مقدمة:
لكي نتناول هذا الموضوع يجب أولا أن نعرف المقصود بالطريقـة لغــة واصطـلاحــا ,وما هـو الأصـح جمـع طريقـة علـى طـرق أو عـلى طرائـق؟
الطريقـــة لغــة واصطلاحـا:
يقصد بالطريقــــة لغة: السـيرة أو المـذهب، وجمعـها طـرائق، وقـد جاء فـي القـرآن الكـريم فـي قصـة فرعـون } وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى { (طه: 63 (قال الأخـفش: ( بطريقتكم المثلـى ) أي بسنتـكم ودينكـم، ومــا أنتـم عليـــه. وقـــد جــاء أيضـا في القـرآن الكـريم: } وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا {. (الجن: 16 ) أي لو استقامـوا على طريقـة الهـدى.
وتجمـع (الطريقـة) خطـأ علـى ( طـرق ) والحقيقـة أن طـرق جـمع طريـق , وهي: السبيـل’ أو الدرب يطـرقهـا النـاس وغيرهـم. ويجمـع كـذلك ابن منظـور فـي لسـان العـرب طريقـة على طرائـق ويستـدل على ذلك بالآيـة: } كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا { (الجن: 11(
أما التعريف الاصطلاحي لمفهـوم الطريقـة فقـد تطـور عبر العصـور , متأثرا بالفلسفـة الاجتماعيـة والسياسية , مـن الاتـجاه الذي يركـز علـى دور المعلـم في العمليـة التعليمـية إلـى الاتجـاه الـذي يركـز علـى دور التلميـذ، حيث نجــد فــي الاتجــــاه الأول عــدة تعريفــات منهـا: ( الطريقة أيســـر السبـل للتعلــم و التعليـم).
أما الطريقـة (بمفهومهـا الضيـق ) فهي: توصيل المعلومـات , (وبمفهومهـا الواسـع): إكسـاب المتعلم المعلومـات مضافـا إليهــا وجهـات نظـر وعـادات فـي التفكـير وغـيرها.
ـ أما الاتجـاه الثـاني الذي يركـز على دور التلميـذ فيعـرف الطريقـة على أنهـا: ( مساعـدة كـل تلميـذ للتـعرف علـى خصائصه , وإمكاناته الذاتـية الفـذة , وتطويـرها لديه تم تهيئـة الظروف له للمشاركـة بهـا , وتوظيفهـا في إنجـاز ما هـو خير ومفيـد.
كما يعـرفها البعض علـى أنها: "الوسيلة التي نتبعـها لتفهيـم التلاميـذ أي درس مـن الـدروس في أي مـادة من المـواد , وهي خطـة نضعهـا لأنفسنـا قبل أن نصـل حجـرة الـدراسة ونعمـل لتنفيـذها في تلك الحجـرة التي بـها تنفـد أهـداف التعليـم وغاياتـه.
فالطريقـة في مفهومهـا التقليـدي تعـني الأسلـوب الذي يعـوض به المـدرس معلـوماته وينقلـها إلى التلميـذ, أما في مفهـومها الحديـث فإنها تعني الأسلوب الذي يستخدمه المدرس لتوجيه نشاط التلاميذ توجيها يمكنهم من أن يتعلمـــوا بأنفسهـم فيستعملوا قدراتهم الفكرية في تطوير تعليمهم.
ساحة النقاش