الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

تتنوع مهارات النقد الأدبي لتشمل :

·     التمييز بين أجناس الأدب الشعرية.

·     استنتاج تطور مفهوم الشعر، ونشأته قديماً وحديثاً.

·     بيان أغراض الشعر المختلفة، وخصائص كل منها.

·     تمييز اختلاف أساليب الشعر باختلاف فنونه وأغراضه.

·     تحديد مفهوم التجربة الشعرية، وعناصرها.

·     تمييز الوحدة العضوية للقصيدة.

·     استنتاج معنى الخيال، وأثره في العمل الأدبي.

·     تمييز موسيقى الشعر.

·     تحديد معنى الالتزام في الشعر.

·     استخلاص قيمة الوجوه البلاغية.

علاقة البلاغة بفروع اللغة الأخرى :

جرت العادة أن تقتسم اللغة العربية إلى فروع ، حتى يسهل دراستها على الرغم من أن اللغة وحدة متكاملة وعلى المعلم أن يبذل جهده للربط بين هذه الفروع ، وعن موقع البلاغة بين فروع اللغة العربية نلاحظ أن البلاغة تمثل المعيار الذي توزن به النصوص الأدبية ، ومن ثم فهى أساس قوة له ومعياراً للحكم ، فالبلاغة ترشد الأديب إلى ضروب القول وفنونه ، وتدفعه إلى الإبداع وتوليد المعاني كما تشكل البلاغة ركناً جوهرياً لابد للناقد من الإلمام به ، ليسهم في إصدار الحكم على الإنتاج الأدبي ، وبيان قوته أو ضعفه ، وجودته أو رداءته ، وكذلك الموازنة بينه وبين الأعمال الأدبية الأخرى المماثلة له ، وهذه العلاقة الوثيقة بين الأدب والبلاغة والنقد تستلزم من العلم أن يراعى ذلك في عملية التدريس فيوجه اهتمامه نحو إيجاد التكامل بين تلك الجوانب .

كما أن للبلاغة صلة بعلوم اللغة (نحو ، صرف ، فقه ، لغة …الخ)فعلوم العربية كلها وان اختلف موضوع كل منها فإنها جميعاً تهدف إلى فهم البيان العربي ، وإبراز بلاغة القرآن الكريم والحديث النبوي ، وتوفير الانسجام للأسلوب والاتساق في التركيب ، من هنا برزت صلة البلاغة بالنحو وفقه اللغة والصرف ، فالبلاغة تعتمد على الفصاحة والفصاحة تعنى الظهور والوضوح بالنسبة للألفاظ بما يعنى خلو اللفظ من الغريب ،وضعف التأليف والتعقيد اللفظي والمعنوي ،والحفاظ على سلامة الكلمة من العيوب التي تلحقها وهو ما يعرف بمخالفة القياس كما تهتم البلاغة بالمباحث الخاصة بالألفاظ المترادفة والمشتركة والمتضادة ، والتطور الدلالي للألفاظ للتمكن من الملائمة بين الأقوال والمقامات

ولذا فإن الصلة بين البلاغة وفروع اللغة صلة جوهرية طبيعية ، لأن اللغة في أساسها وحدة متكاملة مترابطة وفنونها مظاهر لتلك الوحدة.

التذوق الأدبي:

تعددت معاني التذوق الأدبي أو الذوق ، وهي على تعددها تتفق فيما بينها على أن المقصود (بالذوق ) : الحاسة التي تميز بها خواص الأجسام الطعمية بوساطة الجهاز الحسي في الفم ، ومركزه اللسان بيد أن كلمة التذوق إذا استخدمت في الفن والأدب فهي حاسة معنوية يصدر عنها انبساط النفس وانقباضها لدى النظر في اثر من أثار العاطفة أو الفكرة ، ويقال : هو حسن الذوق للشعر فهامة له ، خبير بنقده.

كما استعملت كلمة الذوق في معنيين هما : الخبرة وملكة البيان ، ففي الخبرة يقال : ذقت فلانا ، وذقت ما عنده ، أي خبرته و بلوته ،أما ملكة البيان ( وتشمل ملكة النقد ) فقد استعير لها كلمة الذوق لأنه لما كان محل هذه الملكة في اللسان من حيث النطق بالكلام ، كما أن اللسان محل لإدراك الطعام وتذوقه ،فقد استعير لها اسمه، و أيضا فالبيان وجد من اللسان ، كما أن الطعوم محسوسة له ، فقيل ذوق ، وليست الخبرة بعيدة عن ملكة البيان والنقد فهذه الملكة لا تتكون بدون الخبرة والممارسة والدربة والمعايشة لكل ما هو جميل رائع من الأدب بكل فنونه .

من التعريف السابق يتضح أن: التذوق الأدبي لا يعلم كالقواعد والقوانين ولكنه يكتسب بالممارسة وطول المعايشة للكلام الجيد ، والتفطن لخواصه ومزاياه مع توافر الاستعداد ، واستجابة الطبع ، ومن هنا فالتعلق بالنصوص الأدبية الجيدة التي تتوافر فيها مقومات التذوق الأدبي مع الاستعداد والتهيؤ وهو أولى مراتب التذوق الأدبي ، مما يدعو إلى الإقبال على هذه النصوص الجيدة ، وتذوقها ،والاستمتاع بما فيها من جمال وتناسق وإبداع .

وإذا كان الأدب تعبيراً موحياً عن الفكر الجميل الشعور الصادق ، فإن التذوق الأدبي هو: إحساس القارئ أو السامع بما أحسه الشاعر أو الأديب عند ميلاد النص الأدبي . ولا يمكن أن يحس المتلقي بما أحسه الأديب إلا من خلال مقومات التذوق الأدبي الموجودة في النص الأدبي نفسه.

وهناك من يعرفه " بأنه نوع من السلوك الذي ينشا من فهم المعاني العميقة في العمل  الأدبي أو الفني ، والإحساس بجمال الأسلوب ، وصدق الشعور ، والقدرة على الحكم .

ولا يمكن أن يحكم المتلقي على النص الأدبي إلا إذا عايش ما في النص من معان عميقة وأسلوب متمثل لغة العمل الأدبي فإذا عايش المتلقي  ذلك أمكنه أن يقيم العمل الأدبي تقييما ضمنيا أو اجتهاديا .فالتذوق :دراسة النص هو ضرب من المحاكاة ،فيرى جورج بوليه أن (فعل القراءة )_الذي يرجع إليه كل فكر نقدي حق _ينطوي على التقاء وعيين :وعي القارئ و وعي المؤلف ..ويعتقد روسيه أن القارئ النافذ هو الذي يستقر في العمل الأدبي ويندمج في حركة خيال المؤلف و في رسومات تركيبه (الشكل والمعنى) .

ويبدأ تذوق النص الأدبي بما فيه من مقومات التذوق التي أبدعها المؤلف وجسدها في النص لتؤثر في المتلقي فتدفعه إلى الإبداع إذا كانت لديه موهبة التأليف ، فإذا لم تكن لديه تلك الموهبة ، فهو يعايش كل ما في النص ، ويشارك الأديب حتى في حالاته الوجدانية ،ويحس بما أحسه صاحب العمل أي التوحد الانفعالي معه، وما يؤكد ذلك التعريف القائل : بأن التذوق الأدبي : انفعال يدفع الفرد إلى الإقبال على القراءة أو

الاستماع في شغف وتعاطف ، والى تقمص الشخصيات التي في الأثر الأدبي ، والى المشاركة في الأحداث ، والأعمال ، والحالات الوجدانية التي تصورها الأديب ، وإلى السير معه في تأليفه مقدار خطته وأساليب تعبيره.

وهناك من يعرفه : بأنه سلوك يعبر به القارئ أو السامع عن فهمه للفكرة التي يرمي إليها النص الأدبي ، وللخطة التي رسمها للتعبير عن هذه الفكرة ، ومشاركته في الحياة التي تجري فيه ، وتأثره بالصور البيانية التي يحتويها ، وإحساسه بالواقع الموسيقي لألفاظه وتراكيبه ، وتفطنه إلى عباراته المبتكرة ، وقدرته على التمييز بين جيده ورديئه.

وتشمل التعريفات السابقة على بعض مقومات التذوق الأدبي التي ترمي الدراسة الحالية إلى تأكيدها في النصوص الأدبية المقدمة للصف الثاني الثانوي من مقومات فكرية ،ومقومات عاطفية ، ومقومات موسيقية، ومقومات الصور الفنية ، ومقومات الصياغة وغيرها.

إن مصطلح التذوق الأدبي ليس له مدلول محدد ربما يكون السبب في ذلك راجعا إلى طبيعة (الذوق) وعدم قابليته للانضباط، وربما كان راجعا إلى اختلاف المدارس الفنية في إدراك حقيقة الخلق الفني أو إلى غيرها من الأسباب.وهذه التعريفات مع اختلافها تتفق جميعها في أن المتلقي القارئ أو السامع ينفعل مع النص الأدبي الذي أبدعه الأديب نتيجة لما في النص الأدبي من مقومات التذوق الأدبي ليقف مستجيبا لما فيها من جمال الأفكار واللغة والأسلوب صياغة ، وخيالا و موسيقا، وعاطفة وغير ذلك من المقومات ليحكم نهاية حكما ضمنيا أو اجتهاديا للعمل الأدبي ككل ، بعد معايشته والتعمق فيه ، وتذوق ما فيه من مقومات للتذوق.

   ويشمل التذوق الأدبي أبعاد وهي:

أولاً:البعد المعرفي:ويتضمن الاستعدادات العقلية والعمليات المعرفية التي زود بها الإنسان، والتي هي من قبيل الفهم والاستدلال والحدس والأصالة والمرونة.

ثانيًا: البعد الوجداني:ويتضمن القيم الشخصية والاتجاهات والميول والدوافع وخصائص الشخصية مما يؤدي دورا أساسيا في تشكيل بطانة وجدانية يقبل بها الإنسان أو يرفض ما يعرض عليه أو يتعرض له من نماذج قابلة للتذوق .

ثالثًا:البعد الاجتماعي: ويتضمن التراث الثقافي والاقتصادي و ما هو شائع بين أفراد المجتمع من أعراف ومعايير ، وكل ما يسهم في تكوين خلفية اجتماعية ثقافية للمتلقي مما يجعله يميل إلى ، أو يشيح بوجهه عن النماذج التي يتلقاها.

رابعًا: البعد الجمالي التشكيلي:ويشار به إلى مجموعة الخصائص الجمالية بعضها كامن في صميم العمل المعروض على المتلقي،وبعضها كامن داخل مكونات السلوك الشخصي والتي من قبيل القدرة على التشكيل والتقويم وتحمل الغموض والشك والتحوير والاستمتاع الخ.

وتتنوع مهارات التذوق الأدبي لتشمل ما يلي:

·     تمثل القارئ للحركة النفسية في القصيدة أو العمل الأدبي.

·     إدراك مدى أهمية الكلمة في القصيدة أو العمل الأدبي.

·  إدراك الوحدة العضوية في العمل الأدبي، ومابين الأفكار من روابط واختيار العنوان المعبر عن فكرة الأديب وأحاسيسه.

·  إدراك ما في الأفكار من عمق ، ومدى إيحاءات الألفاظ والعبارات، ومدى     قدرة العمل الأدبي على نقل التجربة وتوضيح ما فيها من إسهاب ممل أو إيجاز مخل وبعبارة موجزة مدى التلاوم بين الفكرة والصياغة .

·  فهم مكونات الصورة الشعرية ومدى قدرتها على التعبير عن أحاسيس الشاعر أو نجاحها في تصوير خط أو أكثر من خطوط الشخصية التي يتناولها في قصيدته، وتحديد مدى ما بينها وبين الأفكار من تنافر وائتلاف.

·  إدراك أثر كل جزئية من جزئيات الصياغة كلمة أو تركيبا أو صورة على استثارة الجو النفسي الذي يريد الأديب إثارته ، ومدى التناسب بينه وبين كل جزئية من جزئيات الجو الذي يريد أن يثيره العمل الأدبي .

·  إدراك وضع القصيدة أو العمل الأدبي من التراث، والمهارة في استخراج الصفات التي يصف بها نفسه أو يصف بها الآخرين، والمهارة في تحديد القيم الاجتماعية المتضمنة في العمل الأدبي.

·     إدراك مدى نجاح الأديب في تناول المحسنات، ومدى فهم الرمز وتفسيره، ومدى قدرته في تجسيد المعنويات.

·     الحس بالإيقاع الموسيقي لوزن الأبيات، ومدى ما فيه من اتساق أو تنافر ، وبأثر القافية في هذا الإيقاع .

·  ترتيب القصائد والأبيات تبعا لجودتها، واختيار اصدق الأبيات تعبيرا عن إحساس الشاعر ، وأقربها إلى الواقعية ، وأوضحها في تمثيل الاتجاهات الفكرية والنفسية له.

·  الموازنة بين قصيدتين أو أكثر في موضوع واحد ، والكشف عن نواحي الجودة وعن العيوب فيما يوازن الطلاب بينه .

يتبين عند تأمل تلك المهارات أنها قد اشتملت على مختلف جوانب التذوق الأدبي الوجداني، والعقلي، والجمالي ، والاجتماعي .ويمكن القول أن هذه المهارات تكشف عن أنماط السلوك عند المتلقي عند تعامله مع النص الأدبي بالإضافة إلا أنها تكشف عن مقومات التذوق الأدبي في النص الأدبي نفسه مثل :المقومات الفكرية:المتمثلة في الأفكار السامية،و الأفكار المبتكرة، و الأفكار المترابطة، و الأفكار العميقة، و الأفكار الصادقة ،المقومات العاطفية: المتمثلة في العاطفة الصادقة، و العاطفة السامية ، والعاطفة القوية،المقومات الخيالية: المتمثلة في الخيال الابتكاري، و الخيال التأليفي ، و الخيال البياني ،المقومات الفنية: المتمثلة في الألفاظ والتراكيب، الموسيقى الداخلية –الموسيقى الخارجية،الأسلوب الخبري –الأسلوب الإنشائي ، المحسنات اللفظية والمعنوية.

وهذا يؤكد العلاقة الوثيقة بين النص الأدبي ومبدعه ومتلقيه من خلال مقومات التذوق الأدبي التي تجذب السامع أو القارئ لمعايشة النص الأدبي وتذوقه والحكم عليه.

المصدر: الدكتور وجيه المرسي أبولبن
  • Currently 16/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 1555 مشاهدة
نشرت فى 29 مايو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,660,504