ملامح جيل (بلا صخب يعبر هؤلاء المتميزون القرن .. إنهم بحق يشكلون ملامح جيل
س : النشأة فى أسيوط كيف أثرت علي توجهاتك الأدبية؟
ولدت فى قرية العتمانية التى تقع فى أقصى الجنوب الشرقى لأسيوط وأول ماشاهدت عينى شاهدت جبلاً كالهلال يحيط بقريتى من الشرق ، هذا الجبل بكل مفرداته من رماد وصبار وشيح ومغارات وكنوز وعطش للماء وحكايات مرعبة تأتى من بوابة درب الأربعين ، أشياء زرعت فى التأمل والحدة والصلابة بينما من غرب قريتى كان بحرالنيل بوفائه وجماله ورقته وطيبته وسنطه ونخله الذى دائماً مايقف صامداً فى وجه زعابير أمشير القاسية ،، هذا النهر المبارك وتعاطفه مع والدى الفلاح العاشق لأرضه جعلنى رقيقاً وطيباً وحساساً ..وما بين الجبل والنهر كان ومايزال عالم (ناس قاو) الجميل حيث الشعراء الجوالين وراديو العم جابرأبوحسين وفرق المزمار البلدى ومواويلهم الجميلة وروائع الشيخ يس التهامى والشيخ أحمد التونى فى مولد سيدى الشيخ سالمان أبوعلى وأمثال أمى الكثيرة الجميلة وحكاياتها عن تاريخ عائلات المنطقة كالعقايلة وأبى شامة وغيرهم وبكائياتها التى تختزل حزن العالم فى عدودات صغيرة فى الحجم كبيرة فى العدد ، مرة تبكى أخيها أبيها وأخيها اللذين ماتا فى عام واحد ومرة تتحسرعلى غربة أخى على الذى هاجر إلى بلاد برة للبحث عن لقمة العيش بعد أن ضاقت به أرضنا أرض الخيرات،، تشبعت من حزن أمى وعشق أبى للأرض وسخرية عمى أحمد وهموم وشوش أهلى وأحزانهم التى تضاريس وجوههم فكتبت شعراً بلهجتهم محاولاً التعبير عنهم،، ثم كانت دراستى فى جامعة أسيوط حيث صاحب المغامرة اللغوية الدكتور عبدالوهاب أمين والدكتور محمد عبدالحكم ودرويش الأسيوطى وسعد عبدالرحمن وعاطف عبدالمجيد ومحمدعلى ابراهيم ،، مجموعة جميلة أثرت فى سواء فى الجامعة أو قصر الثقافة وفترة جميلة أحن إليها كثيراً وأحن لنقاشاتها القاسية والتى بدون أدنى شك كانت عاملاً مهماً فى تشكيل تجربتى