يقصد بالثقافة الإسلامية مجموعة العلوم الدينية وغير الدينية النظرية والعملية التي ظهرت في أرض الإسلام.
ويمكن تعريف الثقافة الإسلامية بأنها تلك العلوم الدينية من علوم القرآن والحديث والفقه وأصوله وعلم التوحيد والعقيدة وما تؤديه من دور في الرد على أعداء الدين وكذلك اللغة العربية بالإضافة إلى العلوم غير الدينية من طب و كيمياء وعلم حيوان وفلك.. ....الخ من العلوم التي أنتجها العقل المسلم.
أهداف تدريس الثقافة الإسلامية:
منذ أن انتشر الإسلام وعمت تعاليمه بقاعا كثيرة من أرض المعمورة وهو غرض للسهام , وهدف لأعداء الله: أعداء الحق والحياة , يلقون العقبات في طريقه , ويصدون عن سبيله , ويشككون في قيمة وهدية وقدرته على إصلاح الحياة وهداية البشر , وهو الذي أخرج الناس قديما من الظلمات إلى النور فحررهم وطهرهم، وأقام الوزن بالقسط بينهم، فسعد في ظله المسلم وغير المسلم، وتسلم قيادة البشرية أمة يهدون بالحق وبه يعدلون.
القضايا الفقهية المعاصرة والثقافة الإسلامية:
أ- مفهوم القضايا المعاصرة:
هي تلك الموضوعات التي تعبر عن مشكلات فقهية واجتماعية , وتمس قضايا كلية أو جزئية أو أمور أصلية أو طارئة على المجتمع ولها صفة الحداثة , وغالبا ما تحيط هذه المشكلات – سواء في إدراكها أو تحليلها أو دراستها و أو إيجاد حلول لها.
وهذه الأمور التي لها صفة الحداثة ناشئة عن التقدم العلمي والتكنولوجي والتغيرات الاقتصادية والاجتماعية الطارئة على مجتمعنا , فأحدثت تغييرا في عادات الأفراد.
ب - مصادر الاحتكام في القضايا المعاصرة:
عند التعرض لقضية معاصرة يجب التعرف على حكم الدين الإسلامي فيها، فلابد من الاحتكام إلى مصادر التشريع الإسلامي وهى ( القرآن – السنة- الإجماع- القياس – الاجتهاد ) وذلك كما روى عن معاذ بن جبل – رضى الله عنة – حينما استعمله الرسول صلى الله علية وسلم على اليمن فقال صلى الله علية وسلم كيف تحكم يا معاذ إذا عرض عليك قضاء ؟ قال أحكم بما جاء في القرآن الكريم. قال فإن لم تجد. قال أحكم بسنة رسول الله. قال فإن لم تجد. قال أجتهد رأيي ولا ألو، فقال: الحمد لله الذي وفق رسول الله. رواة (البخاري ومسلم)
جـ- نماذج للقضايا الفقهية المعاصرة التي ينبغي أن تقدم إلى الطالبة المعلمة:
فى ضوء مستجدات العصر وحركة التقدم السريعة , وما تبعها من سلوكيات وتقاليد جديدة لم تكن موجودة من قبل , وفى ضوء وظيفة التربية الإسلامية في الربط بين الطلاب وهذه المستجدات لمسايرة المتغيرات في واقع المجتمع المصري , إذ أنها مشكلات تمس جميع جوانب التغير في المجتمع المصري، ونتيجة لتلك المشكلات والمتغيرات فقد جدت قضايا مرتبطة بذلك منها القضايا المعاصرة التي يمكن اشتقاقها من التغير الاقتصادي، والتغير العلمي الاجتماعي، والتغير الاجتماعي الاقتصادي والتغير السياسي.
هذا ويعيش الطلاب في مجتمع تستجد فيه كل يوم أمور ومستحدثات تثير ذهنها, فتحدث لها رغبة التعرف على حكم الدين فيها، كما إنها بعد تخرجها ستتجه إلى العمل مباشرة في مجال التدريس الأمر الذي يجعلها عرضه للإجابة عن استفسارات العديد من تلاميذها في أمور وقضايا مستجدة كالتعامل مع البنوك والعمل فيه أو التشريح أو التلقيح الصناعي أو استخدام وسائل تنظيم وتحديد النسل أو التبرع وبيع الأعضاء الآدمية أو عمليات الذبح الآلي إلى آخره , ولا يعرف حكم الدين فيها , فمن هنا تبدو الحاجة إلى تعرف الطلاب بهذه القضايا أثناء دراستهم.
أهداف تدريس مادة الثقافة الإسلامية:
يمكن تحديد أهداف تدريس مادة الثقافة الإسلامية على النحو التالي: -
- تصحيح الفكرة عن الإسلام وتحصين الشباب من عوامل التدمير التي يتعرض لها. ومده بأسباب الفقه والقوة والعلم حتى يتبين طريقة لمجد الحياة وشرفها، ويعلم مكانه منها. وأن له مقام الصدارة والزمام. وبيده ما يخرج به الناس من الظلمات إلى النور.
- إعطاء التلميذ فكرة عن ترابط الأسرة والتكافل الاجتماعي ن والتعاون بين أفراد الأمة حسب المفهوم الإسلامي.
- أن يعرف التلميذ طريقة المسلمين وأسلوبهم في الحياة من حيث التعامل والوفاء بالوعد والعهد والاستقامة، والصدق، والسماحة، نظام الزواج، وحق الجار.. .
- أن نوجه التلاميذ من خلال دروس الثقافة الإسلامية الاتجاهات السليمة التي تساعدهم على التعامل الاجتماعي القويم، وعلى حسن العلاقات بينهم وبين غيرهم من أفراد المجتمع.
- أن نقوى عاطفتهم القومية التي تتمثل في محبة وطنهم، والولاء له والاستعداد للتضحية من أجله، والمحافظة على حريته واستقلاله، والإيمان بأن ذلك كله من مبادئ الدين.
- أن يدرك التلاميذ أن الدين الإسلامي هو دين الحرية والإخاء والسلام بين جميع الأمم على اختلاف العقائد والألوان والأوطان.
- أن يفهم التلاميذ الإسلام الصحيح كما فهمه الجيل الأول من الصحابة ويكشف الستار عن مصادر دينهم ومبادئه الإنسانية ونظرته إلى الحياة وواقعيته.
- أن يدرك التلاميذ أن القرآن الكريم هو منبع الثقافة ومحورها السماوي وعنوان وحدتها، وأنه هو الذي أعطاها لغتها الخالدة لتأكيد أهمية هذه اللغة وإبراز دورها.
طريقة تدريس الثقافة الإسلامية:
يمكن للمعلم عند تدريس الثقافة الإسلامية أن يتبع الإجراءات التالية:
عزيزي المعلم تسير خطوات تدريس هذا الموضوع وفق خطوات الطريقة الاستنباطية على النحو التالي:
التمهيد
يسرد المعلم على التلاميذ قصة من واقع الحياة تترك أثر فعالا لدى التلاميذ، وعليه أن يخبرهم بأنه قد سمع أو شاهد ذلك الوقف بنفسه، وقد يسمع ويرى كثيرا في جنبات المجتمع مما يمكن أن يكون مصدرا لمادة غزيرة ولقصص كثيرة، وكما نعرف فإن للقصة أثر عميقا في نفوس البشر من التوجيه المباشر.
العرض:
يعرض المعلم على التلاميذ بعض الآيات التي ترشد إلى بيان قيمة التراحم والتكافل، والتعاون، وأن الأمة الإسلامية تعد خير أمه أخرجت للناس إذا التزمت بتعاليم الإسلام ومبادئه، وقيمه السالبة وطبقتها في المجتمع.
قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)" الأنبياء 107 " وقال أيضا(كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) "العمران 100"
§ يوضح المعلم للتلاميذ أن المسلم يكون رحيم ودود وبخاصة مع والديه لأنها أحق الناس بذلك قال تعالى((وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا )) " الإسراء 24"
§ يرشد المعلم أن هذه الرحمة تتسع لتشمل جميع الناس من أقارب وجبران.
§ يدلل المعلم للتلاميذ أن الرسول صلى الله عليه وسلم " كان مثالا حيا للرحمة قال تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ )" ال عمران 159 "
يوضح المعلم للتلاميذ أن للإسلام نظاما كاملا شاملا للتكافل الاجتماعي أعلن عنه منذ أربعة عشر قرنا من الزمان لإيجاد مجتمع فاضل مثالي. وأن التكامل يوجب على المجتمع. كما يجب على المجتمع توفي الحياة المريحة للعاجزين الذين لا يستطيعون العمل. لا يجب رعاية الأيتام والفقراء والعاجزين وذلك من خلال إخراج الزكاة وعدم تنزها قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) " التوبة 34" وقال أيضا: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ)" البقرة 83" وقوله: (لَّـكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَـئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرً ا عَظِيمًا) "النساء 162"
الربط:
يربط المعلم الموضوع الحالي بواقع التلاميذ، وذلك عن طريق مجموعة من الأسئلة التي تصل بهم إلى ضرورة تحقق التكافل والتراحم بين الجميع.
الاستنباط:
ويتم ذلك باستنتاج الغاية من الدروس، مع تدوينها على السبورة بخط واضح لتعلم الفائدة، ثم يقوم بقراءتها فردا فردا.
التطبيق:
يوجه المعلم إلى التلاميذ مجموعة من الأسئلة ليتبين له مدى تمكين التلاميذ من محتوى الدرس مع تكليفهم بكتابة الإجابة بكراساتهم الحصة.
ساحة النقاش