الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

1-    تنمية مهارات معرفية لدى المتعلم :

       فالمتعلم حينما يشترك في مواقف تعليمية تتطلب منه نشاطاً من نوع ما نجد أنه يستغل كافة طاقاته ومهاراته المعرفية . فقد يحتاج الموقف إلى مقارنات أو إلى إيجاد علاقات ربط أو تكامل أو تفسير أو استنتاج وغير ذلك مما لا يحتاج إليه في موقف تعليمي من نوع آخر ، فالنشاط يثير الاهتمام ويدفع إلى التساؤل مما يعد بداية للنشاط العقلي . ومما يعد بحق أسلوباً جيداً لتعليم الفرد كيفية التفكير .

2-    تنمية ميول واتجاهات وقيم : 

        إن هذه الجوانب لا تحظى في التعليم التقليدي بجانب كبير من الاهتمام ، على الرغم من أنها تعد موجهات لسلوك الفرد ، ومن ثم فإن الاهتمام بها وتوجيهها على نحو سليم إنما يعد من قبيل بناء الإنسان من الداخل ، والنشاط المدرسي يعد فرص حقيقية لتنمية هذه الجوانب وتعديل الخطأ منها بل ويساعد على تهيئة خبرات جديدة تضيف إلى الرصيد المتكون لدى المتعلم من تلك الجوانب الهامة .

3-     الربط بين النظرية والتطبيق :

    فالكثير مما يدرسه المتعلم داخل جدران الفصل الدراسي يظل دون دلالة أو معنى حتى يثبت له صحته أو خطته ، والسبيل إلى ذلك أن يشاهد المتعلم ما يدل على ما قدم له من معارف ، فحينما يقال شيئاً عن الحركة وانتقالها أو عن قوانين نيوتين ، فإن هذه الأمور لا تخرج عن باب اللفظية إلا حينما يشاك المتعلم في مواقف لإجراء تجارب أو لتصميم نماذج في إحدى جمعيات النشاط أو حينما يجرى تجربة في الهواء الطلق أو غير ذلك من النشاطات التي تقيم الصلة المباشرة بين الحقائق النظرية وتطبيقاتها العملية . ولعلنا نلاحظ أن هناك الكثير من خريجي المدارس الثانوية يعرفون الكثير من حقائق الكهرباء مثلا ، ولكنهم يعجزون تماماً عن تفسير ظاهرة أو مشكلة متعلقة بهذا المجال . بالإضافة إلى أنهم يعجزون أيضا عن إصلاح أي خلل أو عطب بسيط قد يطرأ على جهاز أو حتى عند انقطاع التيار الكهربائي عن المنزل .

4-     تنمية مهارات الاتصال :

          فالمتعلم في الموقف التعليمي التقليدي لا تتاح له الفرص لإنماء تلك المهارات ، ذلك أنه في موقف سلبي في معظم الأحوال ولذلك فإن النشاط المدرسي بمختلف أشكاله يساعد المتعلم على ممارسة مهارات الاتصال والتدريب عليها ، حيث سيكون في حاجة إلى الكتابة والقراءة والتحدث والاستماع ، وهى كلها مهارات لا يمكن للمرء الاستغناء عنها طالما أنه يعيش مع جماعة ويشترك معها في تفاعلات يومية متنوعة ، هذا بالإضافة إلى أن النشاط المدرسي يحتوى على مواقف حقيقية بين المتعلمين يتم لهم من خلالها تعرف كيفية التعبير عن الرأي وضرورة احترام الرأي الآخر ، وكيفية حل المشكلات الشخصية والمتعلقة بالعمل ذاته بأسلوب بعيد عن العفوية أو الانفعال .

5-     تعلم التخطيط والعمل في فريق :

    يحتاج العمل في أي شكل من أشكال النشاط المدرسي إلى التخطيط والعمل المتعاون، فهناك مشروعات يقوم بها المتعلمون ، وهناك زيارات ومقابلات ودراسات ومقالات يقوم المشاركون بالتخطيط لها والعمل على تحقيق أهدافها التي شاركوا في تحديدها وصياغتها ، على أن تعلم تلك المهارات لا يتم فقط من خلال توجيه التلاميذ إلى خطوات أو إجراءات معينة يجب القيام بها ، ولكن إلى جانب ذلك يجب أن يعيش المشاركون في النشاط مواقف يلمسون فيها عائد التخطيط السليم والعمل الجماعي ، على أنه ليس بالضرورة مطلقاً أن يكون العائد مادياً ، فقد يشعرون بالسعادة والرضا حينما يرون وحينما يدركون أن أهدافهم قد تحققت .

والمؤكد في هذا المجال هو أن ما يبذله المتعلم من نشاط مدرسي سواء داخل المدرسة أو خارجها لا يخلو من قيمة تربوية ، ومع ذلك فقد يرى البعض أن أشكال النشاط المدرسي تعمل بمعزل عن المناهج الدراسية ، ولكن الواقع هو أن هناك ترابط عضوي بين الطرفين فالمنهج جوهره النشاط ، ولا نشاط مدرسي إلا وله علاقة مباشرة بالمنهج .

وقد يكون للنشاط المدرسي من خلال جمعيات مدرسية أو مشروعات أو مقابلات وندوات وزيارات لمتاحف ومعارض ومؤسسات ومزارع ومصانع ، وقد يكون في شكل كتابة بحوث صغيرة أو جمع بيانات أو تعليق على برنامج إذاعي أو تليفزيوني ، وقد يكون في شكل استخدام ألعاب أكاديمية ، بل إن بعض البلدان المتقدمة تستخدم في هذا المجال أيضاً الحاسبات الإلكترونية حيث يقوم التلاميذ بالتعامل معها للحصول على بيانات ومعلومات أو لحل مشكلات معينة .

     ويلاحظ أن هذه الأشكال كلها وغيرها كثير هي في جوهر المنهج الدراسي ، أي أن مضمونها مادة دراسية متكاملة مع طريقة التدريس ووسائل تعليمية بلوغا لهدف أو أهداف معينة تدور كلها في فلك واحد هو تربية الفرد تربية من نوع جيد .

المصدر: الدكتور /وجيه المرسي أبولبن
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 219 مشاهدة
نشرت فى 28 مايو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,643,617