صدى مصر sada misr

رئيس مجلس الإدارة : بكرى دردير رئيس التحرير: سيد عبد النبى

 

 

منى عبده

واحدة من بين مئات القصص التى أبرزت شجاعة المقاتل المصري وهو البطل الشهيد “سيد زكريا خليل” من مواليد شهر أكتوبر 1949، من نجع “الخضيرات” شرق قرية البغدادي بمحافظة الأقصر، والطريف في الأمر أنه ولد في أكتوبر 1949، ودخل الجيش في أكتوبر 1971، وسالت دماؤه الطاهرة في أرض سيناء المقدسة في أكتوبر عام 1973، كان الشهيد أصغر أخوته الثمانية، فقد أمه “حسنية عبد الجواد” قبل أن يدركها بعينيه، وكان حافظًا لنصف كتاب الله، وكان يعمل مزارعًا ويساعد أبيه .

تقدم للجيش ثلاث مرات وقُبل في المرة الثالثة، وكل مرة كان يرفض نتيجة صغر سنه، بالرغم أن كثير من الأسر كانت تخشي انضمام فلذات أكبادها للجيش آنذاك، لم تكن أسرته تعلم أين ذهب “سيد زكريا” بعد الحرب، إذ عاد من عاد، واستشهد من استشهد، أما “سيد زكريا” فكان رد قيادات الجيش على أسرة الشهيد “اعتبروا أبنكم مفقودًا” .

وطوال عشرين عامًا تأكل النار قلب شيخ بلغ من الكبر عتيًا وهو والده، وأخوه محمود، وشقيقاته يرتدين السواد منتحبات على المفقود، حتى نهاية عام 1996، حين أعترف جندي إسرائيلي لأول مرة للسفير المصري في ألمانيا بأنه قتل الجندي المصري “سيد زكريا خليل”، وأثناء اعترافه للسفير المصري أكد أن سيد كان مقاتلًا فذًا، قاتل حتى الموت وتمكن من قتل 22 إسرائيليًا بمفرده، وحينها سلم الجندي الإسرائيلي متعلقات البطل المصري إلى السفير، وهي عبارة عن السلسلة العسكرية الخاصة به إضافة إلى خطاب كتبه إلى والده قبل استشهاده، وقال الجندي الإسرائيلي أنه ظل محتفظًا بهذه المتعلقات طوال هذه المدة تقديرًا لهذا البطل، وأنه بعدما نجح في قتله قام الجندي الإسرائيلي بدفنه بنفسه، وأطلق 21 رصاصة في الهواء تحية لهذا البطل الشهيد .

ومن الغريب إن قصة هذا الجندي المصرى الشجاع ظلت فى طي الكتمان طوال 23 سنة كاملة، حتى اعترف بها جندي إسرائيلي .ونقلت وكالات الأنباء العالمية قصه هذا الشهيد وأطلقت عليه لقب (أسد سيناء)

تعود بداية القصة أو فلنقل نهايتها إلى عام 1996في ذلك الوقت كان سيد زكريا قد عد من ضمن ...المفقودين فى الحرب وفى مدينة برلين بألمانيا دخل دبلوماسى إسرائيلى يعمل بتلك المدينة إلى السفيرة المصرية هناك لمقابلة المسؤلين بها حيث قام بتسليمهم متعلقات جندى مصرى أستشهد فى حرب أكتوبر 1973 مفجراً المفاجأة .. وهى أن هذا الجندى تمكن من إبادة سرية كاملة من القوات الخاصة الاسرائيلية , وأن هذا الدبلوماسى الاسرائيلى الذى كان جندياً فى تلك الحرب كان شاهداً على بطولة وشجاعة الجندى المصرى الأمر الذى دفعه إلى إطلاق لقب “أسد سيناء” عليه , ودعى الحكومة المصرية إلى منحه أعلى الأوسمة العسكرية
وطيرت وكالات الأنباء العالمية , وجريدة يديعوت أحرنوت الاسرائيلية الخبر , وسطع إسم الجندى سيد زكريا خليل فى الأفق بعد إستشهاده بما يقرب من ربع قرن من الزمان , وأراد الله سبحانه وتعالى أن يٌكشف اللثام عن هذا البطل وعلى لسان أعدائه ليكون مثالاً يحتذى , وليعلم من لا يعلم أن الله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

وبركن خاص بالقاعة المخصصة لسلاح الصاعقة بالدور الثانى بالمتحف الحربى بالقلعة علقت لوحة نحاسية نقش عليها وجه البطل , وأسفلها طاولة عرض زجاجية بها متعلقات البطل التى سلمها الدبلوماسى الأسرائيلى وهى عبارة عن : بطاقة عسكرية لتحقيق الشخصية , ومبلغ مالى عبارة عن ورقة فئة الجنيه , و3 ورقات فئة العشرة قروش , وقطعة معدنية فئة العشرة مليمات , وحوالة بريدية مرسلة لأهله بمبلغ 18 جنيهاً وخمسين مليماً , وتلغرافاً به عنوان المرسل إليه الحوالة , والعنوان هو : الأقصر – أبو الحجاج – نجع الخضرات .

وكذلك خطابان أحدهما من أخيه محمود الذى يكبره سناً , وكان أيضاً مجنداً بالقوات المسلحة فى تلك الفترة , وإن كان قد سبقه بتاريخ التجنيد يخبره فيه بموعد أجازته الميدانية وتمنياته أن توافق فى جزء منها أجازة أخيه لكى يتقابلا خلالها .

أما الخطاب الآخر فقد كتبه سيد ليرسله إلى أخيه محمود يوصيه فيه باخوته البنات , ويطلب من أسرته ألا تحزن إن أصابه مكروه, خلال الحرب الوشيكة , وعلو منزلة الشهيد عند ربه , كما أرسل سلامه لجميع أفراد عائلته .. ولكن للأسف تأخر وصول هذا الخطاب لمدة 22 عاماً كاملة حيث حالت ظروف الحرب دون إرساله , وظل داخل حافظته مع الجندى الاسرائيلى حتى سلمها للسفارة المصرية فى برلين عام 1995م. إلى أن عرض بركنه بالمتحف الحربى عقب ذلك.

بالاضافة إلى ما سبق أحتوت الحافظة على تصريح أجازة بأسمه من يوم 18/9/1973حتى حتى يوم 25/9/1973.

ثم تلغراف من وحدته تطالبه بقطع أجازته وتسليم نفسه لوحدته يوم 24/9/1973م ( وذلك لظروف بدء مناورة الخريف التى تمت العمليات الحربية تحت سترها) .

ثم حافظة جلدية سوداء مقلمة بخطوط بيضاء كانت تضم هذه المحتويات.

أما سيد زكريا خليل فهو أحد أبناء صعيد مصر , من قرية البغدادى نجع الخضيرات بحضن الجبل ضواحى مدينة الأقصر. مواليد عام 1949م . واكب وهو شاب صغير نكسة 1967 وحزن حزناً جماً مثله مثل باقى أبناء شعب مصر العظيم , ومن منظوره الضيق للأمور أبدى دهشته لأخيه الأكبر محمود .. كيف لهذا الكيان الصهيونى تكون له الغلبة على هذه الأمة العريقة بتاريخها وأمكانياتها … لم يكن يعلم أن إسرائيل ما هى إلا مخلب قط للأستعمار البغيض.. ولم تهدأ نفسه إلا عندما أصر فى نفسه ضرورة الأخذ بالثأر.

كان للصفات التى يتمتع بها أبناء الصعيد من جلد , وصبر, وقوة تحمل , ومن خشونة الطبيعة وصعوبة الحياة أثرها فى إختيار سيد زكريا ضمن صفوف الصاعقة التى أثبت فى تدريباتها مهارة فائقة دفعت به ضمن أقوى تشكيلاتها ضمن أفراد الكتيبة التى كان يقود رجالها العميد برادة.

وفى ثانى أيام معركة التحرير كلف سيد مع مجموعة من أبطال الصاعقة بالتوجه إلى عمق سيناءعلى الجانب الآخر من منطقة الممرات لمنع قوات العدو الاحتياطية من إجتياز أحد هذه الممرات , ووقف تقدمها على الأقل لمدة 24 ساعة حتى يكتمل عبور قواتنا المدرعة لقناة السويس .

وقبل أن يأخذ الرجال أماكنهم فى الهليوكوبتر المعدة لنقلهم إلى مكان العملية , وأثناء تزويدهم بالسلحة والذخائر , والتعيين من أطعمة ومشروبات تكفيهم لمدة 24 ساعة على الأقل.. فوجئ النقيب على قائد هذه المجموعة بسيد يرفض أخذ المعلبات الغذائية .. ودار بينهما الحوار التالى :-
• النقيب على : لماذا ترفض أخذ التعيين؟
• سيد : يا أفندم أنا عايز بدلاً منه كمية من الذخائر.
• النقيب على : إنت عارف أن مدة العملية 24 ساعة على الأقل لآزم تتناول خلالها طعام.
• سيد : يا أفندم كفاية علىّ زمزمية المياه … أنا يمكن أصبر على الجوع , وعلى العطش .. لكن موش حا أقدر أتحمل أن العدو موجود أمامى وذخيرتى خلصت , وموش قادر أتعامل معه.

وبالفعل أمر النقيب على لسيد بكميات إضافية من الذخائر على حساب تعينه بما لا يسبب له عائقاً أثناء حركته وأدائه لمهامه المكلف بها.

وأقلعت الهليوكوبتر فى الجو برجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه… ورويداً رويداً حطت بهم بحذر فى النقطة المطلوبة وما هى إلا عدة ثوان وكان الرجال جميعهم خارج الطائرة بأسلحتهم وذخائرهم , وبنفس السرعة عادت الطائرة لكى لا تكشف مكان هؤلاء الأبطال الذين أنتشروا بسرعة الفهود فى مسرح العملية يهيئون الأرض تجهيزاً مناسباً , ومستخدمين الثنيات الطبيعية فى ألاختباء وتشوين الذخائر فى الخلف بين صخور المنطقة , مستخدمين أعشاب المنطقة غطاء لخوذاتهم وملابسهم زيادة فى التمويه …. وظلوا من صباح هذا اليوم فى حالة تامة من السكون , والحذر , والترقب حتى عصر اليوم نفسه حينما ترامى إلى مسامعهم أصوات جنازير دبابات قادمة من جهة الشرق تعلوهم طائرة هليوكوبتر تتقدمهم لتأمين الطريق… ومع زياة إقتراب مدرعات العدو , وطائرته إستمروا فى سيرهم الطبيعى فى إتجاه الأبطال دون أن يبدو عليهم أنهم قد إكتشفوا الكمين الذى ينتظرهم … وذلك لحسن إنتشار رجال الصاعقة المصرية , وحسن تخفيهم عن الأنظار , ولرباطة جأشهم ,وعدم صدور ما من شأنه لفت الانتباه إليهم على الرغم من دنو الخطر القاتل منهم..

وما هى إلا لحظات وكان رتل مدرعات العدو القادم فى خيلاء وغرور نحو الممر الجبلى فى متناول أسلحة أبناء مصر من أبطال الصاعقة وكانت لحظة البداية عندما إنفجر أحد الألغام المضادة للمدرعات التى زرعها أبناء مصر فى إحدى دبابات العدو فشلت حركتها , ولم يعطى رجال الصاعقة الفرصة لباقى دبابات العدو الفرصة للتفكير فيما أصاب دبابتهم المندفعة فى خيلاء أمامهم , وإنهالت القذائف عليهم ذات اليمين وذات اليسارفما كان منهم سوى الانسحاب للخلف فى سرعة عالية كما هى عادتهم إذا ما أصطدموا بمقاومة شديدة مخلفين ورائهم عدداً من الدبابات المدمرة , والتى بدأ أفراد أطقمها فى محاولة الخروج منها, ولكن طلقات رشاشات أبناء مصر كانت تحصد أرواحهم… وبكل السرعة المطلوبة قامت مجموعة الصاعقة بتعديل أوضاعها, واستعواض الذخائر .. وكما توقعوا عاد العدو فاتحاً تشكيله ممطراً المنطقة بوابل من أسلحة .. مما تسبب عنه هذه المرة خسائر كبيرة بين رجال الصاعقة , ولكنهم تشبثوا بالأرض بكل القوة ودارت معركة متلاحمة بين الصاعقة المصرية بصدورهم العارية ودروع الفولاذ .. فقام سيد زكريا مع رفاقه من حاملى الآر- بى- جيه بالأنسلال بين دبابات العدو يناورونها ويخللوا صفوفها ويتجنبوا جنازيرها المفترسة, ويلتفون خلفها لتجنب رشاشاتها ويصوبون قذائفهم نحوها .. فزادت خسائر العدو بين مدرعاته بصورة لم يكن يتوقعها.. فما كان منه إلا الانسحاب للمرة الثانية بعد أن فشل فى إجتياز الممر الجبلى والوصول لدعم قواته التى لم تستسلم بالحصون , ومنع تقدم القوات المصرية الزاحفة بثبات داخل سيناء .. جمع أبطال الصاعقة أشلاء شهدائهم , وحملوا جرحاهم للخلف للأحتماء بالمنطقة الصخرية التى يخترقها الممر , وقد اوشكت مهمتهم على الانتهاء بعد أن أوشكت الشمس القانية على المغيب كاسية الكون بحمرة داكنة , وساد السكون والصمت المكان .. وكأنه السكون الذى يسبق العاصفة… كان من بقى على قيد الحياة , من قوات الصاعقة المصرية الذين بحالة تسمح لهم بحمل السلاح والمناورة أقل من أصابع اليدين .. وقد إستنفذ جهدهم , ونفذت معظم ذخائرهم ..

كانوا ينتظرون غروب الشمس للعودة سيراً على أقدامهم إلى المواقع الأمامية المصرية على بعد عدة كيلو مترات لتعيدهم إلى قاعدته ,بعد أن نجحوا فى منع مدرعات العدو من المرور ولم يدر بخلدهم أن العدو الذى تكبد خسائر فادحة فى مدرعاته قد أضمر بهم شراً للأنتقام بما لحق بهم , وماهى إلا لحظات وشاهد سيد ورفاقه طائرتى هليوكوبتر للعدو قادمتان فى إتجاههما فاتحة نيران رشاشاتهم نحوهم وخلفهما مجنزرتين إسرائيليتين تحملان سرية من القوات الخاصة الأسرائيلية .. بدأت الهليوكوبتر فى مناوشة أبطال الصاعقة المصرية لتتيح لقواتها الخاصة الخروج من مجنزريتها وتطويق رجال الصاعقة رد أبطال الصاعقة عاى الهليوكوبتر بالمثل , وفى ثبات برز سيد من خلف أحد الصخور ,اصاب إحدى الطائرتين بقاذفه الصاروخى فى مقتل .. وفرت الأخرى مذعورة مفسحة المجال لقواتها الخاصة للتعامل مع هؤلاء البواسل..

خرج جنود العدو من مجنزراتهما فى إتجاه المنطقة الصخرية تسبقهما طلقات الرشاشين الثقيلين فوق المجنزرتين , وأستعد من تبقى من أبطال مجموعة الصاعقة المصرية بما تبقى من ذخيرة قليلة للدخول فى معركة أخيرة طلباً للشهادة , ومالبثت ذخيرتهم القليلة أن نفذت ومازال القسم الأكبر من أفراد العدو بكامل تسليحهم وأستعد أفراد الصاعقة الذين بقوا على قيد الحياة لأستخدام السلاح الأبيض فى معركة تلاحمية عدا سيد الذى كانت لا تزال لديه خزنتين لبندقيته الآلية وما لبث أن سقط سقط الجنديين الاسرائيلين خلف الراشاشين الثقيلين صرعى فوق المجنزرتين , وحاول العدو تمشيط المنطقة الصخرية , فحول سيد وضع إطلاق النار إلى الوضع الفردى لكى لا تنطلق أكثر من طلقة فى كل مرة , وبفضل سرعته , وأنتقاله من مكان إلى آخر , وحسن تخفيه من إحداث خسائر عالية بين الكوماندوز الاسرائيلين الذين بدأوا فى التساقط واحد تلو الأخر , ولم يمنعه الأمر من إستخدام سلاحه الأبيض فى التخلص ممن وجده قريباً من مكمنه , وما هى إلا فترة وجيزة , وهدأ المكان من أصوات الطلقات .. وانتظر سيد برهة , وفى حذر خرج ببطء من مكمنه يستطلع ما حوله فلم يشاهد سوى جثث زملائه شهداء الصاعقة , وحولها تتناثر أشلاء جنود الأعداء هنا وهناك .. وبدأ الظلام يزحف على المكان فتحرك سيد ببطئ وحذر بعد أن أدى دوره فى منع عبور العدو من هذا الممر الجبلى طيلة اليوم بعد معارك شرسة ولما تأكد له خلو المكان من اى اثر للحياه تقدم حاملا بندقيتة الاليه فى اتجاه الممر ليعود للقوات المصريه ولم يبقى ببندقيته سوى رصاصتين فقط .

ولكن الله سبحانه وتعالى اراد له منزله عليا فمر اثناء سيره على حفره يختبئ بها جندى اسرائيلى ما كاد ان يمر به حتى بادره الجندى الغادر بعدة طلقات فى ظهره بيد مرتعشة ولكنه فوجئ بالبطل يسقط امامه و كان يظنه احدا الشخصيات التاريخيه من الابطال التارخيين جاء ليساند هؤلاء الجنود الابطال المصريين وهاله ان يرى هذا الجندى يسقط امامه فاقترب منه بخوف وحزر وهو موجه السلاح نحوه فوجده قد فارق الحياهو بكل الاعجاب دس يده فى جيبه واحتفظ ببطاقته ووجد نفسه يقف امامه فى وضع انتباه رافعا يده بالتحيه العسكريه له لم يعرف ما الذى دفعه الى ذلك ولكنه وجد نفسه فى هذا الوضع لبعض الوقت اعجابا وتقديرا لهذا الجندى الذى استطاع ان يبيد سريته بالكامل.

luxlord2009

صدى العربية Sada Arabia

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 2108 مشاهدة
نشرت فى 6 أكتوبر 2016 بواسطة luxlord2009

ساحة النقاش

صدى الأخبار العربية

luxlord2009
Sada Arabic News شعارنا الشفافيه »

صدى العربية

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

461,244

صدى العربية

 شارك في نقل الحـدث