النشاط المدرسي شأنه شأن أي جانب آخر من جوانب العملية التعليمية لا يستقيم ولا يحقق غاياته حتى يخطط له على أساس من التفكير العلمي السليم ، وحتى تراعى في تنفيذه وتتبعه وتقويمه أسس ومبادئ تربوية تصونه من الانحراف عن الهدف الذي وضع من أجله ، وبناء على ذلك فسوف يعرض في السطور القادمة مجموعة من الأسس والمبادئ التربوية التي من الأهمية بمكان عند اختيار أو تخطيط أو تنفيذ أو تقويم برنامج للنشاط خارج الفصل ، ومن هذه الأسس والمبادئ ما يلي :-
· يجب أن يكون النشاط موجهاً نحو تحقيق هدفاً مرغوباً فيه ويكون هذا الهدف واضحاً عند المدرس ، ويشترك التلاميذ في الشعور به وتحديده ، ولا يقتصر الأمر على مجرد تحديد الهدف ، بل لا بد أن يتبع ذلك وضع خطة منظمة للعمل والإنتاج وهذه الخطة يشترك التلاميذ في وضعها ويتحملون مسئولية تنفيذها تحت توجيه المدرس وإرشاده .
· يجب أن يخضع النشاط لعملية ملاحظة دقيقة ، إذ أن النشاط فرصة عظيمة لدى المدرسين للتعرف على ميول تلاميذهم وجوانب شخصياتهم ونواحي القوة والضعف فيهم.
· يجب أن يكون تقدير النشاط على أساس قيمته التربوية ، لا على أساس نتائجه المادية ، حيث أن التلميذ بقيامه بأوجه النشاط المختلفة إنما تنمى فيه صفات واتجاهات ومهارات وقيما مرغوبا فيها .
· ينبغي أن تسود جو النشاط الروح الديمقراطية الصحية فلا سيطرة ولا تحكم ولا أنانية ، بل تبادل في الرأي وخضوع لرأى الجماعة .
· كما ينبغي أيضا أن يتسم النشاط بالأصالة والبعد عن المظهرية ويتجه إلى الإنتاج والإتقان ، كما يتجه إلى خدمة البيئة من النواحي الثقافية والصحية والاجتماعية والعمرانية .
· يراعى أن يكون تخطيط النشاط تخطيطاٌ طويل المدى يتناول فصلا دراسيا على الأقل حتى لا تكون مشروعات النشاط وليدة الارتجال أو المحاكاة التي لا تستند إلى بصر وحاجة .
· ينبغي أن يكون برنامج النشاط خارج الفصل تحت رعاية المدرسة ورقابتها وأن السلطة العليا في تنظيم ألوان جديدة من النشاط أو وضع الخطط والسياسات المتعلقة بالتنظيم العام يجب أن تتولاها هيئة التدريس بالمدرسة .
· ينبغي أن يكون هناك تكاملاٌ بين برنامج النشاط المدرسي المختلفة بالمدرسة ومعنى ذلك أن المشرفين على النشاط بألوانه المتعددة يجب أن يتوصلوا إلى سياسة مشتركة يسيرون على هديها عند الإشراف على النشاط خارج الفصل .
· ينبغي أن تكون أنواع النشاط مجانية بالنسبة لجميع التلاميذ أو على الأقل لا تكلف التلميذ إلا قدرا يسيراٌ من المال ، ولا يجوز أن يحرم أي تلميذ من الاشتراك فيها بسبب عجزه عن دفع الاشتراكات أو الرسوم .
· ينبغي أن يتوفر عنصر الحرية في الانضمام إلى جماعة من جماعات النشاط أي أن تكون عضويتها اختيارية .
· ينبغي أن يتيح النشاط المدرسي للتلاميذ فرصا ٌسانحة لتدريبهم على الحياة الاجتماعية السليمة يتدربون فيها على تحمل المسئولية والاعتماد على النفس والتنافس الشريف والإنتاج وبذل الجهد والتعود على الصبر والطاعة ، والاحتمال واحترام النظام الخاص بالنشاط .
· ينبغي أن يكون النشاط المدرسي مجالاٌ واسعاٌ للتعليم المثمر عن طريق الخبرة المباشرة والعمل الايجابي .
· ينبغي أن يكون النشاط المدرسي وسيلة لتوطيد المعاملات وتكسير الحواجز المصطنعة بين التلاميذ وأساتذتهم وبين المدرسة والبيئة المحلية وربط التلاميذ ببيئتهم ومجتمعهم وتدريبهم على دراسة بيئتهم والوقوف على مقوماتها ومشكلاتها والمساهمة في حلها .
· ينبغي أن يخطط النشاط المدرسي بحيث يهيئ للتلاميذ مواقف تعليمية شبيهة بمواقف الحياة حتى ينتقل أثر ذلك إلى حياتهم المقبلة .
· ينبغي أن تسهم برامج النشاط في رفع المستوى الأخلاقي والاجتماعي للتلاميذ
· ينبغي أن يضطلع الطلاب بالدور الرئيسي في القيام بالنشاط فيختارون الألوان الناسبة لهم منه ويضعون الخطط المناسبة ثم يقومون بالتنفيذ والتقويم ويكتسبون في أثناء ذلك كثيراٌ من المهارات الاجتماعية ومهارات العمل والإنتاج .
· ينبغي أن يكون النشاط مناسباٌ لمستوى نضج الطلاب وهذا يتطلب أن تعطى الفرصة للطلاب كى يعبروا عن رغباتهم ويتخيروا ما يتناسب مع كل منهم من أنواع النشاط وبذلك يتحقق العناية بالناحية الفردية ، وهذا ما لا يمكن تحقيقه داخل الفصل الدراسي .
· مراعاة طاقات التلاميذ حتى لا يطغى النشاط على وقت راحتهم واستذكارهم .
· ينبغي أن يهدف كل نوع من أنواع النشاط الى تحقيق غرض قومي واجتماعي وخلقي وغير ذلك من القيم المرغوب فيها فكل نشاط يهدف للسهو وحده يكون قليل الجدوى .
· ينبغي أن يكون إدخال برامج النشاط تدريجياٌ وأن يتوافق ذلك مع احتياجات الطلاب وميولهم ويتمشى مع إمكان وإشراف المدرسة عليه إشرافا دقيقا .
· يجب أن يتميز برنامج النشاط بالشمول بمعنى أن يكون متنوعاٌ كما وكيفاٌ وأفقيا ورأسيا فيتضمن البرامج أنواعا مختلفة من النشاط ويتضمن أيضا كل نوع من أنواع النشاط أعمالا تناسب مختلف مستويات القدرة والمهارات .
· ينبغي أن يكون للنشاط جدولا ضمن جدول الدراسة العام يحدد فيه الزمان والمكان المناسبان لكل نشاط .
· يجب تقويم النشاط في ضوء قيمته التربوية ويكون مستمراٌ وباشتراك جميع العاملين فيه.
· ينبغي أن يكون تخصص المدرس ورغبته أساسا في تعيينه مشرفا على النشاط .
· الإشراف على النشاط خارج الفصل يجب أن يكون له وزنه في جدول المدرس.
· يجب ألا يسمح بممارسة أي نوع جديد من النشاط خارج الفصل إلا بعد الاقتناع أنه يسد حاجة من حاجات المدرسة ، كما يجب التأكد من أن التلاميذ يرغبونه وأن بالمدرسة المدرس المؤهل الذي لديه الوقت وتتوافر لديه المقدرة على الرغبة في إدارة هذا النوع من النشاط .
· ينبغي ألا تفرض على التلاميذ القيود المشددة أثناء النشاط حتى لا يشعروا بأنه درس فيهملونه بل يجب أن يقبلوا عليه من تلقاء أنفسهم وأن يمارسونه بالأسلوب الذي يحلو لهم في حدود نظم الجماعة ويتوجه من المدرس .
ساحة النقاش