الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

لم يعد التدريس مهنة من لا مهنة له ؛ بل أصبح التدريس مهنة لها احترامها،  وفن له مقوماته وعمل يحتاج إلى إعداد وتخطيط محكم، وإجراءات تنفيذية تحتاج إلى متابعة وتقويم، وأنشطة ووسائل معينة لتحقيق الأهداف المرجوة منه.

والمتأمل في تدريس اللغة العربية يمكن أن يرى العناصر التي يمكن أن تؤثر على تدريس اللغة العربية وهى: المعلم، التلميذ، المادة الدراسية، طرق التدريس، وسائل وأساليب التقويم، الوسائل التعليمية. و من العناصر التي تؤثر في تدريس اللغة العربية ما يلي:

أولا: الـمعلــم:

أهمية المعلم:

جعل الله تعالى الإنسان خليفته في الأرض وميزه بالعقل على بقية المخلوقات وجعل عقله مناط التكليف وتحمل أعباء المسئولية، وحثه على النظر في ملكوته وإعمال العقل والتدبر، ولأن المعلم الإنسان هو خليفة الله على الأرض، والمتحكم في نموها الاقتصادي كنتاج للأداء البشرى الذي يسهم في إعداده للمجتمع سنوياً، فلا يتحقق التقدم إلا بالقوى العاملة التي يعلمها ويدربها

وينظر علماء " التنمية البشرية " للمعلم على أنه يشكل المصدر الأول للبناء الحضاري الاقتصادي الاجتماعي للأمم من خلال إسهاماته الحقيقية في بناء البشر، والحجم الهائل الذي يضاف إلى مخزون المعرفة،  وعبرت عنه نظرية " رأس المال البشرى " بأنه كلما نجح المعلم في زيادة المستويات التعليمية لأبناء الأمم، كلما ارتفعت معها مستويات المعرفة، ومن ثم ترتفع مستويات الإنتاج القومي العام، والذي بدوره ينعكس على زيادة مستويات دخل أبناء الأمم وتحقق الرفاهية الاجتماعية تعيشُ الأممُ حاضرَهَا باحثة عن مستقبلٍ أكثر سهولة وأكثر سعادة، لأنهُ الحاضرُ في حياة البشر، وهو الجدير بالاهتمام لأية أمةٍ تخططُ لأهدافها وتسعى لتحقيقها، فالمستقبلُ ملكٌ لأجيالٍ قادمةٍ، لكنَّهُ في الوقت نفسِهِ جهدٌ علميٌّ موجهٌ لأجيالٍ تعيشُ الآن.  

ومع الاتساع اللامحدود للمعرفة، وتنامي المعلومات، والتقدم المطرد في وسائل التعليم والتعلم والاتصال يواجه التعليم عددا من التحديات التي يجب عليه مواجهتها، والبحث عن الأسلوب الأمثل للتصدي لها، يأتي في طليعتها: الانفجار المعرفي الرهيب الذي يلاحقه التكدس المماثل للفصول، يتم ذلك التغير السريع اللاهث لحقائق العلم، فما نُمْسِي على معرفته كجديد نُصِْبحُ على سِواهُ أحدث. . . .  الأمرُ – إذن – يحتاجُ تغيرا حقيقيّا لكل نظم العطاء والتلقي تعليمًا وتعلمًا، مناهجَ وأدوات، معطياتٍ ومفردات، تلميذًا ومعلمًا. 

ولما كان المتعلم هو المستهدف الأول لهذا الجهد التعليمي، والمعلم هو المنوط به بذل هذا الجهد؛ وصولا بالمتعلم إلي ما نرجوه فأنه يجب أن تلتقي الجهود متضافرة لإصلاح حالِ ِهذا المعلمِِِ كي تنصلحَ نتائِجُهُ.

وتهتم الأمم بلغتها الأم اهتمامًا كبيرًا؛ لأن اللغة في أية أمة من هذه الأمم تؤدي وظائف متعددة ومهمة للأفراد والجماعات على حد سواء، فبها يتفاهم الفرد مع بني جنسه ويقضي حاجته وينقل مشاعره وأحاسيسه إلي الآخرين وعن طريقها تحفظ الأمة تراثها وتتناقله من جيل إلي آخر وتنقله إلي الأمم الأخرى، وتتعرف تراث تلك الأمم وحضاراتها. 

ولإدراك الأمم لأهمية اللغة الأم في التقدم والتطور في ميادين الحياة المختلفة فقد اعتنيت بلغاتها الأم، ووفرت لها الإمكأنيات اللازمة لتطوير تعليمها وتحسين وسائله وأساليبه، وحظي معلم اللغة الأم في هذه الأمم بقسط وافر من العناية حيث بذلت الأمم جهودا متتالية لرفع قدراته وتطوير برامج إعداده بما يتلاءم والتقدم والتطور التقني في هذا العصر. 

ولغتنا العربية – شأنها في ذلك شأن أية لغة أم – قد حظيت بدرجة كبيرة من الرعاية والاهتمام ولا سيما في العصور الأولى للحضارة العربية الإسلامية؛ لأنها الوعاء الذي يحوي أعظم تراث عرفته الإنسانية وهو القرآن الكريم، فقد اعتنى العرب بتعليم لغتهم ونشرها في أرجاء البلاد التي فتحوها؛ من أجل تعليم القران الكريم وفهم التشريعات الإسلامية، إلا أن هذه اللغة قد أصابها الضعف بسبب عوامل عدة، من أهمها سياسة الاستعمار الأوروبي الذي سيطر على معظم أرجاء الوطن العربي، تلك السياسة التي هدفت إلي القضاء على اللغة العربية لغة القرآن الكريم.

وبعد تخلص البلاد العربية من الاستعمار الأوروبي اهتمت الدول العربية بلغتها الأم وعملت على تطوير تعليمها وتحسين أساليبه ووسائله وبذلت – من أجل ذلك – جهودا متتالية، تمثلت في عقد الندوات والمؤتمرات وحلقات النقاش التي تدرُسُ أوضاعَ اللغة العربية ومشكلاتها في الوطن العربي وتبحث في وسائل تطويرها وتحسين أساليب تعلمها، ولعبت جامعة الدول العربية – ممثلة في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم – والجامعات العربية ومؤسسات البحث العلمي في سائر الأقطار العربية أدوارا كبيرة في هذا الشأن؛ حيث شجَّعت الباحثين على دراسة أوضاع اللغة العربية وبحث مشكلاتها في الوطن العربي بهدف الوصول إلي رؤى سليمة لتطوير تعليمها وتحسين أساليب تعلمها. 

وإذا كان أحد أهداف العملية التعليمية تنمية شخصية الفرد وإكسابه اتجاهات إيجابية نحو المجتمع وثقافته وتحقيق تكيفه الشخصي والاجتماعي وتزويده بالخبرات والمهارات التعليمية التي تمكنه من أداء دوره الوظيفي الذي يتوقعه المجتمع منه 0 فإن دور المعلم يرتبط بتلك الأهداف العامة، ولا شك في أن مقدرة المعلم على الوفاء بمسئولياته تجاه المجتمع والتلميذ تتحدد بمدى استيعابه لأهداف العملية التعليمية ومتطلبات المجتمع وتوقعاته من دوره كمعلم، كما أن أداءه لدوره التربوي والتعليمي يتأثر أيضاً بمدي إتقانه للمهارات والمعارف المرتبطة بتخصصه و قدرته على الانتقاء والاختيار من خبراته بما يؤثر به على خبرات ومهارات الآخرين، واستجابته واستيعابه للمستحدثات التربوية ووسائل التعليم وظروف التغير بالنسبة للمجتمع ومتطلباته وتوقعاته المتجددة من دوره كمعلم. 

وبما أن المعلم هو أساس العملية التعليمية وهو الركيزة الأساسية في الميدان التعليمي- فقد حظي بمزيد من الاهتمام لأنه يُعَلِّمُ اللغة التي بها يتم تعليم المواد الدراسية الأخرى ومن أجل تطوير قدراته ورفع كفاءاته العلمية والمهنية اهتمت الدول العربية بفتح مؤسسات متخصصة لإعداده، ثم اتبعت ذلك بدراسة برامج إعداده وتطويرها وتحسينها بما يواكب متطلبات العصر ويساير الاتجاهات المعاصرة في مجال إعداد المعلمين.

ويأتي المعلم في مقدمة العناصر المؤثرة على التدريس حيث أنه الأساس الرصين في العملية التعليمية.

والمعلم هو ذلك الإنسان الذي يمكنه بقدرته وذكائه أن يجعل من المعارف والمهارات التي يكسبها لتلاميذه خيوطا قوية تتلاحم فى شخصياتهم وذلك من خلال تفاعله معهم وتفاعلهم معه. 

والتدريس الفعال يعتمد على شخصية المعلم وذكائه ومهاراته التدريسية التي يتمتع بها والسبب فى ذلك أن المعلم الناجح لا يقتصر دوره عند حدود التعلم وإنما يتسع ليشمل شتى مجالات التربية ومن هنا يتضح لنا أهمية دور المعلم وخطواته فالمعلم يستطيع أن يبنى أو يهدم وهو يشكل نواتج التعليم ومخرجاته وعلى عاتقه تقع مسئولية اختلاف مخرجات العملية التعليمية. فالمنهج قد تكون واحدة في بلد ما والمباني المدرسية يمكن أن تتشابه إلى حد كبير كذلك تتشابه باقى المدخلات لكن يختلف الناتج من مدرسة إلى أخرى والسبب في ذلك المعلم والدور الذي يقوم به والذي يجعل من المعلم عنصرا فعالا وفارقا يميز بين مدرسة وأخرى وخرجين غيرهم.

 

دور المعلم:

للمعلم عدة أدوار يمكن أن يقوم بها ويمكن عرضها بشئ من الإيجاز كالأتي.

1- المعلم كنموذج ومثل أعلى للمتعلمين: -

يقول الله تعالى في كتابه الكريم (( وإنك لعلى خلق عظيم )) والآية خطاب لمعلم هذه الأمة صلى الله عليه وسلم الذي يقول " إنما بعثت معلما " فالأخلاق السامية العظيمة والتحلي بها من أهم ما يتصف به المعلم الحق ذلك لأنه قدوة ومثل أعلى يحتذى بأعماله وتصرفاته ومظهره من تلاميذه ومن تلاميذه ومن زملائه لذا يجب عليه أن يكون مثلا أعلى فى جميع تصرفاته وأعماله وأن يطابق فعله وقوله وأن يكون نموذجا للأمانة والجدية فى العمل، مؤمنا صالحا.

2- المعلم حافظ للنظام: -

حيث يمثل المعلم السلطة الاجتماعية بالنسبة للطلاب فهو يغرس فى نفوسهم حب النظام واحترام القانون وقبل هذا أتباع أوامر الله واجتناب نواهيه بل ويربى ضمائرهم لتكون لهم وازعا لعمل الخير وتحمل المسئولية واحترام حقوق الغير وذلك من أهم الأدوار التى يمكن أن يقوم بها المعلم.

3- المعلم مصدر المعرفة: -

الكثير من الطلاب يتصورون أن المعلم يعرف كل شيء ويمكن أن يجد الحلول لجميع المشكلات وأن يحلل جميع القضايا وهذا يجعل مهمة المعلم شاقة وعلية أن يطلع وأن يتخطى حدود تخصصه الأكاديمي أو المادة الدراسية التي تقوم بتدريسها وأن يكون ملما بأطراف القضايا التي تشغل بال مجتمع وأن يكون واعيا بالأسباب والدوافع وبذلك يمهد الطرق لمادته الدراسية ويكتسب احترام طلابه.

4- المعلم راعى قيم المجتمع: -

المعلم المخلص الواعي يقيم المجتمع الذي يعيش فيه يعمل على ترشيح هذه القيم في سلوك طلابه ويجنبهم الانحراف عن تلك القيم أو الاستهزاء بها وذلك من خلال ضربة المثل لطلابه في التمسك بقيم المجتمع والحفاظ عليها ولقد تعددت أدوار المعلم وتشعبت حتى ليسأل المرء نفسه هل في مقدور المعلم القيام بهذه الأدوار ومهامها التي تبدو كثيرة ومتشعبة ؟ وفى الحقيقة يبدوا ألا مناص من مواجهة الحقيقة والمسئولية فعلى المعلم أن يقوم بدوره الخالد وهو أن ينشئ عقولا وأنفاسا فالمعلم لم يعد حبيس دوره التقليدي داخل جدران الفصل بل تجاوز ذلك وأصبح ينظر إلى المعلم على أنه مرب، قدرة، رائد اجتماعي، مستشار نفسي، باحث علمي، مبتكر، مصدر للمعرفة ولا شك إن التصدي لهذه الأدوار والمسئوليات لابد أن يحتاج إلى مستوى عال من الإعداد والتدريب.

بعض الأدوار المستقبلية لمعلم اللغة العربية:

لقد حصل تحول كبير ومهم في النظر إلى وظيفة المعلم في مدرسة المستقبل، فبدلا من النظرة السابقة إلى المعلم على أنه الخبير الذي يصدر التوجيهات ويملي على الطلاب ما يجب أن يفعلوه أو يحفظوه، صار عمل المعلم ميسرا ومنسقا للتعليم داخل المدرسة.  فوظيفة المعلم في مدرسة المستقبل تهيئة البيئة المناسبة لتعلم الطلاب، وإيجاد تفاعل صفي يساعد على توسيع مدى هذا التعلم، والتخطيط للمواقف التربوية بعناية , وإتاحة الفرصة للطالب كي يتعلم بنفسه , ومراقبته وهو يبحث ويتعلم وتقديم الخبرة التي يحتاج إليها , وتوجيهه و، وتربيته، وتصحيح سلوكه واستكشاف مواهبه, وتعزيزها وتنميتها , والاهتمام بالاتجاهات والقيم والمهارات كالاهتمام بالمعلومات، واحترام رأي الطالب وتنمية روح البحث لديه

وتتطلب تربية عصر المعلومات التي تتسم بتضخم المعرفة وتنوع مصادرها وطرق اكتسابها ووسائل تعلميها إعدادا خاصا للمعلم، ينمي لديه نزعة التعليم ذاتيا، ففاقد الشيء لا يعطيه، وأصبح على المعلم أن ينمي قدراته ومعارفه، ويلم إلماما عميقا بمناهج التفكير وأسس نظرية المعرفة، وأن يكتسب مهارات إدارة الفصل والدرس والموارد التعليمية المختلفة في بيئة الوسائط المتعددة، وهناك من يزعم أن الاعتماد الكبير على تكنولوجيا التعليم والبرامج الجاهزة، سيؤدي إلي ضمور مهارات المعلم وتقلص أدواره، خاصة أن تكنولوجيا المعلومات على وشك أن تنتج نظما ذكية تحاكي خبرات المعلم البشري، بل تفوقه صبرا وإثارة ومثابرة، وربما يدفع ذلك بمهنة التدريس إلي جحيم بطالة عصر المعلومات، وعلى العكس من ذلك هناك من يرى ــ والباحث معهم ــ أن مهمة التدريس ستصبح أكثر إثارة، وأن المعلم سيكتسب مهاراتٍ جديدة في مجالات عدة، أن تكنولوجيا المعلومات سوف تحرر المعلم من قوقعة الفصول ليواجهه في رفقة تلاميذه المجتمعَ على اتساعه، مما سيؤدي ــ حتما ــ إلي تنمية قدراته، وإغناء معارفه وتعزيز وضعه الاجتماعي ودوره القيادي، علاوة على ذلك فأن البرمجيات التعليمية لا تغطى حاليا إلا جزءًا ضئيلا من مطالب التعليم الرسمي، وسيمضي وقتٌ طويلٌ قبل أن تستطيعَ نظمُ التعليم الآلية محاكاة المعلم البشري. أجل. . . لقد فقد معلم عصر المعلومات سلطة احتكار المعرفة ليتغير دوره من كونه مجردَ ناقلٍ للمعرفة إلي كونه مشاركًا وموجهًا يقدمُ لطلبته يدَ العون؛ لإرشادهم إلي مصادر المعلومات، وفرص التعلم المتعددة، المتاحة عبر " الانترنت "، لقد أصبحت مهنة المعلم مزيجًا من مهام المربي والقائد ومدير المشروع البحثي والناقد والمستشار والمخرج السينمائي ومدير المسرح.

وتتفق جميع الآراء على أن نجاح المؤسسة التربوية في عصر المعلومات يتوقف ــ بالدرجة الأولى ــ على نجاحها في إحداث النقلة النوعية في إعداد المعلم، وإعادة تأهيله، وكسر حاجز الرهبة لديه في التعامل مع التكنولوجيا، حتى يتأهلَ للتعامل مع أجيال الصغار التي رسخت لديها عادة التعامل مع هذه التكنولوجيا. 

والمعلم المستقبلي أو المعلم في القرن الحادي والعشرين لابد وأن يكون قادرًا على ممارسة الأدوار والمهام الجديدة الملقاة على عاتقه، ومنها: دور الخبير أو المستشار التعليمي والموجه للطلاب، ودور المشرف والمرشد، ودور الباحث والمحلل العلمي، ودور المختص التكنولوجي، والمتمرس بمادته التعليمية، ودور المساعد القادر على إحداث التغييرات والتطور الإيجابي، ودور المجدد الذي يساعدُ تلاميذهُ على الإبداع والابتكار ودور المواكبِ لتطورات.

إن دورَ المعلم المستقبلي هو  ألا يحاول فرضَ قيم جديدةٍ على الطلابِ، بل يجبُ أن ينظِمَ بطريقةٍ منهجيةٍ ألوانا مختلفة من المناشطِ الرسميةِ وغيرِ الرسميةِ التي تساعدُ الطالبَ على أن يحددَ ويحللَ قيمَهُ أيًّا كانتْ هذه القيم.

ويمكن تلخيص أهم أدوار المعلم المستقبلية في النقاط التالية:

دور المعلم كمخطط: شهد القرن الماضي لا مركزية التعليم في الدول المتقدمة كالولايات المتحدة وفرنسا، ويتوقع أن يشهدَ هذا القرنُ لا مركزية القرار في التعليم، وأن تُمنحَ الإداراتُ التعليمية الحرية في تخطيط بعض المواد الاختيارية التي تتناسب مع بيئاتها، وهذه اللامركزية تفرضُ على المعلم أن يشاركَ بصورةٍ أكثر فاعلية في تخطيطِ المنهج.

ولتنفيذ هذا الدور يمكن لمعلم اللغة العربية أن يقوم بـ: تحديد الأهداف المطلوب تحقيقها من تدريس فنون اللغة العربية وفروعها، تعرف الأساليب والاحتمالات المختلفة التي قد توصله لتحقيق هذه الأهداف  تشخيص بيئة التعلم وأوضاع المتعلمين، تحليل محتوى الفروع المختلفة للغة إلي مكوناتها الرئيسة، اختيار الطرق والاستراتيجيات والمداخل اللازمة لتحقيق هذه الأهداف، تحديد الوسائل والأنشطة المناسبة لتحقيق الأهداف، تحديد أدوات التقويم اللازمة لقياس نواتج التعلم، التخطيط للتدريس العلاجي و الإثرائي في ضوء التغذية الرجعة، المشاركة في التخطيط لتدريب المعلمين في أثناء الخدمة. 

دور المعلم كمختص تكنولوجي: فمع تعدد الوسائل التعليمية التكنولوجية التي عملت على تطوير دور المعلم والمدرسة بأكملها من التلفاز والفيديو والسينما إلي التلفاز التفاعلي وشبكة المعلومات { الانترنت } والبريد الالكتروني التي أصبحت متاحة في كثيرٍ من المدارس والمؤسسات التعليمية المختلفة، وهذا يحتم على المعلمين أن يفكروا جيدا في استخدام البريد الالكتروني في مراجعة الواجبات المدرسية التي يعطونها للطلاب، وفي تسجيل خطط الدروس، كما يمكنُ تقييمُ الطلابِ من خلال النقاشاتِ الالكترونية مثلما يقومون وفقا لمساهماتهم داخل الفصول أو انجازهم لواجباتهم المنزلية، كما يمكنهم أنتاج بعض البرامج أو برمجتها، إذا تطلب الأمر ذلك، مثل الحقائب التعليمية والوحدات التعليمية، وأن يكونوا قادرين على تشغيل هذه التكنولوجيا والتعامل معها وصيانتها.

ولتنفيذ هذا الدور يمكن لمعلم اللغة العربية أن يقوم بـ: تحقيق قدرٍ من المعرفةِ التكنولوجيةِ لذاتهِ؛ يستخدمُهُ في إحداثِ عمليتي التعليم والتعلم، ويجبُ أن يكونَ لديهِ فهمٌ واضحٌ عن طبيعةِ التكنولوجيا وتطورِهَا، ومحاولة استيعاب ما يستجدُّ منها وإرشاد التلاميذ إلي مصادرِ المعلوماتِ، وفرص التعلم المتاحة عبر   " الانترنت " تعرف الأدوات والأجهزة التكنولوجية بمدرسته ذات الصلة باللغةِ العربيةِ، وإمداد الطلاب بقدر من المعلوماتِ عن الأجهزةِ ذاتِ الصلة بفروع اللغةِ العربيةِ كالقواميس اللغوية مثلا، وتسهيل استخدام التلاميذ للأجهزة السمعية والبصرية الموجودة في الفصل أو مركز مصادر التعلم، تخزين المعلومات الخاصة بفروع اللغة العربية إلكترونيا ومعرفة متى وكيف تستدعى، تحليل النصوص وفهمها أوتوماتيكيا عن طريق برامج البوربوينت والوسائط المتعددة، تدريب التلاميذ على استخدام بعض المصادر التكنولوجية والرجوع إليها عند الحاجة، التدريب على تصميم مواقع وتحميلها من على الشبكة؛ لتمكن الطلاب من الاستزادة والإشباع المعرفي والمعلوماتي، ولتسهيل سرعة اتصال الطالب بالأستاذ في أي وقت وفي أي مكان عن طريق البريد الالكتروني.

دور المعلم كمنظم للنشاط: تشكلُ المناشط الدراسية أحدَ العناصر الملحة في تكوينِ شخصيةِ المتعلم وبنائِهَا بفاعليةٍ وتأثيرٍ عميق، فقد وجب إعطاؤها الاهتمامَ الكافيَّ، الذي يتناسبُ مَعَ الدورِ المنوطِ بِهَا كَمَا أنهَا تساعدُ في تكوينِ عاداتٍ ومهاراتٍ وقيمٍ وأساليبَ تفكير لازمة  لمواصلةِ التعليم بنجاحٍ، ولذلك " تسعى المدرسة في القرن الحادي والعشرين إلي تقليل حجم المواد الدراسية، وما تتضمنُهُ من معلومات، وإتاحة الفرصة للأنشطة التربوية، والمهارات العملية بحيث يتحققُ التوازنُ بين المعلومات المقدمة والأنشطة الممارسة تربويا وعمليا ". 

ولتنفيذ هذا الدور يمكن لمعلم اللغة العربية أن يقوم بـ: تشجيع المتعلمين على المشاركة في تحديد أهداف المناشط اللغوية الصفية واللاصفية، ومشاركتهم في تخطيطها في ضوء خبراتِهِم، وتوجيههم عند تنفيذها، كما يمكنه التنسيق مع زملائه المُعلمين عند تنفيذها، والمشاركة في أوجه النشاط المدرسي { ريادة فصل أو ريادة أسرة أو ريادة جماعة} وتوجيه المتعلمين إلي استخدام أنشطة تكنولوجية جديدة، مثل: تحليل المواد المسموعة أو المرئية وتفسيرها ونقدها، ومساعدة المتعلمين على استخدام مصادر المعلومات وسرعة الاتصال الشفاهي ودقته، " وتوفير الأنشطة التربوية الإثرائية التي تتطلب إعمال الذهن في عملية التعلم "، واكتشاف المواهب والقدرات الأدبية، ولكي يمارس كُلَّ ذلك لابد أن يكونَ مقتنعًا بأهمية ممارسةِ المناشطِ اللغويةِ، وملمًّا بها وبخاصة ما يُستحدثُ منها. 

دور المعلم كمختص في طرق التدريس: حيثُ يجبُ أن يُعيدَ المعلمُ النظرَ في الطرقِ التقليديةِ ويتخلى عنها، ويتبنى طرقا جديدة تقومُ على التعلم الذاتي، ومن المعروفِ أن طرقَ التدريس التي ستُستخدَمُ في المستقبل ستختلفُ عن الطرق المستخدمة حاليا، ومنها: طرق التعلم الذاتي الفردي والإرشادي، وطرق التعلم التعاوني، وطرق التعلم الإبداعيّ، وطرق حل المشكلات وطرق الحوار والاتصال والتفاعل، وطرق الاكتشاف، وطرق الجودة الشاملة في التدريس، وطرق الدراما واللعب التربوي وتمثيل الأدوار وغيرها.

ولتنفيذ هذا الدور يمكن لمعلم اللغة العربية أن يقوم بـ: تبني طرق تدريس تقوم على التعلم الذاتي وتتفق مع مناهج اللغة العربية بفروعها المختلفة، " تصميم مواقف تعليمية جيدة وجديدة وتنفيذها داخل حجرة الدراسة "، توفير التقنيات والوسائل التعليمية التي تساعد في أنجاح الطريقة المُستخدمة في تدريس الفروع المختلفة للغة العربية وفنونها، تنوع الطرق المستخدمة وبخاصة الطرق التي تعتمد على نشاط المُتعلم، الاتجاه الإيجابي نحو الطرق المستحدثة والرغبة الحقيقية في تجريبها وتقويمها.             

دور المعلم كقائد: يُعَدُّ التدريسُ بالفريق من أهم التطورات المهمة التي حدثت كاتجاهٍ بديلٍ للدور التقليدي للمدرس، وفيه يقومُ المعلمون بالعمل سويا في مجموعاتٍ، كلُّ فريقٍ يكونُ مسئولا عن التدريسِ لمجموعةٍ من طلابِهِ، وهناك عدة أشكالٍ للتدريس الجماعي، ومنها: الفريق الرئاسي: وهو عبارة عن مجموعة من المعلمين لهم قائدٌ أو رئيسٌ له مكانةٌ أعلى ومسئولية أكبر من باقي المعلمين، وفي بعض الأحيان يكون مرتبه أكبر أو له أية امتيازات أخر، الفريق التشاركي: وهو عبارة عن مجموعة من المعلمين ليس لهم قائد، ويشترك الجميع في اتخاذ القرارات، وتكون المسئولية جماعية مشتركة، وقد يأخذ أحدهم زمام المبادرة والقيادة، ولكن ذلك يكون نابعا من خلال تفاعله مع زملائه وتأييدهم له، فريق المزاوجة المهنية: وهو عبارة عن فريق يضم المعلم القديم والمعلم المبتدئ، ويتزاوجان في العمل معا، وهذا تعزيز للمعلم المبتدئ، الذي يكون في نفس الوقت عونا للمعلم القديم، الفريق التنسيقي: وهو فريق من المعلمين يقوم بالتدريس لأكثر من مجموعة من المتعلمين، وليس لمجموعة واحدة كالأشكال السابقة والتدريس بالفريق له أهمية كبيرة؛ فهو يساعد على التنوع في أثناء الحصة الدراسية، مما يُبعد التشتت عن أذهان التلاميذ، ويُزيد من تركيزهم مع مجموعة المعلمين، ويجعل التلاميذ أكثر ابتهاجًا ونشاطا بالحصة الدراسية.

ولتنفيذ هذا الدور يمكن لمعلم اللغة العربية أن يقوم بـ: يجب أن يتمتع معلم اللغة العربية بالقدرة على العمل الجماعي، " وقيادة فريق العمل والإشراف على أعمال ونشاطات المعلمين المساعدين والفنيين، وتقسيم العمل التدريسي لفروع مادة اللغة العربية على المدرسين الجدد، ومساعدة المُعلمين الجدد في حل المشكلات التي تواجِهُهُمْ في تدريس بعض فروع اللغة العربية، وتقبل النقد دون ضيق أو تبرم، والتحلي بروح الموضوعية وقيم العدالة، وتدريب المتعلمين على مهارات العمل المستقل والعمل في جماعة.

دور المعلم كموجه ومرشد: كان لحركة تفريد التعليم والهجوم على الأنظمة التدريسية التقليدية دور كبير في الاتجاه نحو استخدام استراتيجيات تدريسية جديدة؛ لزيادة فاعلية التعلم، ومن هذه الاستراتيجيات التعلم الذاتي التي أصبح دور المعلم فيها مرشدا وموجها ومثيرا لدافعية المتعلمين، ومن أهم أدوار المعلم في أثناء استراتيجية التعلم الذاتي:

تعرف خبرات المتعلمين السابقة وحاجاتهم ورغباتهم وميولهم واهتماماتهم واتجاهاتهم.

تخطيط المواقف التعليمية بما يتناسب مع قدرات المتعلمين واهتماماتهم وخبراتهم السابقة.

وضع خطة الدراسة لكل متعلم ومتابعة تقدمه فيها.

تزويد المتعلم بالمعلومات والوسائل اللازمة لمساعدته على تقويم تقدمه ذاتيا.

إعداد بيئة تعليمية مناسبة للتعلم الذاتي عن طريق تنظيم الصف الدراسي والجدول الصفي.

تشخيص صعوبات التعلم التي يواجهها المتعلمون، ووضع الحلول المناسبة للتغلب عليها.

متابعة المتعلمين مع تقديم التوجيهات والإرشادات المناسبة لهم.

تعزيز ذاتية المتعلم بمساعدته على استعادة ثقته بنفسه، أو التدخل لتهدئة حالات الغرور التي توجد عند بعض المتعلمين تجاه البعض الآخر.

مساعدة المتعلم على تعلم خبرات جديدة بإتاحة الأنشطة التعليمية المتنوعة ليختار منها ما يتناسب مع قدراته وإمكاناته وحاجاته، وعلى ذلك يمكن إجمال دور المعلم في التعلم الذاتي في تهيئة الموقف التعليمي ومنظومته على النحو الذي يستشير دوافع المتعلم إلي التعلم، ويزيد من قدرته في الاعتماد على نفسه في تعامله متفاعلا مع مصادر الخبرة المختلفة، ويوفر له قدرا أكبر من المشاركة الفعالة في اختيار مادة تعلمه، ويعينه على اكتساب مهارات التعلم الذاتي والقدرة على تقويم مدى تقدمه نحو تحقيق الأهداف المنشودة.

ولتنفيذ هذا الدور يمكن لمعلم اللغة العربية أن يقوم بـ: مراعاة الأمور السابقة بالإضافة إلي مساعدة المتعلمين على اختيار المعرفة المناسبة للموضوع الذي يقوم بدراسته أو المشكلة التي تواجهه، أن يكون المعلم أكثر وعيا وإدراكا لأحوال طلابه، حسّاسا لاحتياجاتهم، أن يكون مطلعا على كل جديد ليجيب الطلاب عن كل ما يستفسرون عنه أو على الأقل يرشدهم إلي المصادر التي يمكنهم الرجوع إليها، أن يكون قادرا على تحديد البرنامج الدراسي الذي يتلاءم مع كل طالب حسب قدراته، وأن يكون ملما بالمشكلات التي يمكن أن تواجه الطلاب ويدربهم على كيفية التصدي لها وحلها، توجيه الفائقين في القراءة إلي برامج إثرائية لتنمية قدراتهم الإبداعية، والعناية بالطلاب بطيئي التعلم واستحداث خطط للنهوض بهم، تدريب الطلاب على المرونة في وضع البدائل، وإقامة الحجج المقنعة والأدلة الدامغة في السياقات والمواقف المختلفة، وتنمية التفكير الاحتمالي لتبديد الشكوك عندما تكون المعلومات مٌُتحيزة.

دور المعلم كصاحب مهنة: أصبح التدريس مهنة معترفا بها عالميا، له أصوله وقواعده ومبادئه، ولكي يؤدي المعلم هذه المهنة بكفاءة في المستقبل فلابد أن تكون لديه قدرات عالية، وخاصة في ظل التغيرات الجديدة المعاصرة في جميع جوانب المنهج { من أهداف ومحتوى وطرق تدريس وأساليب مختلفة للتقويم } وكذا تكنولوجيا التعليم، وهذه المتغيرات قد فرضت عليه مجموعة من الكفايات، ومنها: كفايات معرفية وأدائية وانفعالية واستكشافية، وكفايات علاجية: تستخدم لعلاج ذوي صعوبات التعلم الأكاديمية في الفروع المختلفة لفروع اللغة العربية، وكفايات تكنولوجية حتى يستطيع أن يتعامل مع مظاهر الأدوات التكنولوجية.

ولتنفيذ هذا الدور يمكن لمعلم اللغة العربية أن يقوم بـ: التحلي بأخلاقيات مهنة التدريس [ كقوة الشخصية وجميع الصفات المهنية المعروفة ] والتمكن من جميع فروع اللغة العربية والتربية الإسلامية، وشعار هذه اللغة هو التحدث بها لغة فصحى معاصرة، والتطور والنمو المتزايد لمواكبة احتياجات الطلاب داخل الفصل وخارجه، ورفع مستوى المهنة عن طريق اشتراكه في المؤتمرات والندوات والدراسات التي تقوم بها النقابة، ومساهمته بالكتابة في الصحافة التربوية ومناقشة قضايا التعليم، ودراسة أوضاع النقابة { نقابة المعلمين } والتفكير في تطورها، وتعلم لغة أجنبية وإتقانها؛ لتمكنه من الانفتاح على الثقافات الأخر، والاستفادة من المنجزات التكنولوجية وبرامج التدريب المستمرة في أثناء الخدمة.

دور المعلم كمقوّم: للتقويم دور كبير في نجاح العملية التعليمية، فعن طريقه يستطيع المعلم أن يقيس مدى إتقان المتعلمين لما درسوه، والكشف عن الصعوبات التي تواجههم، وتحليل تلك الصعوبات؛ حتى يمكن وضع خطط الوقاية والعلاج، ونظرا لاستخدام طرق تدريس جديدة كما سبق، فينبغي استخدام طرق تقويم جديدة تناسب هذه الطرق، ومنها: كتابة التقارير وقوائم الاختبار الاستبانات وقوائم الترتيب والاختبارات المقننة وغير المقننة كاختبارات المقال والاختبارات الموضوعية واختبارات الذكاء والشخصية، ويطالب البعض بضرورة استخدام أدوات تقويم جديدة مثل بطاقات الملاحظة وقوائم الجرد. ونتيجة الانفجار المعرفي سنجد اتجاها جديدا في التقويم، وهو الاتجاه الأديومتري الذي يعتمد على مقارنة أداء الطلاب بالمستويات المنشودة المعيارية التي توضع في ضوء أهداف المنهج وبوجه خاص من زاوية تحديد مستويات دراسية في كل مادة دراسية في كل صف أو مرحلة دراسية، واتخاذها أساسا لبناء الاختبارات المدرسية، ويُصاحب ذلك إنشاء بنوك للأسئلة في المواد المختلفة. كما يمكن استخدام ما يسمى بـ: ملف أعمال الطالب في عملية تقويمه، وهو ملفٌ شخصيٌّ لكل طالب يتضمنُ مجموعة من الأعمال التي تمثل أفضل ما أنجزه من معلومات ومهارات واتجاهات، وتعدُّ محتوياتُ هذا الملفِ أداة رئيسة في تقويمه، فهي تعكس شخصيته من خلال انجازاته، ويفيد هذا الملف المعلمين في أنه:

   *يعطي صورة متكاملة عن الطالب بتزويده بسجل مرئي عن جهوده وإنتاجياته.

*   يمكنه من التواصل مع ما يتم إعطاء قيمة له.

  * يعد وسيلة لتكامل التدريس والتقويم بابتكار تقويم تعاوني بدلا من التقويم التنافسي، وبالسماح بالتقويم المستمر المتكامل للطالب والتدريس والمنهج، ويجعل التقويم جزءا من المنهج.

*   يساعد على تطوير الاستراتيجيات التدريسية المُستخدمة.

* يمكن المعلم من تقويم انجازات الطالب تقويما شموليا في مضمون أكثر واقعية من مضمون التقويم السائد الذي يقتصر على الاختبارات التقليدية، حيث يعد أداة فعالة في توثيق نمو الطالب من خلال وسائط متعددة تشمل: قوائم المراجعة، والملاحظة، والسجل القصصي، وموازين التقدير، وكتابات التلميذ، والعروض الشفهية، والسمعية والبصرية والصور والرسوم، والتسجيلات،  والمقابلات، وغير ذلك.

  * يزود المعلم  بنظام معتمد للإعداد للقاءات بينه وبين ولي الأمر ويستخدم كأساس للمناقشة حيث يحتوي على أمثلة محسوسة من عمل الطلاب.

  * يكون بديلا للبطاقات التي يكتب فيها التقارير، والاختبارات المقننة.

  * يساعد في تقويم الطالب في نهاية العام.

  * يعزز مبدأ المشاركة عند تقويم الطلاب حيث يشترك المعلم وولي الأمر. . . . . والمدير عند تقويم عمل الطالب.

  * يزود المعلم بمعلومات لضبط المنهج والمحتوى والعمليات لتحقيق الأهداف.

  * ينمي علاقات حميمة مع الطالب.

ولتنفيذ هذا الدور يمكن لمعلم اللغة العربية أن يقوم بـ: تعرف أساليب التقويم المختلفة، إعداد بنود اختباريه ملائمة لمنهج اللغة العربية تقيس الأهداف التعليمية بمستوياتها المختلفة " والمشاركة في إعداد الاختبارات ثم تطبيقها وتصحيحها والقدرة على تفسير نتائجها "، ووضع إجراءات علاجية في ضوء التغذية الرجعة، وتوظيف أساليبها وأنماطها في التقويم والعلاج، وتقويم نتائج التعلم، والمشاركة في تقويم الزملاء، وتشجيع الطلاب على التقويم الذاتي، والقدرة على النقد الذاتي وتقويم الأداء.

دور المعلم كمحفز للإبداع: تهتم الدول – على اختلافها - بالمبدعين باعتبارهم رأس المال الحقيقي للأمة، ويرى كثير من المصلحين والتربويين أن الأمة العربية لا يمكن لها أن تتجاوز الصعوبات التي تواجهها إلا برعاية المبدعين بعد اكتشافهم، وهذه هي من الأدوار المهمة جدا للمعلمين عامة، ولمعلمي اللغة العربية خاصة؛ لأن اللغة هي أساس الإبداع، ولنتصور شخصا لديه قدرة عظيمة على الإبداع العلمي في أحد الميادين، لكنه لا يمتلك اللغة التي يستطيع من خلالها أن يعبر عن إبداعه، بالتأكيد سوف يضيع إبداعه ولا يستفاد منه، ومعلم اللغة العربية هو ذاك الشخص الذي يستطيع أن يحفز طلابه على الإبداع اللغوي خاصة والمجالات الحياتية الأخرى عامة.

 ولتنفيذ هذا الدور يمكن لمعلم اللغة العربية أن يقوم بـ: إلمام معلمي اللغة العربية بالخصائص العقلية والدافعية التي تميز المبدعين، حتى يمكنهم تعرف الطلاب المبدعين ومساعدتهم، وإلمام المعلمين بأساليب التدريس والبرامج المختلفة التي تنمي الإبداع كالعصف الذهني وأسلوب حل المشكلات والتفكير الناقد وغيرها، والنظر إلي المبدعين نظرة شاملة وليست التحصيل فقط، وألا يقدم المعلم لطلابه المعلومات جاهزة ليحفظوها ثم يسترجعوها ثأنية وألا يتبع نمطا واحدا في شرحه للدروس، أن يخلق المعلم مناخا اجتماعيا تعليميا يُشجع على إثارة القدرات الإبداعية؛ لأن المعلومات التي تعطى إلي التلميذ - حتى وأن كانت مُصاغة بأفضل ما تكون عليه تصميمات المناهج – تصبح عنده مجموعة من القواعد المألوفة إذا لم تكن هناك أنماط من العلاقات الاجتماعية بين المعلم والمتعلم، ومنها: استثارة الرغبة لدى الطلاب في التعلم، وتنمية روح المثابرة، وتدريب الطلاب على الاعتماد على الذات في التحصيل والتفكير، وتنمية روح المثابرة لديهم، تشجيع تدفق الأفكار باستخدام أسئلة ذات إجابات متعددة، مساعدة الطلاب على تذوق الأساليب اللغوية المختلفة والتعبير عنها بشكل جديد، تقبل أوجه النقص في الأفكار التي يقدمها الطلاب، الاهتمام بأسئلة الطلاب الغريبة وغير المألوفة والانتباه إليها، تنويع برامج القراءة للموهوبين والمبدعين، تخصيص وقت معين يمارس فيها المعلم طرق تنمية الإبداع؛ كتشجيع الكتابة الإبداعية، والخطوط الابتكارية، والمسابقات لكتابة القصص والأجناس الأدبية المختلفة، الاستفادة من الخبرات المباشرة مثل الرحلات والزيارات الميدانية في تنمية الكتابة الإبداعية. 

دور المعلم كمثقف: من الأدوار التي يجب الاهتمام بها في الفترة القادمة نقل الثقافة، وأهم ما يجب الاهتمام به الثقافة الإسلامية والعربية الخالصة، وإذا كانت الثقافة العربية قد تعرضت في فترة من الفترات إلي هجوم شرس، ومحاولة إعلاء القيم المادية – وخاصة في مرحلة فقدان الهوية – فأن عودة الشباب إلي المعين الروحي ثانية، ورفضهم القيم المادية كقيم عليا لا يتأتى إلا بمعلم واع مستنير.

ولتنفيذ هذا الدور يمكن لمعلم اللغة العربية أن يقوم بـ: إلمام المعلم بثقافة مجتمعه من حيث أصولها التاريخية وعناصرها واتجاهاتها ومشكلاتها وأهدافها والحفاظ على الثقافة الإسلامية وتنويرها وإبراز أصالتها، والتصدي للغزو الفكري والثقافات الوافدة من المشرق والمغرب؛ وبخاصة التي تريد تشويه صورة الإسلام والمسلمين وطمس قيمه وتعاليمه، فهم الفلسفات التربوية المعاصرة وتحليلها، ومن ثم حماية نفسه والجيل من مخرجاتها الهدامة، وفهم التيارات الرئيسة الهدامة في المجتمع، وتتبع حركاتها؛ لحماية طلابه من أوبئتها الفكرية والخلقية والنفسية، و" تقديم ألوان من الثقافات الأخر؛ مقوما إياها "، وهو في كل ذلك حريصٌ على إظهار اعتزازه بلغته وثقافته العربية.

دور المعلم كمطور: التغير هو سمة هذا العصر، والمجال التربوي أحد مجالات التغير، واللغة هي الأداة الرئيسة لتطور المواد الدراسية المختلفة، ولذا يجب أن يعيَ المعلمون ضرورة إعادة النظر باستمرار في تطوير جميع عناصره المنهج بعد تحد�

المصدر: دكتور /وجيه المرسي أبولبن
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 598 مشاهدة
نشرت فى 28 مايو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,659,968