الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

للغة أربعة فنون هي: الاستماع، التحدث، القراءة، الكتابة والعلاقة بين هذه الفنون علاقة عضوية، علاقة تأثير وتأثر والصلات بينهما متداخلة فكل شكل من أشكالها له وجود في الآخر، والكفاءة في فن منها تنعكس على فنون الأخرى ولابد أن يتكامل تدريس هذه الفنون فيما بينها حيث لا يتم التركيز على فن دون آخر .

يعد الاستماع فنا لغويا وشرطا أساسيا للنمو الفكري، إلا أن هذا الفن مهمل في مناهجه العربية، وهذا يرجع الي عدم الإدراك بطبيعة عملية الاستماع واهميتها ومازال التصور السائد ان تنميه مهاراته تقتصر على تكليف التلميذ بالقراءة الجهرية من كتاب مفتوح، أمام زملائه فقط إلى الحد الذي أدى إلى افتقار التلاميذ لهذه المهارات ونحن نقضي معظم اوقاتنا في الاستماع حتى وإن وجد تفاوت في مستوى التحصيل والاستيعاب وهذا أمر طبيعي بين الافراد بسبب وجود الفروق الفردية بينهم واذا اجرينا مقارنة بين مناهجنا العربية في مجال الاستماع ومناهج الدول المتقدمة فسوف نلاحظ فرقا كبيرا بين المنهجين حيث أن مناهج الدول المتقدمة قد افردت للاستماع كتبا خاصه به لأهميته في حين لا نجد في مناهجنا العربية اهتماما كبيرا يتناسب مع حجم أهمية هذه المهارة. 

وقد أدرج نبيل عبدالهادي (2003، 156) مهارة الاستماع في أولويات مهارات اللغة، وذلك لمجموعة مبررات منها: تعمل أداة الاستماع – الأذن – في جميع الاتجاهات، فالإنسان يسمع من يتكلم وراءه، ومن يتكلم امامه، وعن يمينه، وعن شماله، كما يستطيع ان يسمع الغير وهم في أماكن أخرى، وهو لا يراهم، وهي تعمل باستمرار في اليقظة والمنام، بالإضافة إلى كون الإنسان يسمع أكثر مما يقرأ، او يتكلم، او يكتب، وحاسة السمع لدى الإنسان ترتبط بتعلم الكلام، وهي الحاسة المهمة لتطوير المدركات العقلية والفكرية ونموها، فضلا عن الحصول على المعلومات، ولذلك إذا فقد الطفل حاسة السمع بعد الولادة يفقد معها القدرة على نطق الكلام.

والاستماع شرط أساسي للنمو اللغوي لدى الطفل حيث يكتسب ثروته اللغوية عن طريق الربط بين الصوت والصورة، والصوت والحركة، والصوت والعمل، ولذلك فالاستماع عامل حاسم في ظهور النطق عند الطفل ويتطور النطق والكلام عند الطفل حتى يدخل المدرسة. أما بعد دخوله المدرسة، فإن المعلم يبدأ في تدريب الاطفال على النطق وقراءة الكلمات والجمل، وهكذا نرى انه لولا الاستماع ما كانت لتتم مهارات اللغة الأخرى. وفي المراحل التعليمية اللاحقة يأخذ الاستماع نحو نصف الوقت المخصص للدراسة تقريبا. في المدارس الثانوية وما دونها الموقف التعليمي في المحاضرة والمناقشة وغيرها يعتمد اعتمادا كبيرا علي الاستماع الواعي الناقد ومهما علا شأن الوسائل التعليمية ومهما كثرت الوسائل التكنولوجية في العملية التعليمية فإن الاستماع ما يزال يلعب أهم الأدوار في أكثر البلاد تقدما وتقنية.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 84 مشاهدة
نشرت فى 30 يناير 2023 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,592,037