إن ارتباط التربية الإسلامية بالدين الإسلامي وثقافته الإسلامية يجعل لها ولأهدافها خصائص ومبادئ مميزة لها عن التربية في الثقافات والمجتمعات الأخرى غير الإسلامية ومن أبرز خصائص أهداف هذه التربية الإسلامية ما يلي:
- غلبة الصبغة الدينية والخلقية على أغراضها واصطباغ محتوياتها وطرقها وأساليبها ووسائلها. فكل ما يدرس ويمارس في إطارها يتم في إطار الدين والأخلاق وفى ضوء الكتاب والسنة وآثار السلف الصالح، ويكون الهدف منه أغراض دينية وخلقية أو أغراض نفعية لا تتعارض مع الدين والأخلاق. ومن الشواهد الدالة على ذلك قوله تعالى) اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ~ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ~ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ( ( العلق 1: 3 ) فالقراءة التي هي بداية طلب العلم ووسيلته، والعنوان الذي يرمز إليه يجب أن تكون باسم الخالق وفى إطار تعاليم دينه.
- الشمولية لكافة جوانب شخصية المتعلم وكافة نواحي التنمية في المجتمع حيث يكون شموليا في نظرته واهتماماته وتفسير للوجود، ويؤكد التصور الجامع بين المادة والروح والدنيا والآخرة وهى تقصد إلى تفتيح وتنمية وتهذيب كافة جوانب الحياة وفى تطوير أوضاعه.
- التوازن في اهتماماتها، وذلك من خلال الحرص على تحقيق التوازن المرغوب بين جوانب النمو المختلفة في شخصية الفرد وحياته، وبين مقتضيات الحفاظ على تراث الماضي وحاجات الحاضر والمستقبل.
- الوضوح من حيث التعاليم والأحكام مما يفضى عليها قوة، ويدفعها إلى الانطلاق في سبيل تحقيق أهدافها.
- خلوها من التناقض فيما بينها وفيما بين وسائل تحقيقها.
- واقعيتها وقابليتها للتطبيق حيث يبتعد عن والإفادة مما لا يناسب الفطرة.
- مراعاتها للفروق الفردية بين الأفراد والمجتمعات والثقافات قال تعالى ) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ( ( فاطر 28 ).
- قابليتها للتغير والتطور إذا ما اقتضت الحاجة ذلك في ضوء مبادئه وتعاليمه ومقتضيات المصالح الفردية والاجتماعية.
- وهذه الخصائص التي تتميز بها أهداف التربية الإسلامية لا توضح فقط الطابع المميز لهذه الأهداف، بل تشير أيضا إلى أهم المبادئ التي تقوم عليها أهداف التربية الإسلامية.
ساحة النقاش