كتب_ أحمد زكى
يشرح البروفيسور مايكل ليندينغر اختصاصي الحيوان وفيزيولوجيا ممارسة التمارين الرياضية في جامعة جيلف بقوله: ” لا يستغرق الأمر سوى 17 دقيقة من ممارسة التمارين المعتدلة في الطقس الحار والرطب حتى ترتفع درجة حرارة الحصان إلى مستويات خطيرة. يعادل هذا من ثلاثة إلى 10 مرات أسرع من البشر. تشعر الخيول بالسخونة أكثر مما نشعر به بكثير”.
قد تكون الآثار خطيرة. إذا ارتفعت درجة حرارة جسم الحصان بشدة من الدرجة العادية 37-38 مئوية إلى 41 مئوية، يمكن أن تبلغ درجات الحرارة في العضلات العاملة 43 درجة مئوية، وهي درجة الحرارة التي تفسد البروتينات في العضلات (تطهى). الخيول التي تعاني الإجهاد الحراري المفرط قد تواجه انخفاض ضغط الدم، المغص والفشل الكلوي.
أصبح ليندينغر مهتما بآثار الحرارة على الخيول عندما كان باحثا رئيسيا في فريق البحث الكندي الذي ساهم بمعلومات حول استجابة الخيول للحرارة والرطوبة في دورة الألعاب الاولمبية الصيفية بأتلانتا.
تعد الخيول أكثر عرضة للحرارة لعدة أسباب كما يوضح ليندينغر. أولا، لأن حجمها أكبر ولديها نسبة مئوية أعلى من العضلات النشطة من البشر أثناء ممارسة الرياضة وعندما يتم استخدام العضلات، فإنها تنتج الكثير من الحرارة.
تعتمد الخيول أيضا إلى حد كبير على التعرق لتبريد أجسامها ويمكنها التعرق بنسبة 15-20 لترا في الساعة في الأحوال الباردة والجافة وحتى 30 لترا في الساعة في الأحوال الحارة والرطبة، إلا أن 25 إلى 30 في المائة فقط من العرق المفرز يكون فعالا في تبريد الحصان عن طريق التبخر.
يقول ليندينغر: “لأن المزيد من العرق يتم إفرازه أكثر مما يتبخر فإن الباقي يتصبب من على جسم الحصان. وعلى سبيل المقارنة، فإن 50 في المائة من العرق الذي تفرزه أجسامنا يتبخر من أثناء ممارسة التمارين ويساعدنا على تبريد أجسامنا”.
كما أن الملح الناتج عن عرق الحصان هو أيضا أربع مرات أكثر تركيزا مما هو في العرق البشري. يشير ليندينغر إلى صورة لمنطقة من أجساد خيول التحمل التي كانت تقف بينما كانت أجسامها تكشط مرارا وتبرد بالماء. ونسبة لأن السوائل التي كانت على الأرض تبخرت بقي سطح التربة أبيضا بسبب الملح الذي كان في عرق الخيول.
يقول ليندينغر إن هذه الأملاح يتعين استبدالها ولكن مجرد إعطاء الحصان الماء لن يروي الحصان الذي فقد السوائل. عندما يشرب الحصان الماء العادي فإنه يخفف سوائل جسمه وتحاول أجسادها الاستجابة من خلال محاولة التخلص من المزيد من المياه والمزيد من الشوارد .
تلهث الخيول أيضا لتبديد الحرارة ولكن بحسب ليندينغر إن هذا لا يكون فعالا إلا إذا كان الهواء أبرد من حرارة جسم الحصان بخمس درجات على الأقل.
نصيحته لحماية الخيول من الآثار الضارة لحرارة الصيف هي تعليم الحصان على شرب محلول الإلكتروليت (المياه التي بها نسبة صحيحة من الأملاح الذائبة) لتعويض العرق. ينبغي أن تكون البداية بكمية قليلة في الماء مما يجعل الحصان يتعود على طعمها و زيادتها تدريجيا على مدى أيام وأسابيع حتى يتم الوصول إلى توصية الشركة الصانعة.
المحافظة على تزويد الحصان بالماء على نحو ملائم هو الخطوة الأكثر أهمية في حمايته من الآثار الضارة للحرارة كما يقول.
إذا كنتم تستعدون لمنافسة فإن ليندينغر يوصي بمحاولة أقلمة الحصان على الحرارة عن طريق قضاء أربع ساعات يوميا، خمسة أيام على الأقل في الأسبوع لمدة ثلاثة أسابيع، في ظروف مناخية حارة. وللحصول على أفضل النتائج، ينبغي تمرين الحصان لمدة ساعة خلال الساعة الثانية من كل يوم من تلك الأيام
العديد من الخيالين يعمدون إلى تمرين خيولهم في الصباح أو المساء، عندما يكون الطقس باردا ثم يذهبون إلى المنافسة التي تعقد خلال الجزء الأكثر سخونة من اليوم. هناك حاجة لتعويد الخيول على الركوب أثناء السخونة والسماح لها بتطوير مجموعة كاملة من التعديلات المفيدة التي تأتي مع التأقلم الحرارة .
يقول ليندينغر إن الخيول التي تخضع لعملية التأقلم على الحرارة سوف تفقد المزيد من الحرارة عن طريق التعرق والتنفس، وسوف تكون أكثر قدرة على البقاء وهي مرتوية لأنها سوف تشرب.
عندما يكون حصانكم مرتفع الحرارة ينبغي عليكم البحث عن ظل وهواء بارد للمساعدة في تبريده ولكن لا تستخدموا بطانية أو “مبرد” على الحصان الذي يتصبب عرقا. أفضل طريقة لتبريد الحصان بسرعة هي رش الحصان مرارا بالماء البارد وشطف الماء الزائد عن جسمه.
يقول ليندينغر إنه يمكن خفض درجة الحصان درجتين في 10 دقائق بهذه الطريقة: صب الماء ثم شطفه ثم صب المزيد منه وتكرار ذلك مرارا. تعتبر جزئية الشطف مهمة وإلا فإن الماء يكون محبوسا في شعر الحصان وترتفع حرارته بسرعة. من خلال شطف الماء وصب المزيد من الماء الجديد والبارد يمكن المحافظة على استمرار عملية التبريد.
يقول ليندينغر إنه بوصفكم خيالين ينبغي عليكم أخذ مقصف من الماء وواقي من الشمس وقبعة ذات حافة من أجل مغامرات ركوب الخيل في فصل الصيف . ينبغي عليكم أيضا تجهيز أنفسكم بالأدوات اللازمة لحماية خيولكم من الحرارة والرطوبة. إذا قمتم بإعداد حصانكم مسبقا وكانت لديكم خطة لتبريده إذا عانى من فرط السخونة فإنه حتى أيام الصيف الحارة الرطبة يمكن أن تكون ركوبا ممتعا.
ساحة النقاش