مفهوم العبادات لغة واصطلاحا:
العبادة في اللغة: ترجع المعاجم اللغوية معنى العبادة إلى الطاعة والخضوع، كما أن أصل العبودية: الخضوع والتذلل، وقد وردت كلمة العبادة في القرآن الكريم على معان ثلاثة هي: العبودية، والطاعة ( الإطاعة )، والتأله، ومن الآيات القرآنية في هذه المعاني – مجتمعة – قوله تعالى: (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي) " طه: 14".
العبادة في الاصطلاح: تعنى العبادة في الاصطلاح: الخضوع والتذلل والانقياد والطاعة لله سبحانه وتعالى وفقا لما يرضيه، ويحقق الخضوع والاستكانة له، في ضوء ما شرع من أوامر ونواه، وهى في معناها العام تشمل كل التكاليف التي كلف الله بها عباده، أو سنها رسوله صلى الله عليه وسلم؛ وفى معناها الخاص تتمثل في: الصلاة والزكاة والصيام والحج.
وهى في مشروعيتها تمثل الصلة بين العبد وربه، فهي الجانب العملي والمظهر الخارجي لعقيدة المؤمن في الله، يتجلى فيها كمال الخضوع له، والطاعة لأمره؛ إنها عنوان على مخالفة الإنسان لشهواته وأهوائه تعظيما لربه؛ فالالتزام – هنا – صادر عن قلب يحب الله تعالى، لأنه يرى أنه ليس في الوجود من هو أجدر من الله تعالى بأن يحب، فهو صاحب الفضل والرحمة، وولى الإحسان والنعمة، ويستحق لذلك أن تنحني له الأصلاب، وتسكن بين يديه الجباه، ويتفرد وحده بالثناء الحسن، ونلخص من ذلك إلى أن العبادة – بمعناها العام – تنسحب على كل عمل يقصد به المرء وجه الله تعالى، طاعة له، وتقربا إليه، وامتثالا لما شرعه لعباده من الأعمال القلبية والبدنية والمالية، مع المحبة الصادقة لله رب العالمين.
وتطلق العبادة في اللغة على معاني فيها: " الخضوع لله تعالى وحده عن رضا وطواعية مع الطاعة، والاستسلام، والانقياد لأمر الله والتأله له، أي التعظيم والتمجيد له بالأقوال والأفعال لعلائه وعظيم إنعامه وسلطانه، وللعبادة في العرف الإسلامي معنيان: عام وخاص فالعبادة بالمعنى الخاص تقتصر على الصلاة والزكاة والصوم والحج، وبمعناها العام تشمل كل عمل صالح يقوم به الإنسان مبتغياً به وجه الله، والعبادة بمعناها العام والخاص هي التعبير الصحيح عن العقيدة وهى الأسلوب العملي لتوثيق الصلة بين الإنسان وربه".
أثر العبادة في تربية الإنسان:
تعد العبادة وسيلة للقاء العبد بربه، فالصلاة ذلك اللقاء الذي يتقرب كل يوم في الصلاة خمس مرات، والزكاة تحقق التكافل اجتماعي وتشعر المسلم بأخيه المسلم، والصيام يربى الضمير، والحج ذلك المؤتمر العالمي، كل هذه اللقاءات على اختلاف أشكالها وألوانها إنما تعمل على تهذيب النفس، وتصفية الروح وتثقيف العقل وتقوية الجسم؛ تحث الإنسان على الإيمان بالله والإقرار بوحدانيته، وخشيته في السر والعلن، وكلما داوم الإنسان على ذلك وتقرب بتلك العبادات تكون مميزة واستطاع أن يميز من خلاله بين الحلال والحرام وأصبح اجتنابه لمحارم الله وإتيانه لما أحله متلازما مع تكوينه , متلاصقا مع وجوده وكيانه , فلا يشعر بإجهاد عند أداء إحدى هذه العبادات ولا يتكلف أو إرهاق , بل هي التي تسيطر وجدانه أو يسيطر وجدانه عليها , فيقبل على الخير في قناعه ويبعد عن الشر إيمانا وطاعة , ويبر بالبشر فيساعد الضعيف , وينصف اليتيم ويطعم المسكين يحقق ذاته ويسعى لبناء مجتمع يقوم على التعاون المحبة والتكافل.
هذا وتربى العبادات في النفس الضمير الديني الذي يعمل على مواجهة كل ما يخالف فطرة الإنسان الطاهرة النظيفة , فلا يعمل إلا ما يرى الله عز وجل , كما تعود العبادات الفرد على الطاعة والنظام , كما لا يتوت أحد كيف تعالج العبادات الجسد والروح إذ أن طهارة الجسد والروح بالعبادات هي خير علاج للأمراض النفسية والاجتماعية والصحية , التي تواجه العالم في وقتنا الحالي.
ساحة النقاش