الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

authentication required

وهى طريقة يبحث فيها عن الجزيئات أولاً للوصول إلى قاعدة عامة، من الأمثلة المدونة على السبورة يتم استنباط الحكمً أو قاعدة من القواعد بحيث تكون الأمثلة كثيرة يمكن الاستنباط منها. وهى تهدف إلى توجيه المتعلم إلى معرفة الحقائق والأحكام العامة عن طريق الاستقراء والاستنباط.

ولعل ما يجب الإشارة إليه في هذا الصدد هو أن الطريقة الاستنباطية كانت مستعملة من قبل المربين والعلماء المسلمين، فإلى المسلمين يعود الفضل في تأصيل المنهج الاستقرائي أو التجريبي وذلك قبل أن يظهر إلى الوجود "فرنسيس بيكون" الذي  ينسب إليه هذا المنهج.

ومن الجدير بالذكر أن الاستنباط والاستقراء وجهان لعملة واحدة حيث يعرف التربويون الاستقراء بأنه دراسة الجزئيات للانتقال منها إلى الكليات. وهو نفس تعريف الاستنباط.

* تطور الطريقة في العصور الحديثة

قام (هاربرت) بتقديم وصف دقيق للطريقة الاستنباطية تتوافق مع الطريقة التي يسير العقل بها لتكوين حكم من الأحكام أو قاعدة من القواعد، وتتضمن هذه الطريقة العقلية تحليل الشيء ثم الموازنة بينه وبين غيره، ومعرفة أوجه الشبه بينه وبين غيره، ثم استخلاص النتائج بشكل عام بعد هذا البحث، ثم تثبيت الحكم العام أو القاعدة الجديدة في أذهان التلاميذ بالتطبيقات الشفوية والكتابية والإعادة والمراجعة.

* خطوات الطريقة الاستنباطية:

وتسير هذه الطريقة في أربع خطوات يرتب بها الدرس إلى عدة نقاط، ولكل خطوة منها غرض خاص يجب العمل لتحقيقه لأجل الوصول إلى الغرض المقصود من الدرس وهى على النحو التالي:

أولاً: التمهيد أو المقدمة

تمثل التحليل الأول للفكرة العامة، وتعد أذهان التلاميذ للدرس الجديد، وتسمى مقدمة. وبها ينتفع بمعلومات التلاميذ القديمة ويربطها بالمعلومات الجديدة، كي يسهل علينا تذكرها. وليس الغرض منها استنباط كلمة أو عنوان الدرس، ولكن الغرض إعداد أذهان المتعلمين للدرس الجديد وتشويقهم إليه، ولابد أن يبدأ المدرس بمعان واضحة لدى التلاميذ مبنية على خبرات سابقة أو على مدركات حسية مألوفة عندهم.

ثانياً: العرض - تداعى المعاني:

وهى خطوة البحث والاستكشاف والتفكير في العلاقات التي تربط الأمثلة بعضها ببعض، والعناصر بعضها ببعض، وتمثل مرحلتي العرض والربط، حيث يتقدم المعلم بعقلية التلميذ إلى مقارنة ما تم عرضه من حقائق جديدة في الدرس مع التلاميذ ثم ربطها ببعضها البعض، ويربط المعلومات الجديدة بالقديمة، وبالموازنة بين الأشياء المتشابهة أو المتضادة، وكلما كان الربط صحيحاً وواضحاً ضمن المعلم لدرسه النجاح.

ثالثاً: الاستنباط - النظام أو الحكم:

وهى خطوة يراد منها ترتيب العناصر ترتيباً منظماً بعد ربط بعضها البعض؛ لتكوين حكم من الأحكام أو استنباط قاعدة من القواعد أو نظرية من النظريات وهى مرحلة ينتقل العقل من أمر محسوس إلى أمر معنوي.

رابعاً: التطبيق والمراجعة:

وفى هذه المرحلة يطلب المدرس من تلاميذه، تطبيق ما سبق ذكره على مواقف جديدة، فمرحلة التطبيق تساعد التلاميذ على أن يقوموا بحل المشاكل بأنفسهم وفقاً للقاعدة الجديدة أو للتعميم السابق فهمه وسوف يتم عرض دروس تربية إسلامية كنماذج لهذه الطريقة في موضعها.

* مزايا وعيوب الطريقة الاستنباطية:

خطوات هذه الطريقة وصف دقيق للطريقة التي يسير بها العقل لتكوين حكم من الأحكام، أو قاعدة من القواعد.

وبإتباع خطوات هذه الطريقة يجد المدرس كثيراً من التكلف والصعوبة، ولا يعطى التلميذ فرصة كبيرة للتفكير، فالمدرس هو الذي  يعد للتلميذ مقدمة الدرس، وهو الذي  يعرض المادة عليه، وهو الذي  يناقش ويشرح ويسأل، ويطالب بالموازنة وذكر الحقائق التي يمكن استنباطها، فلا يترك التلميذ يعتمد على نفسه في التفكير ولا يسمح له بالبحث عن المشكلة بنفسه، والعمل على حلها بفرض الفروض الممكنة والتفكير في كل حل، وقبول الحل الذي  يمكن تنفيذه والعمل على دفعه إلى التنفيذ، فهي طريقة فيها تربية للعقل ولكنها غير استقلالية، كما أننا نلاحظ البطء النسبي في خطواتها.

هذه الطريقة أهملت النواحي الخلقية، كما أهملت تربية الشخصية، مع أنها من الأغراض المهمة في التربية، ولقد اعتنت الطريقة بالحواس والأمور المحسوسة أكثر من عنايتها بتربية الخيال والتفكير المستقل، فهي تتحكم في المدرسين وتفكيرهم، ولا تترك لهم فرصة للإبداع والابتكار.

وعلى الرغم من هذه العيوب، فلا يمكن أن ننسى أو ننكر أنها أفادت المدرسين المبتدئين فائدة كبيرة في إعداد دروسهم وترتيب خططهم، فالمقدمة تشوق التلاميذ إلى الدروس الجديدة، فينتبهون إليه ويربطونه بالقديم، وبالعرض يفهمون المادة الجديدة بطريقة واضحة منظمة، فلا ينتقل المعلم من نقطة إلى أخرى حتى يفهمونها تمام الفهم، وبالربط يعرف ما بين أجزاء الدرس من تشابه وتضاد، كى يسهل فهمها وتذكرها، وبالاستنباط يصل التلاميذ إلى الحكم العام أو النتيجة أو التعريف أو الأفكار العامة بعبارة سهلة واضحة، وبالتطبيق تثبت المعلومات العامة في أذهانهم، كى ينتفعوا بها عند الحاجة.

وبهذه الخطة يربط المدرس الموضوع القديم بالجديد، و يستطيع أن يسلسل الأفكار ويسير المعلم مع تلاميذه نقطة بنقطة على حسـب قـواهم، ويعودهم الملاحظة والموازنة والحكم، ويشركهم معه في العمل ويدربهم على التعبير عما لديهم من الأفكار بعبارة صحيحة، ويكون التعليم شائقاً في نفوسهم، وتثبت المواد في أذهانهم.

وبالرغم من بطء السير في هذه الطريقة، فإنها تعد من أحسن الطرق لتعويد التلاميذ على التفكير وعلى المقارنة والموازنة واستنباط الأحكام والقواعد العامة.

المصدر: الدكتور وجيه المرسي أبولبن
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 12171 مشاهدة
نشرت فى 28 مايو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,662,008