الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

لا يمكن أن نتصور وجود تدريسا بدون طرح أسئلة، فللتمهيد للأسئلة منزلة مهمة في فن التدريس فهي أشبه بالقوة الدافعة في الدرس فيسير ويتحرك في اتجاه أهدافه، وهي عماد المعلم في تعليم التلاميذ، وهي مقياس مهارة المعلم وجودة طريقته ووضوح منهجه في الدراسة، علاوة على أهميتها في إثارة لتلاميذ وتنشيطهم وعقد الصلة بين أذهانهم وحقائق الدرس، كما أنها تتيح للتلاميذ أن يكونوا دائما في مواقف إيجابية وأن يشتركوا في بناء الدرس وكشف حقائقه. 

والمعلم لا يمكن أن يؤدى دوره بشكل فعال إلا إذا كان متمكنا من مهارة صوغ الأسئلة صوغا لغويا صحيحا، فمهارته في صوغ الأسئلة تمكنه من التعرف على المستوى الفعلي لتلاميذه،  ومدى استيعابهم لما يقوم بتدريسه لهم، كما تمكنه من تحديد نقاط ضعف تلاميذه وقوتهم، مما يساعد على علاج أي خلل يحدث في العملية التعليمية، كما تساعده الأسئلة أيضا في معرفة أي من أهداف تدريس مادته قد تحقق، فعملية التقويم تستخدم للتأكد من تحقيق الأهداف  التي وضعت مسبقا. 

ماذا نقصد بالسؤال ؟

يقصد بالسؤال جملة استفهامية أو طلبية توجه إلى شخص معين "طالب"بغرض استجلاء إجابة أو  حثه على توليد الأسئلة بغرض لفت انتباهه. 

ومما سبق يمكن أن نحدد مفهوم مهارة طرح الأسئلة هي مجموعة من السلوكيات الأداءات التدريسية  التي يقوم بها المعلم بدقة وسرعة وفهم وبقدرة على التكيف مع معطيات الموقف التدريسي.   

شروط الصياغة الصحيحة للأسئلة:

·          أن يكون السؤال مصاغا في عبارات لغوية صحيحة. 

·    مناسبة السؤال للتلاميذ، فالسؤال الجديد في أي مستوى من مستويات التفكير يمكن أن تفسده الصياغة غير المناسبة وتشير صياغة السؤال إلى الطريقة  التي يعبر بها عن مضمونه باستخدام الكلمات، .

·          وضوح السؤال. 

·          وضوح الهدف من السؤال للمعلم وبمعنى آخر فإن الأسئلة الجيدة تساعد المعلم في تقويم تلاميذه وتقويم نفسه. 

أهمية الأسئلة:

للأسئلة أهمية كبيرة في العملية التعليمية ويرجع ذلك إلى أنها تحقق ما يلي:

·    تشخيص المستوى الحقيقي للطلاب، وذلك بقصد تحديد مدى توافر متطلبات تعليمية معينة قبل تدريس محتوى معين أو موضوع معين. 

·          وقوف المعلم على مستوى تلاميذه؛ سواء قبل تنفيذ الدرس أو في أثنائه أو في ختامه. 

·          تفيد في تعرف الصعوبات  التي تواجه التلاميذ في تعلم مادة دراسية. 

·          تساعد المعلم على اكتشاف الأهداف  التي تحققت من  التي لم تتحقق. 

·          تحدد للتلميذ مستواه الحقيقي،  فيقف على نقاط الضعف ويعالجها. 

·          تجعل من التلميذ مشاركا إيجابيا في المواقف التعليمية. 

·          تشجع التلاميذ على المناقشة والحوار وعرض الأفكار. 

·          تتيح للمعلم فرصة الحكم على فعالية التدريس. 

·          تثبت المعلومات والحقائق والمفاهيم. . .  وغير ذلك في أذهان التلاميذ. 

·          تثير الدافعية التلاميذ مما يساعده على التركيز والاستعداد لموضوع الدرس. 

·          تنمى بعض الأسئلة بعض المهارات العقلية العليا لدى التلاميذ. 

يعتمد التواصل الصفي بين المعلم وطلابه بشكل كبير على الأسئلة التي يطرحها المعلم أثناء الدرس والتي يطلق عليها  في العادة اسم الأسئلة الصفية.  وقد تكون هذه الأسئلة هي المدخل الذي يبدأ فيه الدرس حيث يوجه طلابه إلى القيام بالنشاطات التي تساعدهم  في حل السؤال المطروح.  وقد يستخدم المعلم هذه الأسئلة  في توجيهه الطلاب أثناء تنفيذ نشاطات التعلم.  والأسئلة الصفية كذلك،  هي الوسيلة الرئيسية  في إثارة التفكير لدى التلاميذ بمستوياته المختلفة، كما أنها وسيلة التقويم  البنائي، حيث تعين المعلم  في معرفة ما إذا تمكن الطلبة من بلوغ الهدف الذي يدور التدريس حوله.  والأسئلة الصفية المخطط لها تظهر  في مذكرة التحضير اليومي للدروس التي يعدها المعلم، وتعتبر مصدرا جيداً لأسئلة  الامتحانات التي ستطبق  على الطلبة مستقبلاً. 

تصنيف الأسئلة الصفية. 

أولاً: - تصنيف الأسئلة حسب الإجابة المتوقعة لها

تصنف الأسئلة من هذه الزاوية  في نوعين رئيسيين هما: -

الأسئلة محدودة الإجابة ( الأسئلة المجمّعة ) 

وهي الأسئلة التي لا تحمل إلاّ إجابة صحيحة واحدة متفق عليها  ومثال على: ما  هو البايت؟  ما وظيفة CPU  ؟ ما عمل وحدة التحكم؟  فهذه الأسئلة تسأل عن حقائق  لا تحتمل الاجتهاد أو التأويل.  ولذلك يوصى باستخدامها حيث كان التذكر من أهداف المعلم التدريسية. 

الأسئلة مفتوحة الإجابة ( الأسئلة المتباعدة ) 

وهي الأسئلة التي يكون لها أكثر من إجابة صحيحة واحدة أو التي تستدعي معلومات أوسع وأعمق مما هو متوفر  في الكتاب.  مثل الأسئلة التي تتطلب رأيا أو حكماً أو تتطلب توقعاً معيناً، أو تفسيراً لسلوك ما. 

مثال على ذلك:

·          ما رأيك هذا البيت ؟

·          كيف نرقى باللغة العربية؟ 

ف في هذا النوع من الأسئلة نجد إعمالاً للعقل، ومشاركة واسعة من الطلبة،  كما أنها تفيد  في العصف الذهني، وتحفز الطلبة على التعلم الذّاتي، ولذلك يسميها البعض أسئلة التفكير المتمايز. 

ثانياً: - تصنيف الأسئلة حسب مستوى التفكير الذي تثيره. 

يعتبر تصنيف " بلوم " للأهداف التدريسية من أكثر أشكال التصنيف عمومية وشيوعاً.  وينظر إليه باعتباره طريقة مفيدة  في لفت انتباه المعلمين إلى تنوع مستويات تفكير الطلبة وتدرجها عند الإجابة؛ بحيث يتضح لهم أن التعامل مع المحتوى يتطلب أكثر من مجرد التذكر البسيط للمعلومات فيما يُطرح من أسئلة  وفيما يأتي أنواع الأسئلة بحسب مستويات " بلوم " المعرفية الست مع أمثلة توضيحية  في كل مستوى.

مستويات الأسئلة:

تختلف مستويات الأسئلة بحسب العملية العقلية المطلوبة للإجابة عن كل منها،  ومن المعروف هناك علاقة تربط بين الأهداف الإجرائية والأسئلة التقويمية،  ولقد ابتكر بلوم تصنيفا للأسئلة ويشمل ستة مستويات يرتبط كل مستوى منها باستجابة التلميذ واستخدامه نوعا معينا من أنواع التفكير،  وفيما يلي عرض موجز لكل مستوى من هذه المستويات وفق تصنيف بلوم:

أولا: أسئلة التذكر "الحفظ ":

يتطلب السؤال في هذا المستوى أن يستدعى التلميذ المعلومات والحقائق والمفاهيم  التي سبق أن تعلمها، أو يتعرف عليها. 

ويقصد بالتذكر هنا أنواع السلوك ومواقف الاختبارات  التي تؤكد التذكر عن طريق التعرض إلى الأفكار والمواد والظاهرات، أو استدعائها، والسلوك المتوقع من الطالب في موقف الاستدعاء أو التعرف يسبه نفس السلوك  الذي كان من المتوقع اكتسابه أثناء الخبرة التعليمية الأصلية، فالموقف بعد هو هذه المعلومات. 

وبالرغم من بساطة هذا النوع الأسئلة، إلا أن تذكر المادة الدراسية أمر ضروري، وترتب الأهداف في مستوى التذكر من الخاص والمحسوس إلى المعقد والمجرد نسبيا إلا أن عامل التذكر هو العامل الأساسي فيه، مثل تذكر المصطلحات والحقائق مثل ( التواريخ، والأشخاص، والزمن. . .  ) والنظريات، والقواعد. 

ثانيا: أسئلة الفهم:

يقصد بالفهم إدراك المادة  التي يدرسها المتعلم، ويمكن أن يظهر هذا في إعادة صياغة المعلومات  التي تعلمها في عبارات جديدة، وترجمة المادة في صورة أخرى، مثل تحويل الأعداد إلى صورتها اللفظية، وتفسير المادة العلمية وشرحها وتلخيصها، وإدراك العلاقات بين الأشياء، وهذه النواتج التعليمية تمثل خطوة أبعد من مجرد تذكر المادة. 

 أمثلة لهذا النوع من الأسئلة:

1- استخرج الأفكار الرئيسية للفقرة  التي قرأتها.  ( يعطى فقرة ليقرأها ). 

2- عرف قانون أوم بأسلوبك. 

3- ترجم الأرقام التالية إلى صياغتها اللفظية ( 115، 300، 407 ). 

4- اشرح بتعبيرك العلاقة بين المناخ الصحراوي ونمو النباتات في هذا الإقليم. 

ثالثا: أسئلة التطبيق:

ويتطلب هذا المستوى من الأسئلة أن يكون التلميذ قادرا على استخدام ما تعلمه في مواقف جديدة، كأن يطبق قاعدة أو مبدأ أو قانون في استعمالات مناسبة وفى حل مسائل جديدة: والأسئلة في هذا المستوى تتيح الفرصة للتلميذ لممارسة ما تعلمه، مما يعطى أهمية لهذا النوع من الأسئلة. 

ومن الكلمات الافتتاحية  التي تستخدم في هذا المجال:

* حل.          * أحسب.        * وظف.      * استعمل.    

* استخدم. 

رابعا: أسئلة التحليل:

وتتطلب قدرة المتعلم على تحليل المعلومات، وتجديد الأسباب والوصول إلى الاستنتاجات،  وتحديد عناصر المشكلة أو الفكرة، ويمكن أن يشتمل ذلك على التعرف على الأجزاء أو العناصر، وتحليل العلاقات بين الأجزاء أو العناصر. 

ومن الكلمات الافتتاحية  التي تستخدم في هذا المجال:

*حلل.    *برهن.           *استنتج.      * حدد.         *اكتشف.      * لماذا. 

خامسا: أسئلة التركيب:

والأسئلة في هذا المستوى تتطلب أن يكون التلميذ قادرا على وضع الأجزاء معا، وأن يؤلف بين الأفكار والخبرات لتكوين كل جديد منها:

ويمكن أن يشتمل هذا على إعداد نظام معين لتصنيف معلومات معينة،  ويتطلب ذلك أن يدرس التلاميذ المادة بشكل متعمق. 

ومن الكلمات الافتتاحية  التي تستخدم في هذا المجال:

*اقتراح.          *حدد.       *كيف.       * اكتب. 

أمثلة لأسئلة التركيب:

1.   اكتب كلمة بمناسبة الاحتفال بعيد المعلم، مع وضع عنوان مناسب لها. 

2.   حدد خطة يمكن أن تساهم في نظافة البيئة. 

3.   اكتب موضوعا عن أهمية السلام لشعوب المنطقة. 

4.   كيف يمكن أن تجمع مساهمين لعلاج مشكلات بيئية. 

المصدر: دكتور /وجيه المرسي أبولبن
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 3960 مشاهدة
نشرت فى 28 مايو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,643,657