يقصد بمعوقات الأنشطة اللغوية مجموعة الصعوبات التي تواجه ممارسة الأنشطة الصفية وغير الصفية وتحد أو تحول ببينها وبين تحقيق أهداف اللغة العربية المقصودة من ممارستها.وتتركز هذه المعوقات على تفاوت وجهات النظر المعلمين في أهمية النشاط وعدم تشجيعهم الطلاب على ممارسة الأنشطة اللغوية أو المشاركة فيها ،وعدم وجود أماكن لممارسة النشاط في بعض المدارس الثانوية أو عدم تخصيص وقت داخل اليوم الدراسي لممارسة النشاط بصورة مقصودة ومخططة وهادفة ،بالإضافة إلى عدم قدرة بعض المعلمين تنظيم النشاط أو ريادته، وأخيرا عدم الاهتمام بجانب النشاط عند تقويم الطلاب الفتري أو النهائي أو عند تقويم المشرفين التربويين للمعلمين .
كذلك فإن عدم الإيمان الحقيقي بقيمة المناشط وأهميتها واعتبارها تسلية ولهوا يضيع الوقت ويبدد جهود الفصل الدراسي ، وعدم توفير الإمكانات المادية المناسبة لتحقيق متطلبات الأنشطة ،وعدم توفر المدرس الكفء وعدم تعاون مدرسي المدرسة ، واهتمامهم فقط بالجانب المعرفي –تمثل معوقات وصعوبات بالغة في طريق ممارسة الأنشطة اللغوية وتؤدى أيضا إلى ففشل هذه الأنشطة في تحقيق الغاية منها .
كما أن من أهم الصعوبات التي تواجه معلم اللغة العربية عند ممارسة الأنشطة اللغوية بالمدرسة ما يلي:
- خلو المدرسة من دليل للأنشطة اللغوية يسترشد به.
- ميزانية الأنشطة ضئيلة ولا تتيح الفرصة لممارستها .
- نظام الامتحان وأساليب التقويم الفصلية والشهرية مسئولة عن تقلص المناشط اللغوية.
- فلسفة المناشط اللغوية وأهميتها غير واضحة لدى المعلمين .
- برنامج الإعداد في الكلية لم يقدم للمعلم كل ما يتعلق بممارسة هذه الأنشطة .
- بنود التقويم الخاصة بالتلاميذ خالية من أي بند يتعلق بالإشراف على المناشط اللغوية، ومن ثم لا يوجد لديه الدافع لممارستها .
- يخلو اليوم الدراسي من وقت مخصص لممارسة هذه الأنشطة في المدرسة .
- افتقاد المعلم للمهارات اللازمة لممارسة هذه الأنشطة .
- خلو منهج اللغة العربية من أي إشارة –تلميحا أو تصريحا-إلى كيفية ربط هذا المنهج بالنشاط اللغوي .
- كثرة متطلبات منهج اللغة العربية نظرا لفروعه المتنوعة .
وجود فجوة كبيرة بين المنهج الدراسي والنشاط اللغوي حيث لم يعط المنهج اهتماما بالنشاط اللغوي .
- إسناد كثير من الأعمال إلى معلم اللغة العربية كالأعمال التحريرية الشهرية وغيرها .
- كثرة أعداد التلاميذ في الفصول الدراسية .
ولعل أخطر ما ترتب على وجود مثل هذه الصعوبات هو سيطرة ثلاثة أنشطة تعليمية هى لقراءة والكتابة والاستماع بهدف تحقيق أبعاد المحتوى من جهة الحفظ والاستذكار والتعرف ، وقد يسمى هذا الأسلوب أسلوب (الإلقاء – الحفظ – التسميع) وهذا كله يتم على حساب أهداف أخرى يحتاج إليها المتعلمين ولم يخطط لها التخطيط السليم والموجه .
ومما لا يدع مجالا للشك أن سيطرة تلك الأنشطة التعليمية التي تمجد الحفظ والتلقين وتحشو الذهن بالمعلومات الكثيرة ،ستقصر وظائفها في تنمية القدرات العقلية للمتعلمين على تنمية التذكر فقط أو تنمية قدرات التفكير التقاربي على أحسن الأحوال ، دون أن تمس قدرات التفكير التباعدي من قريب أو بعيد .ويضاف إلى ذلك ما أكدته المشاهدة العملية للباحث من خلال إشرافه على طلاب التربية العملية في المرحلة الثانوية ومن خلال قيامه بتدريس الوحدة المختارة من :
- تكدس الفصول بأعداد غفيرة من الطلاب .
- ضيق وقت الحصص الدراسية وضيق الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي بشكل ملحوظ.
- حرص المعلم الشديد على الانتهاء من موضوعات المنهج المقررة في الفترة المحددة لها لان ذلك يمثل أهم المعايير تقويمه من قبل الموجهين والمشرفين عليه.
- عزوف كثير من الطلاب عن المشاركة في الأنشطة اللغوية الصفية وغير الصفية لعدم تكوين اتجاه إيجابي من قبل المعلمين لدى هؤلاء الطلاب نحوها.
- عدم اقتناع كثير من المعلمين بأهمية الأنشطة اللغوية وعدم درايتهم بأهدافها وكيفية تخطيطها واعتقاد الكثير منهم بأن ممارسة الأنشطة اللغوية تؤدى إلى إثارة الجبلة وتفقد المعلم سيطرته على الطلاب؛ مما يؤدى على ضياع جهوده في تزويدهم بالمعارف والمعلومات .
كل هذه الأمور وغيرها تمثل تحديا صارخا في وجه الأنشطة اللغوية الصفية وغير الصفية في تحقيق أهداف اللغة العربية في المرحلة الثانوية ، وكذا هناك حاجة ماسة إلى جهود مضنية من قبل كافة القائمين على العملية التعليمية للقضاء على مثل هذه الصعوبات ، وتذليل كل السبل
لممارسة الأنشطة اللغوية ممارسة هادفة مدبرة مخططة في مواقف حيوية وطبيعية لتحقيق تنمية شاملة للمتعلمين ولتحقيق الأهداف الأخرى للمحتوى الدراسي خاصة القدرة علة حل المشكلات وتنمية القدرة على الإبداع.
ساحة النقاش