الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

لاشك أنكِ تسعى لأن تكون مدرسا ناجحا ، وتعتبر التربية العملية الحقل الخصب الذي يمكن أن يساعدكِ على تحقيق ذلك .ولكي تكون مدرسا ناجحا ـ سواء أثناء فترة التربية العملية أو بعد تخرجك ومزاولتكِ مهنة التدريس ـ ينبغي أن تتحلى بمقومات وخصائص معينة يمكننا إجمالها في الآتي :

1-   ينبغي أن تكوني ملمة بالمعلومات التي تقومين بتدريسها للتلاميذ الماماً كافياً :إلا أنه يجب إلا يقتصر ذلك الإلمام على مجرد الاطلاع على ما هو موجود بالكتاب المدرسي المقرر بل يجب أن يتعداه إلى الإطلاع الخارجي لكي تكوني واسعة الأفق ومستعدة لإجابة أي سؤال يطلب منك . فلكي تكون مدرسا ناجحا يجب أن تكون واسع الإطلاع على العلم حتى تستطيع أن تجيب على أسئلة التلاميذ وخاصة الأذكياء منهم فإذا كَنتِ كذلك فإن تلاميذك سوف يحبونك ويقدرونك ويثقون بك ، هذا بالإضافة إلى أنكِ ستكون واثقا من نفسك ومن معلوماتك التي تقوم بتوصيلها لتلاميذك، أما إذا كنت غير ملما بالمعلومات فسوف يكون موقفك مهتزاً أمامهم . و ينبغي عليك الاهتمام بالمعلومات الوظيفية تلك المعلومات التي لها معنى ووظيفة في حياة التلاميذ أي يجب أن تكون معلوماتك تفيدهم في حياتهم التي يعيشون فيها . فقيمة المعلومات التي يلم بها المدرس أكثر أهمية من مجرد الإلمام بأية معلومات ، فالمشكلة إذا ليست بحال من الأحوال التساؤل عما إذا كانت المعلومات مهمة أو غير ذلك ولكن التساؤل يجب أن ينصب على القيمة الحقيقية للمعلومات فنحن نعلم أن الحقائق في حد ذاتها لا تعد العلماء، كما أنها ليست ضمانا لمد المتعلم بثقافة علمية فعالة .

 أن تكون قادرا على اتباع طرق التدريس المناسبة لتوصيل المعلومات : يهمنا هنا هو أن يكون اعتمادكِ قائماً على طرق التدريس التي تساعدك على إثارة انتباه التلاميذ وعلى مشاركتهم ايجابيتهم معك عن طريق المناقشة والحوار ، أي أن يكون لهم دوراً إيجابيا فعالا ، فنحن عندما نَعْلِم  لا ننقل المعلومات من عقل إلى عقل ، كما تنقل السوائل عبر الأنابيب ، من إناء إلى آخر ، ولا نملأ عقول الطلاب بمعلومات تتكدس وتتراكم بل نفتح نوافذ نفوسهم للنور ليكتشفوا الحقائق . وهذه الحقائق التي تتوالى نتيجة لاكتشافهم لا تتكدس في أذهانهم بل تتفاعل في نفوسهم ويتفاعلون معها فتزيد في نمو مداركهم ، وفى قدرتهم على الاكتشاف والتكيف والخلق وهناك قواعد عامة يجدر بك أن تعرفينها حتى تحققين نجاحاً باهراً في عملية التدريس فيجب أن تكون الطريقة موافقة بطبائع التلاميذ ونموهم العقلي ولتعلم كل مدرسة أنه من الخير للتلميذ أن يصل إلى الحقائق وأن الثقة المتبـادلة والعطف بين المعلم والمتعلم هما أساس التربية الصحيحة والتعلم المثمر … وأهم ما يجب مراعاته في التدريس ألا نفرح بجذب انتباه التلاميذ وتشويقهم للدرس بشتى الطرق والحيل ووسائل الإيضاح وما اليها فمثل هذا الانتباه مؤقت ومثل هذا التشويق سطحي غير دائم وإنما المهم أن تنجح المدرسة في توجيه نشاط التلاميذ ومجهودهم توجيهاً ثابتاً دائماً بتعريفهم غرضا ثابتا يسعون من أجله ويعملون للوصول إليه … فنستطيع إذن أن نحكم على التدريس الصحيح بمدى نجاحه في إثارة الرغبة التلاميذ وتوجيه نشاطهم إلى تحقيق غرض معين.ولكي يحقق التدريس أغراضه لا بد أن يسير وفقاً لقواعد خاصة وصفها الفيلسوف الإنجليزي " هربرت سبنسر " يمكن إيجازها في الآتي :

أ- أن نتدرج من المعلوم إلى المجهول :أي أن تبدأ بالمعلومات القديمة التي يعرفها التلاميذ تمهدي بها لمعرفة المعلومات الجديدة بالنسبة لهم ففي درس الجغرافيا مثلا تبدئي بدراسة بيئة الطفل الذي يسكن فيها ثم تتوسع بعد ذلك إلى الأماكن المجاورة أو التي ترتبط بعده اقتصادياً وتاريخياً . وفى درس لموضوع قراءة يتكلم عن الحيوانات تبدئي بالحيوانات المألوفة كالقط والكلب ثم دراسة النمر والذئب .

ب- أن نتدرج من السهل إلى الصعب بالنسبة للتلاميذ :ويقصد بالمعلومات السهلة تلك التي تقع تحت حسه وترتبط بحياته ولكن ليس معنى ذلك أن المعلومات التي تعطى للتلاميذ تكون من السهولة الزائدة بحيث تعرف أذهان التلاميذ بل يجب أن تكون تلك المعلومات التي تحتاج إلى أعمال الفكر .

ج- أن تتدرجي من البسيط إلى المركب : فالمعروف أن العقل في إدراكه للأشياء يدرسها أولا " ككل " ثم يحاول بعد ذلك دراسة التفاصيل ففي تدريس اللغة الإنجليزية مثلا يفضل البدء بتعليم الجملة أو الكلمة قبل البدء بالحرف . وفى دراسة النبات يفضل البدء بدراسة تركيب النبات " ككل " قبل البدء بدراسة كل جزء بالتفصيل والتركيب التشريحي لكل منها.

د- أن تتدرجي من المهم إلى الواضح المحدد : ويقصد بذلك أن عقل الطفل يكون مملوء بمعلومات غير مترابطة وفى تدريسك يفضل أن تبدأ بتلك المعلومات التي يمارسها عقل الطفل وتسير وتتدرج بها حتى تصل إلى المعلومات الجديدة الواضحة المحددة.

هـ- أن تتدرجي من المحسوس إلى المعقول : ويقصد بذلك أن تبدأ بالأشياء المحسوسة بالنسبة للطفل أي تلك الأشياء التي يدرسها ويحس بها عن طريق حواسه المختلفة ثم تتدرج بها إلى استخلاص التعريف العام . ففي تدريس العلوم تبدأ بتدريس كتل الأجسام وأحجامها ثم تخرج منها بتعيين كثافتها ثم نتدرج بها بعد ذلك لتدريس قاعدة أرشميدس .

و- أن تتدرجي من الجزئيات إلى الكليات :ويقصد بذلك أن تبدأ بتدريس الجزئيات حتى تصل إلى الكليات ففي تدريس الهندسة تبدأ بصفات المربع من تساوى أضلاعه بحصر الزوايا القائمة فذلك يساعده  في إعطاء حكم عام على المربع واختلافه عن المستطيل .

ز- أن تنتقلي من العملي إلى النظري :   فتدريس العملي مثل النظري يساعد على تثبيت المعلومات لدى التلميذ ويتضح ذلك في تدريس العلوم.

2-  أن تتمتعين بشخصية قوية تساعدكِ على معاملة تلاميذك المعاملة السليمة تربويا:وهذا يتطلب منكِ أن تكوني متحلية بطبع حسن على أنه يجب ألا تكوني صلبة وقاسية في المعاملة حتى لا يرهبك التلاميذ ولا تكوني لينة حتى لا يفلت الزمام من بين يديك كما يجب أن تكوني صبورة عادلة وعارفة لإمكانيات تلاميذكِ وقادرة على رعايتهم وتوجيه النصح لهم داخل الفصل وخارجه .

       وتمتعكِ بشخصية قوية يساعدكِ كثيراً في توصيل المعلومات إلى التلاميذ فقد يكون اهتمام التلاميذ وانتباههم راجعاً إلى قدرتكِ ومهارتكِ أكثر مما يرجع إلى مادة الدرس .. كما أن شغف المدرسة وطرق التدريس المستخدمة ، وثقتها بما تلقيه واهتمامها بدقائق الدرس وابتعادها عن الإلقاء ، كل ذلك مما يرفع منزلتها ويزيد في قيمة الدرس في نفوس التلاميذ .

ولاشك أن تمتعك بشخصية قوية لا يقف عند حد مساعدتك في توصيل المعلومات إلى تلاميذك ، بل يتعداه أيضا في مساعدتكِ على حسن التصرف إزاء المواقف المختلفة التي تتعرضين لها، فمثلا تساعدك شخصيتك القوية على معالجة بعض الأمور التي قد يثيرها بعض تلاميذك في الفصل كما يساهم في علاج بعض المشكلات التي تظهر أثناء تعاملك مع تلاميذكِ كما يساعدكِ على معالجتك للقضايا المختلفة بحكمة وروية كما يساهم في تكوين علاقات طيبة مع تلاميذك في الفصل .

3-   أن تقوم بتحضير الدروس في دفتر تحضير :إن تحضير الدروس في دفتر التحضير هو أمر في غاية الأهمية حيث سيكون الموجه لك والمرشد في تحديد الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها والمراجع المختلفة التي تم الإطلاع عليها في مجال درسك وخط سيرك في الدرس والوسائل التعليمية التي تستعين بها في الدرس والوسائل المختلفة التي تتبعينها في تقويم درسك .

     ومن الضروري أن تراعى الخطوات اللازمة للتحضير الجيد .

4-   أن تستعين بالوسائل التعليمية المناسبة :ويقصد بالوسائل التعليمية تلك الأدوات التي تستخدمينها في داخل الفصل أو في خارجه بغرض تحسين عملية التعليم عن طريق توضيح المعاني أو شرح الأفكار أو تدريب التلاميذ على الدقة في تناول واستعمال الأجهزة والأشياء أو تعويدهم على  العادات أو غرس القيم فيهم وأن يعتمد المدرس أساساً على الألفاظ والرمز والأرقام.ومن أمثلة الوسائل التعليمية؛ السبورة والرسم وأشرطة التسجيل والاسطوانات والأفلام التعليمية الثابتة والمتحركة والنماذج والعينات والتمثيليات والرحلات التعليمية وغيرها .

   ولا بد للمدرس الناجح أن يستعين بالوسائل التعليمية المناسبة في شرحه حيث أنها تثير انتباه واهتمام التلاميذ كما تجعل شرح المدرس أكثر تشويقاً ومتعة بالإضافة إلى أنها توفر وقت وجهد المدرس كذلك تجعل التعليم أبقى أثر في نفوس المتعلمين.

   ولأهمية الدور الذي تلعبه الوسائل التعليمية  في تدريسك يمكننا تلخيص فوائد الوسائل التعليمية في الأتي :

·          توفير الخبرات الحسية للتلاميذ ، فتعاونه على تكوين مدركات صحيحة .

·          جذب وتركيز انتباه التلاميذ ، وذلك لما تضفيه على الدرس من حيوية وواقعية.

·          زيادة تشويق التلاميذ ، وحثهم على الإقبال على الدرس بشغف .

·          زيادة النشاط الذاتى للتلاميذ ، وكذلك مضاعفة فاعليتهم وإيجابيتهم خلال الدرس .

·          إسراع لعملية التعليم وتوفير وقت كل من المعلم والمتعلم .

·          إكساب التلاميذ خبرات أعمق وأبقى أثراً .

·          توفير الكثير من الجهد .

·          تخطى حدود الزمان والمكان . والإمكانيات المادية .

·          زيادة ترابط الأفكار والخبرات .

6- أن تتيح الفرصة للتلاميذ لمشاركتكِ في الدرس داخل الفصل أو في خارجه: ينبغي عليكِ ألا تنفرد بنفسكِ في شرح الدرس لأن في ذلك عدة مساوئ منها شرود ذهن بعض التلاميذ وعدم متابعتهم للدروس وأما إصابة بعضهم بالملل حيث أنهم يكونون طول الوقت مجرد مستقبلين للمعلومات التي تشحنين بها عقولهم . بالإضافة إلى شعورك أنتِ بالتعب لأنك تتحدث طوال الوقت .

7- أن تستخدم أساليب مختلفة في التقويم :يعد التقويم استمرار لعملية تعليم التلاميذ ، فهو عملية تشخيصية علاجية وقائية حيث أنه الوسيلة التي تستفيدين بها في قياس النمو الكامل المتكامل للتلميذ فالنمو الجسمي والنمو العقلي والنمو الاجتماعي والروحي كل حسب استعداداته وميوله وقدراته ولا ينتهي التقويم عند قياس هذه النواحي فحسب ، بل يتعداه إلى اكتشاف نقاط القوة والضعف لدى كل تلميذ والعمل على توجيهه لكي يتكيف بنجاح .

   وعمليات تخدم أغراضاً عديدة ، فهي تؤكد تقديرنا لفاعلية التدريس وأثره وتجعلنا نتشكك في قيمة المناهج التعليمية والمواد الدراسية والوسائل التعليمية مما قد يدفعنا لأن نتعهدها بالتعديل والمراجعة أو نرفضها باعتبارها عديمة الجدوى . والنتائج التي نحصل عليها بواسطة التقويم قد ثبت  في المدرسين والآباء نوعان من الشعور بالأمن النفسي بما يزيد من قدرتهم على دعم المدارس ورفع مستواها وقد تحفزنا أيضا لإجراء التحسينات التي نرغب فيها .

   وتوجد أساليب مختلفة للتقويم كالأسئلة التحريرية بأنواعها المختلفة ومنها على سبيل المثال اختبارات المقال والاختبارات الموضوعية "  يقصد بالعبارات الموضوعية تلك الاختبارات التي لا يختلف المصححون على تقدير الدرجات عند تصحيحها " وكذلك المناقشات التي تدور بينك وبين التلاميذ وكذلك عن طريق ملاحظتك لهم في داخل الفصل أو خارجه.

1-   ينبغي أن تكون حسن المظهر والملبس والنظافة :حيث أنه يجب أن تكون دائما قدوة لتلاميذك في كل شيء والمظهر العام والنظافة هما من بين الصفات التي ينبغي أن تكون قدوة فيها . ويفضل أن ما ترتدينه في التربية العملية متفقاً مع المظهر اللائق الذي يجب أن تتحلى به كمظهر مدرس يقوم بالتدريس وليس مظهر طالة بالكلية ، ويجب عليك في هذا الشأن أن تهتم بنظافتك الشخصية كما ينبغي أن تكون ملابسك نظيفة ومكواة دون مبالغة أو إسراف كذلك اختيار الألوان الهادئة في الثياب ، ومن المعروف أن تلاميذك في الفصل ينتقدونك كثيراً إذا لم تلتزمين بالمظهر المناسب لك ولكن دون مغالاة فإذا فعلت ذلك فإن تلاميذك سوف يحترمونك ويقدرونك حيث يؤثر ذلك في نفوسهم كما أنه ينبغي أن تلتزمي بالعادات الصحية السليمة مثل عدم البصق على الأرض لأن فاقد الشيء لا يعطيه .

2-   ينبغي أن تكون علاقتكِ مع الآخرين قائمة على التعاون :ونقصد بهذا التعاون تعاونك مع زميلاتك في التربية العملية وتعاونك مع مشرف التربية العملية وعلاقتك بالتلاميذ وعلاقتك بإدارة المدرسة وسوف نتناول كلا منهما على حدة:-

ا - التعاون مع زملائك في التربية العملية : إن تعاونكِ مع زميلاتك هو أمر لازم لك ولهن ، لأنك إذا نجحت في التعاون مع زملائك أثناء التربية العملية فسوف يساعدك ذلك على نجاحك في التعاون مع زميلاتك المدرسين عند مزاولة مهنة التدريس .

ويمكن توضيح أوجه ذلك التعاون بالمراحل المختلفة التي تمر بها التربية العملية كالآتي:

مرحلة المشاهدة : ينبغي أن تحترم أراء زملائك مهما اختلفت مع أرائك ، كما يجب عليك ألا تستبد برأيك بل تستمع إلى الآراء الأخرى وأن تتناقش وتقدم الأدلة التي ترى أنها كافية لتأييد أرائك كما يجب ألا تكون منحازا لرأى أو فكر معين أو ذاتياً في أرائك بل ينبغي أن تكون موضوعية كما يجب عليك أن تراعى الآداب العامة للحديث فلا تقاطع أحد عند إبداء رأيه ولا تتشدد برأيك كما ينبغ أن تترك الفرص لزميلاتك في إبداء آرائهن ولا تكون محبا للظهور على حساب زميلاتك الآخرين ، كما يجب ألا تأخذ مناقشتك دوراً لعنف والسيطرة بل يجب أن تتحلى بالهدوء في قولك وتصرفاتك .

مرحلة النقد : إذا كنت أنت ستقومين بالتدريس فعليك أن تخطر تلاميذك بزيارة زملائك ويفضل إعداد أماكن مناسبة لهم للجلوس في المكان الذي تراه مناسباً حتى يسهم ذلك في عدم اضطراب النظام كما ينبغي توجيه تلاميذك بعدم إثارة أي اضطراب في النظام عند دخول زملائك .

   أما إذا كنت أحد المستمعين لزميل لكِ يقوم بالتدريس فيجب عليك وزملائك أن تدخلوا الفصل كمجموعة وليس فرادى وأن تدخلوا مرة واحدة حتى لا يسبب ذلك مقاطعة لزميلتك أو ضياعا لوقت التلاميذ كما يجب ألا تتدخلن في حفظ النظام داخل الفصل حتى لا يسبب ذلك حرج زميلك والتدخل في شنه ، كما ينبغي ألا تنشغل في الحديث مع زميل لك أثناء شرح زميلك لأن ذلك يؤثر في نفس زميلك كما يجب ألا تتدخل مطلقا في سير الدرس فهذا ليس من شأنك إلا إذا طلبت زميلك ذلك كأن تعاونه في إجراء تجربة أو نقل سبورة إضافية أو تثبيت لوحة أو غير ذلك ، كما ينبغي ألا تتحرك أنت وزميلاتك من أماكنكن أو تغادرن الفصل حتى تعلن زميلتك انتهاء الحصة وبعد انتهاء الحصة يجب أن تكون المجموعة معتدلة في نقد زميلك دون مبالغة أو إسفاف فلا ينبغي أن تجامل زميلك على حساب العمل، كما لا ينبغي أن تهدم ما بناه زميلك لمجرد وجود علاقة غير طيبة تربطك به . ولكن يجب أن ترمى كل الأمور جانباً ويكون نقدك نقداً بناء .

مرحلة التدريب المنفصل :يجب أن تتعاون مع زملائك في هذه المرحلة ويكون ذلك في صورة تبادل الخبرات العلمية بينكم بأن تتباحثن في الدرس الذي سوف تقومين بتدريسه خاصة مع زميلاتك في المجموعة الذين سيقومون بتدريس نفس الدرس في فصل آخر . كما ينبغي أن تتبادل الكتب والمراجع والوسائل التعليمية ولا تستأثر بها لنفسك لمجرد أنك أنت الذي قمت بإحضارها وتجهيزها . كما ينبغي أن تتعاون مع زملائك في إقامة بعض الأنشطة بالمدرسة كالحفلات والمباريات الرياضية والرحلات وغيرها .

ب- التعاون مع مشرف التربية العملية : ينبغي أن تنظر إلى المشرف على أن وظيفته هي توجيهك وإرشادك ومساندتك في عملك وليست وظيفته هي التفتيش عليك أو إحراجك أمام زملائك ولا تعتقد أن نقد المشرف لك فيه مساس لحريتك أو كرامتك ولكن يجب أن تأخذ ذلك على أنه يريد  لك التقدم المضطرد في عملك ، ويجب عليك ألا تدخر وسعاً في أخذ مشورة مشرفك فيما يتعلق بالتربية العملية ؛لأن ذلك سوف يفيدك كثيراً في عملك بالتدريس نظرا للخبرات التي لدى المشرف ولكن إذا نظرت للمشرف غير تلك النظرة فإن ذلك سوف يؤثر عليك كثيراً حيث سيحرمك ذلك اكتساب الخبرات التي لدى المشرف بالإضافة إلى التخبط الذي سوف تقعين فيه وخاصة في بداية قيامك بالتدريس هذا فضلاً عن الانطباع العام الذي سيأخذه المشرف عنك .

جـ- التعاون مع التلاميذ : ينبغي أن تكون صديقا للتلاميذ متعاونا معهم ولكن في نفس الوقت ينبغي ألا تتبسط كثيراً في العلاقة معهم؛ لأن ذلك سوف يفقدك كثيراً من هيبتك أمامهم ولكي يكون تعاونك مع تلاميذك تعاونا صادقا وسليماً ينبغي ألا تنحاز لبعضهم لأي سبب من الأسباب ـ على حساب الأخر كما يجب عليكِ أن تقوم بتوزيع أسئلتكِ في الفصل على الجميع وليس على فئة معينة كما يجب أن تكون أنت قدوة لغيرك في الفصل في تصرفاتكِ أمام التلاميذ حتى يتعاونوا معك كما ينبغي أن تكون متعاطفا متسامحا معهم ولكن ليس إلى حد الإفراط كما ينبغي أن تشترك تلاميذك في الأنشطة المختلفة .

    وباختصار نستطيع أن نقول أنه يجب عليك أن تكون قريبا من تلاميذك إلى الحد الذي تجعليهم يثقون بك ويقتربون منك ويأخذوا مشورتك ورأيك فيما يواجههم من مشكلات أو عقبات سواء في الدرس أو خارج الدرس .

د- التعاون مع إدارة المدرسة : ينبغي أن تكون علاقتكِ مع إدارة المدرسة ـ وهم الناظر والوكيل والمدرسين الأوائل والمدرسون والعمال ـ علاقة طيب؛ لأن ذلك سوف يساعدك كثيراً في عملكِ  وينبغي أن تبدأ تلك العلاقة الطيبة منذ الوهلة الأولى التي تزور فيها المدرسة حيث يفضل أن تتعرف على ناظر المدرسة مع زملائك وتحت إشراف مشرف التربية العملية، ثم بعد ذلك تتعرف وزملائك على وكيل المدرسة ثم المدرسون الأوائل والمدرسون وعلى وجه الخصوص المدرس الأول بالقسم الذي تعمل فيه ، وكذلك المدرسون بنفس القسم وليكن معلوما لديك أن كل مَدْرَسة لها ظروفها الخاصة بها . وأنه لا يوجد نظام معين تلتزم به إدارة المدرسة نحوك من حيث الفصل الذي تدرسين فيه أو كيفية توزيع الدروس أو النظام التدريسي أو غير ذلك فكل هذه الأمور وغيرها متروكة لإدارة المدرسة بما أتيح لها من إمكانيات بشرية وتجهيزات ومعامل ومستوى تعليمي وغير ذلك من العوامل وحذاري أن تتدخلين في مثل هذه الأمور بغرض تغيير بعضها لصالحك مثل حصول مجموعتكِ على وحدة معينة تقم بتدريسها بدلا من ذهابك أسبوعيا لمعرفة الدرس مسبقا، فمن المفضل أو من الواجب كذلك ترك هذه الأمور وغيرها للمشرف .

3-  ينبغى ألا يقتصر دوركِ على مجرد القيام بالتدريس داخل الفصل : ينبغي ألا يقتصر دورك على القيام بالتدريس فقط بل يجب أن يكون دورك أكبر من ذلك حيث يجب عليكِ أن تساهم وتشارك في الأنشطة المتنوعة سواء في داخل الفصل أو خارجة ، في داخل المدرسة أو في خارجها وذلك تحت إشراف المدرسة .

    ويتبين دورك بوضوح بأنه يتعدى حجرة الدراسة من التعريف الحديث للمنهج الذي ينص على أن المنهج هو " مجموع الخبرات التربوية والثقافية والاجتماعية والرياضية والفنية ـ التي تهيؤها المدرسة لتلاميذها داخل المدرسة وخارجها بقصد مساعدتهم على النمو الشامل في جميع النواحي وتعديل سلوكهم طبقاً لأهدافها التربوية من هذا التعريف يتضح أن دوركِ ينبغي ألا يكون قاصراً على مجرد القيام بالتدريس داخل الفصل ويمكن أن يتحقق دورك الواسع  في هذا الصدد من خلال إشرافك أو تعاونكِ وإسهامك في قيام بعض الأنشطة مثل الجمعيات العملية والنوادي العلمية ، والمعارض والمسابقات الثقافية والرحلات والحفلات وغيرها .

4-   ينبغى أن تكونى محبة للنظام وموجهة تلاميذك على التمسك والتحلى به:         فإذا طُلب منكِ أن تشرف على طابور الصباح فيجب أن تُسرِع في القيام بمثل هذا العمل ، كذلك إذا طلب منك أن تشرف على النظام أو التعاون في يوم تدريسك العملي بالمدرسة فيجب أن تساهم أيضا في ذلك كذلك يمكن أن تساهمين في دخول تلاميذك الفصل أو الخروج منه بنظام ، أو عند اصطحابهم في الذهاب إلى المدرج أو الفناء أو غير ذلك ولكن يجب عليك أولاً أن تكون أنت نفسك محبا للنظام فينبغي ألا تتأخر عن موعد حصتك أو عن موعد طابور الصباح إذا طلب منك ذلك إذا لم تكون أنتِ نفسك محبا للنظام فلن تستطيعين أن تبث في نفوس تلاميذك حب النظام لأن " فاقد الشيء لا يعطيه " .

   كما ينبغي أن تكون ملتزما بالأعمال التي توكل إليك سواء كانت هذه الأعمال فنية ترتبط بقيامك بالتدريس والتحضير والتصحيح أو أعمالا تكلفين بها من السيد المشرف أو القسم التي تعملين فيه أو ناظر المدرسة أو الإدارة بوجه عام .

5-  أن تكونى منتظمة أثناء التربية العملية وألا تتغيبى إلا للضرورة القصوى:    أن انتظامكِ أثناء التربية العملية أمر حيوي وهام؛ حيث أن انتظامك في العمل يعطى انطباعاً عاماً لدى السيد المشرف ولدى زميلاتك بل ولديك أنت نفسك في المقام الأول بأنكِ جادا في عملك وأنكِ تحب هذا العمل وأنت تحرص على أدائه في جميع الأوقات . أما إذا دعتك الظروف لأن تتغيبين عن التربية العملية لسبب من الأسباب فينبغي أن تقومين بإبلاغ السيد المشرف قبل تغيبك . أما إذا لم تتمكنين بسبب بعض الظروف فأنه ينبغي أن توضحي للسيد المشرف سبب تغيبك على أن تكون تلك الأسباب مقنعة .

   ولو فكرتِ قليلا فيما سوف يسببه تغيبك دون إبلاغ السيد المشرف وزميلاتك من اضطراب في العمل داخل الفصل وربما أدى ذلك إلى تعطيل تلاميذك لاقتنعت بأهمية انتظامك وعدم تغيبك إلا للضرورة القصوى ، وأنه في هذه الحالة ينبغي إبلاغ مشرف التربية العملية قبل التغيب بوقت كاف . صحيح أن هناك احتياطي لك وهو حد زملائك ـ لمواجهة مثل هذه الأمور لكنه في معظم الأحوال يكون هذا الزميل مرتكزا عليك أنك الأصل في شرح الحصة وأنه احتياطي لك مما يدفعه ـ في معظم الأحيان ـ إلى عدم الاهتمام بالتحضير والتجهيز للحصة قدر أن يكون أصليل في التدريس .

6-  أن تتحكم في عواطفك وألا تنفعل لأتفه الأسباب : ينبغي أن تضبط عواطفكِ وانفعالاتِك خاصة في المواقف التي قد تستثير ما بك من تجنب كثورة التهديد بالعقاب لأن ذلك يؤدى إلى الفشل في معالجة الأمور.

    أن ضبط النفس أمر واجب وحتى بالنسبة لك خاصة وأنتِ تقوم بتدريس نوعيات مختلفة من التلاميذ ينحدرون من بيئات متباينة ، وأن منهم من يلتزم بالنصح ومنهم من لا تصلح معه المواعظ بل وقد يذهب البعض إلى استثارتك وخاصة المتخلفون منهم دراسياً أو الذين لم ينجح المنزل في تربيتهم وتوجيههم . فالمطلوب منكِ ألا تنفعل لأتفه الأسباب  ولتعلم أن هناك بعض التصرفات قد تصدر عشوائية غير مقصودة من تلاميذك وخاصة تلاميذ مرحلة التعليم الأساسي الذين يتميزون بالحركة الزائدة والنشاط الزائد ، بل على العكس قد تكون بعض التصرفات صادرة منهم نتيجة اندماجهم الزائد في الدرس أو نتيجة حبهم لشرحك ونرى مثل هذه الأمور كثيراً في التربية العملية مثل " طرقعة الأصابع " أو إحداث صوت أثناء رفع أيديهم استعدادا للإجابة أو وقوف بعضهم دون إذن منك أو الإجابة الجماعية وغير ذلك من الأمور ويجب عليك أن تتغاضى قليلا عن مثل هذه الأمور فهذه هى طبيعة التلاميذ في مثل هذا العمر بالمرحلة الابتدائية والإعدادية وإذا انفعلتِ وثرتِ لأتفه الأسباب فربما يؤثر ذلك في نفوسهم ، وقد يجعل بعضهم ينصرفوا عنك وعن متابعتك ، ولكن ليس معنى ذلك أننا ننصحك بترك بعضهم يثير الشغب في الفصل ، بل يجب عليك إذا أحسست بإثارة بعض الشغب أن تأخذ موقفاً صلباً ، ولكن يجب أن تتصرف في داخل الفصل ولا تخرج التلميذ لناظر المدرسة أو الوكيل أو المدرس الأول أو مدرس الفصل إلا إذا عجزتِ أنت عن توجيهه التوجيه الصحيح .

7-  أن تكون توجيهاتك التي تلقيها على التلاميذ واضحة وممكنة التحقيق: وهذا يتطلب منك أن يكون صوتك مسموعا بوضوح  في الفصل وألا تكون مسرعا في كلامك وشرحكِ بل يجب أن تتكلم ببطء ووضوح كما ينبغي ألا تتكلم طوال الوقت على وتيرة واحدة بل ينبغي أن تنوع من صوتك وألا تقف في مكان واحد بالفصل بل ينبغي أن تكون متحركة ولكن في حدود معقولة داخل الفصل .

8-  أن تكون لديك معرفة بالتطورات العلمية الحادثة والمحتملة الحدوث  في الفروع العلمية المختلفة : كلما زادت معرفتك بالتطورات في مجال تخصصك وفروع العلوم الأخرى  كلما زادت ثقتكِ بنفسك وثقة المحيطين بك .

9-  ينبغى أن تكون محترما لديك تقاليدك القويمة : لا ينبغي أن ألا تستخف بتقاليد مجتمعك ودينه وعليك أن تشجع التقاليد الأصلية الراسخة في المجتمع وأن تبتعد عن تلك التي لا تتمشى مع قيم المجتمع وعاداته وأخلاق دينه ، ولا ينبغي أن تجرى وراء أفكار غير سليمة لمجرد أنها أفكار جديدة بل يجب التريث في مثل هذه الأمور وأن تجعل خدمة مجتمعك هي في المقام الأول وهى هدفك الأساسي وأن يكون عملكِ الذي تؤديه هو إسهام منكِ لوطنك حيث تسعى جاهدا لرفع شأنه . ولتعلم أن تلاميذك إذا لم يستشعروا هذا فيك فإنهم سوف ينصرفون عنك وربما يحتقرونك .

    فيجب أن تكون ملما بعلم الأخلاق ، وأن احترامك لدينك وتقاليدك سوف ينعكس على كل تصرفاتك أمام تلاميذك حيث سيساعدكِ هذا على ألا تكون قاسيا معهم ولا تكون عطوفاً لدرجة الضعف بل تعاملهم بالدرجة التي تجعل منهم مواطنين صالحين مصلحين محبين لوطنهم وعارفين لدينهم .

المصدر: دكتور /وجيه المرسي أبولبن
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 1302 مشاهدة
نشرت فى 28 مايو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,659,795