الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

مفهوم المناظرة :

جاء في المعجم  الوجيز (ناظر فلانا،أي صار نظيرا له وباحثه وباراه في المحاجة أي في الحجج  والبراهين –ومنها جاءت  المناظرة ،والمناظرة فن قديم  وجد منذ وجود الإنسان  لأن سمات الإنسان المفكر أن يختلف  مع الآخرين وقد يكون  هذا الاختلاف  مصدرا للشر  وأحيانا يكون مصدرا للخير ، إذن لابد من النقاش  والتباحث  ليدلى  كل واحد برأيه  ويثبته بالحجج والبراهين  وقد ازدهر فن المناظرة في العصر العباسي  بقسميه الأول والثاني  حيث احتدمت المناظرات بين المتكلمين  والفقهاء وأصحاب  الملل والنحل (أي الديانات  والمذاهب المختلفة ) وفي كل عصرا لآراء المتصارعة حول أكثر من القضايا ،فمثلا في أوائل القرن العشرين  كانت القضايا  الساخنة  التي تدور في مجتمعنا عن ظهور المرأة وخروجها من البيت أم حجبها في البيت حتى تتزوج وتنجب؟........ وقد انتصر الرأي الأول لأنه الأصلح .

ويمكن تعريفها بأنها : حوار بين شخصين أو فريقين يسعى كل منهما إلى إعلاء وجهة نظره حول موضوع معين والدفاع عنها بشتى الوسائل العلمية والمنطقية واستخدام الأدلة والبراهين على تنوعها محاولا تفنيد رأي الطرف الآخر وبيان الحجج الداعية للمحافظة عليها أو عدم قبولها.

ويمكن تعريفها أبضا بأنها:  حوار متبادل بين  جماعتين  من  المتحدثين يمثلان  اتجاهين  مختلفين  حول قضية  واحدة  تهم  المجتمع  ،ويسعى كل منهما على حلها وفي مصر المعاصرة  يعتبر أول من نادى بالرأي والرأي الآخر هو المرحوم الرئيس  السادات ، حيث عبر عن ذلك بتعدد المنابر(التي تطورت إلى أحزاب ) في وقت  كنا فيه نعيش في ظل الحزب الواحد.

ولهذا كان من الضروري أن تتبنى وزارة التربية والتعليم ، نظام المناظرات  في الأنشطة المدرسية ، حتى تعد الأجيال المقبلة لتقبل الرأي الآخر إن كان صوابا .وتعلم الناشئة  طريقة التعامل مع الآخرين  بوسيلة عصرية  ، ومن ثم  وجهت المناظرات تربويا  حتى توائم المجتمع  المدرسي وتتناسب  مع أعمار التلاميذ العقلية والسنية

أهميتها :

 للمناظرات أهمية كبيرة في صقل مواهب المتعلم وتعويده إتقان فنون القول والجدل الرامي إلى بلورة الرأي في إطار احترام الرأي الآخر ولو كان مخالفا .

أنواعها :

 للمناظرة نوعان هما :

·          الواقعية التي تصور الواقع .

·          والمتخيلة كمثل المناظرة بين السيف والقلم .

فوائـــد المناظرة :

·          الوصول إلى وضوح الرؤية حول قضية ما لإيجاد قناعة مشتركة حولها .

·    استقصاء جوانب الخلاف ما أمكن حول قضايا معينة ، وتجلية ما بين المتحاورين من قضايا خلافية مما قد يوفر حالة من الود ،ولذلك قيل "  إن اختلاف الرأي لا يفسد في الود قضية " .

·    الابتعاد عن الأحكام التجريدية في قضايا الواقع ، كما أن الاستقصاء فيها يجنب النظرات الانفعالية أو القناعات المسبقة .

·          التعمق في دراسة أبعاد القضية وخلفياتها مما يؤدي إلى شمول النظرة وسعتها .

·          تدرب على أصول الحوار وتنظيم الاختلاف والتأدب بآدابه .

قواعد وأسس الجدال والمناظرة :

·    تخلي كلٍ من الفريقين المتناظرين عن التعصب لوجهة نظر سابقة ، وإعلان الاستعداد التام للبحث عن الحقيقة والأخذ بها .

·          تقيد المتناظرين بالقول المهذب البعيد عن الطعن أو التجريح أو السخرية لوجهة نظر الخصم .

·          التزام الطرق الإقناعية الصحيحة ؛ كتقديم الأدلة المثبتة للأمور ، وإثبات صحة النقل لما نقل .

·          عدم التزام المجادل بضد الدعوى التي يحاول إثباتها لئلا يحكم على نفسه برفض دعواه .

·          عدم التعارض والتناقض في الأدلة المقدمة من المجادل .

·          ألا يكون الدليل المقدم من المجادل ترديدا لأصل الدعوى .

·    عدم الطعن في أدلة المجادل إلا ضمن الأمور المبنية على المنطق  السليم والقواعد المعترف بها لدى الفريقين .

·          التسليم ابتداء بالقضايا التي تعد من المسلمات والمتفق على صحتها .

·          قبول النتائج التي توصل إليها الأدلة القاطعة والمرجحة .

ويضع البعض أسس للمناظرة منها :-

·          أن يكون الموضوع  ملائما للبيئة ولمستوى التلاميذ.

·          أن يكون هناك قيادة واعية بالقضية  لتوجيه الجماعتين  بأسلوب  تربوى

·    أن يكون لكل جماعة اتجاه له أدلته الموضوعية ، حتى يتحقق الهدف من المناظرة ليس بالضرورة  أن يسلم الفريق الآخر وإنما يمكن  إرجاع الموضوع  للإطلاع  على مزيد من  المراجع  والمستندات

·    ألا تقدم موضوعات  أثبت العلم فسادها مثل( التدخين – المخدرات  المسكرات ) فهذه موضوعات أثبت العلم أن الأخذ بها ينتج شعبا متخلفا ، لا يستطيع  اللحاق بالدول  المتقدمة .

المنـــاظرة وتعــــلم اللغة :

للمناظرة فوائد عديدة على المستوى التعليمي، تفوق في آثارها كثيرا من الأنشطة التعليمية الأخرى ومن الآثار الإيجابية للمناظرة :

·          تدريب غير تقليدي على التحدث باللغة العربية .

·          تنمية مهارات التخاطب اللغوي، وإجادة الحديث.

·    تفسح المجال لدخول أنشطة مساعدة لإتمام عملية المناظرة مثل القراءة - التفكير -التخاطب - القدرة على بناء الحجج - التقويم الذاتي.

·    تجعل عملية التعلم أكثر رسوخا وبخاصة في الناحية اللغوية فمن خلال إعداد الطالبة للمناظرة نستطيع أن نتعرف على ما تحتاجه من سند لغوي ؛ لكي تنجز المهمة المطلوبة .

·    تنشيط رغبة الطالبة في التحصيل والتعلم الذاتي، إذ يصدر هذا التحصيل عن رغبة تجعل المناظر يؤمن بالتعدد في الآراء .

·          احترام الرأي الآخر، وتنظيم عملية الاختلاف .

·    استخدام الأدلة والحجج مما ينمِّي مهارة التدقيق اللغوي فتحرص الطالبة على تجنب ما يؤدي إلى ضعفها في الأداء، بالإضافة إلى امتلاكها قدرات التأثير والإقناع من خلال أساليب محكمة وأفكار عميقة.

·    توفر المناظرة مناخا قادرا على فتح الباب أمام الطالبة؛ لكي تجرب عمليا ما تعلمته من لغة تتيح فرصة للعمل الجماعي وتبادل الآراء ، كما أنها تتيح فرصة التعلم من الآخرين.

·          تحقيق الكفاية الاتصالية للطالبة لتغدو قادرة على التفاعل الإنساني ولتتحقق الطالبة مما تعلمته من اللغة .

·          صقل مهارة التعبير وتجميع الأفكار وانتقائها واستدعائها حين يلزم الأمر للتعبير الكتابي أو الشفهي .

·          تنمية مجموعة من المهارات ؛ كالحديث والاستماع ، والكتابة، والتفكير النقدي والإبداعي …

 

المصدر: الدكتور وجيه المرسي أبولبن
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 1246 مشاهدة
نشرت فى 28 مايو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,659,612