الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

 يمكن تعريف التفكير بأنه هو كل ما يجول في الذهن من  عمليات تسبق القول أو الفعل؛ تبدأ بفهم ما نحس به أو ما نتذكره، أو ما نراه وتمر بتقييم ما نفهمه حباً أو كرهاً. وتنتهي بمحاولة حل مشكلة تعترضنا. وهو مهارة التشغيل التي يتولى بها الذكاء معالجة معطيات الخبرة، وقد شبه " دي بونو" الذكاء والتفكير بالسيارة والسائق. فالسيارة هي قدرات وقيادتها مهارة، فالسائق الماهر يقود أية سيارة بفعالية عالية، والسائق غير الماهر قد يدمر أعلى السيارات قدرة.

ويعرف أيضا  بأنه عبارة عن سلسلة من النشاطات العقلية غير المرئية  التي يقوم بها الدماغ عندما يتعرض لمثير يتم استقباله عن طريق واحدة أو أكثر من الحواس الخمس، بحثا عن معنى في الموقف أو الخبرة ". ويبدأ الإنسان عادة بالتفكير عندما لا يعرف ما الذي سيعمله بالتحديد.

إن التفكير مفهوم معقد يتألف من ثلاثة مكونات هي:

1.  عمليات معرفية معقدة ( مثل حل المشكلات ) وأقل تعقيدا ( كالاستيعاب والتطبيق والاستدلال )، وعمليات توجيه وتحكم فوق معرفية.

2.  معرفة خاصة بمحتوى المادة أو الموضوع.

3.  استعدادات وعوامل شخصية( اتجاهات، موضوعية، ميول )

وقد أشارت الدراسات والبحوث إلى أنه بإمكاننا رفع مستوى الذكاء عن طريق التربية من خلال تمارين الذكاء وبملاطفة الطفل من قبل الذين يعلمونه.

و تعليم التفكير هو: تزويد الطلاب بالفرص الملائمة لممارسة نشاطات التفكير في مستوياتها البسيطة والمعقدة، وحفزهم وإثارتهم على التفكير. 

  وهناك حاجة للتفريق بين مفهومي(التفكير ومهارات التفكير)ذلك أن التفكير(عملية كلية نقوم عن طريقها بمعالجة عقلية للمدخلات الحسية والمعلومات المسترجعة لتكوين الأفكار أو استدلالها أو الحكم عليها وهي عملية تتضمن الإدراك والخبرة السابقة والمعالجة الواعية والاحتضان والحدس وعن طريقها تكتسب الخبرة معنى. 

أما مهارات التفكير: فهي عمليات محددة نمارسها ونستخدمها عن قصد في معالجة المعلومات مثل: مهارات تحديد المشكلة، إيجاد  الافتراضات غير المذكورة في النص، أو تقييم قوة الدليل، أو الادعاء والعلاقة بين التفكير ومهارات التفكير كالعلاقة بين لعبة كرة المضرب وما تتطلبه من مهارات مثل رمية البداية، الرمية الإسقاطية. . . .  الخ ويسهم كل منها في تحديد مستوى اللعب وجودته والتفكير كذلك يتألف من مهارات متعددة تسهم إجادة كل منها في فاعلية عملية التفكير. 

وتعليم مهارات التفكير يعني: تعليم الطلاب بصورة مباشرة أو غير مباشرة كيفية تنفيذ مهارات التفكير الواضحة المعالم كالملاحظة والمقارنة والتصنيف والتطبيق وغيرها بصورة مستقلة عن محتوى المواد الدراسية أو في إطاره شريطة أن يكون التركيز على مهارة التفكير في حد ذاتها.

إن كلمة التفكير، كما يشير كثير من الباحثين يعوزها التحديد سواء في لغة الحياة اليومية أو في لغة علم النفس، فقد تشير إلى كثير من أنماط السلوك المختلفة والى أنواع متباينة من المواقف.  لذا من الصعوبة بمكان تعريف التفكير أو اختيار تعريف معين له تتمثل فيه طبيعة التفكير ومهامه ووسائله ونتاجاته وتحديد المظاهر التي يتجلى فيها.  لذلك سنعمد إلى عرض نماذج متنوعة من التعريفات نوردها على النحو التالي:

1) تعريف التفكير بمعناه العام:

أ.  التفكير بمعناه العام، هو نشاط ذهني أو عقلي يختلف عن الإحساس والإدراك ويتجاوز الاثنين معاً إلى الأفكار المجردة.  وبمعناه الضيق والمحدد هو كل تدفق أو مجرى من الأفكار، تحركه أو تستثيره مشكلة أو مسألة تتطلب الحل كما انه يقود إلى دراسة المعطيات وتقليبها وتفحصها بقصد التحقق من صحتها، ومعرفة القوانين التي تتحكم بها والآليات التي تعمل بموجبها. 

ب.  التفكير عملية نفسية ذات طبيعة اجتماعية تتصل اتصالاً وثيقاً بالكلام وتستهدف التنقيب والكشف عما هو جوهري في الأشياء والظواهر أي هو الانعكاس غير المباشر والمعمم للواقع من خلال تحليله وتركيبه. 

ج.  التفكير هو الانعكاس الواعي للواقع من حيث الخصائص والروابط والعلاقات الموضوعية التي يتجلى فيها. 

د.  التفكير نشاط وتحري واستقصاء واستنتاج منطقي نتوصل عن طريقه إلى العديد من النتائج التي تبين مدى الصحة والخطأ لأية معطيات كانت. 

هـ.  التفكير تمثل داخلي للأهداف والوقائع والأشياء الخارجية. 

2) تعريف التفكير كسلوك:

أ.  التفكير سلوك منظم مضبوط وموجه، له وسائله الخاصة في المستوى الرمزي وله طرائقه في تقصي الحلول والحقائق في حال عدم وجود حل جاهز لها. 

ب.  التفكير سلوك عقلي يخضع لعملية الضبط والتوجيه في انتخاب العناصر والرموز في مجال الفكرة وضبط هذه الرموز والعناصر المفيدة ذات العلاقة بالمشكلة، أي انه سلوك أو نشاط عقلي يتولد وينشط بسبب وجود مشكلة فشلت الأنماط السلوكية المعتادة والمكتسبات السابقة في إيجاد حل لها.  ولكي يكون التفكير مضبوطاً شأنه شأن أية فعالية فلابد من أن يأخذ شكل مخطط ذهني - معرفي داخلي.  ولكي يكون موجهاً يجب أن يدرج الهدف في هذا المخطط والذي سيتحقق من جزاء وضع المخطط موضع التنفيذ.  والتنفيذ بدوره يستلزم تحديد الأدوات والوسائل اللازمة وانتقاء طرائق للحصول عليها للمضي قدماً باتجاه العثور على الحل أو تحقيق الهدف. 

3) التفكير كعملية عقلية:

أ.  التفكير هو إحدى العمليات العقلية التي يستخدمها الفرد في التعامل مع المعلومات، وهو على نوعين: التفكير التقاربي convergent thinking والتفكير التباعدي divergent thinking. 

ب.  أما بياجيه فيعرفه من خلال تعريفه للفكر بأنه تنسيق العمليات والعملية تشبه القاعدة التي تعد نوعاً من الصيغ الفكرية ومن ميزاتها أنها قابلة للعكس تماماً، كعملية تربيع الرقم (8)2=64 ومن ثم عكس العملية جذر الرقم 64=8. 

4) تعريف التفكير من خلال علاقته بالذاكرة:

أ.  عرّف (إدوارد بوهو Edward Boho )في كتابه (آلية العقل 1969) التفكير بأنه تدفق للنشاط من منطقة إلى أخرى على سطح الذاكرة، وهو تدفق مجهول بشكل كامل ويتبع حدود سطح الذاكرة.  وعلى الرغم من أن هذا التدفق مجهول تماماً فان أنماطاً ذات تنظيم معين تؤثر في اتجاه التدفق ويمكنها أن تصبح راسخة. 

ب.  التفكير قد يكون تدفقاً أو توارداً غير منتظم أحيانا من الأفكار والصور والذكريات والانطباعات العالقة في الذهن وتدور حول مسألة ما من أجل حلها. 

أنواع التفكير:

يصنف التفكير من حيث فاعليته إلى نوعين:

1.      تفكير فعال: وهو التفكير الذي يتحقق فيه شرطان:

·          تتبع فيه أساليب ومنهجية سليمة.

·          تستخدم فيه أفضل المعلومات المتوافرة من حيث دقتها وكفايتها.

ويتطلب التفكير الفعال إجادة مهارات التفكير واستراتيجياته، ويتطلب قابليات وتوجهات شخصية منها:

·             الميل لتحديد الموضوع أو المشكلة بكل وضوح.

·             استخدام مصادر موثوق بها للمعلومات.

·             البحث عن بدائل وفحصها باهتمام.

·             البحث عن الأسباب وعرضها.

·             الانفتاح على المدخلات والأفكار الجديدة.

·             الاستعداد لتعديل الموقف أو القرار عند توافر معطيات وأدلة موجبة لذلك. 

·     إصدار الأحكام واتخاذ القرارات في ضوء الأهداف والوقائع، وليس في ضوء مفاهيم جامدة أو رغبات شخصية أو عواطف.

·             الالتزام بالموضوعية.

·             المثابرة في حل المشكلة والإصرار على متابعة التفكير فيها حتى النهاية. 

·             التشكك والتمهل  في إصدار الأحكام.

·             تأجيل اتخاذ القرار أو الحكم عند الافتقار للأدلة الكافية أو الاستدلال المناسب. 

2.  تفكير غير فعال: وهو التفكير الذي لا يتبع منهجية واضحة دقيقة، ويبنى على مغالطات أو افتراضات باطلة أو متناقضة أو ادعاءات وحجج غير متصلة بالموضوع أو إعطاء تعميمات وأحكام متسرعة أو ترك الأمور للزمن أو الحوادث لتعالجها0وقد أورد الباحثون عددا من السلوكيات المرتبطة بالتفكير غير الفعال، من بينها:

·  التضليل وإساءة استخدام الدعابة لتوجيه النقاش بعيدا عن الموضوع الرئيس. 

·  اللجوء إلى القوة والتهجم الشخصي أو الجماعي بغرض إجهاض فكرة أو رأي.

·  إساءة استخدام اللغة بقصد أو من غير قصد للابتعاد عن صلب الموضوع أو الإيحاء أو الوصف والتقويم المجافي للحقيقة.

·  التردد في اتخاذ القرار المناسب في ضوء الأدلة المتاحة وهذا ما يسمى بالقرار من غير قرار. 

·  اللجوء إلى حسم المواقف على طريقة أبيض وأسود أو صح – خطأ مع إمكانية وجود عدة خيارات. 

·  وضع فرضيات مخالفة للواقع أو الاستناد إلى فرضيات مغلوطة أو مبالغ بها لرفض فكرة ما.

·  التبسيط الزائد لمشكلات معقدة.

·  الاعتماد على الأمثال أو الأقوال المعروفة في اتخاذ القرار دون اعتبار لخصوصيات الموقف.

مستويات التفكير:

ميز الباحثون في مجال التفكير  بين مستويين للتفكير هما:

1.   تفكير أساسي:

وهو النشاطات العقلية غير المعقدة التي تتطلب ممارسة إحدى مهارات التفكير الأساسية المستويات الثلاث الدنيا ( المعرفة والاستيعاب والتطبيق ) والمهارات الفرعية التي تتكون منها عمليات التفكير المعقدة كمهارات الملاحظة والمقارنة.

ويتضمن مهارات كثيرة من بينها المعرفة ( اكتسابها وتذكرها )، والملاحظة والمقارنة والتصنيف، وهي مهارات أساسية لا بد من إجادتها قبل الانتقال إلى التفكير المركب.  وهي مهارات أقل صعوبة من إستراتيجيات التفكير أو عمليات التفكير المركبة وتضم مهارات التفكير الأساسية ما يلى:

·          بعض مهارات تصنيف بلوم ( المعرفة والاستدعاء، الاستيعاب والتفسير، التطبيق). 

·          مهارات الاستدلال التي تعود جذورها إلى علم المنطق والفلسفة. 

·          مهارات التفكير الناقد.

·          مهارات التفكير فوق المعرفية.

2.   تفكير مركب:

وهو مجموعة من العمليات العقلية المعقدة التي تضم التفكير الناقد والتفكير الإبداعي وحل المشكلات واتخاذ القرارات والتفكير فوق المعرفي. ويستخدم للإشارة إلى المستويات الثلاث العليا من تصنيف بلوم للأهداف التربوية والتي تضم مهارات التحليل والتركيب والتقويم.

و هو تفكير لا تقرره علاقات رياضية ولا يمكن تحديد خط السير فيه بصورة وافية  بدون عملية تحليل المشكلة 0ويتضمن حلول مركبة أو متعددة، إصدار حكم أو إبداء رأي.

وقد اتفق أغلب الباحثون على وجود خمسة أنواع من التفكير تندرج تحت مظلة التفكير المركب:

o          التفكير الناقد.

o          التفكير الإبداعي أو المتباعد.

o          حل المشكلة.

o          اتخاذ القرار.

o          التفكير فوق المعرفي.

ويشتمل كل واحد من هذه الأنواع على عدد من مهارات التفكير التي تميزه عن غيره.

مهارات التفكير. 

أولا: مهارات التفكير فوق المعرفية:

هي " مهارات عقلية معقدة تعد من أهم مكونات السلوك الذكي في معالجة المعلومات، وتنمو مع التقدم في العمر والخبرة، وتقوم بمهمة السيطرة على جميع نشاطات التفكير العاملة الموجهة لحل المشكلة، واستخدام القدرات أو الموارد المعرفية للفرد بفاعلية في مواجهة متطلبات مهمة التفكير

وقد ميز " ستيرنبرج " في نظريته الثلاثية للذكاء  بين ثلاثة مكونات لمعالجة المعلومات هي:

·    المكونات الأسمى: وهي عمليات الضبط العليا التي تستخدم في التخطيط والمراقبة والتقييم لأداء الفرد أو نشاطاته العقلية أثناء قيامه بمهمة معينة.

·          مكونات الأداء: وهي مهارات تفكير تتعلق بتنفيذ العمل وتطبيق استراتيجيات الحل. 

·          مكونات اكتساب المعرفة.

إن مهارات التفكير فوق المعرفية تنمو ببطء بدءا من سن الخامسة، ثم تتطور بشكل ملموس في سن الحادية عشرة إلى سن الثالثة عشرة. وقد أثبتت الدراسات فاعلية بعض البرامج التعليمية لمهارات التفكير فوق المعرفية في تحسن مستوى وعي الطلبة بقدراتهم وكيفية استخدامها. 

وقد صنف "ستيرنبرج "مهارات التفكير العليا في ثلاث فئات رئيسة هي: التخطيط والمراقبة والتقييم. وتضم كل فئة من هذه الفئات عددا من المهارات الفرعية يمكن تلخيصها في ما يلي:

1.  التخطيط:

·           تحديد هدف أو الإحساس بوجود مشكلة وتحديد طبيعتها.

·           اختيار استراتيجية التنفيذ ومهاراته.

·           ترتيب تسلسل العمليات أو الخطوات.

·           تحديد العقبات والأخطاء المحتملة.

·           تحديد أساليب مواجهة الصعوبات والأخطاء.

·           التنبؤ بالنتائج المرغوبة أو المتوقعة.

 02المراقبة والتحكم:

·           الإبقاء على الهدف في بؤرة الاهتمام.

·           الحفاظ على تسلسل العمليات أو الخطوات.

·            معرفة متى يتحقق هدف فرعي.

·            معرفة متى يجب الانتقال إلى العملية التالية.

·            اختيار العملية الملائمة التي تتبع في السياق.

·            اكتشاف العقبات والأخطاء.

·            معرفة كيفية التغلب على العقبات والتخلص من الأخطاء.

 3.  التقييم.

·           تقييم مدى تحقق الهدف.

·           الحكم على دقة النتائج وكفايتها.

·           تقييم مدى ملائمة الأساليب التي استخدمت.

·           تقييم كيفية تناول العقبات والأخطاء.

·            تقييم فاعلية الخطة وتنفيذها.

ثانيا: مهارات التفكير المعرفية:

  1.  مهارات التركيز.

·           تعريف المشكلة.

·           وضع الأهداف.

2.  مهارات جمع المعلومات.

·           الملاحظة: الحصول على المعلومات عن طريق واحدة أو أكثر من الحواس.

·           التساؤل: البحث عن معلومات جديدة عن طريق تكوين وإثارة الأسئلة.

3.  مهارات التذكر.

·           الترميز: تخزين المعلومات في الذاكرة طويلة الأمد.

·           الاستدعاء: استرجاع المعلومات من الذاكرة طويلة الأمد.

ثالثا: مهارات تنظيم المعلومات.

·           المقارنة: ملاحظة أوجه الشبه والاختلاف بين شيئين أو أكثر.

·           التصنيف: وضع الأشياء في مجموعات وفق خصائص مشتركة.

·           الترتيب: وضع الأشياء أو المفردات في منظومة أو سياق وفق محك معين.

3.  مهارات التحليل:

·           تحديد الخصائص والمكونات.

·           تحديد العلاقات والأنماط.

 4.   المهارات الإنتاجية / التوليدية.

·          الاستنتاج: التفكير فيما هو أبعد من المعلومات المتوافرة لسد الثغرات فيها.

·          التنبؤ: استخدام المعرفة السابقة لإضافة معنى للمعلومات الجديدة وربطها بالأبنية المعرفية القائمة

·    الإسهاب: تطوير الأفكار الأساسية والمعلومات المعطاة وإغناؤها بتفصيلات مهمة وإضافات قد تؤدي إلى نتاجات جديدة.

·          التمثيل: إضافة معنى جديد للمعلومات بتغيير صورتها( تمثيلها برموز أو مخططات أو رسوم بيانية ).

5.   مهارات التكامل والدمج.

·          التلخيص: تقصير الموضوع وتجريده من غير الأفكار الرئيسة بطريقة فعالة وعملية.

·          إعادة البناء: تعديل الأبنية المعرفية القائمة لإدماج معلومات جديدة.

6.  مهارات التقويم.

·          وضع محكات: اتخاذ معايير لإصدار الأحكام والقرارات.

·          الإثبات: تقديم البرهان على صحة أو دقة الادعاءات.

·    التعرف على الأخطاء: الكشف عن المغالطات أو الوهن في الاستدلالات المنطقية وما يتصل بالموقف أو الموضوع من معلومات، والتفريق بين الآراء والحقائق.

مهارات التفكير الاستقرائي:

التفكير الاستقرائي هو عملية  استدلال عقلي، تستهدف التوصل إلى استنتاجات أو تعميمات تتجاوز  حدود الأدلة المتوافرة أو المعلومات التي تقدمها المشاهدات المسبقة. فلو شاهدت في طريقك سيارتي أجرة صغيرتين تقطعان إشارة ضوئية حمراء، ثم وصفت ذلك لصديق لك وأنهيت كلامك بالقول: " جميع سائقي سيارات الأجرة الصغيرة مستهترون لا يراعون الإشارات الضوئية " فإنك تكون قد تجاوزت حدود المعلومة التي انطبقت في حقيقة الأمر على سائقين فقط. وعممتها على فئة سائقي الأجرة الصغيرة دون استثناء  ما توصلت له استنتاج استقرائي لا يمكن ضمان صحته بالاعتماد على الدليل المتوافر بين يديك وأقصى ما يمكن أن يبلغه استنتاج كهذا هو الاحتمالية في أن يكون صحيحا.

إن التفكير الاستقرائي بطبيعته موجه لاكتشاف القواعد والقوانين، كما أنه وسيلة مهمة  لحل المشكلات الجديدة أو إيجاد حلول جديدة لمشكلات قديمة أو تطوير فروض جديدة. وعوضا عن تجنب الاستقراء، علينا أن نجعل استنتاجاتنا موثوقة إلى أقصى درجة ممكنة، وذلك بالحذر في إطلاق التعميمات أو تحميل المعلومات المتوافرة أكثر  مما تحتمل خوفا من الوقوع في الخطأ.

مكونات عملية الاستقراء:

- تحديد العلاقة السببية أو ربط السبب بالمسبب.

- تحليل المشكلات المفتوحة.

- الاستدلال التمثيلي.

- التوصل إلى استنتاجات.

- تحديد المعلومات ذات العلاقة بالموضوع. ويتطلب ذلك البحث بين السطور، وتفسير العبارات والأسباب والأدلة المؤيدة منها والمخالفة والخصائص والعلاقات والأمثلة. 

- التعرف على العلاقات  وإدراك عناصر المشكلة أو الموقف وفهمهما بصورة تؤدي إلى

 إعادة تركيبها أو صياغتها وحلها. وقد تأخذ هذه العملية عدة أشكال من بينها:

أ. التعرف على العلاقات عن طريق الاستدلال اللفظي.

ب.  التعرف على العلاقات عن طريق الاستدلال الرياضي أو العددي.

ج.  التعرف على العلاقات عن طريق الاستدلال المكاني.

د.  حل مشكلات تنطوي على استبصار أو حدة ذهن.

التفكير الاستنباطي :

هو عملية استدلال منطقي، تستهدف التوصل لاستنتاج ما أو معرفة جديدة بالاعتماد على فروض أو مقدمات موضوعة ومعلومات متوافرة. ويأخذ البرهان  الاستنباطي شكل تركيب رمزي أو لغوي، يضم الجزء الأول منه فرضا أو أكثر يمهد  الطريق  للوصول إلى استنتاج محتوم.

 بمعنى أنه إذا كانت الفروض أو المعلومات الواردة في الجزء الأول من التركيب صادقة فلابد أن يكون الاستنتاج الذي يلي في  الجزء الثاني صادقا. ولتوضيح ذلك نورد المثال الآتي:

الفروض / المقدمات:

- جميع الرياضيين أناس لديهم عضلات قوية.

- جميع لاعبي التنس الأرضي المحترفين رياضيون.

الاستنتاج:

- جميع لاعبي التنس الأرضي المحترفين أناس لديهم عضلات قوية.

إن الهدف من البرهان الاستنباطي هو تقديم دليل يتبعه ويترتب عليه بالضرورة استنتاج مقصود بعينه. أما صدق البرهان من عدمه فيمكن  تحديده بصورة أساسية عن طريق

 فحص بنائه أو مكوناته. فالبناء الذي لا يحقق صدق الاستنتاج يجعل البرهان زائفا حتى لو كانت فروضه أو مقدماته صادقة.

مثال:

الفروض / المقدمات:

- جميع الكلاب حيوانات.

text-justify: kashida; text-align:

المصدر: دكتور /وجيه المرسي أبولبن
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 1279 مشاهدة
نشرت فى 28 مايو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,659,480