الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

authentication required

تعد الدافعية شرطا أساسيا لحدوث التعليم الفعال، وبدونها يكون تعلم موضوعا جديد منعدما أ بعبارة أخرى غير ذي فائدة؛ حيث يعد وجود دافع لدى الطلاب مطلبا أساسيا لحدوث عملية التعلم. 

والدافعية هي القوة الداخلية الذاتية  التي تحرك سلوك الفرد وتوجيهه لتحقيق غاية معينة يشعر بالحاجة إليها. 

ويقصد بمهارة تنويع المثيرات جميع الأفعال  التي يقوم بها المعلم بهدف الاستحواذ على انتباه التلاميذ وتركيزه حول موضوع الدرس وجعلهم أكثر مشاركة وتفاعل وانتباه سير الدرس.  ويرجع تنويع المثيرات إلى مبدأ أساسي في التعلم وهو أن ثبات انتظام البيئة المدركة يؤدى إلى الخمول العقلي، في حين أن التغير في البيئة المدركة يجذب الانتباه ويستثير النشاط العقلي، ويجب هنا مراعاة ألا تؤدى التغيرات البيئية المدركة إلى تشتيت انتباه التلاميذ وإبعادهم عن موضوع الدرس. 

ويلاحظ على كثير من الطلاب في المراحل التعليمية المختلفة أنهم لا يستطيعون التركيز والانتباه في النشاط التعليمي إلا لمدة قصيرة،  من ثم يشعرون بالملل وتشتيت الانتباه. 

ومع أن هذا الملل يمكن أن يرجع إلى أسباب كثيرة منها: قلة مراعاة المناهج لاهتمامات التلاميذ وحاجاتهم، أو ما يفرضه النظام المدرسي من قيود وضوابط أو قلة جاذبية البيئة المدرسية بوجه عام، إلا أن الواقع يؤكد أن ما يحدث داخل حجرة الدراسة له الدور الأكبر في هذا الشعور بالملل لدى التلاميذ، لأن التلميذ يظل جالسا في مقعده لساعات طوية يتلقى دروسا متتابعة، والمعلمون لا يكفون عن الحديث طوال الوقت، هذا الحديث  الذي يغلب عليه الرقابة،  وكأنهم طبعوا على تحفيظ تلاميذهم وتلقينهم للمعلومات، وكل هذا يصيب التلاميذ بالسأم والملل، وهذا يدعو إلى التأكيد على دور تنويع المثيرات في إثارة انتباه التلاميذ وتعزيز التعلم. 

ولكي ندرك أهمية تنويع المثيرات فعلينا أن نشاهد برنامجا تلفزيونيا أو فيلما سينمائيا، لنجد أن مخرجي هذه الأعمال يحرصون على الاحتفاظ بانتباه المشاهد واستمراره طوال مدة عرض هذا البرنامج أو الفيلم، وذلك عن طريق تغيير إيقاع العرض باستخدام الأساليب الفنية المتنوعة، مثل تغيير المنظر أو الديكور أو الإضاءة أو زوايا التصوير واستخدام المؤثرات الصوتية والبصرية.  ويأتي دور المعلم ومهاراته في الاحتفاظ بانتباه تلاميذه خلال سير الدرس،  وذلك بأن ينوع ن سلوكه داخل الفصل، فلا يحاول أن يكون دائما ناعما أو خشنا في صوته  ولا يسير على وتيرة واحدة حتى لا يتسلل الملل والنعاس للطلاب. 

 كذلك لا يصح أن يكون متصلبا جامدا لا يتحرك من مكانه في الفصل، ولكن المعلم الكفء هو  الذي يعرف الأساليب المختلفة لتنويع المثيرات في أبسط صورة، ويتمثل ذلك في حركات المعلم، والأصوات  التي يحدثها، والانطباعات البصرية  التي تتغير وتتنوع خلال الحصة. 

وتتمثل الحركات  التي يقوم بها المعلم في إشاراته باليدين أو بالرأس،  أو عن طريق قسمات وجهه، وحركات جسمه،  لإعطاء كلامه معان معينة، ودلالات قوية موحية، مع مراعاة عدم المبالغة في ذلك حتى لا يحدث  العكس فيشتت انتباه التلاميذ.  وهناك صوت المعلم وتغيير سرعته وتعبيراته، وتلوينه  وفقا للمعاني المطلوبة. 

 ويأتي التركيز على النقاط المهمة لجذب انتباه التلاميذ، وذلك عن طريق كلمات معينة مثل: خذ بالك جيدا، انظر هنا، ركز معايا، ويعد الصمت أيضا من الممارسات الجيدة  التي تساعد على إثارة  اهتمام التلاميذ.  وإبعاد الملل والسأم عنهم. 

بعض الأساليب  التي تساعد في إثارة اهتمام التلاميذ:

· تغيير التفاعل، فالمعلم يستخدم ثلاثة أنواع من التفاعل مع التلميذ، وتفاعل التلميذ، فالتفاعل داخل الفصل من أساليب تنويع المثيرات،  الذي يتيح الفرصة للمشاركة في الأنشط التعليمية. 

· التعزيز، حيث إن سيرة المعلم على عمليات الثواب والعقاب داخل الحجرة الدراسة تساعد على وجود مناخ مناسب تتحقق من خلاله أهداف العملية التعليمية، كما أنها تجعل التلاميذ يشاركون في الأنشطة التعليمية، وتساعد في حفظ النظام وضبطه داخل الفصل. 

المصدر: دكتور /وجيه المرسي أبولبن
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 1865 مشاهدة
نشرت فى 28 مايو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,659,507