استخدام الطريقة التحاورية في تدريس التربية الإسلامية:
كان الرسول -r- كثير الاستعمال للحوار مع أصحابه ومع خصومه في كثير من الأحيان للوصول إلى فكرة معينة يعجز المخاطب عن الجواب عنها فيسأل الرسول -r- فيجيب ويعلمه ومن ذلك ما ورد في حديث معاذ بن جبل.
قال معاذ بن جبل: كنت رديف الرسول -صلى الله عليه وسلم- ليس بيني وبينه إلا آخرة الرحل، فقال: يا معاذ.. ..... حتى فعل ذلك ثلاث مرات. ثم قال لي: هل تدرى ما حق الله على العباد ؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً.. ..
وكذلك كان الأئمة والعلماء يعتمدون اعتماداً كبيراً على طريقة الحوار أو السؤال أو المناقشة. ظلت هذه الطريقة مستعملة حتى زمن متأخر من تاريخ الأمة الإسلامية، مكان وجودها يعتبر على الدوام سمة من سمات الازدهار الفكري وقوة الملكة العلمية ولهذا انتقد ابن خلدون إهمال هذه الطريقة واعتبر هذا الإهمال سبباً لضعف الملكة العلمية بين الطلاب.
فقال: وأيسر طرق هذه الملكة فتق اللسان بالمحاورة والمناظرة في المسائل العلمية. فهو الذي يقرب شأنها ويحصل مرامها فتجد طالب العلم منهم بعد ذهاب الكثير من أعمارهم في ملازمة المجالس العلمية سكوتاً لا ينطقون ولا يفاوضون وعنايتهم بالحفظ أكثر من الحاجة فلا يحصلون على طائل من ملكة التصرف في العلم والتعليم، وظنوا أن ذلك هو المقصود من الملكة العلمية وليس كذلك.
وباستخدام هذه الطريقة في تدريس مادة التربية الإسلامية يتحول الدرس إلى محاورات شائقة، ينزل فيها المعلم إلى مستوى التلميذ تاركاً له الحرية في إبداء آرائه وإظهار ما يجول بخاطره آخذاً بزمام فكره وانتباهه كي يوجهه إلى ما يريد. ومن ثم يجب أن يتحول الفصل إلى شبه حلقة تصطحب فيها الآراء وتتصارع الأفكار بين المدرس والتلميذ وبين التلميذ وأنداده. وأن يقف المدرس موقف الموجه الذي يهيئ لتلاميذه الظروف التي تساعدهم على تبين الخطأ في تفكيرهم، ويظهر لهم ما اختفى عليهم من أشياء أثناء دراسة الموضوع.
ساحة النقاش