الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

مفهوم الأهداف:

تعرف كلمة الأهداف بعدة مترادفات في اللغة العربية منها : النية, والنهاية، والغاية، والمرمى، والمقصد، والمبغي، والغرض. وتستخدم هذه المصطلحات وفقاً للسياق والمجال الذي تستعمل فيه. وعلى الرغم من تداخل هذه المصطلحات إلا أننا سنحاول استخدام مصطلح الأهداف بثلاثة اتجاهات زمانية (الأهداف العامة) تمثل الزمن البعيد أو المدى الطويل (والأهداف الخاصة) للمدى المتوسط (والأهداف السلوكية) للمدى القصير والتي يمكن ملاحظتها وقياسها في الوقت الراهن.

والأهداف العامة: التي تنشدها الدولة ويتطلب تحقيقها توظيف العديد من المؤسسات.، ومنها:

·        إعداد المواطن الصالح للعصر الحديث.

·        إعداد المواطن المثقف المستنير.

والأهداف الخاصة: التي تنشدها المؤسسات المتخصصة كوزارة التربية والتعليم مثلاً والإدارات التعليمية التابعة لها أو وزارة التعليم العالي والجامعات التابعة لها، ومنها:

·        إعداد المعلمين المتميزين.

·        إعداد الأطباء المبدعين.

·        إعداد المهندسين المبتكرين.

إن الأهداف هي المقاصد أو الغايات التي يتعب المرء في تحقيقها، وهي توقعات أدائية ننتظر حدوثها في شخصية الطالب الجامعي نتيجة مروره في خبرة تعليمية معينة، أو نتائج متوقع قيام عضو هيئة التدريس بالجامعة بها بعد الانتهاء من دراسة وحدة تعليمية، وتصف الحاصل التعليمي أو السلوك الناتج للطالب الجامعي وتسهم الأهداف في ترجمة الخطة العامة للمنهج إلى أهداف محددة وإجراءات تدريسية وواقع عملي، كما تساعد عضو هيئة التدريس على اختيار وتحديد طرق تدريس تسمح بقياس أثرها في عضو هيئة التدريس والطالب الجامعي، كما أنها تعد منشداً عند إرساء الخطة التعليمية وتخطيط الدروس وعند تصميم أساليب التقويم.

وتعني الأهداف التغيرات المراد إحداثها في سلوك طلاب الجامعة نتيجة لعملية التعلم، كإضافة معلومات جديدة إلى ما لديهم من معلومات، أو إكسابهم مهارات معينة في مجال من المجالات، أو تنمية اتجاهات معينة لديهم، وتسمى العبارات التي تصاغ فيها مثل هذه النتائج المرغوبة أو المتوقعة بالعبارات الهدفية، ويشترط في هذه العبارات أن تكون مصاغة واضحة ومحددة في جمل معبرة.

منظومة الأهداف :

 تتكون منظومة الأهداف مما يلي:

1 – المدخلات: وأهم مدخلات نظام الأهداف(حاجات المتعلم، المادة العلمية، فلسفة المجتمع، الاتجاهات التربوية المعاصرة، ونمط الإنسان المستهدف).

*حاجات المتعلم: كالحاجة إلى الطعام، والحاجة إلى المعرفة، والحاجة إلى الحب، والحاجة إلى اللعب، والحاجة إلى تحريك أعضاء الجسم ..........إلخ. وتبدأ الحاجة بسيطة وتتطور في التعقيد أثناء الممارسة والتناول.

*فلسفة المجتمع: وهي معتقدات، وأفكار، وأحكام، وقيم، ومظاهر ثقافة المجتمع المادية والمعنوية التي تقرر أنظمة هذا المجتمع وأساليب تعامل أفراده.

*الاتجاهات التربوية المعاصرة: الاتجاهات المعرفية، والاتجاهات المهارية، والاتجاهات الوجدانية، الاتجاهات التكنولوجية، الاتجاهات الفلسفية............إلخ. 

*نمط الإنسان المستهدف: الإنسان المزود بنمط من المعرفة(الهندسية- الطبية- التجارية- المهنية.....) أو الاتجاهات (الرأسمالي- الشيوعي- الإسلامي.......) أم المهارات بأنواعها المتعددة.

2 – العمليات: وأهم عمليات منظومة الأهداف(تحديد جوانب التعلم المستهدف، تحديد نوع السلوك المرغوبة للتعلم، تحديد معايير الأداء، تحديد شروط السلوك، تحديد الاتجاهات المرغوبة، صياغة الأهداف إجرائياً.

*تحديد جوانب التعلم المستهدف: ويقصد بذلك تحديد الجوانب المعرفية والمهارية والوجدانية.

* تحديد نوع السلوك المرغوبة للتعلم: كسلوك الدقة، والصدق، والثبات، والأمانة العلمية، واحترام الرأي الأخر ........إلى غير ذلك من السلوك المرغوب.

* تحديد معايير الأداء: وهو مقياس أداء المهارات أو الحد الأدنى والأعلى للأداء.

* تحديد شروط التعلم : بعن أكثر دقة تحديد الخبرات السابقة، والبيئة التعليمية المناسبة، والوسائل، والأدوات، والخامات التي تساعد في تحقيق الأهداف بجدارة.

* تحديد الاتجاهات المرغوبة: كالاتجاهات نحو الإتقان، والاتجاهات نحو استخدام التكنولوجيا، والاتجاهات نحو ممارسة مبادئ الدين الإسلامي.

3 – المخرجات: وأهم مخرجات نظام الأهداف (السلوك المستهدف، الأداء المستهدف، الاتجاه المستهدف).

* السلوك المستهدف: ويقصد به هنا السلوك المعرفي من عمليات تذكر ، وفهم، وتطبيق، وتحليل، وتركيب، وتقويم.

* الأداء المستهدف: ويقصد به أداء المهارات أو سلوك المهارة الذي يبدأ بالملاحظة، ثم التقليد، فالتجريب، والممارسة، والإتقان، والإبداع.

* الاتجاه المستهدف: ويقصد به المستهدف في الجانب الوجداني من عمليات الانتباه، والاستجابة، والاهتمام، وتكوين الاتجاه، وتكوين السلوك، وتحقيق القيمة.

وتتكون معايير منظومة الأهداف مما يلي:

1 – الاختيار: وأهم معايير اختيار منظومة الأهداف(تراعي فلسفة المجتمع، ترتبط بالمجتمع، تكون واقعية، تعكس حاجات طالب الجامعة، شاملة لجوانب النمو، قابلة للتحديد والتخصص).

2 – الصياغة: وأهم معايير صياغة الأهداف( تصف سلوك طالب الجامعة، واضحة يمكن ملاحظتها، محددة يمكن قياسها).

أهداف التربية الإسلامية:

للتربية الإسلامية ثلاثة أنواع رئيسية من الأهداف هي:

-    أهداف فردية ذاتية تتعلق بأفراد المتعلمين و بذواتهم الخاصة، وبما يتعلق بهؤلاء الأفراد من تغير مرغوب في سلوكهم ونشاطهم وأدائهم، ومن نمو مرغوب أيضا في شخصياتهم، ومن إعداد مطلوب لهم في حياتهم الدنيا وحياتهم الآخرة.

-    أهداف اجتماعية تتعلق بحياة المجتمع ككل، وبالسلوك الاجتماعي العام، وبما يرتبط بهذه الحياة من تغير مرغوب فيها، ومن نمو وإثراء وتقدم مطلوب فيها.

-           أهداف مهنية تتعلق بالتربية والتعليم كعلم وفن ومهنة ونشاط من أنشطة المجتمع المختلفة.

*العلاقة بين الهدف والغاية:

يوجد ترادف بين الهدف والغاية، إذ يتطلب كلا منهما تخطيطا وجهدا وسلسلة من الخطوات التي تتكامل لتصل إلى تحقيق غاية محددة.

مستويات الهدف التربوي:

للهدف التربوي العديد من المشتريات نوجزها فيما يلي: -

1- السمو بالروح الإنسانية وتحقيق النفس:

والمقصود بالنفس عند القائلين بهذا الهدف هي الروح، والسمو بها حتى تصل إلى درجة ترتبط فيها بخالقها عز وجل، وللفرد نفسان: أحدهما دنيا تميل به إلى الانغماس في الملذات والتمرد والعصيان، وثانيهما نفس عليا ترتفع عن المثل الدنيا وتؤثر التضحية والخضوع وإتباع العقل والسمو بالأخلاق وهى المقصودة بالتربية حيث تسعى التربية إلى صياغة هذه النفس والعمل على تأصيلها وعلى امتدادها وبسط قواها إلى أقصى ما يمكن أن تمتد إليه، بالإضافة إلى القضاء على النفس الدنيا وقهرها.

والتربية الإسلامية تسعى إلى إيجاد نوع من التوازن بين الروح والعقل والجسم، إذ لا يحقق الإنسان ذاته إلا إذا أتبع حاجاته الروحية والعقلية والبدنية.

2- إعداد الإنسان الصالح المصلح.

الإنسان فرد في جماعة له حقوق وعليه واجبات لا يمكن إغفالها، وهو في حاجة إلى التربية الصالحة التي تعده لتحمل واجباته ومسئولياته الاجتماعية، إن إعداد الإنسان الصالح ينصب على تهيئة الفرد لأن يعيش في أي مجتمع ليشارك في رفع المستوى العام مع التوفيق بين حاجاته الشخصية وحاجات المجتمع، والإسلام باعتباره نظام سياسي يحيا الفرد في ظله يرى أن من علامات إيمان الفرد إخلاصه لوطنه ومجاهدا في سبيل رفعته والدفاع عنه، ويرى أن الصلاح الديني والخلقي وما يرتبط به من إيمان بالله واليوم الآخر وتمسك بتعاليم الدين وأخلاق ركنا أساسيا من أركان المواطنة الصالحة ومقوما من مقومات الإنسان الصالح.

3- النمو الشامل المتكامل لشخصية المتعلم.

ويقصد بالنمو أن يتعدى ليشمل كل النواحي وأن يتسم بالاستمرار طيلة الحياة. وأن يرتبط نمو المتعلم بنمو المجتمع الذي  يعيش فيه وبالمسؤوليات والوجبات التي يتوقعها منه هذا المجتمع، وجعل النمو الروحي والخلقي في مقدمة الجوانب التي يشملها النمو المستهدف من العملية التربوية.

4-الإعداد الجيد للحياة الدنيا والآخرة:

إن الوعي بحقيقة الدين ومقاصده النبيلة وتعاليمه ومبادئه السمجاء والتي من أهمها ضرورة الموازنة بين متطلبات الحياة الدنيا والحياة الآخرة، بحيث لا تطغى إحدى الحياتين على الأخرى، إذا نجد أن الدين جمع بين العقيدة والشريعة وبين الجسم والروح وبين الدنيا والآخرة، بين عدم الانقطاع للعبادة والانسحاب من المجتمع وبين العمل والإنتاج، فنجد أن الدين أنكر على الإنسان عدم الأخذ بأسباب العيش. لذا فإننا نجد أن التربية الإسلامية تهتم بتنشئة الأطفال والشباب على معرفة الدين وحسن الخلق وعدم إهمال إقامته الشعائر الدينية من، صلاة وصيام وزكاة وحج، وإقامة الروابط والعلاقات الطيبة بين الفرد وبقية الأفراد واحترام الناس، وعدم التعرض لأي منهم بسيئة فعلية أو كلامية، كما وجهت التربية الإسلامية المسلمين إلى ضرورة العناية بالمعرفة والبحث العلمي، كما ضمن أهدافه التربوية النفع المادي وتربية الأجسام وتعليم المهارات والصناعات قال تعالى)وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ((( القصص77)).

المصدر: الدكتور وجيه المرسي أبولبن
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 444 مشاهدة
نشرت فى 28 مايو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,643,436