يشهد العالم اليوم تحولاً جذرياً بفضل الثورة الصناعية الرابعة وتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي في شتى مجالات الحياة، وخاصة في مجال التعليم، وأحدثت هذه التقنيات ثورة حقيقية، وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من مناهج التدريس والتعلم، حيث يتيح الذكاء الاصطناعي تخصيص تجربة التعلم لكل طالب، وتحسين جودة التعليم، وتسهيل عملية التدريس. ومع ذلك، يواجه هذا التحول تحديات تتعلق بتأثيره على دور المعلم وتطوير المهارات اللازمة للتعامل مع هذه التقنيات، وقد تغيرت ملامح التعليم بشكل جذري بفضل التطورات التكنولوجية المتسارعة، وقد نشهد اندماجًا تامًا بين الإنسان والآلة في بيئة تعليمية ذكية. ومع ذلك، يجب أن نكون مستعدين لمواجهة التحديات التي يطرحها هذا التحول، مثل إعادة النظر في دور المعلم وتطوير المناهج الدراسية.
وقد تطور مصطلح الذكاء الاصطناعي على مر السنين منذ أن صاغه "جون ماكرثي " وآخرون بجامعة دارتموث عام ١٩٥٦م، فكان يعتقد في البداية أن الذكاء الاصطناعي هو مصطلح جامع يشمل جميع الأعمال التي تقوم بها الآلة، والتي يمكن أن توصف بأنها آلة ذكية، وركزت الجهود المبكرة في تطوير الذكاء الاصطناعي على ابتكار آلات وبرمجيات تستطيع محاكاة العقل البشري مما أدى إلى إنشاء "النظم الخبيرة" ومع ذلك كانت هذه النظم محدودة دائما، حتى دخل العالم الألفية الثالثة وأصبح المشهد متهيئا لعودة الذكاء الاصطناعي، حيث ظهر التعلم الآلي والتعلم العميق والبيانات الضخمة والشبكات العصبية الاصطناعية.
ويعد الذكاء الاصطناعي أحد حقول علوم الحاسوب ويسمى في بعض الأحيان بمصطلحات أخرى منها الآلات الذكية والبرمجة الموجهة، فالذكاء الاصطناعي علم وتكنولوجيا، وهو علم يجمع بين العديد من العلوم مثل علوم الحاسوب والبيولوجي واللغات وعلم النفس المعرفي والرياضيات والهندسة وغيرها كثير، كما أنه يهدف إلى إنتاج نظم تعتمد على المعرفة في مجال معين يمكن بواسطتها الإحساس وأن تجعل الحاسوب له القدرة على التفكير والرؤية والكلام والسمع والحركة
ويعد مفهوم الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence - AI) أحد فروع علوم الحاسوب يركز على تطوير أنظمة قادرة على تنفيذ مهام تتطلب عادةً ذكاءً بشريًا. يتضمن ذلك القدرة على التعلم، التفكير، حل المشكلات، واتخاذ القرارات. يهدف الذكاء الاصطناعي إلى محاكاة القدرات العقلية البشرية، مما يمكّن الآلات من التفاعل مع البيئة وفهمها.
ويمثل التعريف الأبسط للذكاء الاصطناعي بأنه الأجهزة أو الأنظمة التي تحاكي الذكاء البشرى، وتسعى لأداء المهام الموكلة بها، والتي يمكنها أن تحسن من نفسها استنادا إلى المعلومات التي تجمعها كما يفعل الذكاء البشري من تطوير ذاته عبر المعلومات التي يجمعها، ومن الناحية التطبيقية فإن ما يقصد بالذكاء الاصطناعي (AI) هو قدرة الآلة على تعلم كيفية إكمال المهام دون تعليمات بشرية صريحة، وبشكل تفصيلي يعبر الذكاء الاصطناعي عن مجموعة تطبيقات تقدم وسائل تعليمية للإنسان، وتقدم وسائل مساعدة كثيرة كتطبيقات الترجمة وغيرها، كما يمكنك الاستفادة من تعلم الآلة لإدارة أعمالك بسرعة أكبر وتطبيقه على مجموعة أوسع من حالات الاستخدام، ويمكن للإنسان تطبيق الذكاء الاصطناعي في جميع مجالات الحياة.
ساحة النقاش