الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

حظي موضوع إعداد المعلم باهتمام كبير في أرجاء العالم، وتغيرت طبيعة إعداده، وسلكت المجتمعات مسالك شتى في ذلك، وظهرت مؤسسات وبرامج وطرق ونظم جديدة في إعداد المعلم وتدريبه ومنها:

1-  الاتجاه إلي منح المعلم شهادات متجددة في أثناء الخدمة: مع وجود فروق في المرتبات في كل مستوى للاستمرار؛ حيث يلتحق المعلم في البداية بالمهنة كمبتدئ ويتقاضى مرتبا، ويتقدم لأول امتحان ليُمنح الترخيص بعد عام أو اثنين، ويتكون هذا الاجتماع للاختبار من أربعة محكات، وهي:

* المعرفة بمنهج التخصص.

* المعرفة لفنون التعليم.

* الأداء الملاحظ في الصف.

* إسهاماته في المهنة أو المدرسة.

وبعد ستة أعوام أو سبعة في المهنة يمكن للمعلم التقدم لاختبار أكثر صعوبة به نفس المكونات مع تغير المعايير لتلائم تغيرات المناهج وفنون التعليم، ويتم مثل هذا الاختبار في السنة الثانية عشرة أو الثالثة عشرة، وتكون مرتبات المعلمين ذوي الشهادات المتقدمة أعلى بشكل دال من غيرهم ليصبح ذلك بمثابة حافز للبقاء في المهنة، والمعلم الذي يفشل مرتين متتاليتين يخرج من النظام.

2- الكفاءة التدريسية: هي مجموعة من الصفات أو الإمكانات التي يطمح المربون في أن تتوفر لدى المعلم الجيد ويمكن ملاحظتها أو قياسها، وتجعله قادرا على تحقيق أهدافه التعليمية والتربوية على أفضل صورة ممكنة.

3-   تدريب المعلم في ضوء فكرة " الأداء ":  يعرف الأداء بأنه " أنجاز الفرد للمهام الموكولة إليه "، ويرتبط هذا الإنجاز أو الأداء بمدى اكتساب الفرد للمهارات المختلفة التي تلزم لتحقيق هذا الإنجاز. 

ويقصد بالانجاز هنا " الانجاز الفعلي للقدرات الكامنة لدى الفرد.   وينظر البعض إلي الأداء على أنه " الفعل الإيجابي النشط لاكتساب المهارة، والتمكن الجيد من أدائها تبعا للمعايير الموضوعية، وفي ضوء وجهة النظر السابقة نلاحظ ثمة ربطا بين الأداء والمهارة، حيث إن المهارة: هي الأداء المتقن الذي يعبر عن المعرفة، وقد يكون لفظيا، أو حركيا، أو عقليا.

4-  تدريب المعلم في ضوء فكرة " إدارة الأداء ":

* تعريف إدارة الأداء: هي مدخل إداري متكامل يهدف إلي تصميم الأداء المستهدف وتخطيطه، وتحديد أهدافه ونتائجه، وإعداد الفرد القائم بالعمل، وتوفير التوجيه والرعاية والإشراف بما يحقق التوافق بين قدراته ومهاراته وسلوكه الفعلي في العمل ومتطلبات الأداء، ويتضمن كذلك المراقبة الفعالة للأداء وتقييمه وتشخيص أسباب انحرافه عن المعدلات والمستويات المستهدفة، ووضع برامج العلاج بتطوير عناصر الأداء المتسببة في الانحراف.

5- نظام الصفات الشخصية: ينطوي هذا النظام على صفة محددة تتصل بشخصية المعلم، وخصائصه مثل: التعاون، والالتزام، والمبادأة، والانتماء والصدق، وقدرته على تحقيق الأهداف، ودقته في الأداء، وحرصه على مصلحة المنظمة التعليمية، وقدرته على تحسين الوسائل التعليمية، وطرق التدريس. . . ، وما شابه ذلك من صفات تمكن المعلم من ممارسة أنشطته الإدارية، والفنية على نحو أفضل. 

6- نظام الفعالية العامة للمعلم: يركز هذا النظام على مستوى الفعالية العامة لدى المعلم باعتبارها الغاية العليا التي تنشدها المنظمات التعليمية، وتنطوي الفعالية العامة للمعلم على تحقيق الأهداف التعليمية على نحو أفضل بأقل تكلفة وأقل وقت، والحكم على أداء المعلم في ظل نظام الفعالية العامة يرتكز على تقديرات عامة حول الأسئلة التالية:

* ما مدى فعالية المعلم في تحقيق الأهداف الخاصة بوظيفته ؟

* ما مدى فعالية المعلم في تحقيق الربط بين أهدافه، وأهداف المنظمة التعليمية، وأهداف المجتمع ؟

* ما مدى فعالية المعلم في تقديم المقترحات التي تفيد في تطوير المنظمة التعليمية ؟

* ما مدى فعالية المعلم في تطوير ذاته من أجل التكيف مع المتغيرات الحالية والمستقبلية ؟

 إعداد معلم اللغة في ضوء " المعايير ":

 تعدد التسميات التي أطلقت علي مفهوم المعايير في الأدبيات التربوية، مثل: معايير التعلم، ومعايير النواتج، ومعايير المنهج، ومعايير المراقبة، ومعايير التقويم، ومعايير الشراكة، ومعايير مؤشر التحصيل، ومعايير التميز. . . . إلخ. 

وهنا يمكننا أن نشير إلي معنيين للمعايير التربوية أولهما: هو المعنى القاموسي للمعايير، والذي يشير إلي أن المعايير" شيء تم التوصل إليه بالاتفاق العام كنموذج أو مثال يحتذى، أو هو درجة جودة مناسبة وكافية لغرض معين".  وثانيها: هو أن المعيــار " بيان معين لما ينبغي على الطلاب معرفته وإمكانية القيام به في مادة معينة".   وهو بهذا يختلف عن الهدف، حيث إن الهدف هو الغاية التي يسعى المرء جاهداً لتحقيقها. 

 وهناك العديد من الأسباب التي دعت كثير من الدول إلي تبني المعايير في التربية، ومن هذه الأسباب ما يلي:

·          تأكيد العديد من الهيئات الحكومية والاتحادية والأهلية على التراجع في مستوى التعليم. 

·          ضعف أداء الطلاب وفق التقييمات العالمية.

·          تحول صانعي السياسة إلي مقاييس النتائج.

·          الإعلان على الملأ عن التفاوت في الانجاز نتيجة لاختلاف للجنس والعرق. 

·          أن المنافسة الاقتصادية العالمية قد فرضت المزيد من المتطلبات الشاقة على العامل العادي. 

·          أن النظام التعليمي في سبيله إلي أن يصبح مستودعاً لكل ما لا حاجة للمجتمع به، والمعايير تعيد لرسالة المدرسة مركزيتها. 

وتأتى أهمية المعايير من أنها تعمل على:

·          توفير المحاسبة، حيث تضع الطلاب والمدرسين كليهما تحت طائلة المسؤولية. 

·          توفير المساواة، حيث تتصدى المعايير إلي مسائل عدم المساواة في التعليم، والتوقعات من جميع الطلاب. 

·          رفع المستوى، حيث ترفع سقف التوقعات إلي مستوى أعلى جديد. 

·          الإصلاح المنهجي، الذي يرتكز عليه عناصر الإصلاح ذات الصلة، مثل: التطوير المهني، الامتحان، الخ .

·          تحديد ما يجب أن يعرفه الطالب، وما يمكنه أداؤه في أوقات معينة في سنوات تعليمية. 

·          تحديد مستويات أداء ينبغي أن يحققها الطالب ويبرزها، وهذه يؤدي على دمج المعايير مع التقويم. 

·          تحديد المعارف المحورية الضرورية والمرجوة في مادة دراسية معينة يتم تعلمها

·          ضمان النوعية، وتشجيع التغيير، وحفز التعليم الموجه للتفكير. 

·          تعد بمثابة مصدر للمعلمين، القادة التربويين، ومتخذي القرار لفحص وتحسين نوعية برامج التعليم.

·          توجيه أطر تطوير المناهج والتقييم والمواد التعليمية.

معلم اللغة العربية وعصر المعلومات:

لكل عصر سمات تميزه، وقسمات تحدد ملامحه، حتى لَيُعرف العصر بها، ومن الحقائق المقررة التي لا ينقصها الدليل، أو تحتاج إلي برهان أن الانفجار المعرفي وثورة المعلومات هي أبرز ما يميز هذا العصر، حتى لقد أطلق عليه "عصر المعلومات ".

ولقد تضاعفت المعارف الإنسانية بصورة غير مسبوقة، ألقت بظلال كثيفة على كل مفردات الحياة المعاصرة، وكانت لها انعكاساتها على أنسأن القرن الحادي والعشرين، حيث تأثرت جنبات الحياة المعاصرة كلها بثورة في الاقتصاد والسياسة والاجتماع والفكر والفنون والآداب، فأصبح لا مفر لأنسأن هذا العصر من الانخراط في تكتلات كبرى، ومن زيادة التعاون مع غيره، وقبوله للتغيرات الحديثة المتسارعة، وقبول الآخر والتعامل معه. . . إلخ. 

تحديات عصر المعلومات واللغة العربية:

ظاهرة الانقراض اللغوي: في ظل تدفق المعلومات وإنتاج المعارف، فإن التوجه لاستخدام اللغة الواحدة من أهم ما تطمح إليه الدول المتقدمة، صانعة العلم، ومنتجة المعارف، وفي هذا الصدد يمكن القول: أن العربية تتعرض إلي مخاطر جمة، شأنها في ذلك شأن السواد الأعظم من لغات أمم الأرض ومن أهم هذه المخاطر ما يمكن تسميته بظاهرة " الانقراض اللغوي ".

وتتعدد أدوار معلم اللغة العربية في هذا الجانب، ومنها:

·          تبصير الطلاب بأهمية أنتاج المعرفة باعتبارها من أهم السبل للحفاظ على اللغة العربية.

·          الإسهام في تجديد متن اللغة العربية بما يجعلها باستمرار حية ونامية ومتطورة ومنتجة.

·          الإسهام في القضاء على الهزيمة النفسية التي يشعر بها بعض الطلاب نحو لغتهم العربية.

·    المشاركة في نشر الوعي بين الطلاب بأهمية الحفاظ على اللغة العربية وأثر ذلك في بناء ذواتهم وصياغة مستقبلهم.

حرب اللغات: ترتبط هذه القضية بظاهرة " الانقراض اللغوي " وهي إحدى تحديات عصر المعلومات  إذ المتابع للمشهد الثقافي العالمي يتضح له أن حرباً تدور رحاها الآن في العالم؛ بغرض هيمنة لغات الدول الأقوى وإقصاء لغات الدول الضعيفة.

إن إزاحة لغة الأقوى للغة الأقل قوة تمثل – كما يرى بريتون – استعماراً ثقافيا، أخطر بكثير من الاستعمار الاقتصادي الذي هو ذاتي وملموس ومرئي بدرجة أقل من الاستعمار السياسي والعسكري الذي تكون تجاوزاته واضحة، وتسهل إدانتها. .  أما حرب اللغات فمن النادر أن ينظر إليها كحرب ولم تعلن أبداً في أي مكان. أن الاستراتيجيات العسكرية والسياسية والدبلوماسية والاقتصادية للقوى العظمى يمكن دراستها ونقدها، ولكن الاستراتيجيات اللغوية تبدو غير واضحة وضمنية، وحتى بريئة أو غير موجودة.

وعلى صعيد العربية وما تجابهه من مشكلات وتحديات في عصر المعلومات  يشير " نبيل على" إلي هذه الحقيقة بقوله: أن العربية تتعرض لحركة تهميش نشطة بفعل الضغوط الناجمة عن طغيان اللغة الإنجليزية على الصعيد السياسي والتكنولوجي والمعلومات، وتشارك العربية في ذلك معظم لغات العالم إلا أنها تواجه تحديات إضافية نتيجة للحملة الضارية التي تشنها العولمة ضد الإسلام، وبالتالي ضد العروبة؛ نظراً لشدة الارتباط بينهما. 

فنظام العولمة في حربه الشرسة على اللغة العربية لا يجد غضاضة في تبرير أسلوب القمع اللغوي لحساب اللغة الإنجليزية، وفي تبرير قرار منظمة التجارة العالمية بعدم اعتبار اللغة العربية ضمن لغاتها الرسمية، وفي الربط بين اللغة العربية – لغة القرآن والإسلام – وبين الإرهاب الذي يتهمون به بعض الأقطار العربية , حتى لو كانت تدافع عن أرضها ضد الاحتلال .

·          وتتعدد أدوار معلم اللغة العربية في هذا الجانب، ومنها:

·          تبصير الطلاب بالأخطار المحدقة باللغة العربية في عصر المعلومات.

·          المساعدة في تفعيل دور اللغة العربية في الحفاظ على الحضارة الإنسانية بما يؤكد أحقيتها في معركة البقاء.

·          إبراز دور اللغة في حماية المجتمعات العربية والإسلامية وتماسكها.

·          تدريب الطلاب على أساليب الحوار والمناظرات والجدال الفكري بما يساعدهم في الدفاع عن اللغة العربية.

·          مساعدة الطلاب في معرفة المزايا التي تنفرد بها اللغة العربية قياساً بغيرها من اللغات.

·    مساعدة الطلاب في اكتشاف عمق العلاقة بين اللغة العربية والعقيدة الإسلامية على اعتبار أن الدفاع عن اللغة هو بمثابة الدفاع عن الدين والحفاظ على العقيدة.

·          ابتكار أساليب جديدة في الدفاع عن اللغة العربية والحفاظ على آدابها.

الغربة اللغوية ومزاحمة العامية للفصحى: من الأمور المؤسفة إلي حد الإبكاء، أن أقطاراً كاملة من أملاك العربية لا نكاد نسمع فيها العربية على الإطلاق، فقد أسلمت قيادها للهجة أو لعدة لهجات محلية طاغية على كل ما فيها ومن فيها، في البيت والشارع ووسائل الإعلان والإعلام، وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد، بل أننا لنجد المعلمين في المدارس، والأساتذة في الجامعات يدرسون ويحاضرون أيضا باللغة العامية، فإذا ما سألت أحدهم: لماذا لا تدرس باللغة العربية ؟ فإذا كان عربي التخصص أبدى الندم بسبب تقصيره، ووعد بأن يحاول، وإذا كان مدرساً لمادة غير العربية وآدابها، فربما جاء اعتذاره أقبح من الذنب وقال: وما أهمية ذلك ؟ أنا لست " بتاع " عربي !! , وهنا يحس المرء – حقيقة – أن اللغة العربية ليست بحاجة إلي الاهتمام بتعليمها وممارستها في كل شئون الحياة فقط، بل هي بحاجة إلي الحب أولا وقبل كل شيء، فهل نستطيع أن نعلم أبناءنا حب لغتهم؟ .

إن من أهم ما ينبغي لمعلم اللغة العربية القيام به، ألا يتحدث العامية في حجرات الدراسة خاصة. أن لجوءه إلي العامية في حديثه يمثل جريمة في حق لغته وهدراً لها، والتي أن لم يكن لها هو فمن يكون لها ؟ فضلاً عن أن حديثه بالعامية مع طلابه سيؤثر سلباً في أحاديثهم وكتاباتهم، وسيكرس في آذانهم وأذهانهم الاستماع إلي العامية، ومن ثم سيخلف شعوراً بالغربة اللغوية  لديهم  .

وتتعدد أدوار معلم اللغة العربية في هذا الجانب، ومنها:

·          المشاركة في تفصيح الألفاظ العامية ذات الأصول العربية التي ترد على ألسنة طلابه.

·          استخدام اللغة العربية السهلة الميسورة في الحديث والكتابة.

·          ممارسة التحدث باللغة العربية الفصيحة.

·          تدريب طلابه على ممارسة اللغة الفصيحة في أحاديثهم وحواراتهم ومناقشاتهم.

·    تشجيع الطلاب على الحديث باللغة العربية عن طريق الربط بين اللغة وبعض الأنشطة والخبرات الحياتية التي يقومون بها ( الرحلات وما يدور فيها – الدعابات والنكات التراثية. . . إلخ ).

مقاومة التعريب: تعد قضية التعريب إحدى تحديات عصر المعلومات في وقت نستمع فيه إلي بعض الأصوات التي ترتفع: ما اللغة العربية وعلوم الطب والهندسة والصيدلة ؟ إن تعريب هذه العلوم مستحيـل !، وأصحاب هذه الأصوات – عادة – لا يعيرونك آذانا صاغية عند ما تقول لهم: أن اللغة العربية يجب أن تعود لغة العلم والتأليف العلمي كما كانت من قبل.  إن اليهود نقلوا العلوم الحديثة إلي العبرية، وهي لغة ميتة، استخرجت من المقابر، وحررت من الأكفان.

ونري بعضاً من الأساتذة والعلماء يصرون على التدريس والتأليف باللغات الأجنبية ويفاخرون بذلك وفئة أخرى ارتضت أن ترصع أحاديثها ومؤلفاتها بالكلمات والمصطلحات الأجنبية، ودلالة هذا واضحة نحن لا نحترم لغتنا، ولا نبالي بإثباتها والتأكيد عليها في كل المجالات، وهذا أول الطريق لفناء الأمم.

إن قضية التعريب لم تعد نابعة – فقط – من الحمية القومية، أو المحافظة على الهوية الثقافية  بل أصبحت أداة لا غنى عنها لتنمية أدوات التفكير , وتنمية القدرات الذهنية، والملكات الإبداعية،  وخير شاهد على ذلك ما أبداه الأطباء السوريون – الذين تلقوا تعليمهم الجامعي باللغة العربية – من تفوق على كثير من أقرانهم العرب، ممن تلقوا تعليمهم باللغات الأجنبية، وذلك في الاختبارات التي تعين عليهم اجتيازها للالتحاق بالدراسات العليا في الجامعات الأوروبية والأمريكية .

وتتعدد أدوار معلم اللغة العربية في هذا الجانب، ومنها:

·    المشاركة في حركة تعريب العلوم والمعارف المفيدة في تعليم العربية وتعلمها " كتب – مجلات – مواد الانترنت. . . إلخ ".

·          إظهار التقدير والاعتزاز باللغة العربية.

·          إتقان إحدى اللغات الأجنبية " الإنجليزية " بما يساعد المعلم على تفعيل دوره في حركة التعريب والترجمة.

·          تبصير الطلاب بمرونة اللغة العربية وقدرتها على الوفاء بمتطلبات العصر واستيعاب مصطلحات الحضارة.

·          تفنيد الدعاوى المنادية بأن العربية لا تصلح أن تكون لغة للعلوم الحديثة.

·          تأكيد دور اللغة العربية وإسهاماتها في نقل الحضارة الإنسانية والحفاظ عليها.

·          مساعدة الطلاب على التمييز بين التعلم باللغة الأجنبية وتعلم لغة أجنبية.

·          إبراز أثر التعلم بغير العربية في هجرة العقول العربية.

·          تبصير الطلاب بأثر التعلم باللغة العربية في تنمية التفكير والإبداع لديهم.

سيطرة اللغة الإنجليزية: نظراً لأن اللغة الإنجليزية – خاصة – هي لغة العلم والمعرفة، ونظراً للمردود الاقتصادي والاجتماعي والثقافي العائد على أصحاب تلك اللغة نتيجة لانتشارها، فإن أتباع هذه اللغة يحرصون – باستمرار – على سيادة الإنجليزية على غيرها من اللغات، حتى رأينا بعض المنظمات في الولايات المتحدة الأمريكية تقوم " بحملات، للاعتراف بالإنجليزية باعتبارها اللغة الرسمية الوحيدة للبلاد في مواجهة الثنائية اللغوية المتنامية بسبب الهجرة الأسبانية الكبيرة من أمريكا اللاتينية ".

ومع تنامي هذا التوجه الذي يقضي بسيطرة اللغة الإنجليزية، فإن أنصار هذه اللغة لا يدخرون جهداً في إعداد بنوك للمصطلحات أو " أيزو  Iso " مصطلحات، وترويجها لتتعامل بها الشعوب وفقاً لتعريفاتها الإجرائية التي تدور في ذهن واضعيها.

إن انتشار الكلمات الأجنبية في المجتمعات العربية يدل – إضافة إلي سيطرة اللغات الأخرى – على شعور بالهزيمة الحضارية، وتقليد الأمم الضعيفة للأمم القوية في كثير من أنماط حياتها ومن بينها اللغة، أن هذه الكلمات الأجنبية تتخذ أوضاعاً لغوية مشكلة لنفسها في حديثنا اليومي مداً يتعاظم أثره لدى الجيل يوماً في إثر يوم، وتندرج هذه الظاهرة – أيضا – داخل إطار الثقافة الاستهلاكية؛ إذ نحن نستهلك ألفاظاً بطريق الاستعمال اليومي، مع أننا نمتلك بدائل لها، أننا نستورد الكلمات كما نستورد السلع، ثم يكون استهلاكنا للكلمات بالدرجة التي نستهلك بها السلع، وبالطبع فأن هذا من المؤثرات السلبية التي تضاعف من الإحساس بالغربة اللغوية، ويوسع الهوة بيننا وبين لغتنا.

وتتعدد أدوار معلم اللغة العربية في هذا الجانب، ومنها:

·          مساعدة الطلاب على استخدام اللغة العربية في أحاديثهم وكتاباتهم.

·          تنمية شعور الطلاب بمكانة اللغة العربية وأهميتها في الحفاظ على الهوية.

·          تنمية شعور الطلاب بالاعتزاز باللغة العربية.

·          مساعدة الطلاب على عدم اللجوء لاستخدام الألفاظ الأجنبية في أحاديثهم ما دام في اللغة العربية ما يفي بذلك.

·مساعدة الطلاب على تجاوز الشعور بالهزيمة الحضارية الذي يدفعهم لاستخدام المفردات الأجنبية بلا داعٍ. 

المصدر: دكتور /وجيه المرسي أبولبن
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 303 مشاهدة
نشرت فى 28 مايو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,660,038