شكلت الذات الإنسانية وما يصدر عنها من إنتاج أدبي مدخلاً رئيساً لتحليل النصوص الأدبية ونقدها، و انطلقت من عباءة هذا المدخل عدة مناهج كالمنهج: التأثري، والتاريخي، والنفسي، والاجتماعي. وفيما يلي بيان لهذه المناهج:
أ – المنهج التأثري Impressioniste Criticism:
ويُقصد بالمنهج التأثري المنهج الذي يقوم على الذوق الخاص، ويعتمد على التجربة الشخصية.
ولا تهتم التأثيرية بقواعد النقد وأصوله، بل تهتم بالتعبير عن الانطباعات التي يخلفها النص الأدبي في نفس الناقد بأسلوب جميل اعتماداً على الذوق الشخصي والإحساس الفطري؛ فالناقد يحاول إعادة الانطباع أو الأثر الذي تركته في نفسه قراءة لنص أدبي كما هو في حال حدوثه، وحديث الناقد عن أثر النص فيه وكتابة انطباعاته حوله تساعد على كشف ما في هذا العمل من مواطن جودة وجمال، وتعين القارئ على الإحساس به وتذوقه والانتباه إليه.
ويمكن تحديد ملامح الأدب الجيد من وجهة نظرهم في:
1 – الناحية الانفعالية العاطفية.
2 – إلقاء الضوء على الحياة وفهمها وتفسيرها بما ينسجم مع حقائق الكون.
3 – التعطش إلى الجمال.
4 – الموسيقى
ولقد كانت التأثيرية مرحلة مهمة في مطلع حياة محمد مندور النقدية، فحاول الدفاع عنها معتقداً أن الذوق الشخصي يجب تحكيمه في عملية التقويم الأدبي من خلال الاحتكاك المباشر بالعملية الفنية لمعرفة مواضع الجمال فيها، ويفرق مندور بين الذوق بوصفه أمراً شخصياً أو بوصفه معرفة؛ فالذوق الشخصي لا يخضع لمعيار عام، ولكن المعرفة ملك شائع، والتفكير هو الذي يحول الذوق إلى معرفة، وينقله من الخاص إلى العام، لذا فإن التذوق الأدبي السليم يقوم على التفسير وتقديم البراهين والأدلة، وهو ما يعجز عنه الذوق الفاسد الذي لا يقدم مسوغات لأحكامه النقدية.
ساحة النقاش