النّاس من جهة التمثال أكفّاء أبوهم آدم والأمّ حوّاء فإن يكن لهم من أصلهم شرف يفاخرون به فالطّين والماء لا فضل إلّا لأهل العلم إنّهم على الهدى لمن استهدى أدلّاء وقيمة المرء ما قد كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعداء نقم بعلم ولا نبغي له بدلاً فالنّاس موتى وأهل العلم أحياء تحرّز من الدّنيا فإنّ فناءها محلّ فناء لا محلّ بقاء فصفوتها ممزوجةٌ بكدورة وراحتها مقرونة بعناء إذا جادت الدّنيا عليك فجد بها على النّاس طرًا لأنّها تتقلّب فلا الجود يفنيها إن هي أقبلت ولا البخل يبقيها إذا هي تذهب إذا اشتملتْ على اليأس القلوبُ وضاْقَ بِمَا بهِ الصَّدْرُ الرَّحِيْبُ وأوطنت المكارهُ واستقرّت وَأَرْسَتْ فِي أَمَاكِنِهَا الخُطُوْبُ ولم ترَ لانكشاف الضرِّ وجهاً ولا أغنى بحيلته الأريبُ أتاكَ على قنوطٍ منك غوثُ يمنُّ به اللطيفُ المستجيبُ وكلُّ الحادثاتِ اذا تناهتْ فَمَوْصولٌ بها فرَجٌ قَرْيَبُ فإن كنت بالشورى ملكت أمورهم فكيف بهذا والمشيرون غيَّبُ وَإِنْ كُنْتَ بِالْقُرْبَى حججْتَ خصِيْمهم فَغيركَ أَولى بالنَّبيِّوَأقربُ
ساحة النقاش