير ومنها المؤتمر العلمى الثامن عشر تحت عنوان مناهج التعليم وبناء الإنسان العربى( يوليو 2006م) . كما أولت جامعة الأزهر اهتمامها بعقد مثل هذه المؤتمرات التى تناولت فى بعض محاورها تدريس اللغة ومهاراتها ومنها التعبير.

كما أوصت الندوة العامة لمعالجة ظاهرة الضعف اللغوي، التي عقدت في حائل (١٤١٤هـ) بضرورة إعادة النظر في طرق التدريس المتبعة في تدريس فروع اللغة العربية ومنها التعبير؛ لأنها طرق عقيمة لا تحقق أهداف العملية التعليمية،وتساعد على انتشار الضعف اللغوي.

كما قدمت ندوة) ماذا يريد المجتمع من التربويين ؟ وماذا يريد التربويون من المجتمع؟( التي عقدت بمدينة الرياض (١٤٢٣هـ) مجموعة من الأفكار والتوصيات من أبرزها ضرورة تدريب الطلاب على مهارات الاتصال.

ومن هنا تأتى أهمية هذا البحث، بعنوان: الاتجاهات الحديثة فى طرق تدريس التعبير، والذي يسعى لرصد الاتجاهات الحديثة فى طرق تدريس التعبير من خلال نتائج البحوث والدراسات السابقة والأدبيات المرتبطة بهذا المجال عربيا وعالميا، وتحديد توجهاتها، وتنطلق أهمية هذا الموضوع من خلال مستويين هما:

أولا:المستوى المحلى والعربى: حيث تعاني اللغة العربية بشكل عام والتعبير بشكل خاص في الوطن العربي غربة وسط بعض أبنائها - في أيامنا تلك - وهذا أمر ليس مستحدثاً على اللغة العربية؛ فهي تتعرض لأشكال مختلفة من الغزو بين الوقت والآخر.

وتختلف أشكال هذا الغزو من بلد إلى بلد عربي آخر، حسب المؤثرات والظروف المختلفة للمجتمع. وتبدوا ملامح ذلك الغزو على اللغة العربية في مظاهر عدة منها الابتعاد المتعمد عن اللغة العربية، بدعوى صعوبة اللغة وصعوبة قواعدها،والكثرة الملحوظة من الأسماء الأجنبية على واجهات المحلات أو الشركات أو المؤسسات، والتي لا شك أن لها تأثيرها النفسي الكبير على الجو العام في ذلك البلد.

وما يواجه تدريس اللغة العربية بشكل عام والتعبير بشكل خاص من تحديات على مستوى الوطن والمجتمع العربى،أمر ملحوظ فهناك عدد كبير من الطلاب في مختلف مراحل الدراسة يعانون من ضعف ظاهر في التعبير الشفوى والتحريرى.

ثانيا:المستوى العالمى: وفيه تواجه اللغة بتحديات أكبر من أى وقت مضى، إذ فرضت المتغيرات الدولية والعالمية المصاحبة للعولمة والنظام العالمى الجديد وعصر السماوات المفتوحة ، والتدخل الصريح فى بناء مناهج التعليم فى الوطن العربى وبخاصة اللغة العربية والتربية الدينية.

كما تشهد البشرية اليوم حربا عنيفة وسجالا محتدما بين اللغات،الدول الكبرى والمتقدمة تضطلع بإزالة كل غال ومرتخص بمهمة تعميم لغتها وثقافتها فى أكثر بلد ممكن، ففى دول الشمال الأفريقى يتغلغل تيار الفرنكفونية،وفى آسيا لا تفتأ بريطانيا وأمريكا فى تعميم اللغة الإنجليزية،فهنالك معاهد ومدارس كثيرة منتشرة فى المدن والقرى يتهافت عليها الطلاب بسبب ما تؤمن الإنجليزية لمتقنها من دخل كريم ومكانة اجتماعية، وقد أثرت هذه الظاهرة سلبا على اللغة العربية، إذ قل الراغبون فى تعلمها،وكثرت الشائعات حولها من أنها لغة معقدة وعصية على الفهم. ويناقضون بذلك ما يشهد به علماؤهم من أنها لغة عالمية،حيث يؤكد العلامة الألماني"اسوان اشبلنجر" فى معجمه عن اللاتينية والعربية فيقول: ليست لغة العرب أغنى لغات العالم فحسب ،بل الذين نبغوا فى التأليف بها لا يكاد يأتي عليهم العدوان اختلفنا عنهم فى الزمان والسجايا والأخلاق أمام بيننا نحن الغرباء عن العربية وبين ما ألفوه حجابا لا نتبين ما وراءه إلا بصعوبة.كما يؤكد( ماكس فانتاجوا) ذلك قائلا:الحق أن مؤرخينا قد حاولوا جهدهم أن يجعلوا من العالم الغربي محوا للتاريخ مع العلم بان كل مراقب يدرك أن الشرق الأدنى هو المحور الحقيقي لتاريخ القرون الوسطى.

ويرى البعض أنه لا يمكن للتربية أمام التحديات التي تفرضها عليها العولمة إلا أن تأخذ أحد المواقف التالية:

 ·ترسيخ الخصوصية الثقافية العربية الإسلامية وتحصين أبنائها – إن استطاعت – من جميع أشكال الاتصال الثقافي بالغرب ، وأن يغالى بطلابنا في دراسة التراث والعيش في الماضي بقيمه وتجاربه.

 ·الانسياق وراء العولمة بمفاهيمها المختلفة، والسير في إجراءاتها بالشكل الذي يحقق طفرة عصرية تنتقل بأبنائنا – بين عشية وضحاها – إلى مجتمع جديد ، مستمتعا بإيجابيات العولمة ، دافعا ثمن ذلك كله من قيمه وأخلاقه !.

 ·تحقيق التوازن بين المحافظة والتجديد، فلا التقوقع في ماض عريق، ولا التعولم المطلق غير المشروط ، وإنما التقدم المحسوب الذي يحكمه منطق الانتقاء في ضوء الحاجة إلى العصرنة مع التمسك بالهوية.

ويرى العديد من المهتمين بهذه القضية أن الموقف الثالث هو أنسبها، والذي يحدد للتربية دورها في شقين؛ مساعدة أبنائنا على تمثل التراث العربي الإسلامي، واستخلاص النماذج التي تستجلي أصالته ، وبعث القيم التي تساعد على التقدم في الوقت الذي تدعم فيه انتماء أبنائنا له، بالإضافة إلى مد يد العون لهم لمواكبة العصر وتوظيف معطياته، والإسهام بالجهد الذي يجعل من الأبناء منتجين للحضارة وليسوا مستهلكين لها ، ومن هنا يجب الحفاظ على اللغة العربية للمحافظة على الهوية .

وأمام العديد من التحديات السابق ذكرها تقف مناهج اللغة العربية فى الوطن العربى لتؤدى دورا هاما لتحصين النشء ضد ما يثار من أفكار تواجه لغته وتضعف من شأنها، وتحاول أن تدعوه إلى استخدام لغات أخرى تحت دعوى التمدين أو غير ذلك.

بالرغم من أهمية التعبير وما ناله من اهتمام بعض الباحثين؛ من حيث تحديد مهاراته المختلفة لدى المتعلمين ، والعمل على تنميتها ؛ إلا أنه يلاحظ أن هناك ضعفا واضحا لديهم  في المراحل الدراسية كافة، في تملكهم لهذه المهارات ؛ فإذا تحدث أحدهم بلغة سليمة ظهرت علامات الإعياء على لغته، وقد يتوقف فجأة قبل أن يفرغ مما يريد أن يقوله، بل أحيانا ما يلجأ إلى العامية ليتم ما عجز عن إتمامه بها، كما لا تخلو كتاباتهم من الأخطاء النحوية والإملائية، فهم يعانون من قلة الثروة اللغوية والفكرية، ولا يملكون القدرة على ترتيب أفكارهم والربط بينها، هذا مع اضطراب أسلوبهم. وقد أرجعت العديد من الدراسات هذا الضعف إلـى مجموعة من العوامل ، جاء من أهمها معلم اللغة العربية؛ حيث يقصر موضوعاته على اللون التقليدي ، كما أن طرائق التدريس التي يتبعها تهمل إكساب التلاميذ مهاراتها المختلفة، وكذلك يقيد تلاميذه بأفكار محددة للموضوع وعناصره، كما أنه يكرر الموضوعات نفسها في كل صف دراسي مع نفس الطلاب مما يشعرهم بالملل.

كما تدور الطريقة التي يستخدمها المعلم في تدريس التعبير في دائرة مغلقة – محورها اختيار الموضوع ثم التحدث فيه ثم الكتابة عنه، وأن تدريس التعبير في الواقع يركز على المنتج، ويعمد إليه مباشرة ويتجاهل عمليات التعبير وتعليمها للمتعلمين أو تنمية وعيهم بها؛ مما أدى إلى ضعف مستوى الطلاب في مهارات التعبير .

وتؤكد دراسة سلوى عزازي(2004م) على سيادة المدخل التقليدي المتبع في المدارس الآن عند تدريس التعبير، والذي يقوم على تحديد الموضوع من قبل المعلم، ثم كتابته على السبورة، وكتابة الأفكار أسفله، سواء كانت الأفكار محددة من قبل المعلم أم من قبل المتعلم، ومناقشتهم فيها شفويا ، ومطالبتهم بكتابتها في المنزل، ثم تصحيح الموضوع من قبل المعلم، بوضع علامات لا يفهم التلميذ منها شيئا، وأشارت أيضا إلى وجوب الإفادة من المداخل الحديثة عند تدريس المهارات الكتابية.

كما تشير دراسة أخرى إلي وجود ضعف في مهارات التعبير لدى الطلاب، فهم غالبا ما يحصلون  علي درجات منخفضة فيه، وبالتالي، يتكون لديهم اتجاه سلبي نحو الكتابة، ودعت إلى تبنى المعلمين لطرق تدريس حديثة تنمي مهارات الطالب فى التعبير وتكسبه اتجاهات إيجابية نحوه .

ولقد دعم من إحساس الباحث بالمشكلة – عمقها وضرورة التصدي لها – ما أوردته التقارير الوصفية لجهات رسمية تعليمية، والتي تشير إلى الضعف الشديد للتلاميذ في مهارات التعبير؛ فالغالبية العظمى منهم لا يكتبون شيئا له قيمة: فالأفكار تفتقد الوضوح والترتيب، وبناء الموضوع يفتقر إلى التنظيم، والجمل ناقصة التركيب، والمفردات غلب عليها التأثر الشديد باللهجة العامية مما يدل على فقر شديد في الثروة اللغوية للطلاب ،وتتفق هذه التقارير معا على ضرورة بذل الجهد الكافي للتصدي لهذه المشكلة .

كما يعد تدنى مستويات الأداء الكتابى ظاهرة عالمية ففى تقرير للجنة التقييم الوطنى التقدم التربوى The National Assessment of Educational Progress (NAEP) 2003 عن نتائج قياس مهارات الكتابة فى الصفوف الرابع والثامن والثانى عشر فى مستويات ثلاثة من الطلاقة: الأساس والماهر والمتقدم جاءت النتائج لتشير إلى أن 22% فى مستوى الأساس، فى حين أن 26% فى المستوى الماهر، بينما عدد قليل من العينة لا يمثل نسبة فى المستوى المتقدم. وفى توضيح لهذه النسب لم يصل 15% من طلاب الصفين الرابع والثامن إلى مستوى الأساس، وكذلك 26% من طلاب الصف الثانى عشر، وجاء 58% من طلاب الصف الرابع ، 54% من طلاب الصف الثامن، 51% من طلاب الصف الثانى عشر فى مستوى الأساس . وعلى مستوى آخر لم تقابل نسب 72% من طـلاب الصف الرابع، 69% من طلاب الصف الثامن، 77% من طلاب الصف الثانى عشر مستوى البراعة فى الكتابة الذى وضعته اللجنة ، أى أن أعداداً كبيرة من المتعلمين بحاجة إلى تدخلات للمساعدة .

وتزداد حدة المشكلة بوجود أعداد كبيرة من المتعلمين فى المستويات التعليمية المختلفة غير قادرة على الكتابة فى المستويات الأساسية لمتطلبات مواصلة أو الأعمال، خاصة وأن سياقات الكتابة فى التعليم ما بعد الثانوى تتغير تغيراً جذرياً شاملاً السياق والغرض والكم. كما أن افتقار مهارات القاءة والكتابة يؤدى إلى تباين واضح بين مستويات المتعلمين فى المرحلة التعليمية الواحدة، وتشير نتائج الدراسات إلى ضرورة استخدام تقنيات تعليم الكتابة لكل المتعلمين وليس لمن يعانون صعوبات فى الكتابة ؛ لأن كل الطلاب يحتاجون إلى أن يكونوا مهرة فى الكتابة كما أوضحت تقارير اللجنة الدولية للكتابةNational Commission on Writing 2003.

إن تعليم التعبير يجب أن يعاد فيه النظر بالشكل الذى لا يجعله منصباً حول تعقب أخطاء التهجى والنحو والإملاء وتصويبها من خلال موضوعات مألوفة وأفكار محددة وتدريبات تمتزج فيها مهارات التحدث والكتابة بما يعكس فهماً مغلوطاً لمهارتهما، وأدوار المعلم يجب أن تتطور ليكون مدرباً وقارئاً وميسراً ليؤدى الطالب وفقاً لأفضل ما لديه، ومهيئاً لأجواء قوامها التشجيع والحفز والتدريب على أدوات الكتابة الجيدة، والمتعلم ليكون مؤلفاً ومراجعاً ومتعاوناً مع نظرائه ومدوناً لمذاكرته وملاحظاته وأفكاره ومطبقاً لاستراتيجيات الكتابة، والكتابة لتكون عملية تعاونية غرضها الاتصال فى مجالات متعددة وأغراض مختلفة.

ويثير رشدي طعيمة (1998م) قضية الحاجة إلى ضرورة وضع منهج لتعليم التعبير تتحدد فيه الأهداف والمهارات والمجالات وفنيات التدريس ومهاراته والأنشطة لمدرسية والحياتية للمارسة ووسائل التقويم والتطوير، حيث يرى أن تعليم التعبير يفتقد لمنهج تعليم المهارة والوقت المخصص غير كاف، ويغيب عنه وجود المداخل والفنيات وأساليب التى تحقق أهدافه كما أن الأنشطة المدرسية لا تتيح فرصا للممارسة الجيدة. ويشير أيضاً إلى عدم وجود المعلم الواعى بهذا المنظور .

وحدود ظاهرة الضعف في التعبير لا تقتصر على المدرسة العربية فقط، بل تتعداها لتصل إلى دول العالم الغربية المتقدمة ، فقد كشف البحث الذي أجرى في الولايات المتحدة الأمريكية أن التعبير في المدارس مازال يتم في المدارس الأمريكية بصورة عشوائية ودون تخطيط يذكر.

وفي حقيقة الأمر أنه جرت محاولات عديدة من قبل بعض الباحثين لتعرف فاعلية العديد من الاتجاهات الحديثة في طرق تدريس التعبير؛ وذلك مشاركة منهم في تقديم بعض الحلول لظاهرة ضعف الطلاب في التعبير في كافة المراحل الدراسية ، لعلمهم بأهمية ذلك في تنمية مهارات التعبير لدى طلابهم ، إلا أن أغلب هذه البحوث والدراسات تظل حبيسة المكتبات ، ولا تفعل ليستفيد منها المعلمون فيطبقونها دخل حصة التعبير، ومن ثم يقتضي الأمر إجراء بعض الدراسات والبحوث التي تحاول تعرف أهم هذه الاتجاهات لتبصير المعلمين بها مما يعود علي العملية التعليمية بالفائدة .

المصدر: الدكتور وجيه المرسي أبولبن
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 487 مشاهدة
نشرت فى 29 مايو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,627,353