التعليم المبرمج أو ما يمكن أن نسميه التعلم البرنامجي طريقة تدريس تمكن المتعلم من أن يعلم نفسه بنفسه بواسطة برنامج أعد بأسلوب خاص تحل فيه المادة المبرمجة محل المعلم.
والتعليم البرنامجي أسلوب من أساليب التعليم يمكن التلميذ من أن يتعلم بنفسه وفقا لقدراته وسرعته في التعلم , ويرجع ابتكار هذا الأسلوب من التعليم إلى " سكنر "، حيث قدمه في مقالة بعنوان ( التعليم وفن التدريس )، وذلك عام 1954 وشرح في هذه المقالة كيفية تعليم الصغار والكبار بطريقة ذاتية، وكان اكتشاف " سكنر " لهذا الأسلوب في التعليم حلا لمشكلة قلة عدد المعلمين والزيادة في عدد التلاميذ. ويرجع البعض فكرة التعليم البرنامجي إلى العالم " بريسي " الذي قام بتصميم أول أداة تقوم على فكرة برمجة المادة العلمية في عام 1926. وكانت هذه الآلة تقدم عدة أسئلة وتقترح عدة إجابات يختار المتعلم من بينها الإجابة التي يعتقد أنها صحيحة عن طريق الضغط على مفتاح معين.
وقد اعتمد " سكنر " في ابتكاره للتعليم البرنامجي على بعض المبادئ السيكولوجية في التعلم، وأوصى باستخدام الآلات التعليمية لأنها توفر الجهد , وتضع برنامجا واحدا يمكن لأعداد كبيرة من المتعلمين أن يستخدموه. وهذا الأسلوب من التعليم لا ينظر إليه على أنه تقنية للتعليم فحسب، بل هو تطبيق لمبادئ ونظريات المدرسة السلوكية، وهو يمثل أول تطبيق منظم لمبادئ ضبط السلوك التي درست في المختبرات التربوية.
والتعلم البرنامجي يساعد على التعلم الذاتي الذي يأخذ فيه المتعلم دورا إيجابيا ويقوم فيه البرنامج يدور الموجه نحو تحقيق الأهداف التعليمية.
ويقو التعلم البرنامجي على أساس تقسيم المادة التعليمية إلى أجزاء صغيرة نسبيا، وتسلسل بالترتيب.مع تقديمها للمتعلم بطريقة وبخطوات متتابعة ومتدرجة في الصعوبة ويطلق على كل خطوة (إطار) يتطلب إجابة معينة. فإذا كانت صحيحة تعزز فوريا، وذلك بإطلاع المتعلم على الإجابات الصحيحة ومقارنتها باستجابة , وعندئذ ينتقل المتعلم إلى الإطار الثاني.. وهكذا، وفي حالة كون الإجابة خطأ، فإن البرنامج يوجه إلى ما يمكن عمله أو الإطلاع عليه قبل أن ينتقل للإطار الثاني.
ومن مميزات التعليم البرنامجي أنه يجعل المتعلم نشطا أثناء عمله، حيث يقوم بتعليم نفسه وتقويم تعلمه أولا بأول , وبالتالي فإن المتعلم لا ينتقل من مستوى إلى المستوى التالي له إلا بعد أن ينتهي من المستوى الأول. كما يسير التعلم وفقا لقدرته وسرعته.
وهناك أسلوبان من أساليب البرمجة هما: -
أ- الأسلوب الفرعي: ويحدد هذا الأسلوب سلوك المتعلم جزئيا، بمعنى أنه يقدم للمتعلم فقرة أو فقرتين من المعلومات، ثم يوجه للمتعلم سؤالا يجيب عنه باختيار الإجابة الصحيحة من بين عدة إجابات مقترحة. فإذا كانت الإجابة صحيحة استطاع الانتقال إلى الخطوة التي تليها، أما إذا كانت الإجابة خطأ فإنه يصدر بعض التعليمات التي المتعلم إلى تفرغ تشخيصي علاجي ويستمر كذلك حتى يصل المتعلم إلى الاستجابة الصحيحة ثم ينتقل بعد ذلك إلى الإطار الأصعب وهكذا...
ب- الأسلوب الخطى: ويرجع الفضل في ابتكار هذا الأسلوب إلى "سكنر" وتنتظم أطره في تنظيم يكون على النحو التالي:
· تقسيم المادة على مجموعة من الأطر.
· يتناول كل إطار بعض المعلومات الجديدة.
· يعقب كل إطار سؤال موضوعي يتصل بالمعلومة المعروضة.
· يتم تحديد إجابة هذا السؤال ومكان عرضها.
· مطالبة الدارس بالإجابة عن تلك الأسئلة والتأكد من صحتها من خلال النموذج المبين في الإطار السابق.
· ينتقل الدارس إلى إطار تالي وذلك إذا نجح في الإجابة، أما إذا ام ينجح في ذلك طلب منه إعادة قراءة الإطار مرة أخرى.
عند انتهاء الدارس من جميع الأطر يتقدم للامتحان النهائي في هذه المادة وهذا يؤدى بدوره إلى وضع اعتبار كبير للقدرات الفردية للدارس.
مزايا طريقة البرمجة:
· اعتماد الدارس على نفسه اعتمادا كليا كما ينمى لديه قدرة التعلم المستمر.
· يتقدم كل دارس وفقا لمستواه وقدراته ودوافعه.
· يحقق التعلم المبرمج مبدأ التعلم للإتقان، إذ لا ينتقل الدارس إلى مستوي أعلى إلا بعد أن ينتهي من الإطار الحالي وبإتقان.
· يحقق التعلم البرنامجي فكرة التعلم النشط حيث يكون الدارس في نشاط مستمر ودائما ما يتلقى تأكيدات فورية عند نجاحه والشعور بالنجاح مما يؤدى إلى رغبته في الاستمرار في الدراسة وتحقيق مزيدا من النجاح. تراعى الطريقة التركيز عند صياغة عباراتها مما يسهل عملية التعلم.
ساحة النقاش