القراءة الصحيحة للقرآن الكريم :
لاشك أن الأمة الإسلامية خير أمة أخرجت للناس، وكتابها أفضل الكتب؛ لذلك كان واجبًا على المسلم تلاوة القرآن الكريم حق تلاوته؛ فتلاوة القرآن الكريم جزء منه لا ينفصم عنه، وأي تقصير فيه أو انحراف به عن الصورة الصحيحة التي تلقاها الرسول – صلوات الله وسلامه عليه – من جبريل u تقصير في حق الله، وحاشا للمسلم أن يقبل هذا.
( ربيع،1405 هـ: 51)
فقد ثبت في السنة الصحيحة أن النبي r)) تعلم القرآن عن جبريل (u) بطريقة التلقي، والمشافهة، وأن جبريل كان يدارسه القرآن في شهر رمضان في كل عام وأنه دارسه القرآن في العام الذي قبض فيه مرتين، ويقول العلماء إن هذه الدراسة كانت تشمل تجويد اللفظ، وتصحيح إخراج الحروف من مخارجها، وكما تلقى رسول الله (r) القرآن عن جبريل (u) مشافهة، فقد حرص عليه الصلاة والسلام أن يعلم أصحابه بنفس الطريقة، كما كان يبعث القراء من الصحابة إلى البلدان البعيدة لتعليم أهلها القرآن، ومن هنا كان اهتمام الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم بتلاوة القرآن الكريم كما علمهم رسول الله (r) .
فالمقصد من تلاوة القرآن الكريم العبادة، والهداية، وإمتاع النفس بمناجاة المولى عز وجل وغايتها اتصال القلب بنور القرآن، ووقوف العقل أمام ما تحويه آياته من حق وهدي؛ فهي عبادة تحتاج إلى قلب سليم، وعقل مستقيم.
وليست العبرة بكثرة التلاوة، بل إن العبرة بالتأمل والتدبر، واستجلاء منابع الهداية من آيات القرآن الكريم.
( عوض، 2002 : 137 ، 138 )
وبناء على ما سبق تكون طبيعة قراءته مختلفة عن قراءة أية مادة قرائية أخرى.
كما أن قراءة القرآن ولو أنها جانب تعبدي– يقصد بها الكيف أكثر من الكم بمعنى أن قراءة آية أو سورة قصيرة بطريقة تمكن القارئ من الإلمام بكثير من جوانبها، أفضل من قراءة أكثر من ذلك بدون فهم، وهذا لا يتأتى إلا لمن عرف كيف يقرأ، ويفهم، ويشرح، ويفسر.(عطا، 1990 : 108 ، 109) .
وتعد القراءة الصحيحة للقرآن الكريم إحدى الوسائل المساعدة على فهم معاني القرآن، لأن الخطأ في القراءة يؤدي إلى أخطاء كثيرة في المعنى، وإذا أراد الإنسان أن يحفظ بعض آيات القرآن الكريم، فلابد أن يسبق الحفظ النطق السليم لألفاظه، وفقاً لكيفية مخصوصة وردت إلينا بطريقة التواتر، حتى رسول الله (r) وقد وضع العلماء أحكامًا، وشروطًا لا تصح إلا بها. (علي، 1989 : 88 ) .
فالقرآن الكريم أعظم مصدر يربي الناس على العبودية لله – عز وجل- ، فقد نُص على أن من أهدافه تربية العقل على التفكير والتذكر والتدبر، وتربية السلوك على الاعتدال والاستقامة والاهتداء بشريعة الله، وتربية القلب والمشاعر والانفعالات والميول، والعواطف، والسمو بها. ( شحاتة، 1998 : 124)
ساحة النقاش