الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

 

الأنشطـة اللغوية اللاصفية

تعد الأنشطة اللغوية اللاصفية من أهم مقومات العملية التعليمية التي تسهم في تربية النشء تربية متكاملة في جميع مراحل التعليم ومستوياته المختلفة.

        فالنظام التعليمي الحديث لا يقف عند حد تحفيظ التلاميذ وتلقينهم قدراً معينا من المعلومات في موضوعات مختلفة ولكنه ينهض بالدرجة الأولى بإعداد المواطن الصالح على العطاء عن طريق تدريبه على أساليب التعليم الذاتى والتفكير العلمي وتنمية شخصيته ومهارته بالتفاعل مع حاجات المجتمع ومشاكله ، وبالإفادة من قدرات الطالب ورغباته واهتماماته .

        ولقد اهتم الإسلام بالأنشطة التعليمية التربوية منذ مئات السنين حيث دعا للاهتمام برعاية النشء خلقياً وجسمياً واجتماعياً ـ إلى جانب العناية بالناحية العقلية  والمعرفية وذلك بالوسائل الجيدة والمناسبة فقد كان ولاة المسلمين يولون اهتمامهم تربية النشء والاهتمام بأجسامهم وقدراتهم ويعملون على صقل مواهبهم حيث يعدون لذلك الأماكن التي تجرى فيها التدريبات والمسابقات ، ويشجعون الشباب على ذلك . كما كانوا يخصصون الجوائز والهبات للمتفوقين .

        ولقد جاء في الحديث الشريف " المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف " ، وفي هذا إشارة إلى الاهتمام بالناحية الجسمية والعناية بها ، كما روى أنه r  قال " حق الولد على الوالد أن يعلمه الكتابة والسياحة والرمي " وفيه إشارة إلى الاهتمام بقدرات النشء وتنمية مهاراتهم . كما جاء عن عمر بن الخطاب أنه قال : "علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل و دووهم ما حسن من الشعر " كما أشار الإمام الغزالي إلى ضرورة اللعب والترويح للصبي لأن منعه من اللعب وإرهاقه في التعليم يميت قلبه ويبطل ذكاءه فاللعب يساعد على ترويض الجسم وتنمية العضلات كما أنه يدخل السرور على الصبي ويريح أعصابه .

مفهوم النشاط المدرسي :

تعددت المصطلحات والمفاهيم التي توضح الأنشطة المدرسية حيث يطلق عليها البعض الأنشطة اللاصفية والبعض الآخر يطلق عليها الأنشطة اللامنهجية وهناك من يطلق عليها الأنشطة التربوية الحرة . وهناك من يطلق عليها الأنشطة خارج الصف حيث  نوضحها فيما يلى :

        تعرف دائرة المعارف الأمريكية النشاط المدرسي " بأنه يتمثل في البرامج التي تنفذ بإشراف وتوجيه المدرسة ، والتي تتناول كل ما يتصل بالحياة المدرسية ونشاطاتها المختلفة ذات الارتباط بالمواد الدراسية أو الجوانب الاجتماعية أو البيئية أو الأندية (الجماعات والجمعيات ) ذات الاهتمامات الخاصة بالنواحي العملية أو العلمية أو الرياضية أو الموسيقية أو المسرحية أو المطبوعات المدرسية " .

        كما يعرفها القاموس التربوى على " أنه يعد وسيلة وحافز لإثراء المنهج وإضفاء الحيوية عليه ، وذلك عن طريق تعامل المتعلمين مع البيئة وإدراكهم لمكوناتها المختلفة من طبيعية إلى مصادر إنسانية ومادية بهدف إكسابهم الخبرات الأولية التي تؤدى إلى تنمية معارفهم وقيمهم واتجاهاتهم بطريقة مباشرة " .

        وينظر كثير من المـربين إلى النشاط المدرسي كعنصر مشارك في العملية التربوية وهو مفهـوم يشتمـل على اتجاهـات أخلاقية وفكرية ورياضيـة ، فيرى مولر Muller  عام 1961 أن النشاطات الطلابية فرصة لكسب التجربة من خلال التفاعل مع الجماعة والعلاقات المتبادلة .

الأنشطة اللاصفية Non Graded Activities

        أنشطة تتم خارج الفصل مخططة ومقصودة كالاشتراك في الصحافة المدرسية والإذاعة المدرسية والمسابقات ، وإقامة الندوات والمناظرات بين الطلاب ، وإقامة المعسكرات والرحلات ، وتنمى لدى الطلاب عديداً من المهارات والاتجاهات التي تساعدهم على التكيف مع المجتمع الذي يعيشون فيه والمشاركة في حل مشكلاته وقضاياه ، وتتم تحت إشراف وتوجيه إدارة المدرسة ، كل في مجال تخصصه .

الأنشطة اللامنهجية  Extra Curriculum Activities

        مجموعة من الأنشطة التربوية غير المرتبطة بمنهج دراسي معين ، يشارك فيها الطلاب ، وتتم تحت إشراف وتوجيه مدرسين متخصصين ، كاشتراك الطلاب في النوادي العلمية والرياضية والجمعيات الخيرية وإقامة المعسكرات ، وتهدف إلى تنمية عديد من المهارات لدى الطلاب : مهارات علمية ، مهارات اجتماعية ، ومهارات الاتصال والتفاعل مع الآخرين .

الأنشطة التربوية الحرة :

        هي الأعمال الحرة المنظمة التي يمارسها الطالب باختياره خارج الحصص المقررة للمواد الدراسية ويوجهها القائمون على العملية التعليمية ، بما يخدمها ويساعد على نمو الطالب من الناحية الفردية والاجتماعية وتشمل جميع ألوان النشاط الاجتماعي والفني والرياضي والديني والثقافي وغيره .

أنشطة لا مدرسية    Non -school Activities

هي الأنشطة التي يقوم بها المتعلم بعد انتهاء اليوم الدراسي ، وفي نهايات الأسابيع والعطلات السنوية ، وهذه الأنشطة تتم عادة من خلال الأسرة أو النوادي ومراكز الشباب ، ويطلق هذا المصطلح على الأنشطة التي لا تخضع لأي شكل لإشراف أو رقابة المدرسة ، وهى بالطبع تختلف عن الأنشطة المدرسية .

وتتعدد المصطلحات الدالة على النشاط ومنها :-

النشاطات المنهجية                                Extra Curricular activities

نشاطات الفصل الإضافية                                  Extra Class activities

نشاطات خارج الفصل                                    Out of Class activities

النشاطات المنهجية المصاحبة                     Co . Curricular Activities

ويمكن تقسيم الأنشطة عامة إلى :-

1-  النشاط المصاحب للمقررات الدراسية .

2-  النشاط المتمم أو المكمل للمقررات الدراسية أو ما يطلق عليه النشاط الحر ، أو النشاط المدرسي ، وتجدر الإشارة في هذا الشأن إلى ما كان سائداً لسنين طويلة من التعليم في المدارس وهو أنه ما يلقيه المربون على تلاميذهم عن طريق المحاضرات والدروس بصورة مباشرة أو عن طريق الكتب والمذكرات بطريق غير مباشر ، ففي خلال الفترة التي سبقت ظهور نظريات التعلم الحديثة وكانت النظرية السائدة نظرة الملكات والتي تقوم على مفهوم تكون العقل من ملكات كالذاكرة والتفكير ، وإنه يمكن تدريب كل ملكة على انفراد والمهم هو توافر المادة الدراسية المناسبة لكل منهما .

وهناك تقسيم آخر إلى ثلاثة أنواع هى :-

1- النشاط المصاحب للمواد الدراسية الرئيسية : ويعتبر جزءا من طريقة تدريسها مثل إتباع طريقة الأسئلة والأجوبة ، أو الانتقال إلى المعامل ، أو إجراء تجارب ، أو مسرحة المنهج ، أو الرحلات التعليمية لمقرر ما ، أو ما شابه ذلك مما يساعد في تحقيق أهداف المنهج المحدد .

2- حصص النشاط : وهى عبارة عن مواد دراسية ذات طبيعة خاصة تعتمد على نشاط المتعلم وحركته ، وتفاعله ، ولا تعول كثيرا على جلوس المتعلم للتلقي بطريقة تقليدية من مقعد وسؤال وجواب فقط ، وإنما هي حصص يقوم فيها المتعلم بدور أكبر من ذلك مثل حصص النشاط الرياضي ، أو الموسيقى ، أو الفني ، أو العملي ، أو العلمي وهذه تتم في المدرسة الابتدائية حاليا بواقع حصتين أسبوعيا لكل نشاط .

3- جماعات النشاط اللاصفي : وهذه جماعات تتكون من طلاب من صفوف مختلفة تجمعهم اهتمامات وميول واحدة تحت قيادة معلم ، أو مدرب ، أو غير ذلك يشرف على عمل الطلاب في هذه الجماعات ، ويعمل على تنمية مواهبهم وميولهم إلى أقصى حد ممكن وأن كان ذلك إلى ما هو أكبر من سنهم ، أو من مقرراتهم الدراسية طالما توفر لديهم الاستعداد لهذا العمل .

فلسفة الأنشطة المدرسية :

1-  إعادة الثقافة العربية الإسلامية إلى سابق عهدها ، ثقافة مبدئية ملتزمة والعمل على بث روح التأليف والكتابة والتجريب .

2-  طبيعة الأمة العربية الإسلامية ذات التاريخ العريق والدين الصحيح واللغة الراقية وعلى الأنشطة أن تترجم ذلك عمليا عن طريق الدرس والاستيعاب والفهم والمقارنة والكتابة لخلق الانتماء والاعتذار والولاء للدين والأمة .

3-  التقدم العلمي الهائل من حولنا ، بحيث نغرس في نفوس الطلبة حب العلم والتجريب.

4-  سن المتعلم وما يلزم في كل مرحلة من كم وكيف للنشاطات التربوية مع مراعاة الفروق الفردية ، واختلاف الميول وقدرات الأجسام .

5-  الإطلاع على ممارسات الأنشطة المعاصرة ، واقتباس الذي يتماشى وفلسفتنا التربوية والحضارية وما يتلاءم . وطبيعتنا من عدم الاختلاط بين الجنسين ، والاحتشام ، واحترام الذات ، والثروات واللغة … الخ . والأخذ بالتعليم عن طريق العمل ، والممارسة ، والتعليم المستمر ، والتعليم عن طريق النشاط ، والتعليم الذاتى . على أن لا يؤدى ذلك إلى شعار لا للمدرسة المطروح في الغرب الآن .

الوظائف الأساسية للنشاط المدرسي :

1-   تنمية مهارات معرفية لدى المتعلم :

       فالمتعلم حينما يشترك في مواقف تعليمية تتطلب منه نشاطاً من نوع ما نجد أنه يستغل كافة طاقاته ومهاراته المعرفية . فقد يحتاج الموقف إلى مقارنات أو إلى إيجاد علاقات ربط أو تكامل أو تفسير أو استنتاج وغير ذلك مما لا يحتاج إليه في موقف تعليمي من نوع آخر ، فالنشاط يثير الاهتمام ويدفع إلى التساؤل مما يعد بداية للنشاط العقلي . ومما يعد بحق أسلوباً جيداً لتعليم الفرد كيفية التفكير .

2-   تنمية ميول واتجاهات وقيم : 

        إن هذه الجوانب لا تحظى في التعليم التقليدي بجانب كبير من الاهتمام ، على الرغم من أنها تعد موجهات لسلوك الفرد ، ومن ثم فإن الاهتمام بها وتوجيهها على نحو سليم إنما يعد من قبيل بناء الإنسان من الداخل ، والنشاط المدرسي يعد فرص حقيقية لتنمية هذه الجوانب وتعديل الخطأ منها بل ويساعد على تهيئة خبرات جديدة تضيف إلى الرصيد المتكون لدى المتعلم من تلك الجوانب الهامة .

3-    الربط بين النظرية والتطبيق :

    فالكثير مما يدرسه المتعلم داخل جدران الفصل الدراسي يظل دون دلالة أو معنى حتى يثبت له صحته أو خطته ، والسبيل إلى ذلك أن يشاهد المتعلم ما يدل على ما قدم له من معارف ، فحينما يقال شيئاً عن الحركة وانتقالها أو عن قوانين نيوتين ، فإن هذه الأمور لا تخرج عن باب اللفظية إلا حينما يشاك المتعلم في مواقف لإجراء تجارب أو لتصميم نماذج في إحدى جمعيات النشاط أو حينما يجرى تجربة في الهواء الطلق أو غير ذلك من النشاطات التي تقيم الصلة المباشرة بين الحقائق النظرية وتطبيقاتها العملية . ولعلنا نلاحظ أن هناك الكثير من خريجي المدارس الثانوية يعرفون الكثير من حقائق الكهرباء مثلا ، ولكنهم يعجزون تماماً عن تفسير ظاهرة أو مشكلة متعلقة بهذا المجال . بالإضافة إلى أنهم يعجزون أيضا عن إصلاح أي خلل أو عطب بسيط قد يطرأ على جهاز أو حتى عند انقطاع التيار الكهربائي عن المنزل .

4-    تنمية مهارات الاتصال :

          فالمتعلم في الموقف التعليمي التقليدي لا تتاح له الفرص لإنماء تلك المهارات ، ذلك أنه في موقف سلبي في معظم الأحوال ولذلك فإن النشاط المدرسي بمختلف أشكاله يساعد المتعلم على ممارسة مهارات الاتصال والتدريب عليها ، حيث سيكون في حاجة إلى الكتابة والقراءة والتحدث والاستماع ، وهى كلها مهارات لا يمكن للمرء الاستغناء عنها طالما أنه يعيش مع جماعة ويشترك معها في تفاعلات يومية متنوعة ، هذا بالإضافة إلى أن النشاط المدرسي يحتوى على مواقف حقيقية بين المتعلمين يتم لهم من خلالها تعرف كيفية التعبير عن الرأي وضرورة احترام الرأي الآخر ، وكيفية حل المشكلات الشخصية والمتعلقة بالعمل ذاته بأسلوب بعيد عن العفوية أو الانفعال .

5-    تعلم التخطيط والعمل في فريق :

    يحتاج العمل في أي شكل من أشكال النشاط المدرسي إلى التخطيط والعمل المتعاون، فهناك مشروعات يقوم بها المتعلمون ، وهناك زيارات ومقابلات ودراسات ومقالات يقوم المشاركون بالتخطيط لها والعمل على تحقيق أهدافها التي شاركوا في تحديدها وصياغتها ، على أن تعلم تلك المهارات لا يتم فقط من خلال توجيه التلاميذ إلى خطوات أو إجراءات معينة يجب القيام بها ، ولكن إلى جانب ذلك يجب أن يعيش المشاركون في النشاط مواقف يلمسون فيها عائد التخطيط السليم والعمل الجماعي ، على أنه ليس بالضرورة مطلقاً أن يكون العائد مادياً ، فقد يشعرون بالسعادة والرضا حينما يرون وحينما يدركون أن أهدافهم قد تحققت .

والمؤكد في هذا المجال هو أن ما يبذله المتعلم من نشاط مدرسي سواء داخل المدرسة أو خارجها لا يخلو من قيمة تربوية ، ومع ذلك فقد يرى البعض أن أشكال النشاط المدرسي تعمل بمعزل عن المناهج الدراسية ، ولكن الواقع هو أن هناك ترابط عضوي بين الطرفين فالمنهج جوهره النشاط ، ولا نشاط مدرسي إلا وله علاقة مباشرة بالمنهج .

وقد يكون للنشاط المدرسي من خلال جمعيات مدرسية أو مشروعات أو مقابلات وندوات وزيارات لمتاحف ومعارض ومؤسسات ومزارع ومصانع ، وقد يكون في شكل كتابة بحوث صغيرة أو جمع بيانات أو تعليق على برنامج إذاعي أو تليفزيوني ، وقد يكون في شكل استخدام ألعاب أكاديمية ، بل إن بعض البلدان المتقدمة تستخدم في هذا المجال أيضاً الحاسبات الإلكترونية حيث يقوم التلاميذ بالتعامل معها للحصول على بيانات ومعلومات أو لحل مشكلات معينة .

     ويلاحظ أن هذه الأشكال كلها وغيرها كثير هي في جوهر المنهج الدراسي ، أى أن مضمونها مادة دراسية متكاملة مع طريقة التدريس ووسائل تعليمية بلوغا لهدف أو أهداف معينة تدور كلها في فلك واحد هو تربية الفرد تربية من نوع جيد .

الأهداف العامة للأنشطة المدرسية :

1-  غرس عقيدة الإسلام وكيفية معالجتها لمشاكل الحياة وبأن الحضارة الإسلامية عالمية وهى ذات أبعاد إنسانية عظيمة وتنشئة الأفراد على احترام الإسلام قولاً وعملاً واتخاذه أسلوب حياة وأسلوب تفكير وبناء القاعدة الفكرية الأساسية التي تقاس عليها الأفكار . ويتجلى ذلك في نشاطات القرآن والسنة والتاريخ .

2-  معرفة الطالب بما هو المجتمع وبأنه أنظمة ومشاعر وأفكار وتعليمه الأخذ والعطاء لمجتمعه ، وتعميق خدمة المجتمع وأفراده في النفوس وبأن المجتمع كالبناء المرصوص وكالجسد الواحد ، بما يفرضه ذلك من تعاون وتنافس شريف.

3-  تعميق الانتماء إلى الأسرة البشرية واحترام إنسانية الإنسان وثقافات الآخرين في حدود احترامهم المتبادل لنا .

4-  تعميق الاهتمام بصحة الجسد ، ونموه وتوعيته صحياً بما يضر صحته من أطعمة ومشروبات وعادات قبيحة ضمن معطيات الشريعة الإسلامية ، وضمن المنجزات العلمية الطبية وذلك عن طريق الرياضة والنشاط الصحي .

5-  احترام العمل اليدوي عن طريق صنع الوسائل والأدوات البسيطة في المدرسة والعمل في الأعمال التطوعية المدرسية .

6-  إتاحة الفرصة للطلاب شغل أوقات الفراغ في البحث والتجريب والعمل اليدوي وممارسة الألعاب المفيدة كالرياضة بأنواعها المختلفة .

7-  اكتشاف قدرات وميول ومهارات الطلاب والعمل على رعايتها وتوجيهها وتزويد الطلبة بالتوجيه المناسب والخبرة العملية والعلمية التي تكمل اكتسابهم داخل حجرات الدرس .

* أهداف النشاط المدرسي في مرحلة التعليم الأساسي :

 للنشاط المدرسي في مرحلة التعليم الأساسي أهدافاً متعددة حيث تركز على النشاطات اليدوية أكثر من غيرها من الأنشطة والتي تهدف إلى :

1-        يهدف النشاط المدرسي لتهيئة مواقف تربوية محببة لنفس المتعلم .

2-    يؤدى وظيفة تشخيصية إذ يساعد على إتاحة الفرص لظهور مواهب المتعلمين وإبراز ميولهم فيسهل كشف المواهب وتنميتها وتوجيهها الاتجاهات السليمة .

3-        يهدف لتدريب التلاميذ على الانتفاع بوقت فراغهم فيما يفيدهم لحمايتهم من الانحراف .

4-    عن طريق تنظيماته وإدارته التربوية للتلاميذ يساعد على تخطيط العمل وتنفيذه وتنظيمه وتحمل المسئولية والتدريب على القيادة .

5-    يؤدى النشاط وظيفة علاجية لأنه يتيح الفرص لعلاج كثير من المشكلات النفسية التي يعانى منها التلاميذ كالشعور بالخجل والانطواء وحب العزلة .

6-    أن يكون الطفل قادر على السيطرة على عواطفه والتعبير عن مشاعره ويتحرر من التبعية واللامبالاة في تصرفاته .

7-    اكتشاف المشاكل التي يفرضها موقف ما والخطوات التي يستدعيها والفرص التي تقدمها لاستثمار ما حصل عليه من معارف سابقة .

8-    تهيئ الفرص لدراسة الطلاب لبيئتهم والتعرف على مشاكلها في حدود امكاناتهم ومستوى تفكيرهم والاستعداد للإسهام بما يلزمها من خدمات تنشئتهم على التكامل الاجتماعي .

9-        نشر الوعي الصحي وتدعيمه بين الطلاب في المدرسة عن طريق جماعات النشاط للرعاية الصحية .

10- تنمية مهارات معرفية للطلاب حتى يثير الاهتمام ويدفع إلى التساؤل مما يعد بداية التفكير العلمي والنشاط العقلي .

11- تنمية ميول واتجاهات وقيم تعد موجهات للسلوك والنشاط خارج الفصل فرصة حقيقية لتنمية هذه الجوانب وتعديل الخطأ وتهيئة الفرصة لخبرات جديدة.

12- تمكين الطلاب من القراءة والكتابة والاستماع والحديث وكلها مهارات لا يمكن الاستغناء عنها طالما أنه يعيش في جماعة ويشترك معها في تفاعلات يومية متنوعة .

13-  يهدف لتنمية التربية الجمالية عند الطلاب وإرهاب حواسهم وتقدير الجمال وتذوقه.

14-  تنمية اتجاهات اقتصادية لدى الطلاب كالتوفير والتعاون واحترام العمل اليدوي .

15-  تنمية قدر من الاهتمامات الترويحية الطبية لدى الطلاب .

الأنشطة المدرسية المرتبطة بمادة اللغة العربية والمواد الإسلامية

أهداف الأنشطة اللغوية:

تسعى الأنشطة اللغوية المتعلقة باللغة العربية إلى تحقيق الأهداف التالية :

1- تمكين الطلاب من الانتفاع باللغة انتفاعا عمليا في مجالات التعبير الوظيفي والإبداعي ويتحقق ذلك بممارسة الحديث ، والحوار والمناقشات  والمناظرات ،في الاجتماعات والندوات وبما يقوم به الطلاب من التحرير في صحيفة الفصل أو مجلة المدرسة .

2- الاتصال بالتراث العربي وغيره من أنواع التراث المترجم إلى اللغة العربية وتتبع ما يجد في الميادين المختلفة .

3- تقوية شخصية الطلاب وتربيتهم تربية خلقية اجتماعية ،وإعدادهم للمواقف الحيوية ،التي تتطلب القيادة والزعامة واحترام الرأي .

4- رسم الطرق السديدة لقضاء أوقات الفراغ والانتفاع بها في أعمال جدية وترفيهية.

5- معالجة الطلاب الذين يميلون إلى الانطوائية والعزلة، أو الذين يغلب عليهم الخجل والتهيب والارتباك ،في كثير من ألوان النشاط اللغوي علاج حاسم لهذه الأمراض .

6- الكشف عن المواهب والميول الخاصة باللغة العربية وإشباعها .

7- ترسيخ ما يصل إليه الطلاب في الحصص وتنميته وتجديده .

8- إعداد طلاب قادرين على أن يفكروا تفكيرا عميقا ومستقلا في مواجهة المشكلات التي تواجههم .

9- تحبيب الطلاب في اللغة العربية والقراءة الجيدة الناقدة المتنوعة التي تثقف عقولهم وتهذب أذواقهم .

10- إيجاد حركة ثقافية تشجع على حب العلم والميل إلى البحث وإشعار الطلاب بواجباتهم نحو وطنهم وتعليمهم كيف يمارسون حقوقهم ويحترمون حقوق الغير.

وكما يلاحظ على الأهداف السابقة شمولها للجوانب المعرفية والمهارية والوجدانية للمتعلم بما يتيح له تربية متكاملة ،يلاحظ أيضا تأكيدها على ممارسة اللغة  حديثا واستماعا وقراءة وكتابة-ممارسة فعالة تتيح لقدراتهم  الإبداعية الظهور والنمو.

أسس ممارسة الأنشطة اللغوية:

لاشك أن تحقيق الأهداف المقصودة من ممارسة الأنشطة اللغوية خاصة تمكين المتعلمين من تنمية الميول والمهارات المختلفة وتزويدهم الذاتى بالمعارف والفنون على مدى الحياة يتوقف

على مدى ما تستند إليه هذه الأنشطة من أسس تربوية ، ومدى ما تراعيه ممارساتها لهذه الأسس. ومن أهم هذه الأسس ما يلي :

1-العرضية : بمعنى أن يكون لكل نشاط هدف خاص يقصد منه ،وأن يتعرف المتعلمون هذا الهدف ويعملون على الوصول إليه بأنفسهم في حدود قدراتهم وإمكانيات مدرستهم من غير مغالاة أو إسراف ، أو قصور وانحراف ،حتى تكون هناك نتيجة واضحة لممارسة هذا النشاط مما يؤدى إلى زيادة واقعية هؤلاء المتعلمين .

2- التلقائية الموجهة : بمعنى أن يجرى النشاط في جو ديمقراطي تسوده الحرية والتفاهم وتبادل الرأي ببين الجماعة ،واحترام ما تراه الأغلبية ،واعتزاز كل فرد بقيمة المجموع واعتزاز المجموع بقيمة أفراده .

3- الحيوية وعدم التكلف : بمعنى أن يجرى هذا النشاط في مجالات حيوية طبيعية مما تزخر به الحية العملية في المجتمع الخارجي فيكون بذلك  صورة مصغرة لما يجرى في الحياة العامة .

4- التكامل والانسجام : حيث ينبغي أن بكون بين النشاط وفروع اللغة العربية تكامل في إطار وأهداف تعليم اللغة العربية ،ووحدة الأهداف بين فروع اللغة والنشاط تستوجب أن يكون بينهما توافق وانسجام وتكامل ،فما يجمل في المقررات الدراسية يفصله النشاط ، وما لا يتسع له الوقت  المخصص لدروس اللغة العربية في شكل حصص مقررة يجد له مجاله الرحب في مجالات النشاط التي تتميز بالجدة والطرافة.

كما تستند ممارسة الأنشطة اللغوية – كسائر الأنشطة  التربوية – في المرحلة الثانوية إلى مجموعة من الأسس أهمها:

1- مشاركة الطلاب في كل نشاط بحيث يسهمون إسهاما فعليا في مراحل  المختلفة في عملية التخطيط  والتنفيذ والتقويم .

2- الاهتمام بأسلوب العمل  وطريقته من حيث تقسيمه بين الطلاب ، واختيار كل طالب للعمل الذي يناسبه حسب ميوله واهتماماته واتجاهاته .

3- ممارسة الأسلوب الديمقراطي السليم ،والاحترام المتبادل في التعامل بين الطلاب والمعلم المشرف على النشاط وبين الطلبة أنفسهم ،على أن تتسم مسئولية المعلم المشرف على النشاط بطابع التوجيه والإرشاد .

4-الاستفادة من الإمكانيات المتاحة إلى أقصى حد ممكن ،بحيث تتم الإفادة من الطلاب ذهنيا ونفسيا  ومن البيئة المادية والبشرية وخلق الحوار والتفاعل بين هذه الإمكانيات بما يؤدى إلى تنمية الفرد والبيئة .

5- العمل بين الطلاب في المناشط يقوم على أساس روح الفريق ،بحيث يتدرب على توزيع العمل والتعاون  في إنجازه بشكل متكامل .

6- الإيمان لأن النشاط بأنواعه  المختلفة ذو هدف تربوي يدرب على التفكير ويدفع إلى العمل ويعين على الإبداع ويساعد على استثمار الوقت .

ولابد أيضا عند ممارسة الأنشطة اللغوية مراعاة الأسس التربوية المرتبطة بفاعلية الطلاب في ممارسة هذه المناشط مثل:

1-عدم الاقتصار في ممارسة المناشط على الوصول  بالطلاب إلى مستوى المعرفة المجردة بل تحفيزهم إلى المجالات التطبيقية التي تجعلهم يفكرون ويلمسون نتائج جهودهم بأنفسهم فتزداد قدرتهم على الأداء ورغبتهم في الانطلاق.

2-اعتبار المناشط امتدادا للبرامج التربوية التي يحصلها الطالب في حجرات الدراسة وبحيث يكون في ممارسة النشاط مشبعا بالقيم السلوكية الحميدة ،وبروح الهواية المقرونة بالمتعة والترويح والإنتاج .

3- الاهتمام بالطلبة الناشئين في ممارسة المناشط ،بحيث يسبق ذلك توضيح أنواع المناشط ،حتى يأخذوا منها ما يناسبهم قدرة واستعدادا .

4- السير في التدريب على المناشط بهوادة وتؤدة بحسب برامج النشاط التي تتفق مع مراحل نمو الطالب وقدراته .

كما يجب مراعاة الأسس العامة التي تقوم عليها المناشط  المدرسية عند ممارسة الأنشطة اللغوية مثل :

1- المناشط التي تمارس في أثناء اليوم الدراسي ،على أن يخصص لها وقت يحدد في الجدول الدراسي الأسبوعي .

2- المناشط يعفي من أعبائها المالية الطلاب .

3- المناشط جزء عضوي في المنهج،وعلى الطلاب المشاركة الفعالة في أحد هذه المناشط أو في أكثر من نشاط .

4- المناشط يجب تقويمها من الطلاب المشرفين عليها لتعديلها وتحديد شروط المشاركة فيها .

5- يشارك في توجيه المناشط معلمون متحمسون أكفاء لدبهم خبرة ودراية بالنشاط والجوانب النفسية للطلاب .

6- أن يستند اختيار نشاط التعليم على عدة معايير ،هي الصدق والشمول والتقويم والملائمة والنمط والارتباط الوثيق بالظروف الكائنة .

ويقصد بالصدق validity أن يكون النشاط مرتبطا ارتباطا وثيقا بالأهداف التربوية ويساعد على تغيير السلوك في اتجاه الأهداف المرغوبة ، والشمول comprehensiveness أن بكون لكل أهداف المنهج نشاطات تعمل على تحقيقها وكذلك أن تراعى الأنشطة الأنماط المختلفة من التعلم ،أما التنوع variety فيعنى ضرورة اختيار نشاطات التعلم لتحقيق النمو الشامل للمتعلم والبلوغ به إلى أقصى درجة ممكنة مع مراعاة  التوازن فيه ، وأن تتنوع الأنشطة أيضا لتتلاءم مع الأهداف المتنوعة للمنهج  والطرق والأساليب المتنوعة في التعليم .أما الملاءمة   Suitability فتعنى ضرورة ملاءمة الأنشطة للمستوى العام للجماعة .كما تلاءم المستويات المختلفة لأفرادها للنمو الجسمي والعقلي والعاطفي والأخلاقي والاجتماعي ،ويعنى النمط pattern  أن ترتبط نشاطات التعلم مع بغضها بنمط معين يميز التربية الرسمية عن غيرها ويتحدد النمط بعدة عوامل منها؛التوازن والاستمرارية والتراكم ، وأخيرا يعنى الارتباط الوثيق بالحياة أن يكون النشاط وظيفيا يبرز صلة التعلم بالحياة .

ويتضح مما سبق أن ممارسة  الأنشطة اللغوية لا يمكن أن تتم بصورة عفوية غير مخططة ولا هادفة ،كما أنها ليست عملا عشوائيا تحكمه الميول والأهواء،وأنها تتم وفق مجموعة من الأسس الواضحة  والمحددة التي تحكم مسالكها وتبرز أولوياتها وتساعدها في تحقيق الأهداف المقصودة من ممارساتها .

معوقات الأنشطة اللغوية :

يقصد بمعوقات الأنشطة اللغوية مجموعة الصعوبات التي تواجه ممارسة الأنشطة الصفية وغير الصفية وتحد أو تحول ببينها وبين تحقيق أهداف اللغة العربية المقصودة من ممارستها.وتتركز هذه المعوقات على تفاوت وجهات النظر المعلمين في أهمية النشاط وعدم تشجيعهم الطلاب على ممارسة الأنشطة اللغوية أو المشاركة فيها ،وعدم وجود أماكن لممارسة النشاط في بعض المدارس الثانوية أو عدم تخصيص وقت داخل اليوم الدراسي لممارسة النشاط بصورة مقصودة ومخططة وهادفة ،بالإضافة إلى عدم قدرة بعض المعلمين تنظيم النشاط أو ريادته، وأخيرا عدم  الاهتمام بجانب النشاط عند تقويم الطلاب الفتري أو النهائي أو عند تقويم المشرفين التربويين للمعلمين .

كذلك فإن عدم الإيمان الحقيقي بقيمة المناشط وأهميتها واعتبارها تسلية ولهوا يضيع الوقت ويبدد جهود الفصل الدراسي ، وعدم توفير الإمكانات المادية المناسبة لتحقيق متطلبات الأنشطة ،وعدم توفر المدرس الكفء وعدم تعاون مدرسي المدرسة ، واهتمامهم فقط بالجانب المعرفي –تمثل معوقات وصعوبات بالغة في طريق ممارسة الأنشطة اللغوية وتؤدى أيضا إلى ففشل هذه الأنشطة في تحقيق الغاية منها .

كما أن من أهم الصعوب�

المصدر: إعداد الدكتور وجيه المرسي أبولبن
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 2256 مشاهدة
نشرت فى 28 مايو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,659,498