تصر الحكومة الفرنسية برئاسة مانويل فالس على حظر المايوه البوركيني، والتمسك بالزي "البكيني" وما شابهه، وبلغ إصرارها مؤخرا، حد تحدي قرار أعلى هيئة قضائية فرنسية، بإلغاء حظره، وإعلان العديد من نواب البرلمان تمسكهم بسريانه، عن طريق تمرير تشريع بهذا الشأن.
ولأن الحظر يتعلق بأمر مظهري تافه، كان البحث عن السبب الحقيقي وراء التصميم عليه، موضوع مقالة رأي نشرتها وكالة بلومبرج، حيث قال صاحبها توبن هارشو إن فرنسا تعاني حاليا من تدعيات الفشل الجزئي لغزوها الثقافي والحضاري الذي تزامن مع استعمارها لبلدان شمال افريقيا وأنها تحاول بهذا الحظر ضمان اندماج المسلمين الذين قدموا اليها من المغرب والجزائر وتونس داخل المجتمع الفرنسي وفرض هيمنتها الحضارية عليهم.
وتعهد نيقولاس ساركوزي الرئيس الفرنسي السابق والمرشح الحالي لمنصب رئيس الجمهورية في 2017 بفرض حظر على البوركيني، في جميع أنحاء اليلاد حال إعادة انتخابه، وتعهد كذلك سياسيون فرنسيون لهم توجهات يمينية بمواصلة تطبيق الحظر، حتى بعد صدور حكم بإلغائه من اعلى هيئة قضائية فرنسية، وإعلان الأمم المتحدة تأييدها لهذا الحكم القضائي.
ويرجع بداية استقبال فرنسا للمهاجرين المسلمين إلى العقود التي تلت الحرب العالمية الثانية، حيث كانت تعتمد خلال تلك الفترة على العمال الأجانب، لتأدية الأعمال التي لا تتطلب مهارات خاصة، لكن الموقف تجاههم تبدل في تسعينات القرن الماضي عندما أعلنت الحكومة ذات التوجهات المحافظة استهدافها وقف استقبال المزيد منهم، وقامت لذلك باستصدار قوانين تشمل عدم منح الإقامة لأزواج وزوجات المهاجرين ممن لديهم تأشيرات إقامة قانونية، وهو ما زاد من صعوبة حصول الطلاب من بلدان أخرى على وظائف بعد التخرج، بجانب توسيع صلاحيات ترحيل الأجانب غير المقيمين بشكل قانوني، وتعطيل طلبات اللجوء السياسي.
وقال هارشو، إن التضييق على المهاجرين، تحرك في البداية، بدافع توفير الوظائف للمواطنين المقيمين في فرنسا، لكنه تطور في الوقت الراهن، ليستهدف المحافظة على الهوية العلمانية للدولة، التي ترسخت منذ اندلاع الثورة الفرنسية في سبعينيات القرن الثامن عشر، وذلك خصوصا بعد صعود أعداد المهاجرين القادمين من المغرب والجزائر وتونس ليشكلوا حاليا نسبة 7ّ.8٪ من إجمالي عدد السكان الذين تقدر اعدادهم بنحو 60 مليون نسمة.
وعلى الرغم من تبني دول أوربية مجاورة لسياسات اكثر تساهلا مع المهاجرين، لكن مسح أجرته شركة بيو جلوبال ريسرتش في فصل الربيع من العام الحاري بعد أشهر من حادث إرهابية تسببت في مقتل 130 شخصا في باريس، توصل الى أن 29٪ من الفرنسيين، يحتفظون بنظرة سلبية عن الإسلام، وفي كل من هولندا والسويد اللتان لم تتعرضان لأعمال إرهابية واسعة النطاق قالت نسبة 35٪ من المشاركين في المسح، إنهم يحتفظون بنظرة سلبية عن المسلمين، كما اعتبرت نسبة مماثلة منهم أن المسلمين يرغبون في تمييز أنفسهم، بدلا من الإندماج داخل المجتمات التي يعيشون فيها.
وأشار المسح كذلك، إلى تخلف المسلمين الذين يعيشون في جميع البلدان الأوربية من ناحية التوظيف والتعليم والثروة والتعرض لعقوبة الحبس، ففي هولندا التي يشكل المسلمون فيها نسبة 5٪ من عدد السكان بلغت أعداد المسلمين نسبة 20٪ من إجمالي السجناء البالغين.
نشرت فى 27 أغسطس 2016
بواسطة luxlord2009
صدى الأخبار العربية
Sada Arabic News شعارنا الشفافيه »
صدى العربية
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
461,232
صدى العربية
شارك في نقل الحـدث
ساحة النقاش