ظهر مصطلح النقد الجديد لأول مرة عام 1911م، عندما أطلقه جون سبنجارن على كتابه النقدي الصادر ذلك العام، كما أُطلق على هذا المنهج أسماء عدة مثل النقد التحليلي، والنقد التشكيلي، والنقد التشريحي، ويرفض رواد هذا المنهج تدخل العلوم الإنسانية من تاريخية واجتماعية ونفسية وفلسفية في دراسة الأدب، وذلك أن هذه العلوم جميعاً تهتم بما يقوله العمل الأدبي، وهم يريدون الاهتمام بالطريقة التي يقول فيها العمل الأدبي نفسه، أي بالشكل والأسلوب، أما المعنى أو المحتوى فهو عندهم غير محدد، وأن الألفاظ تستخدم في الأدب استخداماً مختلفاً عن استخدامها في العلوم، فهي في العلوم ذات دلالات محددة، أما في الأدب فإن لها إيحاءاتها التي تخرج بها من حدود القاموس، وفي الأدب لها معنى ظاهر وآخر خفي، والمتلقي يقرأ العمل فيفهم منه أكثر مما يدل عليه ظاهره، والمعرفة التي يقدمها العلم تستحق أن تدرس في الإطار الذي ترتضيه علوم الإنسان، بيد أن المعرفة في الأدب معرفة حسية جمالية، لا يتم التصريح بها من خلال الألفاظ فحسب، وإنما من الطريقة التي تتبع في بناء النص الأدبي؛ لذا يرفض النقاد الجدد التقسيم التقليدي للعمل الأدبي إلى شكل ومضمون، فالقصيدة –مثلاً- عند سوزان لانغر أكثر من أن تحصر في هذين الأمرين، فهي أصوات وأنغام وإيحاءات وصور وتداع للمعاني، وثمة تأثير متبادل بين هذه العناصر، ولذلك يخطئ من يظن أن بالإمكان التفريق بين الشكل والمحتوى في القصيدة.
وقد وصل تأثير هذا النقد إلى النقد العربي محمود الربيعي، الذي دعا إلى النقد الجديد في اللغة العربية من خلال كتاباته التطبيقية، وكان يرى أن المناهج السياقية أي التي تدرس النص من الخارج لا تفيد ولا تقدم شيئاً ذا بال إزاء فهم النص وعلاقاته، وأشار إلى أنه ينبغي اتخاذ العلاقات اللغوية والرموز وأساليب التصوير، والإيقاع الخاص سبيلاً إلى الكشف عن المعنى.
ومما يؤخذ على النقد الجديد ما يلي:
1 - تجاهله التام للسياق التاريخي، والعوامل المؤثرة في الشكل الأدبي شعره ونثره.
2 - عدم عنايته بالأديب.
3 - إخفاقه في تعميم أفكاره على أنواع أدبية مغايرة للشعر الغنائي كالمسرحية والرواية والقصة القصيرة.
4 - وأخطر ما وجه للنقد الجديد من عيوب أنه نقد انتقائي، بمعنى أن الناقد لا يتناول من الأعمال الأدبية إلا ما يصلح لتطبيق أفكاره.
ساحة النقاش